إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يقول الفنان (( كنان الزهيـر)) سورية بلد الحضارة والفن العريق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يقول الفنان (( كنان الزهيـر)) سورية بلد الحضارة والفن العريق



    إبداع سوري في المغترب.. الفنان كنان الزهيـر: سورية بلد الحضارة والفن العريق



    ديما الخطيب








    سنحارب الإرهاب بالحب والفرح والموسيقا، وسنرفع الورد في وجه القذائف، وسنتصدى للتفجيرات والرصاص بالعود والبيانو والكمان والأكورديون، وسنرفع في وجه صواريخ حقدهم قصائدَ الحب في أشعار نزار القباني، وسنواجه فكرهم التكفيري بالمحبة والتسامح والفرح.


    «كنان الزهير» شاب سوري، ترعرع في بلد السلام والتسامح والحضارة، فعجزت سنوات الحرب الخمس عن تغيير ما نشأ عليه، زرع في بلاد المغترب، شجرةً سورية أصيلة، تحكي للمارة كل يوم حكاية، عن سورية العطاء والثقافة والجمال والإبداع.
    شغف «الزهير» بدأ منذ الطفولة، وأوقعه في حب آلة العود، فتعلم فنونها وتقنيات عزفها في معهد صلحي الوادي في دمشق، ليتجه بعدها لغناء الأوبرا ودراسته بطريقة أكاديمية على يد نخبة من الأساتذة المتميزين في هذا المجال، مستنداً أيضاً إلى التعليم الذاتي والتدريبات المستمرة، ليصبح بفعل الدراسة الأكاديمية التي صقلت موهبته، واحداً من أبرز الموسيقيين الشباب في سورية، مسجلاً مجموعة واسعة من المشاركات الفنية التي رفعت اسم سورية ورايتها عالياً في محافل محلية ودولية، وهو ما يؤكده الفنان السوري المغترب كنان الزهير في حديثه الخاص لـ «لتشرين»: «دخلت إلى المعهد العربي (صلحي الوادي حالياً) مذ كان عمري ست سنوات، درست الصولفيج عند الأستاذ خضر جنيد، والأداء الجماعي عند الأستاذ حسام بريمو، وأمضيت ست سنوات في دراسة العود على يد الأستاذ فؤاد شلغين، تخرجت في المعهد واكتشفت موهبة الغناء في جوقة الفرحة التي شاركت معها بعدة حفلات داخلية وخارجية، ثم درست على يد الأستاذة «آراكس شيكيجيان» فنون الغناء الأوبرالي، ثم دخلت إلى المعهد العالي للموسيقا اختصاص غناء أوبرالي، ودرست في العامين الأولين على يد الخبير الروسي «فلاديمر ماتشينكا»، وبعدها في السنة الثالثة والرابعة على يد الأستاذ فادي عطية، أسست عدة فرق موسيقية هاوية منها لذوي الحاجات الخاصة، وعملت مدرباً فنياً لأطفال جوقة الفرح، ومدرب كورال فرقة نبض، وعضو كورال جوقة الفرح».
    شارك الزهير أيضاً بعدة حفلات مع كورال المعهد العالي للموسيقا بقيادة المايسترو (ميساك باغبودريان) في دار الأوبرا في دمشق، كما أقام عدة حفلات في فرنسا وأوروبا، تمثل التراث السوري وتعكس صورة سورية الحقيقية الحضارية، قبل أن يستقر في فرنسا مقدماً نفسه ملحناً وكاتباً موسيقياً: «أقيم الآن في فرنسا كمواطن سوري يوثق صورة براقة لشباب بلده المفعم بالرقي والإبداع والإمكانات الفنية المتنوعة».حفل سان توما ستراسبورغ

    عن الحفل الذي أقامه مؤخراً في فرنسا وحظي باهتمام الإعلام الأوروبي بشكل واسع يقول الزهير: «الحفل أقمته في سان توما ستراسبورغ- فرنسا، وبعد 20 ساعة من السفر والمرض والتعب، استطعت أن أقدم 40% من طاقتي، وأشكر الله على ذلك، وأعجب الجمهور كثيراً بما قدمته، فقد ظل واقفاً قرابة العشر دقائق مع التصفيق الحار والإعجاب».
    الحفل تضمن قطعة أوبرا لـ «باخ Bach Magnificat» باللغة اللاتينية، وأغنية من التراث البيزنطي من دون موسيقا، فقط غناء «صولو» باللغة العربية، وأغنية من التراث السرياني مع عازف العود (كنان الشيخ خضر) باللغة السريانية، وأغنية «وطني» مع عازفة البيانو (Anli) توزيع غارو دردريان باللغة العربية، يقول الزهير تعليقاً على الحفل: «أتمنى أن أكون استطعت إيصال رسالة شعبي السوري، وسورية بلد الحضارة والثقافة والفن العريق والأخلاق التي تحض على المحبة والتسامح، وليس التحريض على القتل والعنف بالصورة المتخلفة التي يحاول البعض إلصاقها بنا، وأنا متأكد أن كل من حضر الحفلة من فرنسيين وأجانب، صحح فكره المحرّف عن سورية، وعرف أنها بلد الفن والحضارة، وأنا مستمر بتقديم رسالتي في عدة حفلات، وستشهد الأيام القادمة أكثر من ذلك، أتمنى أن تصل رسالتي ليس فقط للأوروبيين بل أيضاَ لكل السوريين في وطني الحبيب وفي كل أنحاء العالم».طوق النجاة

    عن دور الموسيقا في الدفاع عن سورية يرى الزهير أنها طوق النجاة، «كانت الموسيقا الهواء الذي أتنفسه في ظل الحرب التي يمر فيها الوطن، والدافع الذي أبقاني على قيد الأمل بأن القادم أجمل»، عادّاً أن دوره كموسيقي سوري هو «تعريف بلاد المغترب على سورية الحقيقية موطن النوتة الموسيقية الأولى، وبلد الحضارة والفن، على عكس ما ينشر أو يظهر في الإعلام الغربي، وأن الموسيقيين السوريين قادرون على صنع الجودة الأجنبية نفسها موسيقياً، وأحياناً أفضل مقارنةً بالظروف الميحطة بهم».
    ويعتقد الزهير أن الموسيقا السورية تحتاج دعماً أكبر من الدولة من خلال افتتاح المزيد من المدارس والمعاهد الموسيقية الأكاديمية، والتركيز على أهمية الموسيقا كمادة تدريسية قائمة في حد ذاتها في المدارس، ودعم الموسيقيين مادياً ومعنوياً، وترويجها في الوطن العربي والعالم عبر وسائل الإعلام المحليّة.
    وعما إذا كان يؤمن بالموهبة أم المواظبة والتمرن يؤكد الفنان السوري المغترب أن «الموهبة هي الأساس لكن الدراسة والخبرة هما جزء لا يتجزأ من الفن، فهما إذاً يكملان بعضهما، ومن الصعب جداً أن ينجح الموسيقي من دون موهبة، وإن كان أكاديمياً».
    وما إن كان يجد نفسه في العزف أم في الغناء الأوبرالي يجيب الزهير: «إن عزفي على العود كان وسيلة لأصل إلى مستوى جيد في الغناء فأنا أعدّ نفسي مغنياً، لكن على المغني المحترف أن يتقن العزف على آلة موسيقية واحدة على الأقل، حتى يحظى بالأذن الموسيقية الكافية، ليكون مستمعاً موسيقياً ذواقاً، قبل أن يكون موسيقياً ومغنياً أكاديمياً محترفاً».
    أما فيما يخص دور دار الأوبرا في دعم الموسيقا السورية فيرى الزهير أن: «دار الأوبرا السورية قدمت الكثير للموسيقا السورية، فدار الأوبرا هي في حد ذاتها صرح حضاري وثقافي هام جداً، وهي أحد رموز الحضارة السورية المعاصرة، ومن خلالها أصبحت الموسيقا الراقية بكل أنواعها، متاحةً للجميع، وليس للطبقة الأرستقراطية فقط، وأغلى بطاقة لحفل في دار الأوبرا لا يتجاوز سعرها 300 ليرة سورية، أي ما يقارب الدولار الواحد فقط، وبذلك أعادت دار الأوبرا الحياة للموسيقا الحقيقية، ولكن أتمنى على الدار توسيع دائرة العمل مع الموسيقيين الذين يعزفون فيها».
    بالنظر إلى دراستك في المعهد العالي للموسيقا، ماذا تتمنى لو أنهم أضافوا إلى دراستك الأكاديمية؟ عن هذا التساؤل أجاب الزهير: «أتمنى أن يضيف المعهد دراسة الحقوق مع الموسيقا الأكاديمية، لما لذلك من أهمية ثقافية، تدعم مقدرات الموسيقي الفكرية».
    وختم الزهير حديثه بالقول: «أتمنى أن أكون وفياً لأهل بلدي الذين دفعوا ثمن دراستي في المعهد العالي للموسيقا، وأتمنى أن أكون بحجم الثقة والمسؤولية التي حملني إياها وطني كأحد ممثليه في بلد الاغتراب، كما أتمنى أن يعود السلام إلى وطني، موطن المحبة والسلام».
يعمل...
X