تفهم حقيقة الزمن و روحه
إعداد المحامي : بسام المعراوي
قد تمر بظرف زمني لا يسمح لك بإنجاز ما تريد إنجازه من الأعمال، فهل تتوقف عن العمل بحجة أن الظرف غير ملائم، أم تصارعه و تتحداه و تنجز عملك ؟
في هذه المسألة يمكن الحل في أن تتفهم روح الزمن، عملاً بما وضحه الإمام علي عليه السلام حينما قال :
(( من صارع الزمن صرعه )).
إن على المرء أن ينتبه إلى هذه الحقيقة، إذ لا إفراط و لا تفريط في التعامل مع الزمن .
فالبعض يقول : إن الظرف غير موات لإنجاز العمل، فلا تنجزه، و البعض الأخر يقول : سأقهر الظروف و لن أعترف بها كي أنجز أعمالي . و الحق أنه لا الموفق الأول هو الصحيح، و لا الثاني كذلك، و الصحيح هو الموقف المعتدل بينهما ، و هو تقدير الظرف الزمني و قبوله النفس معه لإنجاز الأعمال .
يقول الإمام علي عليه السلام :
(( الأمور مرهونة بأوقاتها )) . ( بحار الأنوار /ج71،ص337) .
و يقول عليه السلام :
(( من وثق بالزمان صرع )) . ( بحار الأنوار /ج77،ص384) .
و يقول عليه السلام :
(( من الخرق المعالجة قبل الإمكان، و الأناة بعد الفرصة )). ( نهج البلاغة / حكم ص363) .
إن فهم حقيقة الزمن و روحه و مراعاة الظرف الزمني، من القواعد الجوهرية للقيام بالأعمال، إذ ليس من الصحيح أبداً إلغاء الأهداف في الحياة أو الابتعاد عنها .
و قد لا تساعد الظروف المرء لأن يقوم بأعماله –بأسلوب معين – لكي يبلغ الأهداف التي وضعها نصب عينه،و لكن بإمكانه أن يعمل بأسلوب أخر، تسمح الظروف به .
و بصيغة أخرى : إذا كانت الظروف في فترة ما لا تتلاءم و طريقة معينة من العمل، فإنها تتلاءم و طريقة أخرى منه , مع إثبات الأهداف و عدم ضياعها .
و التكيف مع الظروف أو التقلب معها، يستدعي انتهاز الزمن، الذي هو انتهاز الفرص، مثل من يقطف الثمر من غصن الشجرة، حتى لا يفسد بعد نضوجها . و خليق المرء أن يفتش عن الفرص هذا العمل أو ذاك، و بذلك يكون قد فهم حقيقة الزمن من روحه،فلعل فكرة في موقعها المناسب و في ظرفها المناسب، هي أقوم من ألف مدفع، بشرط عدم ضياع الأهداف.
* * *
و التاريخ يحدث عن مروان بن محمد، و هو أخر خلفاء بني أمية، الذي حاربه العباسيون في معركة ( الزاب الأكبر ) و سقطت الدولة الأموية بعد هزيمته في تلك المعركة، و فيها نظر مروان إلى أصحابه و قال: ( إذا انقضت المدة لم تنفع العدة ) بالرغم من أن عدد الأمويين بلغ مائة ألف أو يزيدون في قبال العباسيين الذين لم يبلغوا العشرين ألف، و لما انتصر العباسيون علل مروان هزيمة جيوشه، بأنهم لم ينتهزوا الفرصة في الوقت المناسب .
إعداد المحامي : بسام المعراوي
قد تمر بظرف زمني لا يسمح لك بإنجاز ما تريد إنجازه من الأعمال، فهل تتوقف عن العمل بحجة أن الظرف غير ملائم، أم تصارعه و تتحداه و تنجز عملك ؟
في هذه المسألة يمكن الحل في أن تتفهم روح الزمن، عملاً بما وضحه الإمام علي عليه السلام حينما قال :
(( من صارع الزمن صرعه )).
إن على المرء أن ينتبه إلى هذه الحقيقة، إذ لا إفراط و لا تفريط في التعامل مع الزمن .
فالبعض يقول : إن الظرف غير موات لإنجاز العمل، فلا تنجزه، و البعض الأخر يقول : سأقهر الظروف و لن أعترف بها كي أنجز أعمالي . و الحق أنه لا الموفق الأول هو الصحيح، و لا الثاني كذلك، و الصحيح هو الموقف المعتدل بينهما ، و هو تقدير الظرف الزمني و قبوله النفس معه لإنجاز الأعمال .
يقول الإمام علي عليه السلام :
(( الأمور مرهونة بأوقاتها )) . ( بحار الأنوار /ج71،ص337) .
و يقول عليه السلام :
(( من وثق بالزمان صرع )) . ( بحار الأنوار /ج77،ص384) .
و يقول عليه السلام :
(( من الخرق المعالجة قبل الإمكان، و الأناة بعد الفرصة )). ( نهج البلاغة / حكم ص363) .
إن فهم حقيقة الزمن و روحه و مراعاة الظرف الزمني، من القواعد الجوهرية للقيام بالأعمال، إذ ليس من الصحيح أبداً إلغاء الأهداف في الحياة أو الابتعاد عنها .
و قد لا تساعد الظروف المرء لأن يقوم بأعماله –بأسلوب معين – لكي يبلغ الأهداف التي وضعها نصب عينه،و لكن بإمكانه أن يعمل بأسلوب أخر، تسمح الظروف به .
و بصيغة أخرى : إذا كانت الظروف في فترة ما لا تتلاءم و طريقة معينة من العمل، فإنها تتلاءم و طريقة أخرى منه , مع إثبات الأهداف و عدم ضياعها .
و التكيف مع الظروف أو التقلب معها، يستدعي انتهاز الزمن، الذي هو انتهاز الفرص، مثل من يقطف الثمر من غصن الشجرة، حتى لا يفسد بعد نضوجها . و خليق المرء أن يفتش عن الفرص هذا العمل أو ذاك، و بذلك يكون قد فهم حقيقة الزمن من روحه،فلعل فكرة في موقعها المناسب و في ظرفها المناسب، هي أقوم من ألف مدفع، بشرط عدم ضياع الأهداف.
* * *
و التاريخ يحدث عن مروان بن محمد، و هو أخر خلفاء بني أمية، الذي حاربه العباسيون في معركة ( الزاب الأكبر ) و سقطت الدولة الأموية بعد هزيمته في تلك المعركة، و فيها نظر مروان إلى أصحابه و قال: ( إذا انقضت المدة لم تنفع العدة ) بالرغم من أن عدد الأمويين بلغ مائة ألف أو يزيدون في قبال العباسيين الذين لم يبلغوا العشرين ألف، و لما انتصر العباسيون علل مروان هزيمة جيوشه، بأنهم لم ينتهزوا الفرصة في الوقت المناسب .