إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الذكر في القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الذكر في القرآن

    الذكر في القرآن

    من مكفرات الذنوب





    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد
    أتحدث في هذه الحلقة عن المكفِّر الثامن عشر من مكفرات الذنوب وهو ذكر الله يقول الله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }. فذكر الله عزَّ وجلَّ من أعظم القربات وأفضل الطاعات وسبب لرفع الدرجات قال سبحانه وتعالى: {فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ }. بل إن الذكر من أعظم ما يشتغل الإنسان به صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى قال: ذكر الله تعالى”.
    ولقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يذكر الله على كل أحيانه، بل وصف الله المؤمنين أصحابَ العقول بأنهم يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، وهذا دليل على أنهم يداومون على ذكر الله على أي حال كانوا كما قال المفسرون.
    إن ذكر الله تعالى هو الحصن الحصين والسياج المنيع من الجن والإنس وسائر الشياطين، والجُنةُ الواقيةُ من عذاب رب العالمين. قال صلى الله عليه وسلم:” وآمركم أن تذكروا الله، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً حتى إذا أتى على حصن فأحرز نفسه منهم” وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: “ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله”
    لقد أمر الله تعالى بالإكثار من ذكره سبحانه فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً}. وذكر أن ذلك من صفات الذين يتأسون برسول الله صلى الله عليه وسلم {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}.
    إن كثرة ذكر الله تعالى أمان من النفاق، فالمنافقون لا يذكرون الله إلاّ قليلاً قال كعب _ رحمه الله: _ “من أكثر ذكر الله تعالى برأ من النفاق”
    وأتى رجل إلى أبي مسلم الخولاني رحمه الله فقال أوصني قال: اذكر الله تعالى تحت كل شجرة ومدرة. فقال زدني فقال: اذكر الله حتى يحسبك الناس من ذكره مجنوناً. قال وكان أبو مسلم يكثر من ذكر الله فرآه رجل وهو يذكر الله تعالى فقال: أمجنون صاحبكم هذا، فسمعه أبو مسلمٍ فقال: ليس هذا بالجنون يا ابن أخي، ولكن هذا دواء الجنون. صح في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس يتحسر أهل الجنة على شيءٍ إلا على ساعة مرت عليهم في الدنيا لم يذكروا الله فيها”
    إن الله تعالى وعد الذاكرين كثيراً والذاكرات مغفرة وأجراً عظيماً. والمراد بذكر الله كثيراً كما قال ابن عباس أن يذكر الله في أدبار الصلوات وغدواً وعشياً وفي المضاجع وكلما استيقظ من نومه، وكلما غدا أو راح من منزله ذكر الله تعالى.
    فبالذكر تستدفع الآفات، وتستكشف الكُربات زيَّن الله به ألسنة الذاكرين كما زيَّن الله بالنور أبصار الناظرين فاللسان الغافل كالعين العمياء، والأذن الصماء، واليد المشلولة، وباب الذكر مفتوح ما لم يغلقه العبد بغفلته.
    إن ذكر الله تعالى يكون باللسان ويكون بالأعمال الصالحة فيكون الذكر باللسان بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وقراءة القرآن { وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ }، ثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم” وقال عليه الصلاة والسلام: “من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلاّ رجل عمل أكثرَ منه” وصح عنه أنه قال: “من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطّت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر”
    ويكون الذكر بالأعمال الصالحة قال تعالى في شأن صلاة الجمعة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }.
    ويكون الذكر في سائر الطاعات قال سعيد بن جبير رحمه الله:” كل عاملٍ بطاعة الله فهو ذاكر الله” بالذكر يطمئن قلب المسلم {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } . وبالذكر يبتعد المسلم عن الفحشاء والمنكر {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}.
    إن ذكر الله عزَّ وجلَّ يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق. فما ذكُر الله تعالى على صعب إلا هان ولا على عسير إلا تيسر ولا على مشقة إلا خفت ولا شدة إلا زالت ولا كربة إلا انفرجت.
    إن من عظم هذا الذكر أنه يورث النصر على الأعداء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ }.
    إن الذكر حياةٌ للقلوب، وإزالة للران، قال أبو الدرداء: “إن كل شيء جلاء وإن جلاء القلوب ذكرُ الله تعالى”
    إن الإعراض عن ذكر الله ينقل العبد من حزب الله إلى حزب الشيطان {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ }.
    وللشيطان وسائلهُ التي ينسي بها الناسَ ذكرَ الله، منها الابتعاد عن المساجد وتركُ الصلوات والتكاسلُ عن الطاعات وهجر القرآن، واستماع الأغاني ومشاهدة الأفلام والصور المحرمة وكثرةُ القيل والقال وكثرة الضحك وأكل الحرام، والله سبحانه وتعالى أكرم من عبده يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي عن الله تعالى: “من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرٍ منه”
    اسمعوا وصية أبي الأنبياء إبراهيمَ عليه السلام يحدثنا عنها خاتم الأنبياء محمدٌ صلى الله عليه وسلم فيقول: “لقيتُ إبراهيم ليلة أسري بي فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبةُ التربة، عذبةُ الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر”
    ولا يخفى على أحدٍ أن مفتاح الجنة: لا إله إلا الله وأن لا حول ولا قوة إلا بالله كنزٌ من كنوز الجنة.
    ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت” فالغفلة عن ذكره سبحانه وتعالى موت والغفلة عن ذكره ضنك، والغفلة عن ذكره استسلامٌ للشياطين. {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } .
    قال بعض السلف: علامة إقبال الله على العبد أن تراه ذاكراً شاكراً صابراً، وعلامة إعراض الله عنه أن تراه ساهياً لاهياً معرضاً عن ذكر الله.
    هذا ما تيسر ذكره في هذه الحلقة وللحديث إكمال في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • #2
    رد: الذكر في القرآن



    عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:»
    مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت « 31 .
    وهذا تنويه عظيم بشأن الذكر وتفخيم بليغ لفضله وتحذير من إهماله


    اخى معتز
    عميق التقدير والود
    اللهم اجعلني خيرا مما يظنون
    ولاتؤاخذني بما يقولون
    واغفر لي مالا يعلمون

    تعليق

    يعمل...
    X