إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مملكة ماري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مملكة ماري

    ماهي قصة القصر الذي انبثق من عمق الصحراء ؟

    يعد الشرق الأوسط المنبع الحقيقي لحضارات عديدة ، و لهذا فأن الاثاريين كثيرا ما يشدون الرحال الى منابع هذا السحر العجيب، حاملين معاولهم واسئلتهم في آن معا بحثا عن لقية مما كان قائما حيا على هذه الأرض، او محاولة للكشف عن قرى و قصور، وربما متابعة لسراب لا اكثر ... و هم يتابعون , داخل الارض , ما حل بمئات القرى التي لم تذكر لنا النصوص القديمة غير اسمائها ؟ و" تل الحريري " واحد من الالغاز التي لم يتجاوزها الخيال ، فهو ربوة يبلغ ارتفاعها اربعة عشرمترا، و طولها كيلومتر واحد، و عرضها ستمائة متر, في هذا المكان عثر مجموعة من البدو الرحل على تمثال مقطوع الرأس،

    وكان ذلك العام 1933، فكان هذا سببا كافيا لحث الأثاري الفرنسي اندريه بارو للانتقال على الفور الى سورية، ليبدأ سلسلة من التنقيبات في هذا التل، و ما ان بدأ العمل حتى حصل على جائزته الكبرى ، وهي عثوره على التمثال الثاني الذي دونت عليه كتابات مسمارية، وعند ذاك دوت صرخة انتصار في الجبل : " إسم اشوري في جلد ارنب !، لقد اكتشفت ماري ، احدى المدن التاريخية القديمة !".

    لم تكن تنقيبات اندريه بارو سهلة ، اذ انها اخذت , الى حد ما , طابعا شبيها " بالاعمال الشعبية " ، فقد ازاح مئات العمال آلأف الطنان من التراب ، اما هو فاكتفى بمراقبة ما كان يظهر تدريجيا ، حتى ان التنقيبات كانت تبلغ الى عمق عشرة امتار للوصول الى طبقة الأساس، و هي الطبقة التي كشفت عن "ولادة مدينة ماري " التي تعود الى (2800) قبل الميلاد !



    لقد تعاقبت ثماني فرق تنقيبية على مدى اربعين عاما ، وكانت النتائج لا تعد ولا تحصى ، بل هي مما لم يحلم به الاثاريون ، ويمكن ان نتصور حجم هذه النتائج المذهلة من خلال ما تم اكتشافه –650 قبرا جنائزيا موثثة تأثيثا باذخا, و ما يقارب العشرة تماثيل , و رسوم جدارية فريدة من نوعها ، و خمسة معابد ، و ثلاثة قصور، و عشرون الف لوح مسماري



    وفي العام 1979 تغير الرجال و تغير منهج التنقيب ، فقد تولى الاثاري جان كلود مارغورون ادارة التنقيبات في ماري ، وهو يتساءل هنا : " هل التنقيب هو بحث عن كنز؟ ...لقد درست علم الاثار كعلم قادر على ابداء المساعدة في بناء التاريخ الذي يتقدم بسرعة تشبه سرعة البزاقة (الحلزون) و مثلي مثل اي اثاري هدمت طبقات عديدة من الارض في اثناء اعمال التنقيبات ، حتى وصل بي الأمر الى انه ليس من المقبول الوقوع في خطأ او التعلل بالنسيان ... كنت اسجل كل شئ واصور كل شئ بأدق التفاصيل ، و منذ ان وصلت الى هذا الموقع (ماري) كم كنت سعيدا عندما قمت باعادة بناء قصر يقال انه قصر (زيمري ـ ليم ) اخر ملوك ماري "



    لقد كانت مهمة تتطلب مهارة جزار الثور ودقته ! كيف يمكن اعادة بناء صرح لم يمتلك منه الاثاريون سوى الاثار على الارض؟ ولكي لا يذهب الظن بعيدا ، فان الجدران المتبقية لا يبلغ ارتفاعها اكثر من 50 سنتيمتراً ، و لكنها متكاملة على مساحة اكثر من هكتارين ، هي مساحة القصر ، الذي وصفه علماء الاثار بانه "كان حديقة غناء" . و في كل الاحوال فان الاثار المتبقية كانت كافية لرسم خريطة دقيقة جدا ، ومعرفة كيف كان الانسان في ذلك العصر يسير في متاهة تتكون من ثلاثمائة غرفة , اما ما يخص ارتفاع الجدران ، فقد احتسبت على اساس مدرجات السلم التي كانت باقية ، ولم تتهدم .



    اعادة بناء القصر

    لقد افترض مارغورون ، العالم الاثاري الفرنسي ، ان هنالك مآساة حلت بماري فأدت الى دمارها. ففي كل مكان ، وجد ، في ارض يميل لونها الى الاحمر بسبب تفتت الآجر المفخور، روافد متفحمة ، وطلاء جدران سودتها النار، و تماثيل اقتلعت من المعابد و اصابها التشويه ، و افرانا ومطابخ، ولعبة الرمي ، واماكن التغسيل ونظام صرفها . كل شئ يبدو ظاهراً للعيان ، وكأن الحياة لم تغادره الا منذ قليل، أو أنها توقفت فجأة . وخلف الاطلال ، هناك ظل لحمورابي الذي سعى الى توحيد بلاد الرافدين حتى شمال سوريه ، وللاسف فان ماري التي كانت عاصمة مملكة صغيرة مستقرة في الفرات الاوسط كانت هي العقبة الكأداء امام تحقيق هذا الحلم الامبراطوري ، وهكذا استسلمت المدينة بلا مقاومة تذكر في العام 1761 ق.م



    لقد هاجم حمورابي المدينة، و هو ضليع بالحروب، فطواها طيا، ولكنه هاجم الاجزاء العليا من جدران القصر، وتلك ضربة حظ بالنسبة للأثاريين وعلماء الاثار، ذلك ان الطابق الارضي كان قد طمرتحت طبقة من انقاض الطابق الاول ، و هكذا ظل الطابق الارضي في مأمن من نكبات الزمان ، ويوضح جان كلود مارغورون فيقول : ان ما جعلني استنتج وجود طابق هناك , هو وجود طابق واحد ، و على سبيل المثال ، كنت قد عثرت على مغسلة في مثل هذا المكان مطمورة تحت الحطام على ارتفاع ثلاثة امتار من ارضية القصر. انه استنتاج منطقي : لقد انهارت هذه المغسلة من صالة الحمام الموجود في الطابق العلوي" وهلم جرا ، الى ان تم الحصول على فكرة دقيقة جدا عن واحد من اقدم القصور في العالم .





    ماري وسرالماء

    لقد ظل جان كلود مارغورون مشدودا الى مربع تنقيباته، ولكن ليس بفكر منغلق، اذ ان "العثورعلى مدينة، هذا امر حسن، ولكن كيف تفسر طرائق العيش ؟ ان المدهش حقا هو خريطة ماري التي تم رسمها بشكل مدور ، ولكن السؤال هو : لماذا تأسست هذه المدينة وفيها من السكان ، عدة الاف نسمة في مكان لا يسقط فيه المطر اكثر من 150 ملم في السنة ؟ ويجيب جان كلود مارغورون قائلآ: من اجل السيطرة على التجارة في نهر الفرات ، ذلك ان المدن الكبيرة في جنوب وادي الرافدين (بابل وأور) بحاجة الى النحاس والقمح والخشب من شمال سوريه ومن الاناضول، واذا ما نظرنا الى الوسائل التقنية في ذلك العصر، فليس هنالك من خيار سوى النقل عبر الطريق المائي. و كانت ماري تعيش على رسوم المرور المفروضة على البضائع المارة عبر نهر الفرات، لقد كانت المدينة تجثم على نهر وكأنها موصولة بحبل سري يغذيها .





    ولكن، هل كانت ماري ميناءً كبيراً ؟ ليس الامر بهذه البساطة، كما يوضح برنار جييه، الباحث في مركز الابحاث العلمية في ليون، والذي جاب المنطقة كلها... مضيفا : "ان ماري لم تقع على ضفة نهر الفرات! لقد اخذت عينة من حول التل وكان التحليل واضحا : وهو ان المدينة كانت قد بنيت على رصيف جعلها في مأمن من الفيضانات المدمرة ، وابتعدت عن النهر بحوالي 2كم ". وتوضح بعض الصور المأخوذة من الجو والتي فحصت فحصا دقيقا ، بأن سكان ماري كانوا قد حفروا قناة حولت جزءا من مياه الفرات الى وسط المدينة. وكان الآثاري برنار جييه قد اكتشف قناة للنقل يصل طولها الى 130كيلومترا، في الجانب الايسرمن النهر وذلك من أجل أن تتجنب السفن الارصفة الرملية والمياه الضحلة في النهر، فضلا عن اكتشافه، في الجانب الايمن منها قناة كبيرة اخرى للسفن ، بفضلها تحولت حافات نهر الفرات الى واحات من الف ليلة وليلة.





    اما اللغة السائدة التي كان يتكلمها سكان ماري فهي لغة سامية قريبة الشبه من اللغة الفينيقية، ولكن اهل ماري كانوا يكتبون بالهجة البابلية التي تعد ، هي ولهجة اشنونا من اللهجات الاكدية الاساسية . ويقول جان ماري دوران – المتخصص بالاشوريات:" اذا اردت ان تعمل على حل رموز الكتابة، فيتطلب الامر منك ان تبدأ ذلك منذ الطفولة ! ". وبعد رحلة طويلة بين اللغات القديمة استقر به الحال وهو يحاول فك رموز اللغة السومرية ورموز اللهجتين الاكديتين: اشنونا والبابلية، ويعد جان ماري دوران واحدا من بين الفي شخص في العالم يتمتعون بقدرات على قراءة الكتابة المسمارية البابلية.







    عن الفرنسية :



    مع خطى الزمان.



    حوالي 3500ق.م ولدت اول المدن في بلاد سومر في جنوب وادي الرافدين

    حوالي 3200ق.م اخترع الكتابة في سومر

    حوالي 2800ق.م تأسيس ماري

    حوالي 2370ق.م يغزو سرجون الاكدي مدينة ماري ويؤسس اول امبراطورية في وادي الرافدين

    حوالي 1761 يدمر حمورابي مدينة ماري و يؤمن الهيمنة البابلية على بلاد وادي الرافدين.
    أميرة النوارس

  • #2
    رد: مملكة ماري

    تسلم الأيادي يا أميرة النوارس عالموضوع الهام ...

    تعليق


    • #3
      رد: مملكة ماري

      ماذا نقول إليكِ
      وكل ما نملك لديكِ
      العلم أنت معلمه
      والتاريخ يخضع لعينيكِ
      أضعف فأناديك ..
      فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

      تعليق

      يعمل...
      X