إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أطوار العلاقة بين الفن والدين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أطوار العلاقة بين الفن والدين


    تميزت ديانات الحضارات القديمة بمحدودية استخدام التعبير اللغوي في الاتصال بالمقدس، وفي المقابل فإن انجازاتها المعمارية وطقوسها الفنية تبدو هائلة وبالغة الثراء فحتي اليوم تثير منجزاتهم الحيرة والتساؤل عن كيفية تنفيذها، فمن انصاب «استون هيدج» في انجلترا إلي أهرامات المكسيك والجيزة المصرية وتمثال أبوالهول وما يعرف بأسرار الديانات الأورفية والايليوسية والتي كانت تنصب في جوهرها علي احتفالات جماعية تعزف فيها الموسيقي المصحوبة بالرقص والغناء وارتداء الاقنعة وأزياء الخاصة مع تقديم الأضحية والقرابين. جميع هذه الطقوس تشير إلي أن أنبياء وكهنة هذه الأديان كانوا مبدعي فنون وصناع مهرة وسحرة بارعين، ولم يكن عملهم مجرد فن ديني ولكنه كان دينا فنيا بمعني الكلمة، ولقد ابتغوا من خلال ممارستهم الإيجابية وطقوسهم ومبادرتهم لمحاكاة ايقاعات الطبيعة التمكن من السيطرة علي مجريات الأحداث والتحكم في مظاهر الطبيعة ودورتها المتعاقبة وظنوا أنه بوسعهم التحكم في تبدل الفصول وهطول الأمطار وتحقيق وفرة في المحاصيل أو تجنب حدوث الزلازل واخماد البراكين الثائرة والوقاية من الأوبئة وإبادة الاعداء. ولقد أوضح جيمس فريزر مؤلف الغصن الذهبي مراحل التحول الثلاث من الاعتقاد في السحر إلي الدين ثم العلم الحديث، وكيف كان السحر يمثل الصورة البدائية للعلم الحديث والذي كان يستهدف من خلال أفعال معينة التأثير علي مجريات الواقع الخارجي والهيمنة علي قوانين الطبيعة فالساحر يمتلك نفس الإرادة التي تحرك الباحث الحديث، ولكن كانت معرفته منقوصة وخرقاء. تدلنا منجزات الحضارة القديمة علي الصلة الوثقي والترابط القوي بين كل من السحر والفن والصنعة، فحتي اليوم نقدر في الفن العظيم براعة الصنع وأيضا إشعاعه بالسحر والفتنة، ونري كيف يعتني السحرة بإحاطة أنفسهم بمظاهر طريفة من عالم الفن وأدواته وألوانه البراقة المثيرة للدهشة ولكي نتمكن من الإحاطة بأبعاد العلاقات المعقدة والمتحولة بين تلك الم --- أكثر



    أكثر...
يعمل...
X