إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من مقدمات الديوان السوري المفتوح / كتب الأستاذ الأديب غسان كامل ونوس كلمة حول الديوان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من مقدمات الديوان السوري المفتوح / كتب الأستاذ الأديب غسان كامل ونوس كلمة حول الديوان



    حسن ابراهيم سمعون


    من مقدمات الديوان السوري المفتوح / كتب الأستاذ الأديب غسان كامل ونوس كلمة حول الديوان ,, فباسمي وباسم الهيئة المشرفة نتوجه له بجزيل الشكر والمحبة
    الديوان السوري المفتوح.. /// بقلم غسان كامل ونوس

    لم تكن خافيةً –ولم تعُدْ!- الأبعادُ الثقافيةُ للعدوان المتجدّد على سورية التي تمثل الحضور الفاعل، والبناء الحيويّ، والمقاومة الواثقة؛ سواء أكان ذلك تحضيراً للعناصر والأدوات، في الجبهات الأقرب والأبعد، أو مواكبة للمواجهات الأشرس، وتغطية للممارسات الأفظع والأشنع.. وتمويهاً وتضليلاً، وتسويقاًوتضييعاً –وتسويقاً- للممرّات النفقيّةوالنّفاقيّة، والغايات القاتمة، والنوايا الجاهليّة، والأهداف الكارثية..
    والمسؤولية الثقافية لم تبدأ -ولا تبدأ عادة- مع الشروع المباشر في العدوان، ولا تنتهي بنهايته؛ بل إنّ جزءاً أساسياً من حصانة الفرد والمجتمع، وبالتالي الوطن، الذي تكوّنه الثقافة، يكون في مرمى الاستهداف المسبق؛حيث تُساعد الهشاشةفي سرعة الانكشاف والانحلال،ويُسهم التسوّس والتصدّع في تسارع التفكّك والتفتّت للبنيان، حتّى لو كان مرصوصاً. ويمكننا الحديث طويلاً في ما قصّرتْ فيه الثقافة من قبلُ، والأسبابِ الكامنة وراء ذلك؛ سواء تلك التي يتحمّلها المثقّفون أنفسهم أفراداً ومسؤولين ثقافيّين، أو تلك الناجمة عن الحال العامة الرسميّة والشعبيّة.
    إنّ ما كانت تشكو منه الثقافة –وما تزال- الاستكانةُ للخطط الورقيّة والبرامج المستهلكة، بصرف النظر عن انفعالاتها وتفاعلاتها على الأرض، وبالتالي جدواها، وضعفُ المبادرات الثقافية التي تحتاج إلى رؤيا ورؤية وهاجس وطاقة وحماسة وإرادة وثقة بالنفس وبالآخرين..
    وفي هذا المنحى تظهر أهميةُ إطلاق "الديوان السوري المفتوح" عبر الفضاء الالكتروني، بمبادرة من الأديب حسن ابراهيم سمعون، وغايته:"الدفاع عن "سورية" ضد ما تتعرّض له من أنواع التآمر والتخريب والتدمير، وتوثيق ما يحصل بشكل أدبي، وإظهار الدور السوري التاريخي في القضايا العربية، والعالمية والثقافية، والفكرية، والحضارية".وهي ليست المبادرة الأولى لديه؛ فقد سبق أن عمل على مشروع الموسوعة الشعرية الفلسطينية أو "الديوان الألفي"؛ أي "ألف قصيدة من أجل فلسطين".
    وتكمن أهمية مشروع "الديوان السوري المفتوح" في امتداده الجغرافي، وفضاءاته الأدبية؛ تنوعاً في الأجناس، وتناولاً تقويمياً، وتدقيقاً وتصحيحاً وإشرافاً..
    والأهمّ من هذا وذاك، أنّ هذه النتاجات الإبداعيّة تشكّل "فضيلة"الاحتراق ونفثاته؛جمراً واتّقاداً وشعلة وإضاءة ورماداً.. ربّما، وتتكامل العناصر والملامح جميعها لتجلوَ المشهد المحموم للنّفس المكلومة الآملة..
    إنّه توثيق إبداعي مهمّ وضروريّ لمرحلة مصيريّة، وإسهام في المواجهة التي لم تنتهِ، ولن تنتهيَ متطلّباتها الثقافيّة ترميماً وتصويباً وإنهاضاً وتحصيناً.. كي يكون الفصلالتالي أقلّ شحوباً؛ بل أكثر خضرة وغنى وجنى..
    ربّما كان صحيحاً، بهذا القدر أو ذاك،القول:إنّ النتاج الأدبي الذي يلي الأحداث، قد يكون الأنجع والأقدر على التعبير عن الحال، والأكثر نضجاً ممّا يكتب على عسف الوقت المضغوط بالقلق والخوف والحرمان، والانتظار المشظّىبالدويّ والنزع والانفلات، أو على عزف الانتصارات والإنجازات، ووقع الحماسة المفعمة لاستثمارها. وقد يكون الشعر هو الأكثر تمثّلاً عاطفيّاً انفعاليّاً مواكباً..وهذا ما يسوّغ اختيار الشعر بأشكاله عمادَ هذا الديوان، الذي استمدّ منه عنوانه أيضاً؛ ولكنّ اعتماد القصة القصيرة ركناً آخر مسوَّغٌ أيضاً، بأنّ زمن الأحداث الضارية والمؤلمة امتدّ، ويتمدّد، ونأمل أن يتوقّف قريباً.. وبالتالي فإنّما يزيد عن سنوات ثلاث،يستطيع أن يعطي من يريد –أو يستطيع- أن يتناول القضية القائمة شعراً أو نثراً، الفرصة الكافية لذلك؛ إضافة إلى أنّ الديوان الذي جاء بناء على ما يحدث في سورية، يضمّ النصوص التي لها الطابع الوطني العام، وهذا لا يختصّ حصريّاً بما يجري الآن؛ولا يقتصر على الراهن من الزمن والأحداث والمسموعات والمرئيات..
    إنّ المشاركة الواسعة إعداداً وإنجازاً من أدباء ومثقفين على امتداد الوطن العربي الكبير والناطقين بالعربية، يضيف إلى هذه التجربة أهمية كبرى، تأخذ من الأدب والثقافة والوطن الجذوةَ والمدادَ والأمل، وتعطيها مدياتٍ مفتوحة إلى آفاق أكثر ضياء وأماناً وإنسانية..
    ***
    التعديل الأخير تم بواسطة الدكتورة سناء فريد إسماعيل; الساعة 07-13-2014, 09:52 AM.
يعمل...
X