إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المصاحف المخطوطة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المصاحف المخطوطة



    المصاحف المخطوطة
    في القرن الحادي عشر الهجري
    بمكتبة المصحف الشريف
    في مكتبة الملك عبد العزيز
    بالمدينة المنورة


    إعداد
    د. عبد الرحمن بن سليمان المزيني




    الفهرس

    المبحث الأول: المقدمة 2
    المبحث الثاني: لمحة تعريفية بمكتبة المصحف الشريف 6
    أولًا: التعريف بمكتبة الملك عبد العزيز 6
    ثانيًا: التعريف بمكتبة المصحف الشريف 9
    المبحث الثالث: الاتجاهات العددية والنوعية 12
    أولًا: الاتجاهات العددية 12
    ثانيا: الاتجاهات النوعية 12
    المبحث الرابع: نساخ المصاحف وإسهاماتـهم 31
    أولًا: التوزيع الزمني 31
    ثانيًا: أسماء نساخ المصاحف 35
    المبحث الخامس: الموقفون وإسهاماتهم 45
    أولًا: التوزيع الزمني للمصاحف 45
    ثانيًا: أسماء موقفي المصاحف 47
    ثالثًا: أركان الوقف وألفاظه وشروطه 52
    رابعًا المستفيدون من الوقفيات 54
    المبحث السادس: النتائج والتوصيات 56
    أولًا: النتائج 56
    ثانيًا: التوصيات 57
    المصادر والمراجع 59
    فهرس الآيات 62
    الفهرس 63






    المبحث الأول: المقدمة

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتـمان الأكملان على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
    فلقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن الكريم على مر العصور فقال تعالى: {   •      } ( ) (الحجر: 9).
    تحتفظ مكتبات العالم ومتاحفه على وجه العموم ومكتبات العالم الإسلامي والعربي على وجه الخصوص بالعديد من المصاحف الخطية، إلا أن المكتبة العربية والإسلامية ما زالت بحاجة ماسة إلى بحوث متخصصة توفي في دراساتـها التفصيلية تلك المصاحف لتتضح لنا من خلالها الخصائص العامة والسمات الفنية التي دونت بها المصاحف المبكرة والمتأخرة خلال فترة الأربعة عشر قرنًا الماضية، هذا بالإضافة إلى دراسة كل ما له علاقة بالقرآن الكريم من تفسير وطباعة وترجمة لمعانيه والقراءات الواردة فيه، إلى غير ذلك من الدراسات العلمية.
    والأمل كبير في (ندوة عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه) أن تسهم في توفير هذه الدراسات، وأن تصل في نـهاية المطاف إلى تقديم رؤية علمية في مجال تنظيم المعلومات عن القرآن الكريم وعلومه وتهيئتها للباحثين.
    والبحث الذي نعرض له اليوم يأتي ضمن المحور الأول من المحاور العديدة التي وضعتها لجنة الندوة بعنوان: أهمية القرآن الكريم وعناية المسلمين به منذ نزوله إلى عصرنا الحاضر.
    وأرجو من الله العلي القدير أن أكون قد وفقت في إبراز شيء من المعلومات عن بعض المصاحف المحفوظة في مكتبة المصحف الشريف.
    ويطيب لي أن أتقدم بالشكر الجزيل لأصحاب الفضيلة رئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية والعلمية للندوة على جهودهم الكريمة، ولكل من قدم لي مساعدة على إنجاز هذا البحث.
    مشكلة الدراسة:
    تعد مكتبة المصحف الشريف في مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة مصدرًا رئيسًا للمعلومات المتعلقة بالمصاحف المخطوطة ونساخها، وواقفيها، وأنواع الخطوط وتطورها، والورق المستخدم للكتابة، وترجمات معاني القرآن الكريم، والقراءات المدونة على بعض النسخ، إضافة إلى تذهيب بعض النسخ وتجليدها. إلا أن هذه المصاحف الخطية لم تحظ بالاهتمام المطلوب من الدارسين رغم ما تحتوي عليه من معلومات مهمة تفيد الباحثين في مجال الدراسات العلمية والتاريخية.
    ومن هنا وجد الباحث أن هناك حاجة ماسة إلى دراسة بعض هذه المصاحف للخلوص إلى رؤية توضح أهمية وقف المصاحف في المجتمع الإسلامي وأثر ذلك في الحركة العلمية.
    أهداف الدراسة:
    تهدف الدراسة إلى تحقيق الأمور الآتية:
    (1) التعرف على كمية المصاحف المخطوطة في القرن الحادي عشر الهجري باستخدام الطرق الإحصائية.
    (2) التعرف على السمات النوعية للمصاحف المخطوطة من حيث أنواع الخطوط والأحجام والورق.
    (3) الكشف عن إسهامات الخطاطين، وحجم إنتاجهم المخطوط من المصاحف ضمن إطار الدراسة.
    (4) التعرف على أزمنة نسخ تلك المصاحف.
    (5) الكشف عن إسهامات الموقفين، وحجم المصاحف الموقوفة.
    (6) التعرف على أزمنة وقف تلك المصاحف.
    (7) التعرف على القراءات المدونة على بعض المصاحف.
    (8) التعرف على التفاسير وترجمات معاني القرآن المدونة على بعض المصاحف.
    (9) التعرف على ما حظيت به بعض المصاحف من التذهيب والزخرفة.
    (10) التعرف على نواحي التجليد التي حظيت بها المصاحف المخطوطة.
    أسئلة الدراسة:
    تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق أهدافها من خلال الإجابة عن الأسئلة الآتية:
    (1) ما حجم المصاحف المخطوطة كمًّا ونوعًا؟
    (2) ما أنواع الخطوط التي كتبت بها تلك المصاحف؟
    (3) من النساخ الذين برزوا في كتابة المصاحف؟ وما حجم إسهاماتـهم؟
    (4) ما الفترات الزمنية التي نسخت فيها تلك المصاحف؟
    (5) من الموقفون الذين برزوا في وقف المصاحف، وما حجم إسهاماتـهم في الوقف.
    (6) ما أبرز الفترات الزمنية التي وقفت فيها تلك المصاحف؟
    (7) ما القراءات المدونة على بعض المصاحف؟
    (8) ما التفاسير وترجمات معاني القرآن المدونة على بعض المصاحف؟
    (9) ما مدى العناية بالمصاحف من حيث التذهيب والزخرفة؟
    (10) ما مدى العناية بالمصاحف من حيث التجليد؟
    حدود الدراسة:
    (1) الحدود الموضوعية:
    توفّي هذه الدراسة المصاحف المخطوطة دون المصاحف المطبوعة.
    (2) الحدود المكانية:
    تقتصر هذه الدراسة على جملة من المصاحف المخطوطة المحفوظة في مكتبة المصحف الشريف في مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة دون غيرها من المكتبات.
    (3) الحدود الزمانية:
    توفّي هذه الدراسة ما توافر في مكتبة المصحف الشريف بمكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة من المصاحف المنسوخة أو الموقوفة في القرن الحادي عشر الهجري.

    الدراسات السابقة:
    لم تظهر - على حد علم الباحث - حتى إعداد هذا البحث دراسة تخص المصاحف المخطوطة في مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة.
    منهج الدراسة:
    المنهج الرئيس الذي استخدمه الباحث في هذه الدراسة هو المنهج الببليومتري التحليلي والوصفي في القياس والتحليل الإحصائي المقارن للبيانات المجمعة عن المصاحف المخطوطة التي أمكن حصرها من خلال مكتبة المصحف، حيث عمد الباحث إلى تحليل بيانات(70) مصحفًا تغطي فترة القرن الحادي عشر الهجري.
    وقد تـم تقسيم الدراسة إلى المباحث الآتية:
    المبحث الأول: المقدمة.

    المبحث الثاني: لمحة تعريفية بمكتبة المصحف الشريف.
    المبحث الثالث: الاتجاهات العددية والنوعية.
    المبحث الرابع: نساخ المصاحف وإسهاماتـهم.
    المبحث الخامس: موقفو المصاحف وإسهاماتـهم.
    المبحث السادس: النتائج والتوصيات.
    الملاحق: (أ) قائمة المصادر والمراجع.
    (ب) صور بعض المصاحف.


    المبحث الثاني: لمحة تعريفية بمكتبة المصحف الشريف

    التعريف بمكتبة المصحف يتطلب التعريف أولًا بمكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة التي تعد مكتبة المصحف إحدى مجموعاتـها الوقفية، لذا سيكون هذا المبحث على النحو الآتي:
    أولًا: التعريف بمكتبة الملك عبد العزيز
    تأسست المكتبة في 3/1/ 1393هـ الموافق 7/2/1973م، حيث وضع الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود (يرحمه الله) حجر أساسها، وافتتحها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود (يحفظه الله) في يوم الثلاثاء 16/1/1403هـ الموافق 2/11/1982م.
    وتقع المكتبة على شارع أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها المتفرع من شارع المناخة، وتطل على ساحات المسجد النبوي من الجهة الغربية ( ).
    وتعد هذه المكتبة من أكبر المكتبات التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وهي من المكتبات الإسلامية المهمة ذات السمة الخاصة التي جمعت بين خصائص المكتبة العامة، ومركز المخطوطات، ومركز البحث العلمي.
    ونظرًا لتوافر عدد كبير من المكتبات الوقفية في مدينة المصطفى  وتظافر الجهود المباركة لجمعها في هذا المركز الإسلامي؛ فقد أدى ذلك إلى تحقيق جو البحث العلمي المتميز، مما ساعد على زيادة الاستفادة من المصادر الأصلية والمراجع النادرة وأمهات الكتب بهذه المكتبة في شتى فروع المعرفة الإنسانية، بغرض الدراسة والتحصيل العلمي مقارنة بين التراث الإسلامي والإنتاج الفكري المعاصر في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية خدمة للبحث العلمي وطلابه ( ). وتحتضن المكتبة أربعًا وعشرين مجموعة موقوفة تمثل: مكتبة المصحف الشريف، ومكتبة الشيخ عارف حكمت، ومكتبة المحمودية، ومكتبة المدينة المنورة، ومكتبات مدارس: الإحسانية، والساقزلي، والشفاء، والعرفانية، والقازانية، وكيلى ناظري، إضافة إلى مكتبات رباط الجبرت، ورباط عثمان بن عفان  ورباط قرة باش، ورباط بشير آغا، ومكتبات لبعض الشخصيات، أمثال: الشيخ محمد إبراهيم الختني، والشيخ عبد القادر شلبي، والسادة آل الصافي، والشيخ عمر حمدان، والشيخ محمد نور كتبي، ومعالي الأستاذ حسن بن محمد كتبي، والشيخ محمد الخضر الشنقيطي، والشيخ عبد الرحمن الخيال، والشيخ عبد القادر الجزائري، والشيخ عمار بن عبد الله الأزعر الهلالي ( ).
    وتضم المكتبة ما يربو على أربعة عشر ألف مخطوط أصلي، بالإضافة إلى عدد كبير من المصورات الورقية، والميكروفيلمية، وتوليها عناية خاصة من حيث الاقتناء والتنظيم والترميم والتجليد. وقد تكونت هذه المخطوطات من مصادر الوقف والإهداء والتبادل، وأغلبها من المكتبات الموقوفة ( ).
    كما تحوي المكتبة ضمن مجموعاتـها الخاصة عددًا كبيرًا من الكتب النادرة خصص لها قاعة مستقلة يبلغ مجموعها (25000) خمسة وعشرين ألف كتاب، تمثل جزءًا كبيرًا من رصيد المكتبات الموقوفة.
    أما المطبوعات الحديثة فتبلغ (40000) أربعين ألف كتاب، خصص لها قاعة مفتوحة وتـم تنظيمها وترتيبها وفهرستها وتصنيفها، وقد شملت مجموعتها معظم جوانب المعرفة الإنسانية.
    ونظرًا لأهمية الرسائل الجامعية في إثراء البحوث والدراسات العلمية فقد جمعت المكتبة عددًا منها، كما راعت المكتبة أهمية الدوريات العلمية وما تمثله من قيمة علمية، حيث إنـها من أهم أوعية المعلومات لملاحقتها للجديد في الإنتاج الفكري، لذا فقد أولتها المكتبة اهتمامًا خاصًا يتمثل في اقتناء عدد كبير منها في مختلف حقول المعرفة ( ).
    ويرتاد المكتبة أساتذة الجامعات والباحثون في مجال التراث الإسلامي والعربي، وذلك لتوافر المخطوطات والكتب النادرة، والنمو المستمر في مجموعاتـها. كما يكثر روادها من الطلاب والقراء والمواطنين والمقيمين والحجاج والزوار والمعتمرين؛ نظرًا لقربها من المسجد النبوي الشريف، وموقعها في وسط المدينة المنورة، وتقدم المكتبة خدماتـها للباحثين على فترتين صباحية ومسائية على النحو الآتي:

    1- خدمات من داخل المكتبة:
    (مرجعية - إرشادية - إعارة داخلية - تصوير).
    2- خدمات من خارج المكتبة:
    حيث تسعى المكتبة ضمن خدماتـها الأساسية إلى توفير المعلومات البحثية لطالبيها من خارج المكتبة وذلك بواسطة الوحدات الطرفية والمراسلات بينها وبين كل من المكتبات الجامعية والمكتبات العامة والمتخصصة ومراكز البحوث المتاحة ( ).
    ولا تقتصر اهتمامات المكتبة وإنجازاتـها على تنمية موارد المعلومات الوثائقية من مخطوطات وكتب ورسائل علمية ودوريات ومصغرات فيلمية فحسب، بل تمتد لتشمل الفعاليات الثقافية والعلمية المختلفة مثل زيارات الوفود الرسمية والطلابية لها، وعقد الندوات والمحاضرات والتعاون مع الجامعات في مناقشة الرسائل العلمية، والمشاركة في المعارض الثقافية ( ).
    ثانيًا: التعريف بمكتبة المصحف الشريف
    هي إحدى المجموعات الوقفيـة في مكتبة الملك عبد العزيز، وتضم مجموعة تقدر بـ (1878) ألفًا وثمانمائة وثمانية وسبعين مصحفًا من المصاحف الخطية النادرة القديمة (للقرآن الكريم) بالإضافة إلى (84) أربع وثمانين ربعة قرآنية تمثل في مجملها تاريخًا للمراحل التي مر بـها تدوين المصحف الشريف، من حيث الورق المستخدم للكتابة والمداد المكتوب به، وتنوع الخطوط، وتعكس مدى اهتمام العلماء المسلمين بكتاب ربهم وعنايتهم به حفظًا ودراسة وتفسيرًا وترجمة لمعانيه وخطًا وزخرفة وتذهيبًا، مما يعد ثروة علمية ثمينة لدراسة الخطوط وتطورها عبر العصور الإسلامية.
    وتوفّي الفترة الزمنية التي نسخت فيها تلك المصاحف أحد عشر قرنًا تمتد من القرن الخامس الهجري حتى أوائل القرن الخامس عشر الهجري.
    ويعود تاريخ أقدم مصحف إلى عام 488هـ، وهو بخط علي بن محمد البطليوسي، مكتوب على رق الغزال وحجمه (15×13سم) ويأتي بعده من حيث القدم مصحف نسخ عام 549هـ، وهي من أزهى فترات الإبداع في فن الخطوط العربية، وهو بخط أبي سعد محمد إسماعيل بن محمد، وحجمه (20×30) وتاريخ وقفه سنة 1253هـ.
    بينما يرجع تاريخ أحدث مصحف مخطوط إلى عام 1405هـ وهو بخط محمد صديق فضل الله الأفغاني، وحجمه (64×51سم).
    ويتميز بعض هذه المصاحف عن بعض بسمات وصفات مختلفة يصعب وصف كل واحدة منها على حدة، إذ تعد كل نسخة من مصحف أو رقة منه عملًا علميًا يحتاج للعرض والدراسة والبحث.
    ومن هذه المصاحف، مصحف مخطوط ذو حجم كبير جدًا مقاسه (142.5×80سم)، ووزنه 154 كيلو جرامًا، وهو بخط غلام محيي الدين سنة 1240هـ وترجمت معاني القرآن الكريم بين سطور المصحف باللغة الفارسية، ويبدو أن هذا المصحف من أكبر المصاحف الموجودة في العالم.
    ومقارنة بهذا المصحف الكبير تحتفظ المكتبة بمصحفين صغيري الحجم، أحدهما مقاسه (11×7سم) بخط هلين سنة 1018هـ، ومن وقف علي بن يوسف بن مصطفى داغستاني سنة 1341هـ.
    والآخر مقاسه (11×7.5سم) بخط ابن محمد تقي محمد طالب سنة 1095هـ ومن وقف أحمد طلعت سنة 1277هـ.
    كما تتميز المكتبة باحتوائـها عددًا من المصاحف المكتوبة على رق الغزال، وتحفظ جميع المصاحف داخل خزانات خاصة بـها.
    وإلى جانب المصاحف في مكتبة المصحف نماذج مختلفة من قواعد الشموع التي كانت تستعمل لإضاءة المساجد والمدارس والأربطة، ويصل قطر بعضها إلى أكثر من 75سم، أما قطر بعض الشموع فيصل إلى 15 سم وطولها أكثر من 60 سم.
    وهناك مجموعة من الستائر الذهبية وزعت في جنبات قاعة المصحف الشريف، وتعد كل ستارة منها قطعة فنية جيدة لما بذل فيها من الإتقان في الصناعة، والدقة في الإخراج، والذوق الفني والإبداع في اختيار المادة المصنوعة منها ( ).

    المبحث الثالث: الاتجاهات العددية والنوعية

    يدور الحديث في هذا المبحث حول الاتجاهات العددية للمصاحف المخطوطة، إلى جانب إيضاح الاتجاهات النوعية للمصاحف من حيث بيان الشكل الوعائي (مصحف - ربعة) بالإضافة إلى بيان أنواع الخطوط، الورق، الأحجام، التذهيب والزخرفة، التجليد، القراءات، التفسير، ترجمات معاني القرآن الكريم، وذلك على النحو الآتي:
    أولًا: الاتجاهات العددية
    بلغ مجموع المصاحف والأرباح المنسوخـة أو الموقوفة في القرن الحادي عشر الهجري (70) مصحفًا تـم توزيعها تنازليًّا بحسب الجدول رقم (1)، حيث جاءت المصاحف المنسوخة في المرتبة الأولى وعددها (64) مصحفًا تلتها المصاحف الموقوفة في القرن المشار إليه دون تحديد لتاريخ نسخها وعددها ستة مصاحف.
    الجدول رقم (1)
    التوزيع العددي للمصاحف المنسوخة أو الموقوفة
    م البيـــــــــان العدد النسبة المئوية
    1 المصاحف المنسوخة في فترة الدراسة 64 90.43%
    2 المصاحف الموقوفة في فترة الدراسة 6 8.57 %
    المجموع 70 100%
    ثانيا: الاتجاهات النوعية
    والحديث في هذا الجانب على النحو الآتي:
    1- التوزيع النوعي:
    ونعني بالتوزيع النوعي هنا الشكل الذي خرج فيه المصحف في مجال هذه الدراسة، فهناك شكلان وعائيان هما:
    1- المصاحف.
    2- الأرباع.
    ويوضح الجدول رقم (2) السمات النوعية للمصاحف المخطوطة حيث بلغت المصاحف 69 مصحفًا بالإضافة إلى ربعة قرآنية واحدة.
    الجدول رقم (2) يبين التوزيع الوعائي للمصاحف
    م البيـــــــــان العدد
    1 المصاحف 69
    2 الأربـاع 1
    المجموع 70
    - أنواع الخطوط:
    نال الخط العربي في الإسلام عناية خاصة؛ فقد حرص الخطاطون المسلمون على مدى أربعة عشر قرنًا على تجويد الخط العربي وتحسينه ووضع القواعد والمعايير التي تسعى إلى تجويد هذا الفن وإحكامه ( ).
    ويمثل الخط العربي الركيزة الكبرى للفنون الإسلامية، ويحتل مكانة متميزة في حياة المسلمين لارتباطه بالدين الإسلامي من خلال تدوين القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وقد نتج عن هذا الارتباط أن أصبح للخط العربي قيمة دينية تجلت في اهتمام الخطاطين والنساخ المسلمين بإتقانه وإظهاره في أجمل صوره وأشكاله، وكان لانتشار الإسلام في بقاع كثيرة من الأرض واحتكاكه ببيئات وثقافات مختلفة أثر كبير في تطوير أساليب الخط العربي وتعدد نماذجه ( ) وساعد على ذلك ما تمتاز به طبيعة الخط العربي وأشكال حروفه من الحيوية بفضل ما فيها من الموافقة والمرونة وما فيها من اختلاف في الوصل والفصل مما هيأ لها فرص التطور والابتكار بطرق وأساليب متنوعة ( ).
    وقد نالت المصاحف المخطوطة موضوع الدراسة حظها من العناية بالخط، فكان من بينها ما كان خطه نسخًا جميلًا أو نسخًا دقيقًا، ومنها ما جمع بين النسخ والثلث، ومنها ما كان خطه مغربيًا أوكوفيًا أو رقعة. ويمكن توزيع الخطوط التي وردت بها تلك المصاحف وفق الجدول رقم (3) التالي:
    الجدول رقم (3)
    يبين توزيع أنواع الخطوط تنازليًّا
    م البيـــــــــان عدد المصاحف النسبة المئوية
    1 النسخ 57 81.43%
    2 المغربي 6 8.57%
    3 الرقعة 5 7.14%
    4 الثلث 1 1.42%
    5 الكوفي 1 1.42%
    المجموع 70 100%


    3- الورق المستخدم للكتابة:
    قـال تعالى { •          } ( ) [الأعلى: 18، 19]. وقال تعالى {    •    •  } ( ) [الطور:1-3].
    كان العرب يكتبون على أكتاف الإبل واللخاف (الحجارة البيضاء العريضة الرقيقة) وعلى عسيب النخل، وكانوا يكتبون على الجلود والأوراق الوافدة من الصين في عهد بني أمية، ثم على الورق الخراساني المصنوع من الكتان ( ) ولم يستعمل الورق بكثرة إلا بعد ما أشار الفضل بن يحيى البرمكي بصناعة الكاغد، ولما ولي هارون الرشيد الخلافة وكثر استعمال الورق أمر ألا يكتب الناس إلا في الكاغد، أما الرق فطل يستعمل إلى جانب الورق حتى منتصف القرن الثالث الهجري ( ) وظل البردي يستعمل في الكتابة وبخاصة في مصر حتى انعدم في أوائل القرن الرابع الهجري ( ).
    ولكن المصاحف - محل الدراسة - كتبت كلها على الورق العادي، وجاءت المصاحف متفاوتة فيما بينها من حيث سماكة الورق وجودته. ففي حين نجد أن الغالبية من المصاحف كتبت على ورق عادي نجد أن بعضها كتبت على ورق أبيض مصقول، وبعضها أصفر خفيف، وبعضها بني خفيف أو داكن، وربما يكون لطريقة الحفظ التي مرت بـها المصاحف أثر مباشر في تغير ألوان الورق من حال إلى آخر.
    4- أحجام المصاحف:
    المتتبع للمقاسات التي وردت بـها المصاحف يجد أنـها لا تخرج عن أحد شكلين: إما الشكل العامودي بحيث يكون ارتفاع المصحف أكبر من عرضه، أو الشكل الأفقي أو السفيني بحيث يكون عرض المصحف أكبر من ارتفاعه.
    لكن المصاحف التي تمت دراستها في هذا البحث كانت من الشكل الأول فقط، وتنوعت مقاساتـها تنوعًا كبيرًا، وكان أكبر ما كان مقاسه 80×50سم ( ).. وأصغرها ما كان مقاسه 11×7 سم ( ) وبين هذين المقاسين جاءت بقية المصاحف، ولمعرفة المقاسات التي وردت بها مصاحف القرن الحادي عشر نورد الجدول رقم (4) التالي وأمام كل مقاس جاءت أعداد المصاحف.
    الجدول رقم (4)
    مقاسات المصاحف مرتبة تنازلياً بحسب الارتفاع
    م المقاس بالسنتيمتر عدد المصاحف م المقاس عدد المصاحف م المقاس عدد المصاحف
    1 80×50 1 21 27.5×17 1 41 20×13 1
    2 50×30 1 22 27×21 1 42 19.5×11.5 1
    3 43×28 1 23 27×19 2 43 19×15 1
    4 4.5×27 1 24 27×18 1 44 19×13.5 1
    5 40×28 1 25 27×16 2 45 18×12 1
    6 39×27 1 26 26.5×17 1 46 18×11 2
    7 36×25 1 27 26×18 3 47 17.5 2
    8 36×24 1 28 26×17.5 2 48 17×12 1
    9 34.5×22 1 29 26×17 1 49 16×11 1
    10 34×22 1 30 25×18 1 50 15.5×11 1
    11 32×22 1 31 25×15 1 51 15.5×10 1
    12 31×21 2 32 24.5×15 1 52 15×10 3
    13 31×19 1 33 24×16 1 53 14.5×9 1
    14 30×21 1 34 23×14.5 1 54 14×8 2
    15 30×20 1 35 23×14 1 55 13.5×9 1
    16 29.5×19 2 36 22.5×15 1 56 11×8 1
    17 29×20.5 1 37 22×15 1 57 11×7.5 1
    18 29×19 1 38 22×14.5 1 58 11×7 1
    19 28.5×20 1 39 21×14 1 المجمـــوع 70
    20 28×18 1 40 20.5×13.5 1
    5 - التذهيب والزخرفة:
    التذهيب والزخرفة فن من فنون الكتاب التي تكسبه الروعة والجمال، ويتحقق ذلك باستخدام الألوان المختلفة وورق الذهب بعد سحقه وتحويله إلى سائل يدهن بالفرشاة، ويجد هذا الفن ساحة واسعة لتطبيقه في التراكيب المعدة بالوحدات الزخرفية بالأسلوب النباتي ( ).
    وقد كانت عملية إخراج المخطوط العربي تمر بعدة مراحل يأتي في مقدمتها الكتابة ثم التصوير والرسم وغالبًا ما يكون عمل الناسخ منفصلًا عن عمل الرسام، أما المرحلة الثالثة فهي الزخرفة والتحلية أو التذهيب، فالزخرفة عبارة عن أشكال هندسية أو نباتية تعرف باسم الأرابسك تزين بها المخطوطات العربية. وقد بدأت هذه الزخرفة في أول الأمر على هيئة أشكال بسيطة لم تلبث أن تطورت فأصبحت فنًا له أصوله وأبعاده المختلفة.
    وأغلب الظن أن الزخرفة والتحلية بدأت بالقرآن الكريم حيث لم يكن يصح أن يوجد به صور أو رسوم فاستغل المزخرفون هذه الفرصة في التأنق في زخرفة المصحف بأشكال نباتية وهندسية، وكانت بدايات السور وعلامات الوقف ميدانًا خصبًا لعملية الزخرفة هذه، وزيادة في التقرب إلى الله كانت هذه الزخارف تكتب بماء الذهب، وقد أمعنوا في هذا الجانب بعد ذلك فكتبوا المصحف كله بماء الذهب، وقد استخدم العرب في زخرفة المخطوطات - ومنها المصاحف - ألوانًا مختلفة من الأحبار والأصباغ ولكن عدد هذه الألوان كان محدودًا وكانت الألوان الغالبة هي الأحمر والأزرق والأخضر والأصفر ( ).
    وكان التذهيب في أول الأمر مقصورًا على أجزاء معينة من الصفحات مثل الأشرطة التي تفصل السطور بعضها عن بعض، والفواصل بين الآيات، وبعض العناصر الزخرفية التي تدل على أجزاء المصحف وأقسامه، وكان الشريط أهم هذه الأجزاء جميعًا وقد زين بعناصر زخرفية مختلفة ( ) وجرى تذهيب الصفحات الأولى والأخيرة للقرآن الكريم، كما زينت وذهبت علامات نـهاية الآيات، وتقسيمات القرآن الأولية على شكل (نصف وثلث وربع..إلخ) وبمرور الزمن تـم تذهيب فهرس السور وفهرس عدد الآيات والكلمات والأحرف المكتوبة على صفحات مزينة ( ). ونرى في المصاحف التي تمت دراستها في هذا البحث أنواعًا من العناصر الزخرفية على هيئة متشابكات، أو رسومًا هندسية من دوائر أو أجزاء من دوائر تتماس أو تتقاطع، أو مربعات صغيرة تقلد الفسيفساء أو عناصر معمارية كالعقود والأعمدة مثلًا وقد يعلو هذه أو ينفصل عنها عناصر نباتية مجنحة أما فواصل الآيات فكانت مجرد دوائر في حين كانت علامات الأجزاء دوائر داخلها مربعات تتداخل مكونة أشكالًا نجمية يكتب بداخلها ما يدل على الجزء من المصحف.

    ويبين الجدول رقم (5)
    عدد المصاحف من حيث التذهيب والزخرفة
    م البيــــــــــــان الـعــدد النسبة المئوية
    1 مذهب ومزخرف لبعض الصفحات 53 75.71
    2 مذهب إطار الصفحات فقط 4 5.71
    3 غير مذهب 13 18.57
    المجموع 70 100%
    وقد تفاوتت المصاحف الواقعة في الحقل الأول من حيث كمية التذهيب والزخرفة إلا أن التركيز في ذلك يكون على أول المصحف وبالتحديد لصفة سورة الفاتحة والصفحة الأولى من سورة البقرة وعلى آخر المصحف، في حين يشمل التذهيب والزخرفة في أحيان كثيرة أسماء السور وفواصل الآيات وعلامات الأجزاء والأحزاب والأرباع ومواضع السجدات، وإطار جميع الصفحات.
    وفيما يلي بيان بالمصاحف المذهبة والمزخرفة مرتبة حسب أرقام حفظها في مكتبة المصحف الشريف يوضحها الجدول رقم (6) التالي:
    الجدول رقم (6)
    يوضح المصاحف المذهبة والمزخرفة بحسب أرقام الحفظ
    م رقـــم الحفظ م رقـــم الحفظ م رقــم الحفظ
    1 13 19 39 37 58
    2 18 20 40 38 59
    3 19 21 41 39 60
    4 22 22 42 40 61
    5 23 23 43 41 880
    6 24 24 44 42 1411
    7 26 25 45 43 1413
    8 27 26 46 44 1415
    9 28 27 47 45 1416
    10 29 28 48 46 1417
    11 30 29 50 47 1420
    12 31 30 51 48 1421
    13 33 31 52 49 1422
    14 34 32 53 50 1423
    15 35 33 54 51 1540
    16 36 34 55 52 1781
    17 37 35 56 53 1872
    18 38 36 57
    ونورد فيما يلي بعض الأمثلة على الزخرفة والتذهيب من المصاحف التي شملتها الدراسة:
    أولًا: مصحف شريف نسخ عام 1001هـ على ورق مقاسه 23×14 سم محفوظ برقم 13، كتب بالمداد الأسود وعلامات الوقف بالمداد الأحمر، وقد زخرفت ديباجته التي تشمل سورة الفاتحة وأول سورة البقرة، ولم تزخرف في بقية الصفحات ووضعت الفواصل بين الآيات على هيئة دوائر مذهبة منقوطة بالمداد الأحمر، وقد اهتم الخطاط بتحديد أسماء السور بالمداد الأبيض داخل شريط أحمر مشغول بزخارف ذهبية ملونة بالمداد الأزرق والأسود والأبيض والأحمر، كما وضعت علامات الأجزاء والأحزاب والأرباع والأعشار داخل دوائر مذهبه محاطة بلون أزرق.
    ثانيًا: مصحف شريف نسخ عام 1018هـ على ورق مقاسه 11×7سم، وهو أصغر مصحف، وكتب بالمدادين الأسود والأحمر ومسطرته 12 سطرًا، وقد زخرفت ديباجته التي تشتمل على سورة الفاتحة وبداية سورة البقرة، بينما لم تزخرف بقية الصفحات، وقد اهتم الخطاط بوضع علامات المصحف الشريف بالحروف وليس بالزخارف، كما اهتم بتحديد أسماء السور بالتذهيب داخل شريط مستطيل غير مزخرف ( ).
    ثالثًا: مصحف شريف نسخ عام 1034هـ على ورق مقاسه 22.5×15 سم محفوظ برقم 19 كتب بالمدادين الأسود والأحمر، وقد زخرفت وذهبت ديباجته التي تشمل سورة الفاتحة وبداية سورة البقرة بزخارف غاية في الجمال وصفاء الألوان، ووضعت الفواصل بين الآيات على هيئة دوائر مذهبه ومزخرفة كما تـم تحديد أسماء السور بالمداد الأبيض داخل شريط مذهب مشغول بزخارف ملونة بالمداد الأزرق والأحمر والوردي والأصفر، ووضعت علامات الأجزاء والأحزاب والأرباع ومواضع السجدات على هيئة زخارف شبه دائرية مشجرة بألوان ذهبية وزرقاء ووردية، وجميع الصفحات محاطة بإطار مذهب يحيط به إطار أزرق.
    رابعًا: مصحف شريف نسخ 1044 هـ على ورق مقاسه 16×11سم محفوظ برقم 1413 كتب بالمداد الأسود، وقد زخرفت ديباجته المشتملة على سورة الفاتحة وأول سورة البقرة بزخارف ذهبية دائرية يحيط بها إطار ذهبي وتزينها الألوان الوردية والزرقاء.
    وهو مصحف مذهب بالكامل حيث كتب جميعه في دوائر داخل مربعات مذهبة والفواصل بين الآيات على هيئة دوائر ذهبية مغلقة، وأسماء السور لم تكتب وإنـما حددت بترك شريط ذهبي عريض قبل بداية السورة، وجاءت علامات الأجزاء والأحزاب والأرباع على هيئة مشجرات ورقية صغيرة بألوان ذهبية وزرقاء وحمراء.
    خامسًا: مصحف شريف نسخ عام 1066هـ على ورق مقاسه 29.5×19سم محفوظ برقم 26 كتب بالمدادين الأسود والأحمر، وقد زخرفت ديباجته المشتملة على سورة الفاتحة وأول سورة البقرة بزخارف جميلة ذات أرضية ذهبية مشتملة على زخارف جميلة جدًا على هيئة دوائر صغيرة، ورسوم نباتية وأشكال هندسية ويحيط ببقية الصفحات إطار مذهب عريض، ووضعت الفواصل بين الآيات على هيئة دوائر ذهبية في داخلها وردة صغيرة تنطلق منها عدة خطوط إلى محيط الدائرة، أما أسماء السور فقد كتب بالمداد الأبيض داخل شريط ذهبي تزينه زخارف جميلة بالمداد الأزرق والوردي والأحمر. أما علامات الأجزاء والأحزاب والأرباع ومواضع السجدات فقد وضعت على هيئة زخارف شبه دائرية وبعضها على هيئة ورقة شجرية تنطلق منها بعض الأغصان الصغيرة، وهذه جاءت بألوان مختلفة منها الذهبي والأزرق والأحمر والوردي.
    سادسًا: مصحف شريف نسخ عام 1090هـ على ورق مقاسه 26×17 سم محفوظ برقم 51 كتب بالمداد الأسود وعلامات الوقف بالمداد الأحمر. وقد زخرفت ديباجته المشتملة على سورة الفاتحة وأول البقرة بزخارف جميلة هندسية وشجرية ذات ألوان متعددة على أرضية ذهبية. وأحيطت بقية الصفحات بإطار ذهبي، كما وضعت الفواصل بين الآيات على هيئة دوائر ذهبية تتوسطها خطوط صغيرة، كتبت أسماء السور بالمداد الأبيض داخل شريط ذهبي مشغول بزخارف ملونة بألوان زرقاء ووردية وحمراء وغيرها. أما علامات الأجزاء والأحزاب والأرباع ومواضع السجدات فقد جاءت على هيئة زخارف هندسية تشبه الدوائر المشجرة وبألوان متعددة منها الأخضر والأزرق والأحمر والذهبي ، ولمزيد من الإيضاح ينظر الملحق رقم (2) في آخر الدراسة.
    6- التجليد:
    عمل المجلد متمم لعملي الخطاط والرسام، لأن المجلد تقع على عاتقه مسؤولية حفظ أوراق المخطوط من التلف، والعناية بمظهره الخارجي بحيث يتلاءم ذلك مع قيمة المخطوط ومحتوياته ( ).
    والتجليد هو أسبق فنون الكتاب العربي، فقد ذكر الداني في المقنع (بأن أول من جمع القرآن بين اللوحين أبو بكر رضي الله عنه) ( ) ومن النص يمكن القول إن اللوحين اللذين وردا في هذه الرواية هما لوحان من خشب ( ) وظل الجلد هو المادة المثالية لتجليد الكتب غير أن المسلمين في العصور المتأخرة استخدموا الورق المضغوط المدهون بطبقة من (اللاكية) ( ) وسعى المجلد المسلم إلى تقسيم سطح الجلدة الواحدة إلى متن وإطار وأدخل الخط العربي عنصرًا زخرفيًا في زخرفة جلود الكتب ( ). وكان من اهتمام المسلمين بفن التجليد اختراع اللسان الذي تعددت وظائفه الفنية من حفظ الأوراق من التمزق ومنع التراب عنها ( ) إلى جانب المساعدة في تحديد مكان الوقوف للقارئ عند توقفه عن القراءة ولسهولة العودة إلى المكان الذي وقف عنده للقراءة مرة أخرى ( ) وقد اختلفت أشكال جلود المصاحف بحسب الشكل الخارجي للمصاحف فمنها الشبيه بالمربع ومنها ما هو أفقي ومنها ما هو عمودي أو رأسي ومنها ما يشبه الصندوق ( ).
    ولم تقتصر الزخرفة على الغلاف الخارجي لجلدة الكتاب ولسانه، ولكنها امتدت إلى باطن الغلاف، وقد استخدمت طرق مختلفة في زخرفة جلود الكتب، من ذلك أن يضغط الجلد أو يختم بالذهب أو بدونه، وكانت الزخرفة بالقص واللصق من الجلد أو الورق المذهب على الأرضية الملونة.
    وبمعاينة مصاحف الدراسة تبين أنـها مجلدة جميعًا، وأن أغلب الصفات المشار إليها قبل قليل من حيث الزخرفة والتذهيب وخلافه متوافرة فيها، إلا أنه يلاحظ على بعضها أنـها مفككة وتحتاج إلى تثبيت التجليد، وتتميز أربعة منها بأنه قد عمل لها جيب خاص يشبه تجليد المصحف من حيث اللون والتذهيب والزخرفة، كما تتميز بعض المجلدات بتغليفها من الخارج بقماش مخمل ذي ألوان جميلة وتبطين المجلدات بورق ملون ومزخرف بزخارف نباتية جميلة.
    وقد توزعت ألوان المجلدات على ستة ألوان، كان أكثرها اللون البني بواقع 52 مجلدًا مع تفاوت في درجة هذا اللون من حيث كونه بنيًّا غامقًا أو بنيًّا فاتحًا وتلاه اللون الأحمر بتسعة مجلدات، ويلي هذا اللون الأخضر بستة مجلدات، وأخيرًا جاءت الألوان الأزرق والأسود والسماوي بواقع مجلد واحد من كل لون.
    أما ما يخص التذهيب والزخرفة فكانت تتم في الغالب بطريقة الختم أو الحفر على المجلدات وتتراوح أشكالها بين الطغراء والآهلة والنجوم والزخارف النباتية وبعض الأشكال الهندسية.
    7- التفسير وترجمات القرآن الكريم:
    نشأ التفسير مبكرًا في عصر النبي  الذي كان أول شارح لكتاب الله، يبين للناس ما نزل عليه من القرآن الكريم ( ) وقد تنوقل تفسير بعض القرآن عن كثير من الصحابة رضوان الله عليهم، واشتهر منهم عشرة: الخلفاء الأربعة، وابن مسعود وابن عباس، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير ( ).
    وتداول ذلك التابعون من بعدهم، ونقل ذلك عنهم، ولم يزل ذلك متناقلًا في الصدر الأول حتى صارت المعارف علومًا، ودونت الكتب، فكتب الكثير من ذلك، ونقلت الآثار الواردة فيه عن الصحابة والتابعين، وانتهى جميع ذلك إلى أئمة التفسير أمثال: الطبري، والواحدي، والثعالبي وغيرهم ( ) وقد اتجه العلماء في تفاسيرهم اتجاهات متباينة، فكان ما يسمى بالتفسير بالمأثور، وهو امتداد للتفاسير المسندة إلى الصحابة والتابعين وتابعيهم، وكان منها ما يسمى بالتفسير بالرأي، وتعددت فيه المناهج وتضاربت الأفكار، فحُمد بعضه وذم بعضه، تبعًا لقربه من هداية القرآن أو بعده عنها ( ).
    والقرآن الكريم إذا أريد تقريب معانيه لقوم لا يعرفون العربية، فإن ذلك يكون من قبيل الترجمات للمعاني، وليست الترجمات بمصاحف على الإطلاق، وغالبًا ما تجد هذا المعنى في مقدمة كل ترجمة من تلك التراجم ( ). وقد أشار الإمام ابن حجر - وهو من كبار أئمة المحدثين - إلى أهمية الترجمة حيث يقول:" إن الوحي متلوا أو غير متلوّ، إنـما نـزل بلغة العرب. ولا يرد على هذا كونه  قد بعث إلى الناس كافة، عربًا وعجمًا وغيرهم، لأن اللسان الذي نـزل عليه به الوحي عربي، وهو يبلغه إلى طوائف العرب، وهم يترجمونه لغير العرب بألسنتهم ( ) ".
    وقد أصدر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ثلاثين ترجمة لمعاني القرآن الكريم بلغات عديدة كالفرنسية والإنجليزية والفارسية والأوردية والصينية والإسبانية والإندونيسية والصومالية والكورية وغيرها. كما يتم الإعداد لإنجاز ترجمات أخرى مستقبلًا، كما أصدر تفسيرًا ميسرًا ومختصرًا يعتمد الأقوال الصحيحة، ويهتم بإبراز المعاني دون إطالة أو تكرار، ويعنى بالعقيدة الصحيحة، ويبتعد عن التأويل، والألفاظ الغريبة، والخوض المتكلف في القضايا الغيبية، وسيكون نواة لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات المختلفة ( ).
    وبمعاينة مصاحف الدراسة تبين وجود خمسة منها قد دون على حواشيها بعض جوانب التفسير مع التركيز على نحو أوسع على أسباب النـزول، مع إشارة طفيفة إلى بعض الجوانب النحوية، وأحد هذه التفاسير كان باللغة العربية والباقي باللغة الفارسية وهذه المصاحف هي المحفوظة في المكتبة بالأرقام (20، 38، 43، 52، 55).
    وقد وجدت على بعض المصاحف - محل الدراسة - ترجمات لمعاني القرآن الكريم، أحدها كان باللغة التركية ودونت بمداد أحمر بين السطور على المصحف المحفوظ بمكتبة المصحف رقم 75، وهناك ستة مصاحف كانت ترجمة معاني القرآن باللغة الفارسية، وهي المصاحف المحفوظة تحت الأرقام الآتية (14، 20، 43، 52، 54، 55) ودونت الترجمة بمداد أحمر بين سطور المصحف، ما عدا المصحف رقم 54، فقد دونت الترجمة على حاشية المصحف.
    8- القـراءات:
    عرّف الزركشي القراءات بقوله " القراءات: اختلاف ألفاظ الوحي - المذكور - في الحروف وكيفيتها من تخفيف وتشديد وغيرها ( ) ".
    ويقول ابن الجزري: " القراءات: علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها معزوًّا لناقله ( ).
    وفي ضوء هذين التعريفين وغيرهما يمكن أن يقال إن القراءة هي النطق بألفاظ القرآن كما نطقها النبي  أو كما نطقت أمامه  فأقرها، سواءً كان النطق باللفظ المنقول عن النبي  فعلًا أو تقريرًا، واحدًا أو متعددًا. وتنقسم القراءات استنادًا إلى توفرها على أوصاف: (صحة السند، وموافقة العربية، ومطابقة الرسم) إلى قسمين: المتواترة والصحيحة ( ).
    ولم يزل القراء يتداولون القراءات وروايتها، إلى أن كتبت العلوم ودونت فكتبت القراءات فيما كتب من العلوم والفنون، وصارت صناعة مخصوصة، وعلمًا منفردًا، وقد اشتهر ممن اعتنى بفن القراءات: أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، وأبو عمرو الداني، وأبو القاسم الشاطبي ( ) وابن عامر، والكسائي وعاصم بن أبي النجود وعلي بن حمزة وغيرهم كثير ( ).
    وتـم من خلال معاينة المصاحف ملاحظة اثني عشر مصحفًا سجل على حواشي بعضها، وبين الأسطر بمداد أحمر القراءات المشهورة بين القراء، إلا أنـها تتفاوت فيما بين المصاحف من حيث الطول والقصر، ومن حيث الاستمرار من أول المصحف إلى آخره فالغالب عليها أن بعضها كان باللغة العربية، وبعضها باللغة الفارسية، كما تضمن المصحف رقم 41 في نـهايته موجزًا عن القراءات وتراجم موجزة أيضًا عن مشاهير القراء، أما أرقام المصاحف التي وجدت عليها القراءات فهي المصاحف المحفوظة بالأرقام الآتية (20، 33، 41، 43، 45، 54، 59، 1410، 1418، 1423، 1781).
    والغرض من ذكر الأرقام هنا التسهيل على الباحثين الذين يرغبون في إعداد دراسات حول هذه القراءات بحيث يسهل عليهم مراجعة تلك المصاحف بأرقام حفظها في مكتبة المصحف الشريف بمكتبة الملك عبد العزيز.

    9- فضائل القرآن ودعاء ختم القرآن:
    جاء في نـهاية أربعة عشر مصحفًا دعاء ختم القرآن، تفرد المصحف ذو الرقم 34 بالإضافة إلى ذلك بوجود رسالة في منافع سور القرآن في آخره، وكانت ثلاثة منها باللغة الفارسية والباقية وعددها أحد عشر فكانت باللغة العربية، وكانت هذه الأدعية تكتب من قبل خطاط المصحف لأنـها تكون بالخط نفسه، وإذا كان الخط مزينًا بالتذهيب فإنه يناله شيء منه. والمصاحف التي ورد في نـهاياتـها أدعية ختم القرآن هي المصاحف ذات الأرقام الآتية (20، 25، 31، 34، 35، 37، 38، 39، 46، 47، 54، 55، 58، 1423).

    المبحث الرابع: نساخ المصاحف وإسهاماتـهم

    كان للنساخ دور بارز ومميز في إظهار المصاحف المخطوطة، حيث عملوا على كتابة نسخ متعددة من القرآن الكريم، وقد كان بعضهم يذكر اسمه في نـهاية المصحف المخطوط الذي نسخه في حين نجد آخرين يغفلون ذلك وهناك نوع ثالث كان يكتفي بذكر شهرته أو اسمه الأول لتصل إلينا تلك المصاحف بهذا العدد الكبير من النسخ المذهبة المزينة بالزخارف البديعة التي زينت صفحاتـها بالخطوط العربية المتقنة.
    وقبل أن نتعرف على نساخ المصاحف وإسهاماتـهم لا بد من الإشارة إلى الفترات الزمنية التي تمت فيها كتابة تلك المصاحف، وذلك على النحو التالي:
    أولًا: التوزيع الزمني
    إن الدارس لحركة نسخ المصاحف في القرن الحادي عشر الهجري يلاحظ أن أول مصحف تضمنته الدراسة نسخ عام 1001هـ بينما نسخ آخر مصحف في فترة الدراسة سنة 1100هـ.
    ويمكن توزيع المصاحف المخطوطة على فترات زمنية تتضمن كل منها عشر سنوات ويتلوها حقل للمصاحف التي لم يتحدد تاريخ نسخها بحسب الجدول رقم (7) التالي.

    الجدول رقم (7)
    التوزيع الزمني للمصاحف المخطوطة
    م الفترة الزمنية عدد المصاحف النسبة المئوية
    1 1001 –1010هـ 4 5.71%
    2 1011-1020هـ 3 4.28%
    3 1021 –1030هـ 1 1.42%
    4 1031 –1040هـ 3 4.28%
    5 1041 –1050هـ - -
    6 1051-1060هـ 2 2.85%
    7 1061-1070هـ 8 11.42%
    8 1071-1080هـ 15 21.42%
    9 1081-1090هـ 15 21.42%
    10 1091-1100هـ 13 18.57%
    11 غير محدد 6 8.57%
    المجموع 70 100%
    ويتضح من الجدول السابق ما يلي:
    (1) أنه خلال الفترة (1001-1010هـ) لم ينسخ سوى أربعة مصاحف أحدها نسخ في عام 1001هـ والثاني في عام 1003هـ والثالث منها في عام 1004هـ والرابع في عام 1010هـ.
    أما الفترة الثانية (1011 -1020هـ) فقد نسخ فيها ثلاثة مصاحف فقط أحدها في عام 1013هـ بينما نسخ الثاني في عام 1017هـ تلاه المصحف الثالث حيث نسخ في عام 1018هـ، ويمتاز هذا الأخير بأنه أصغر مصحف مخطوط في مكتبة المصحف الشريف حيث بلغ حجمه 11×7 سم فقط.
    أما الفقرة الثالثة (1021 - 1030هـ) فلم ينسخ فيها سوى مصحف واحد جاء نسخة عام 1024هـ.
    أما الفترة الرابعة (1031-1040هـ) فقد جاءت متساوية مع الفترة الثانية حيث جاء فيها ثلاثة مصاحف نسخت في الأعوام 1034هـ، 1038هـ، 1039هـ.
    ويلاحظ هنا أن الفترة الخامسة (1041 -1050هـ) لم تتضمن نسخ أي مصحف. أما الفترة السادسة (1051 -1060هـ) فقد شهدت نسخ مصحفين أحدهما في سنة 1051هـ والآخر سنة 1058هـ.
    أما الفترة السابعة الواقعة بين (1061 - 1070هـ) فقد شهدت تطورًا ملحوظًا في نسخ المصاحف، حيث نسخ في هذه الفترة ثمانية مصاحف، نسخت ثلاثة منها في الأعوام 1062هـ، 1063، 1065هـ، بينما نسخ ثلاثة منها في عام 1066هـ في حين نسخ الاثنان الأخيران في عام 1068هـ.
    وبلغ نسخ المصاحف ذروته خلال الفترة الثامنة (1071-1080هـ) إذ بلغ إجمالي عدد المصاحف المنسوخة في هذه الفترة خمسة عشر مصحفًا بنسبة 21.42 % نسخ منها في النصف الأول سبعة مصاحف في حين نسخ في النصف الثاني ثمانية مصاحف واستمرت الفترة التاسعة (1081 -1090هـ) على المستوى نفسه من حيث عدد المصاحف المنسوخة، وقد نسخ في النصف الأول من هذه الفترة ثمانية مصاحف بينما نسخ في النصف الثاني سبعة مصاحف. إلا أن هذا الانتعاش لم يدم طويلًا حيث تراجعت قليلًا الفترة العاشرة (1091-1100هـ) في حركة نسخ المصاحف، وهي نـهاية الفترة الزمنية التي تشملها الدراسة، فقد نسخ فيها ثلاثة عشر مصحفًا بنسبة 18.57%.
    (2) كما يلاحظ أن المصاحف التي تحدد تاريخ نسخها قد بلغت 64 مصحفًا من المجموع الكلي البالغ 70 مصحفًا، أما المصاحف السبعة الباقية فلم يتبين لها تاريخ نسخ معين مع ملاحظة أن هذه المصاحف تـم وقفها في الأعوام 1003هـ، 1014هـ، 1031، 1044هـ، 1046هـ، 1080هـ.
    ثانيًا: أسماء نساخ المصاحف
    نورد فيما يلي بيانًا بأسماء النساخ مرتبة تصاعديًا بحسب تاريخ النسخ، وفي حالة توافق الاسمين في تاريخ النسخ فيرتبان هجائيًا، ويلحق بها أسماء النساخ الذين لم يذكر لهم تاريخ نسخ معين بحسب الترتيب الهجائي.


    م الاســـم تاريخ النسخ ملاحظات
    1 الحاج حسين بن محمد السيوسي 1001هـ
    2 عبد الله وافل عبيده المغربي 1003هـ
    3 محمد بن عبد الوهاب الحسيني 1004هـ ثاني مصحف ينسخه
    4 عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يوسف بن علي الدرعي الملولي الفوالفي 1010هـ
    5 حافظ جمعة 1013هـ
    6 عمر بن الشافعي 1017هـ
    7 هلين 1018هـ
    8 - 1024هـ
    9 مصطفى بن عبد الله الشهير بخاتمي 1034هـ
    10 حاجي محمد مهدي الجمومري 1038هـ
    11 عزيز محمد ولد كمال محمد (مؤذن مسجد فرحت الملك دراندرون في بلدة أحمد آباد ) 1039هـ
    12 محمد بن محمد مير ياده 1051هـ

    م الاســـم تاريخ النسخ ملاحظات
    13 محمد جلبي بن أمر الله 1058هـ
    14 محمد بن نور الله المعروف بكاغدي (من تلاميذ درويش علي) 1062هـ
    15 شمس الله بن منصور خان نودي 1063هـ
    16 عبد الله بن مال الله 1065هـ
    17 مصطفى البواب ( من تلاميذ درويش علي) 1066هـ
    18 مصطفى بن ذو الفقار 1066هـ
    19 مصطفى بن عمر الأيوبي 1066هـ
    20 السيد عبد الرحمن الزهني (من تلاميذ مصطفى المخلص) 1068هـ
    21 - 1068هـ
    22 فضل الله ولد أبو بكر بن ملا إسماعيل 1071هـ
    23 درويش علي 1072هـ لمصحف رقم 55 من نسخة
    24 حسين (كاتب أسرار السلطان)( ) 1074هـ
    25 محمد بن علي بن عبد الرحمن الحاج سلطان العلالي 1074هـ
    26 حسين سليم 1075هـ
    27 درويش مصطفى المولوي السرائي 1075هـ المصحف رقم 90 من نسخة
    28 رمضان بن إسماعيل ( من تلاميذ عبد الله) 1075هـ
    29 رمضان بن إسماعيل 1076هـ
    30 عبد الله 1077هـ
    31 - 1078هـ

    م الاســـم تاريخ النسخ ملاحظات
    32 حسن ولي 1079هـ
    33 محمد محمود القنوي 1079هـ
    34 محمد حمد السوسي 1080هـ
    35 محمد هاشم بن خواجه مهدي 1080هـ
    36 مصطفى بن عمر الأيوبي 1080هـ
    37 سليمان 1081هـ
    38 محمد عرب زاده 1081هـ
    39 محمد بن علي بن عبد الرحمن 1081هـ
    40 الله وردي 1082هـ
    41 - 1082هـ
    42 محمد 1084هـ
    43 أحمد بن عمر الوفائي ( من تلاميذ درويش علي) 1085هـ
    44 - 1058هـ
    45 إبراهيم بن علي 1087هـ
    46 دوريش أحمد (كاتب السراي الجديد) ( ) 1087هـ
    47 درويش محمد بن الحاج محمد القنوي 1088هـ
    48 - 1089هـ
    49 خضر محمد 1089هـ
    50 عمر بن إسماعيل (محاسب خزينة أرض روم)( ) 1090هـ

    م الاســـم تاريخ النسخ ملاحظات
    51 محمد جان عباس 1090هـ
    52 درويش أحمد بن محمد (كاتب السراي السلطاني) ( ) 1091هـ
    53 ابن نصر الله عبد الرحيم (كاتب البهبها) ( ) 1092هـ
    54 - 1092هـ
    55 عبد الله بن ملا حامد 1093هـ
    56 حافظ عثمان 1094هـ
    57 - 1095هـ
    58 ابن محمد تقي محمد طالب 1095هـ
    59 حافظ عثمان 1097هـ
    60 حسين علي (من تلاميذ خطاط المصاحف أفندي القكجوي) 1097هـ
    61 الشيخ إبراهيم بن شيخ دولت 1098هـ
    62 - 1098هـ
    63 محمد رضا بن حسين النقوي 1098هـ
    64 بشير آغا بن عبد الله 1100هـ
    65 علي اللباب -
    66 محمد الزكي ( من تلاميذ أرنب زاده) -
    67 محمد عيسى الراشدي -
    وبتتبع هذه الأسماء يمكن أن نستنتج الملاحظات الآتية:
    (1) إن المصاحف التي ورد في نـهايتها ذكر لأسماء نساخها قد بلغت (58) مصحفًا فقط من المجموع الكلي لمصاحف الدراسة البالغة 70 مصحفًا.
    (2) إن درويش مصطفى المولوي السرائي هو أكثر النساخ إنتاجًا حيث ورد في نـهاية المصحف المؤرخ نسخة بتاريخ 1075هـ ما نصه: (وبإتـمام هذه النسخة الشريفة صارت المصاحف تسعون تمامًا بخطي) ( ) وجاء بعده درويش علي، حيث ورد في نـهاية المصحف المنسوخ سنة 1072هـ أنه المصحف رقم 55 ( ). وجاء بعدهما من نسخ مصحفين وهم: محمد بن عبد الوهاب الحسيني، وقد ورد في نـهاية المصحف المنسوخ بتاريخ 1004هـ أنه ثاني مصحف تشرف الناسخ بنسخه ( ). ومصطفى بن عمر الأيوبي الذي نسخ مصحفين أحدهما سنة 1066هـ، والآخرسنة 1080هـ. ورمضان بن إسماعيل الذي نسخ مصحفين أحدهما سنة 1075هـ والآخر سنة 1076هـ. ودرويش أحمد الذي نسـخ مصحفين أحـدهما سنة 1087هـ والآخر سنة 1091هـ.
    وحافـظ عثمان الذي نسخ مصحفين أحـدهما سنة 1094هـ والآخر سنة 1097هـ.
    (3) اعتراف بعض نساخ المصاحف بفضل معلميهم والافتخار بتتلمذهم عليهم، حيث ورد قرين اسم كل منهم ما يفيد بأنه تلميذ للخطاط الفلاني، وأمثلة ذلك ما ورد بعد أسماء كل من: محمد بن نور الله، ومصطفى البواب، وأحمد بن عمر الوفائي بأنـهم من تلاميذ درويش علي، وما ورد بعد اسم السيد عبد الرحمن الزهني بأنه من تلاميذ مصطفى المخلص، وأن رمضان بن إسماعيل من تلاميذ عبد الله، وأن حسين علي من تلاميذ خطاط المصاحف أفندي القكجوي، وأن محمد الزكي من تلاميذ أرنب زاده.
    (4) أن عملية نسخ المصاحف لم تكن العمل الرئيس لبعض النساخ حيث ورد قرين أسمائهم ما يفيد مهام عملهم الأساسي، وهؤلاء النساخ هم:
    (أ) عزيز محمد ولد كمال (مؤذن مسجد فرحت الملك درا ندرون في بلدة أحمد آباد).
    (ب) حسين (كاتب أسرار السلطان).
    (ج) درويش أحمد (كاتب السراي الجديد).
    (د) عمر بن إسماعيل (محاسب خزينة أرض روم).
    (هـ) درويش أحمد بن محمد (كاتب السراي السلطاني).
    (و) ابن نصر الله عبد الرحيم (كاتب البهبها).

    المبحث الخامس: الموقفون وإسهاماتهم

    حرص المسلمون على وقف المصاحف والكتب النافعة على المساجد والمكتبات والأربطة والذرية، وفي هذا المبحث نتعرف على كمية المصاحف الموقوفة في مكتبة المصحف الشريف والتي تم نسخها في القرن الحادي عشر الهجري، وعلى الفترات الزمنية التي وقفت فيها تلك المصاحف، كما نتعرف كذلك على أسماء الموقفين وشروطهم، من خلال صيغ الوقفيات. وبيان المستفيدين من تلك الوقفيات، وذلك على النحو الآتي:
    أولًا: التوزيع الزمني للمصاحف
    المتأمل لحركة وقف المصاحف في هذه الدراسة يلاحظ أن أول مصحف تضمنته الدراسة وقف عام 1003هـ بينما وقف آخر مصحف في فترة الدراسة سنة 1352هـ وهناك مجموعة من المصاحف لم يتبين للباحث تاريخ محدد لوقفها.
    ويمكن توزيع المصاحف الموقوفة على فترات زمنية، هذا بالإضافة إلى حقل غير محدد تاريخ وقفها وذلك بحسب الجدول رقم (8) التالي.
    الجدول رقم (8)
    التوزيع الزمني للمصاحف الموقوفة
    م الفترة الزمنية عدد المصاحف النسبة المئوية
    1 1001 ــ 1050هـ 6 8.57
    2 1051 ــ 1100هـ 6 8.57
    3 1101 ــ 1150هـ ـــ ـــ
    4 1151 ــ 1200هـ 4 5.71
    5 1201 ــ 1250هـ 4 5.71
    6 1251 ــ 1300هـ 11 15.71
    7 1301 ــ 1350هـ 16 22.85
    8 1351 ــ 1352 1 1.42
    9 غير محدد 22 31.42
    المجمــــــوع 70 100 %
    ويمكن أن نستخلص من الجدول السابق ما يلي:
    1ـ أن وقف المصاحف المنسوخة في فترة الدراسة امتد على مساحة زمنية تقدر بأربعة قرون بدءًا بالقرن الحادي عشر وانتهاء بالقرن الرابع عشر الهجري.
    2ـ أنه خلال النصف الأول من القرن الحادي عشر الهجري لم يوقف سوى ستة مصاحف، وجاء النصف الثاني بالعدد نفسه.
    ويلاحظ هنا أن النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري لم يتضمن وقف أي مصحف
    أما النصف الثاني من القرن نفسه فقد شهد وقف أربعة مصاحف، وجاء النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري بالعدد نفسه.
    أما النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري فقد شهد تطورًا ملحوظًا في وقف المصاحف، حيث وُقف في هذه الفترة أحد عشر مصحفًا.
    وبلغ وقف المصاحف ذروته خلال النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري إذ بلغ إجمالي المصاحف الموقوفة في هذه الفترة ستة عشر مصحفًا، بنسبة 22.85 % وشهدت السنتان الأوليان من النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري وقف مصحف واحد فقط.
    ويلاحظ أن هناك اثنين وعشرين مصحفًا لم يتحدد تاريخ وقفها جاءت في آخر الجدول المذكور.
    ثانيًا: أسماء موقفي المصاحف
    نورد فيما يلي بيانًا بأسماء الموقفين مرتبة تصاعديًا بحسب تاريخ الوقف، وفي حالة توافق الاسمين وتاريخ الوقف يرتبان هجائيًا، ويلحق بها أسماء الموقفين الذين لم يذكر لهم تاريخ وقف محدد بحسب الترتيب الهجائي.
    م الاســــم تاريخ الوقـف
    1 ــ 1003هـ
    2 سليم آغا بن الوزير محمّد باشـا 1014هـ
    3 ــ 1024هـ
    4 الشيخ إبراهيم الملقب بالكاتب 1031هـ
    5 صالح بوشناق 1044هـ
    6 ــ 1046هـ
    ¬
    م الاســــم تاريخ الوقـف
    7 إبراهيم بن محمّد السوسي 1080هـ
    8 * عباس آغا دار السعادة 1080هـ
    9 * عباس آغا دار السعادة 1080هـ
    10 حسن حيدر وزوجته خديج بنت علي بن حسن 1081هـ
    11 محمد الحسن 1087هـ
    12 حافظ عثمان 1097هـ
    13 مصطفى كدخدا عزبان 1158هـ
    14 محمّد حج شريفة 1165هـ
    15 جهان بانوا بنت قاسم دركزنلي 1173هـ
    16 ــ 1187هـ
    17 عثمان بن محمّد الشنقيطي 1203هـ
    18 أسماء خـاتون 1207هـ
    19 محمّد آغـا رضاء الله 1228هـ
    20 شريفة أمينة خانم سليمان آغا 1238هـ
    21 حسن حسني بك بن الصدر الأعظم السابق مصطفى نائلي باشـا 1252هـ
    22 ــ 1252هـ
    23 بوي أبادي السيد أحمد أفندي 1254هـ
    24 شريف أزميرلي قاوقجي حاجي عثمان آغا 1259هـ
    25* أحمد طلعت (معتوق المرحوم عبدالكريم بك) 1277هـ
    26 فاطمة بنت المرحوم منصور بن دليم 1278هـ
    27* أحمد طلعت 1282هـ
    28 شريفة كاملة بنت شعراني زاده عبدالله شاكر أفندي 1283هـ
    29 فاعـل خـير 1293هـ
    30 ملا عبدالله هروي 1293هـ
    31 السيد أحمـد اسـبارته لي 1300هـ
    32 محمّد فخر الدين 1304هـ

    م الاســــم تاريخ الوقـف
    33 ــ 1309هـ
    34 محمّد عـزت كشـاف 1312هـ
    35 ــ 1312هـ
    36 خديجة كريمة مصطفى نائلي باشـا 1320هـ
    37 نصيب خـانم 1321هـ
    38 ــ 1321هـ
    39 حاجي عبدالرحمن ومحمد بك وحافظ عمر أفندي وآخرون 1323هـ
    40 دمير زاده الحاج محمّد البوردوري 1325هـ
    41 سليمان فائق أفندي 1328هـ
    42 أبو رشيد 1330هـ
    43 محمد على الزبادنه 1330هـ
    44 محمد هاشم عبدالمؤمن ( بواب باب النساء ) 1330هـ
    45 ابن المرحوم السيد عبدالله الفتوح التطواني 1332هـ
    46 أخون حاجي بن يوسف أخون حاجي 1333هـ
    47 علي بن يوسف بن مصطفى داغستاني 1341هـ
    48 ــ 1352هـ
    49* أسـماء خاتون ــ
    50 الست بينا هانم بنت عبدالله ــ
    51 خديجة فاطمـة __
    52 خديجة بنت يعقوب خـانم __
    53 دولتلو محمّد علي باشـا __
    54 شريف الدين آغـا __
    55 شريفة أمينة بنـده __
    56 شـيخ داده عثـمان __
    57 صالحة بنت حاجي عبدالكريم بك __

    م الاســــم تاريخ الوقـف
    58 طه عبدالفتاح ( تاجر الفحومات في مصر ) __
    59 عبدالله __
    60 السيد عبدالله بن السيد محمّد غوث ( ناظر الحرم النبوي ) __
    61 منير علي شاه بن عبدالله ( نيابة عن أخيه ) __
    62 ياور معتوقة والدة خديوي مصـر __
    ونشير هنا إلى بعض الملاحظات المهمة التي أمكن استخلاصها على النحو التالي:
    1- أن وقف المصاحف لم يكن مقصورًا على طبقة معينة من الناس؛ بل اشترك فيه فئات متعددة شملت الرجال والنساء والسلاطين والولاة والموظفين وعامة الناس.
    2- أن النسبة الأكثر من حيث الوقف هم الرجال حيث بلغوا (41) موقفًا في المقابل(15) خمس عشرة امرأة كان لهن وقفيات مصاحف.
    3- الغالبية من الموقفين ينفرد بوقف المصاحف بنفسه، في حين وجدت حالات كان الوقف فيها بالاشتراك بين اثنين أو أكثر، كما حصل بالنسبة لوقف حسن بن حيذر وزوجته خديج بنت علي بن حسن، حيث أوقفا مصحفًا في عام 1081ه‍ ( ).. ومثل ذلك وقف حاجي عبدالرحمن ومحمد بك وحافظ عمر أفندي وآخرين حيث اشتركوا في وقف مصحف واحد. ( )
    4- وجدت حالة فردية لم يصرح فيها الموقف باسمه واكتفى بعبارة (فاعل خير). ( ). 5- وجد ثلاثة أشخاص كل منهم أوقف مصحفين، وهم أحمد طلعت، وعباس آغا، وأسماء خاتون.
    ثالثًا: أركان الوقف وألفاظه وشروطه
    الركن هو ما كان داخلًا في قوام الشيء يتحقق ذلك الشيء بتحققه وينعدم بعدمه، وأركان الوقف أربعة:
    1- الموقف الذي هو المالك.
    2- الموقوف عليه وهو المستفيد من الوقف.
    3- الموقوف وهو العين المملوكة للموقف.
    4- الصيغة التي تصدر من الموقف بمال موقوف على جهة موقوف عليها.
    وألفاظ الوقف قسمان:
    1- ألفاظ صريحة: هي: وقفت، وحبست، وسبلت، لعدم احتمال غيره، فمن أتى بصيغة منها صار وقفًا من غير انضمام أمر زائد إليها.
    2- ألفاظ كناية: كتصدقت، وحرمت، وأبدت. سميت كناية لأنها تحتمل معنى الوقف وغيره؛ فمن تلفظ بواحدة من هذه الألفاظ اشترط اقتران نية الوقف معه؛ أو اقتران أحد الألفاظ الصريحة؛ أو الباقي من ألفاظ الكناية معه، واقتران الألفاظ الصريحة، كأن يقول: تصدقت بكذا صدقة موقوفة أو محبسة أو مسبلة أو محرمة أو مؤبدة، واقتران لفظ الكناية بحكم الوقف، كأن يقول: تصدقت بكذا صدقة لا تباع ولا تورث ( ).
    وبمراجعة الوقفيات المسجلة على المصاحف التي تمت دراستها في هذا البحث تبين أنها قد التزمت بأركان الموقوف حيث إن الغالبية منها ذكر فيها اسم الموقف صراحة، كما أن الموقوف حدد أيضًا في نصوص الوقفيات، كما نص أيضًا على المستفيد من الوقف. أما نصوص الوقفيات فقد كتبت بعبارات مختلفة من حيث الطول والقصر والألفاظ مع التشابه من حيث المضمون، والاكتفاء أحيانًا بتدوين كلمة (وقف لله تعالى) في أماكن متعددة من المصحف إما كتابة أو ختمًا، وقد تفاوتت الألفاظ التي تم بها الوقف ما بين صريحة أو كناية أو الجمع بينهما أحيانًا، ومن أمثلة ذلك:
    (وقف لله تعالى) ( ) (وقفت وحبست وأرصدت الحاجة ياور هذا المصحف الشريف.. وقفًا مؤبدًا مستمرًا لا يباع ولا يوهب ولا يعار ولا يعطى لأحد..) ( ) (قد وقف هذا المصحف الشريف حسن حسني بك وقفًا صحيحًا بشرط ألا يباع ولا يرهن ولا يحبس) وقفية مسجلة على المصحف المحفوظ في مكتبة المصحف الشريف برقم 22 (أوقف لله تعالى وتصدق وتسبل بهذا المصحف الشريف السيد أحمد اسبارته لي وجعل مستقره المدينة المنورة وشرط الواقف أنه لا يغير ولا يخرج من محله ولا يشترى ولا يرهن ولا يبدل..) ( ) (أوقفت الحرمة جهان بانوا بنت قاسم دركزنلي هذا المصحف الشريف على أولادها وأولاد أولادها وذرياتهم وأنسابهم وأعقابهم فيقرؤوا فيه من وجد منهم فإن انقرضوا ولم يبق منهم أحد فيرسل إلى المدينة المنورة.. وشرطت أن لا يباع ولا يوهب ولا يرهن..) ( ) وقد شهد على الوقفية ووقعها أربعة شهود، (وقف إبراهيم بن محمد السوسي هذا المصحف الشريف على رباط سيدنا عثمان  في المدينة المنورة) ( ) (وقفت خديجة بنت يعقوب خانم هذا المصحف الشريف في المدينة المنورة على المدرسة المحمودية لا يباع ولا يرهن) ( ).
    ويتضح من خلال هذه الأمثلة الشروط التي اشترطها الموقفون في وقفياتهم.
    رابعًا المستفيدون من الوقفيات
    تضمنت نصوص الوقف المدونة على المصاحف تحديد المستفيدين من تلك المصاحف الموقوفة، ومن الموقفين من حدد الأطراف المستفيدة من وقفه على أولاده وأولاد أولاده وذرياتهم وأنسالهم وأعقابهم، ثم إذا انقرضوا يرسل إلى المدينة المنورة، وهذا من قبيل الوقف الذري الذي ينتقل بعد انقراض الذرية إلى الوقف الخيري كالحجرة النبوية في المسجد الحرام بالمدينة المنورة ( ) .
    ومثل هذا النص الآتي: (قد وقفت هذا المصحف [الذي انتقل نظارته ومحافظته إليّ من أجدادي بشرط قرائتي ولكني صرت عاجزًا عنها لضعف بصري] وقفًا صحيحًا للروضة لا يبدل أصلًا بشرط ألا يباع ولا يرهن) ( ).
    ولكن الغالبية من المصاحف الموقوفة كانت توقف على جهات معينة في المدينة المنورة وهذه الجهات هي الروضة الشريفة بالمسجد النبوي، وخزانة الكتب بالمسجد النبوي، والمدرسة المحمودية بالمدينة المنورة، ورباط عثمان بن عفان  ومدرسة خواجة، ويوضح ذلك الجدول رقم (9) التالي:

    جدول رقم (9)
    يوضح المستفيدين من المصاحف الموقوفة
    م المستفيد العدد النسبة المئوية
    1 الروضة الشريفة 29 41.42%
    2 المدرسة المحمودية 8 11.42%
    3 رباط عثمان بن عفان رضي الله عنه 6 8.57%
    4 خزانة الكتب بالحرم النبوي 1 1.42%
    5 مدرسة خواجة 1 1.42%
    6 غير محدد 25 35.71%
    الـمجمــــــــوع 70 100%


    المبحث السادس: النتائج والتوصيات
    أولًا: النتائج
    (1) تبين من الدراسة أن مكتبة المصحف الشريف يتوافر فيها عدد كبير من المصاحف المخطوطة التي كتبت عبر القرون الماضية تغطي الفترة من القرن الخامس الهجري إلى القرن الرابع عشر الهجري، هذا إلى جانب تميز هذه المصاحف من حيث جودة الخط والتذهيب والزخرفة والتجليد.
    (2) يشير الحصر الببليوجرافي في هذه الدراسة إلى أنه بلغ مجموع المصاحف المنسوخة أو الموقوفة في القرن الحادي عشر الهجري في مكتبة المصحف الشريف منذ عام 1001هـ وحتى 1100هـ سبعين مصحفًا.
    (3) تكشف الدراسة أن هناك خمسة أنواع من الخطوط حظيت باهتمام نساخ المصاحف في فترة الدراسة، وهذه الخطوط هي: النسخ، والمغربي، والرقعة، والثلث، والكوفي.
    (4) تشير الدراسة إلى تنوع الأحجام التي ظهرت بها المصاحف تبعًا لتنوع الخطوط، حيث إن أكبر مصحف شملته الدراسة كان مقاسه 80×50سم، بينما كان أصغر مصحف كان مقاسه 11×7سم.
    (5) تبين من الدراسة مدى العناية التي لقيتها المصاحف من حيث التذهيب والزخرفة حيث بلغت نسبة المصاحف المذهبة أكثر من 75%.
    (6) تشير الدراسة كذلك إلى العناية بالمصاحف من حيث التجليد وزخرفتها في كثير من الأحيان.
    (7) تبين من الدراسة وجود خمسة مصاحف توافر عليها بعض جوانب من التفسير، كما وجدت ستة مصاحف توافر عليها ترجمات لمعاني القرآن الكريم، كما تبين أيضًا توافر بعض القراءات على أحد عشر مصحفًا، كما ختمت أربعة عشر مصحفًا بدعاء ختم القرآن الكريم.
    (8) لوحظ أن فترة الانتعاش الحقيقي لنسخ المصاحف في القرن الحادي عشر الهجري كانت خلال الفترة من عام 1071هـ إلى نـهاية القرن المشار إليه إذ نسخ خلال هذه الفترة ثلاثة وأربعون مصحفًا.
    (9) هناك ناسخان ينتميان إلى فئة عالية الإنتاج في نسخ المصاحف، هما: درويش مصطفى المولوي السرائي، ودرويش علي.
    (10) تبين من الدراسة أن وقف المصاحف المنسوخة في القرن الحادي عشر الهجري امتد على مساحة زمنية تقدر بأربعة قرون بدءًا بالقرن المشار إليه وانتهاء بالقرن الرابع عشر الهجري.
    (11) كشفت الدراسة عن أن وقف المصاحف لم يكن مقصورًا على فئة معينة من الناس، بل اشترك فيه الرجال والنساء والسلاطين والولاة والموظفون وعامة الناس؛ كما أن النسبة الأكثر من حيث الوقف هم الرجال حيث بلغوا (41) موقفًا في مقابل خمس عشرة امرأة كان لهن وقفيات مصاحف.
    (12) تبين الدراسة أن هناك ثلاثة موقفين وقف كل منهم مصحفين، وهم أحمد طلعت، وأسماء خاتون، وعباس آغا دار السعادة.
    ثانيًا: التوصيات
    (1) إجراء دراسات عن وقف المصاحف في مكتبة المصحف الشريف بمكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة في فترات سابقة ولاحقة لفترة القرن الحادي عشر الهجري.
    (2) إجراء دراسات عن وقف المصاحف في مكتبات المدينة المنورة وغيرها من مناطق المملكة العربية السعودية تأخذ في الاعتبار فترة زمنية معينة للتعرف على الاتجاهات الوقفية عبر العصور.
    (3) إجراء دراسات على أماكن نسخ المصاحف نظرًا لأهمية ذلك في توضيح الدور الذي قامت به الحواضر الإسلامية.
    (4) إجراء دراسات مشابهة للتعريف بنساخ المصاحف والمخطوطات ودورهم في إثراء المكتبة الإسلامية، ومواكبة الحياة العلمية في المراكز الثقافية في فترات متعددة من الازدهار العلمي للأمة الإسلامية.
    (5) دعوة أقسام المكتبات والمعلومات والوثائق في الجامعات السعودية لأن تكون تلك المصاحف موضوعات لبعض الأطروحات العلمية لدراسة أنواع الخطوط والورق والمداد المكتوب به والتذهيب والزخرفة والقراءات وترجمات معاني القرآن الكريم.
    ويرى الباحث أن الجامعات في العالم العربي يمكن أن تؤدي دورًا بارزًا في مساندة تلك الدراسات وذلك بتشجيع طلاب الدراسات العليا على مثل هذه البحوث واعتمادها في خطط الأقسام العلمية.

    المصادر والمراجع
    قائمة المصادر والمراجع


    (1) الأحمصي، محمد عبد الجواد تصوير وتجميل الكتب العربية في الإسلام. القاهرة: دار المعارف، 1962م.
    (2) أوغلي، أكمل الدين إحسان الدولة العثمانية: تاريخ وحضارة - نقله إلى العربية: صالح سعداوي. استانبول: مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، 1999م، 2مج.
    (3) ابن الجزري، محمد بن محمد (ت833هـ) منجد المقرئين - القاهرة: المطابع الوطنية الإسلامية، 1350هـ.
    (4) ابن الخطيب، محمد محمد عبداللطيف الفرقان. القاهرة: المؤلف، 1367هـ 1948م.
    (5) خليفة، شعبان عبد العزيز ومحمد عوض العايدي الفهرسة والتصنيف للمكتبات.. الرياض: دار المريخ للنشر، (د.ت).
    (6) الداني، عثمان بن سعيد المقنع في رسم مصاحف الأمصار مع كتاب النقط - تحقيق محمد الصادق قمحاوي - القاهرة: مكتبة الكليات الأزهرية، (د. ت)، ص13.
    (7) ديماند. م. س الفنون الإسلامية - ترجمة أحمد محمد عيسى.ط3 - القاهرة:دار المعارف، 1982م.
    (8) ربعة قرآنية من 30 جزءًا محفوظة برقم 3 في مكتبة المصحف الشريف بمكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة.
    (9) الزركشي، محمد بن عبد الله (ت 794هـ) البرهان في علوم القرآن - تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم - القاهرة: دار إحياء الكتب العربية، 1376هـ 1957م.
    (10) السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911هـ) الإتقان في علوم القرآن - ط3 - القاهرة: مطبعة حجازي، 1360هـ 1941هـ.
    (11) الصالح، صبحي مباحث في علوم القرآن - ط3 - بيروت: دار العلم للملايين، 1400هـ.
    (12) صقر، عبد البديع التجويد وعلوم القرآن - ط7 - بيروت: المكتب الإسلامي، 1400هـ.
    (13) العبادي، صادق تاريخ تطور كتابة القرآن الكريم في بلاد فارس - مجلة الفيصل - ع 282 (ذو الحجة 1420هـ مارس - إبريل 2000م) ص 10 - 15.
    (14) الفضلي، عبد الهادي القراءات القرآنية: تاريخ وتعريف - جدة: دار المجمع العلمي - 1399هـ 1979م.
    (15) الفوزان، صالح الفوزان الملخص الفقهي - ط8. الدمام: دارابن الجوزي، 1419هـ 1998م، ج2.
    (16) ابن قدامة، موفق الدين عبد الله بن أحمد (ت 620هـ) المغني -بيروت: دار الفكر، 1404هـ ج6.
    (17) القصيري، اعتماد فن التجليد عند المسلمين، بغداد: المؤسسة العامة للآثار والتراث، 1979م.
    (18) الكردي، محمد طاهر تاريخ الخط العربي وآدابه - ط2 - الرياض: الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، 1402هـ 1982م.
    (19) مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف التقرير السنوي للمجمع لعام 1419هـ - المدينة المنورة: المجمع، 1419هـ.
    (20) مرزوق، محمد عبد العزيز المصحف الشريف، دراسة تاريخية وفنية - القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1975م.
    (21) مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الخط العربي من خلال المخطوطات - الرياض: المركز 1406هـ. 22) المزيني، عبد الرحمن بن سليمان مكتبة الملك عبد العزيز بين الماضي والحاضر - المدينة المنورة - المكتبة 1420هـ 1999م.
    (23) المصاحف المحفوظة في مكتبة المصحف الشريف بمكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة بالأرقام من 13 إلى 61، وعددها 49 مصحفًا. المصحف رقم 880، والمصاحف المحفوظة بالأرقام من 1409هـ إلى 1423 وعددها خمسة عشر مصحفًا، والمصحف رقم 1540، ورقم 1760، ورقم 1781، ورقم 1782.
    (24) مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة فهرس مكتبة المصحف الشريف، 1405هـ (مخطوط).
    (25) المنيف، عبد الله بن محمد دراسة فنية لمصحف مبكر - الرياض: المؤلف، 1418هـ.
    (26) هارون، عبد السلام تحقيق النصوص ونشرها- القاهرة: المؤلف، 1965م.
    (27) هولدين. دنكن أغلفة المخطوطات العربية في متحف فكتوريا والبرت " لندن " مجلة فنون عربية، 1-28، ص 61.
    (28) الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض المختار من إبداعات الخط العربي - الرياض - الهيئة، 1420هـ.
    (29) وزارة الحج والأوقاف مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة - الرياض: الوزارة 1403هـ.



    فهرس الآيات
    إن هذا لفي الصحف الأولى 15
    إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون 2
    صحف إبراهيم وموسى 15
    في رق منشور 15
    والطور 15
    وكتاب مسطور 15



    انتهى
    [/center]
يعمل...
X