إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المترجم ( عز الدين محمود ) شاعر وأديب من طرطوس - .. القصيدة هي اللغة في الشعر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المترجم ( عز الدين محمود ) شاعر وأديب من طرطوس - .. القصيدة هي اللغة في الشعر


    الأديب والمترجم "عز الدين محمود


    "عز الدين محمود"... القصيدة هي اللغة في الشعر

    نورس علي


    تربى على قراءات والده للقصص المتنوعة على ضوء السراج، ما نمّى لديه الخيال الرومنسي والأدبي فانطبعت شخصيته بالمطالعات الأدبية الريفية بأجوائها الرائعة، وانتقلت التجربة من واقع معيش لديه كطفل إلى رؤى خيالية في الكتابة.
    مدونة وطن eSyria التقت الأديب والمترجم "عز الدين غانم محمود" في منزله بطرطوس بتاريخ 24/6/2013 وأجرت معه الحوار التالي:

    * كيف كانت البدايات؟


    ** من الطفولة، حيث إن البيئة الريفية لها دور كبير من خلال قساوتها المناخية وظروف الحياة فيها، ودفئها أيضاً ما دفعني لأحقق ذاتي بذات صفاتها، أي أن أكون قاسياً على ذاتي لأحقق ما أريده وأحلم به، وبدأت المطالعة والقراءة المتنوعة المكثفة التي كان لها انعكاساتها الأدبية المنتجة فيما بعد. وكانت أول مقطوعة شعرية كتبتها رثاء لأحد الأصدقاء ومطلعها: ما للمنازل باكيات سودا / ما للبلابل تبطل التغريدا؟.

    وشعري بشكل عام رغم أني كتبت بمختلف الأجناس الشعرية العمودية منها والموزونة والتفعيلة، هو من الشعر الحر الحديث، ومنها مجموعتي "ضروب من الوحشة"، إضافة إلى أني كتبت القصيدة الكلية التي يتداخل فيها الشعر والنثر، وكان هذا النموذج أقرب لذاتي لأن تجربتي هنا كانت أنضج، والذي ساهم في إنضاجها تطور الأدوات الحسية والفكرية التراثية.

    * كيف تمكنت من كسر قيود القصيدة التقليدية وكتابة القصيدة الحداثاوية؟


    ** بشكل عام لا يوجد شاعر عربي تمكن من كتابة القصيدة العمودية إلا وكان له مخزون فكري اطلاعي على مختلف التجارب الفكرية الأدبية السابقة، لأن تطورات الحياة واللغة والحياة وتعقيداتها واختزالها يجعل القصيدة العمودية التقليدية عاجزة عن نقل النفس السريع المتلاحق والحالة المعقدة الداخلية للإحساس الإنساني، فالإنسان بتجربته وملاحقته لقضايا الفكر والحداثة يكسر الطوق الذي قيد القصيدة العمودية ويشعر بحرية أكثر بالتعبير بالقصيدة النثرية، وهنا لابد أن يمر بمرحلة يكسر قيود القصيدة التقليدية ولا يفقد موسيقا وبنية الشعر العربي الكلاسيكي، فينتج معه قصيدة التفعيلية، وقصيدة التفعيلة هي أهم مرحلة بالشعر العربي إطلاقاً لأنها كسرت قيود القصيدة التقليدية كبناء واحتفظت بروح الشعر العربي والذي هو الإيقاع والتفعيلة.

    * ما اللغة الشعرية حسب رؤيتك؟


    ** اللغة لها مصدران الأول
    الخيميائي من ترجماته حالة حسية من التعايش مع الواقع، والثاني حالة ثقافية معرفية، فالواقع يطبع الإنسان بشخصيته فيصبح حالماً شارد الذهن لغته رومنسية سلسة مصدرها الطبيعة، أو يصبح الإنسان من خلال مواجهاته مع معترك الحياة ذا لغة قوية خشنة صلبة أي لغة مواجهة، فاللغة انعكاس للحالة النفسية، علاوة على أنه في الشعر اللغة هي القصيدة، بمعنى لم تعد المشكلة مشكلة أفكار فالأفكار موجودة عند الجميع، ولكن الإبداع الحقيقي هو العمل على اللغة، وأنا كباقي سائر البشر لدي لغتي، ومن ناحية أخرى اللغة لدي تدخل في مضمار الشكل الذي تقولبت به الأفكار وتماهت معه.

    * كيف دخلت إلى عالم الترجمة؟

    ** من خلال مطالعاتي باللغة الانكليزية شعرت بافتقار القارئ العربي للكثير من الأفكار والأحاسيس والمواضيع الهامة، فبدأت أترجم ما يعجبني مما أقرأ وأنشر في بعض المجلات الأدبية، وبعدها انتقلت إلى تجربة ترجمة الرواية.

    * ما دور ثقافة المترجم في عملية الترجمة الأدبية؟

    ** هذا موضوع هام جداً، فالمترجم إن لم يملك ثقافة خاصة ويتمكن من اللغتين يصبح قاتلاً ومشوهاً لكل شيء من القراء واللغة، وقد أشرت إلى هذه المشكلة في جميع ترجماتي، لأنها أصبحت ظاهرة منتشرة لدى أغلب المترجمين غير المتمكنين.

    فأحياناً عمل أدبي كامل يتوقف على فهم شخصية معينة أو دلالة رمزية ما، وهنا تتجسد ثقافة المترجم وسعة اطلاعه في الأخذ بعين الاعتبار لمكنونات هذه الدلالة، وقد ذكرت هذا الأمر في ترجمتي لرواية "الخيميائي" للكاتب "باولو كويلهو"، فالمترجم أساء فهم الرواية بكاملها نتيجة عدم فهمه لدلالات اسم شخصية واردة في الرواية وتحمل دلالة تاريخية واسطورية مهمة جداً قامت عليها ترجمة الرواية بمجملها، فهو لم يكن مطلعاً على هذا الأمر، لذلك ترجم الاسم بشكل غير صحيح ما أدى إلى ترجمة خاطئة لكامل الرواية، إضافة إلى أنه يوجد سياقات معينة في النص الأصلي استحالت عليه ترجمتها النورس جوناثان لضيق ثقافته.

    * كيف تختار الكتب التي تقوم على ترجمتها؟


    ** يدخل في هذا الأمر عدة أمور منها السوق، والعمل التجاري، ورغبة القراء، والشريحة المستهدفة، وحداثة العمل الأدبي وأهميته وتأثيره، والأهم هو وظيفة العمل، حيث إنه توجد أعمال ببنيتها تشكل جزءاً من بنيان ومنظومة معينة تساهم في تشكل حالة فكرية معينة. لا يمكن أن نستمر في الحياة وأن يصبح لحياتنا طعم فكري أو ثقافي أو تواصلي إن لم نمتلك لغة الآخر، حيث أصبحت معرفة اللغة الأجنبية شرطاً وجودياً للمقدرة على التواصل الفكري في الحياة، فعلى المترجم الأدبي أن يكون مطلعاً على جميع النظريات الأدبية المطروحة في لغة الآخر.

    * إلى أي حد يجب أن تكون الترجمة أمينة عند المترجم؟


    ** لا يوجد نجاح كامل مئة بالمئة في هذا الأمر، لأنه يوجد استحالة، ولكن يوجد بدائل وهي الابداع في اللغة، فأنا عندما أنقل حالة ما فإن قدراتي في لغتي تكون بالتعبير عنها بالبحث ضمنها عن جماليات وسياقات فكرية ولفظية لغوية تتماهى مع الفكرة المراد نقلها، أي إعادة خلق جديدة وإنشاء روابط جديدة بين الأفكار كأفكار لصاحبها المبدع الأصلي وأستعيض عن السياقات التي لا يمكنني نقلها بأقرب ما يكون إليها من سياقات وجماليات في اللغة التي نقلت إليها.

    * هل تكمن المتعة التي نجدها في الترجمة الشعرية في متعة ترجمة الفكرة أم متعة ترجمة الابداع الأدبي فيها؟


    ** المتعة الحقيقة في الترجمة تكمن في تصيد المترجم الصيغ الدقيقة التي تماثل هذا التماهي بين الفكرة واللبوس اللغوي لها في الأصل، فالشاعر الأصلي حقق ابداعه من خلال التماهي بين حالة فكرة حسية واللبوس اللغوي الذي ألبسه لها، وهنا بقي على المترجم أن يجد الترابط الناجح بين هذه الفكر التي من السهل نقلها وبين اللبوس الجديد الذي عليها أن ترتديه في اللغة الجديدة التي سيقدمها بهاالمترجم لقارئه.

    وفي لقاء مع القاص والمترجم "عدنان محمد" قال: «الأديب والمترجم "عز الدين محمود" يظهر ثقافته في مختلف أعماله الأدبية وخاصة منها المترجمة، وهي اعتمدت على المطالعة المكثفة والذاتية، إضافة إلى أن كتابته الشعرية منحته ثقافة ولغة أدبية مميزة استخدمها في الترجمة بكل أمانة، ومن أهم ما ترجم "النورس جوناثان" و"الخيميائي"، ناهيك عن اللبوس الابداعي الجديد الذي يمنحه لأعماله من امتلاكه لحس مرهف تجاه الكلمة».

    يشار إلى أن الأديب والمترجم "عز الدين محمود" هو من مواليد قرية "المسطبة" التابعة لبلدة "حمين" عام /1952/، وهو مدرس لغة انكليزية له عدة مجموعات شعرية مكتوبة بالعربية منها "الجمر والرماد" و"ضروب من الوحشة"، إضافة إلى ترجمات عديدة أهمها "النورس جوناثان" و"اعترافات مسافر حاج" و"فارس النور" و"الخيميائي".
يعمل...
X