إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صباح فخري أيقونة سورية تتربع على عرش فن الغناء والقدود الحلبية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صباح فخري أيقونة سورية تتربع على عرش فن الغناء والقدود الحلبية

    تربع على عرش فن الغناء والقدود الحلبية بلا منازع
    صباح فخري أيقونة سورية
    ملأى بالإبداع والنغم الجميل

    لمى طباخة - الوطن
    يعد صباح فخري من مشاهير الغناء في سورية والوطن العربي، فنان ومغن من أعلام الموسيقا الشرقية، وفخري ليست نسبته وإنما هي تقدير لفخري البارودي الذي رعى موهبته، وأما اسمه الحقيقي فهو صبحي أبو قوس. ويعتبر فخري أحد أهمّ مراكز الموسيقا الشرقية العربية، ظهرت موهبته في العقد الأول من عمره، ودرس الغناء والموسيقا مع دراسته العامة في تلك السن المبكرة في معهد حلب للموسيقا وبعد ذلك في معهد دمشق، تخرج في المعهد الموسيقي الشرقي عام 1948 بدمشق، بعد أن درس الموشّحات والإيقاعات ورقص السماح والقصائد والأدوار والصولفيج والعزف على العود، ومن أساتذته أعلام الموسيقا العربية كبار الموسيقيين السوريين الشيخ علي الدرويش والشيخ عمر البطش ومجدي العقيلي ونديم وإبراهيم الدرويش ومحمد رجب وعزيز غنّام.
    اشتهر في أنحاء الوطن العربي والعالم وفي السجلات العالمية للمطربين كواحد من أهم مطربي الشرق، أقام حفلات غنائية في بلدان عربية وأجنبية كثيرة وطاف العالم وتربع على عرش فن الغناء والقدود الحلبية، ودخل كتاب غينيس للأرقام القياسية بعد أن غنى في مدينة كاركاس بفنزويلا لمدة عشر ساعات متواصلة، وسجل اسمه في الموسوعة العالمية، قدم حفلاته في دول كثيرة من هذه الدول: لبنان، الأردن، الكويت، قطر، الإمارات العربية المتحدة (أبو ظبي -دبي - الشارقة - رأس الخيمة – العين)، العراق، مصر، السودان، المغرب، تونس، الجزائر، ليبيا، إضافة إلى العديد من الدول الأجنبية: فنزويلا، الأرجنتين، فرنسا، البرازيل، تشيلي، كندا، استراليا، والولايات المتحدة الأميركية (نيويورك - ديترويت - يانكرز - بوستن - هيوستن - بنسلفانيا - سان فرانسيسكو - واشنطن - سان دييغو - لوس أنجلوس - لاس فيغاس – ميامي).

    صاحب الحنجرة الصافية والصوت العذب

    ولد الفنان صباح فخري في مدينة حلب عام 1933 في بيئة علمية صوفية وكان والده شيخاً لبعض الطرق الصوفية فكانت الأذكار تقام والأناشيد الصوفية تنشد وآلات الإيقاع تضرب الأوزان الموسيقية وكانت مسامع هذا الطفل تتلقى هذه النغمات والأوزان فنشأت عنده موهبة موسيقية فطرية وقد منحه الله جمال الصوت فكان يردد هذه الألحان الصوفية ويترنم بها ويسمعها لأقرانه الأطفال، دخل المدرسة الابتدائية وتدرج في دراسته حتى الشهادة الابتدائية ولما شعرت إدارة المدرسة بجمال صوته بدأت تظهره في حفلاتها المدرسية وفي الوقت نفسه شعر هو بشخصية صوته وجماله وحسن أدائه فقويت شخصيته الفنية وارتفعت معنوياته الموسيقية وصادف أن زار حلب الأستاذ سامي الشوا عازف الكمان الشهير وسمعه وأعجب بصوته وقرر اصطحابه إلى مصر موطن الفنون الموسيقية فسافر صباح مع سامي الشوا إلى دمشق ليسافر إلى القاهرة ولكن دمشق بعد أن اكتشفت مواهبه تمسكت به وكان آنذاك راعي الموسيقا المرحوم فخري البارودي الذي أصر على بقائه ولاسيما أن الحكومة السورية كانت على أبواب تأسيس الإذاعة السورية في 3 شباط 1947 وهكذا تعاقدت الإذاعة معه وبدأ يقدم حفلاته الغنائية في كل أسبوع وكان للإذاعة معهد موسيقي تابع لها فدخله صباح ليزيد معلوماته الفنية فأخذ عن عمر البطش الموشحات والإيقاع ورقص السماح، كما أخذ عن مجدي العقيلي القراءة الموسيقية والموشحات وأخذ بعض المواد الأخرى عن أساتذة المعهد الآخرين، كان صوت صباح وغناؤه في إذاعة دمشق فريداً في نوعه وأدائه لقد كان متمسكاً بالطابع الكلاسيكي العربي المطرب ساعده على سلوك هذا الطريق مرونة صوته وقوة صنعته خلافاً للمطربين المعاصرين الذين يعجزون عن أداء هذا الطابع العربي الأصيل لأنه يحتاج إلى حنجرة قوية صافية وصنعة متينة وصوت مرن يؤدي الحركات الغنائية العربية المطربة من دون تكلف أو عناء فخلف صباح في مسلكه هذا المطربين الأوائل وكان فريداً في هذا المسلك وفي نهاية عام 1948 عاد صباح إلى مدينة حلب تاركاً الغناء لزمن قصير ليتزود بالعلم فدخل المعهد العربي الإسلامي لإتمام دراسته الإعدادية وبعد أربع سنوات عمل مدرساً في المدارس الرسمية سنة واحدة ثم استدعته الحكومة لأداء خدمة العلم ثم مارس بعض الأعمال الصناعية والتجارية والكتابية وكان ذلك عام 1956 وكانت إذاعة حلب تستدعيه بين الحين والآخر لتتزود منه ببعض التسجيلات من صوته الرخيم العذب فأخذ بعض الألحان عن بكري الكردي ونديم الدرويش ومجدي العقيلي وبعض ملحني الإذاعة السورية بحلب ثم اتجه إلى العمل المسرحي الغنائي هناك حيث تقابل مع مستمعيه وجهاً لوجه ولم يعد جهاز الراديو وساطة بينه وبين مستمعيه ولما تأسس التلفزيون السوري عام 1960 كان صباح أول من شارك بغنائه في حفلاته كما اشترك في كثير من البرامج التلفزيونية التي صاحب فيها الغناء التمثيل لم يكن المطرب صباح مطرباً محلياً بل تعدى نطاقه الحدود السورية فسافر إلى العديد من البلدان العربية والأجنبية، وقد عمل الكثير من الأسطوانات الغنائية التي راجت بشكل هائل، ومن نماذج غنائه الموشحات القديمة والحديثة والأدوار المصرية وسبق أن غنى بعض النوبات الأندلسية في إذاعة حلب مع الشيخ علي الدرويش.

    شهادات وجوائز تقدير

    نال فخري العديد من الجوائز والشهادات منها: شهادة تقديرية من محافظ مدينة لاس فيغاس في ولاية نيفادا مع مفتاح المدينة تقديراً لفنه وجهوده المبذولة لإغناء الحركة الفنية التراثية العربية، وقُلِّدَ كذلك مفتاح مدينة ديترويت في ولاية ميشيغان ومفتاح مدينة ميامي في ولاية فلوريدا مع شهادة تقديرية.
    أقامت له جامعة U. C. L. A حفل تكريم في قاعة رويس وقدمت له شهادات التقدير لأنه حمل وما زال لواء إحياء التراث الغنائي العربي الأصيل، كما غنى في قاعة نوبل للسلام في السويد، وفي قاعة بيتهوفن في بون ألمانيا، وفي فرنسا غنى في قاعة قصر المؤتمرات بباريس، كما أقام عدّة حفلات على مسرح العالم العربي في باريس وعلى مسرح الأماندييه في نانتير.
    وقام بجولة فنية ثقافية في بريطانيا حيث قدّم حفلات غنائية ومحاضرات عن الموسيقا والآلات العربية في كل من (لندن - يورك - كاردف - برمنغهام - شيستر فيلد - مانشستر - ديربي شاير – كوفينتوري)، وأقام له الرئيس الحبيب بورقيبة حفل تكريم وقلده وسام تونس الثقافي عام 1975.
    وقدّم له جلالة السلطان قابوس وسام التكريم في 5/2/2000 تقديراً لعطاءاته وإسهاماته الفنية خلال نصف قرن من الزمن وجهوده وفضله في المحافظة على التراث الغنائي العربي. ونال الميدالية الذهبية في مهرجان الأغنية العربية بدمشق عام 1978.
    كما نال جائزة الغناء العربي من دولة الإمارات العربية المتحدة باعتباره أحد أهم الروّاد الذين ما زالوا يعطون ويغنّون التراث الغنائي العربي الأصيل، وكرّمته وزارة السياحة المصرية بجائزة مهرجان القاهرة الدولي للأغنية تقديراً لعطائه الفني الذي أثرى ساحة الغناء العربي الأصيل الذي سيظل زاداً لإسعاد الأجيال القادمة من عشاق الفن الراقي، وكرّمه مهرجان ومؤتمر الموسيقا العربية في مصر وقدّمت له كتب الشكر لمشاركته ومساهمته لعدّة سنوات في المهرجانات التي أقيمت على مسرح دار الأوبرا الكبير ومسرح الجمهورية في القاهرة ومسرح قصر المؤتمرات في الإسكندرية.
    ومن خلال مشاركته في مهرجان فاس للموسيقا العالمية العريقة في دورته العاشرة لعام 2004 قدّم له رئيس جمعية فاس سايس شهادة تقدير وشكر والعضوية الفخرية لمجلس إدارة المهرجان إجلالاً لفنه وعرفاناً بجهوده للحفاظ على التراث الموسيقي الغنائي العربي، كما قدّم له محافظ مدينة فاس مفتاح المدينة مع شهادة تقدير وشكر والعضوية الفخرية لمجلس المدينة وهذه هي أول مرة يمنح فيها مفتاح المدينة لفنان عربي أو أجنبي.
    أما المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم قدمت له في 22/6/2004 الجائزة التقديرية مع درع المنظمة ووثيقة الأسباب الموجبة لمنح الجائزة لحفاظه على الموسيقا العربية ونشرها.
    وقلّده الرئيس بشّار الأسد وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة في 12 شباط 2007 في دمشق وذلك تقديراً لفنّه وجهده في الحفاظ على الفنّ العربي الأصيل ولرفعه راية استمراريّة التراث الفنّي العربي الأصيل.


يعمل...
X