إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاستاذ نوري الراوي يرحل الرائد التشكيل العراقي الكبير البوم.-صلاح حيدر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاستاذ نوري الراوي يرحل الرائد التشكيل العراقي الكبير البوم.-صلاح حيدر

    صلاح حيدر



    رحيل رائد التشكيل العراقي الكبير الاستاذ نوري الراوي مساء اليوم
    عمان -ضياء الراوي
    انتقل الي رحمة الله، الفنان العراقي الكبير الرائد التشكيلي نوري الراوي اثر انوبة قلبية بعد عصر هذا اليوم الثلا ثاء في مستشفى اليرموك التي دخلها قبل ايام بالعاصمة العراقية،، بغدا د اثر تدهور حالته الصحية وتقدمه بالسن 89 عاما..
    وسيشيع جثمانه الطاهر غدا الا ربعاء من مبنى جمعية التشكيلين العراقيين بالمنصور الى مثواه الاخير ، وسيقام مجلس الفاتحة لروحه الطاهرة في جمعية الشبان المسلمين ببغداد ابتداءا من يوم غد ، لروحه الرحمه وجنان النعيم ولعائلته واولاده واحفاده وزملا ئه واصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان ،،
    من صفحة الفنان ضياء الراوي






    الفنان نوري الراوي رائد المدينة في الفن العراقي المعاصر

    رحل عن عمر يناهز الـ89 عاماً
    MAY 13, 2014
    بغداد ـ ‘القدس العربي’ ـ من صفاء ذياب: رحل ظهر أمس الثلاثاء الفنان الرائد نوري الراوي عن عمر يناهز الـ89 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.
    الراوي الذي بدأ حياته الفنية منذ العام 1937 بعد أن بدأ يكتب في الصحافة العراقية حينذاك عن التجارب الفنية الشابة والفلسفات التي أدت إلى تغيير مجرى اللوحة التشكيلية في العالم، لم يخرج عن بيئته التي ولد فيها على الرغم من تجاربه الطويلة مع الرسم والكتابة في مختلف الفنون، فقد كان يرتقي في طفولته التلال قرب مدينته راوة، ليطل منها على نهر الفرات، والبساتين، والنخيل، وبيوت المدينة وقبابها. فشكّل هذا المزيجُ الجميل فردوسَه المتخيَل، الذي واصل رسمه منذ ثمانية عقود وحتى الآن، لتتجدد فيه الموسيقى والشعر والألوان والصوفية، استعادةً للطفولة والاكتشافات الأولى، والدروس وزملاء الفن والحياة، والوالد الذي كان شغوفاً ببناء الدور بقبابها، وتزويق نوافذها من الجص الأبيض الرائق والحجر.
    ولد الراوي في مدينة راوة (إحدى مدن محافظة الأنبار غرب العراق) في العام 1925، ولم يتمكن من الخروج منها في أغلب أعماله التشكيلية، فقد بقي الطين وتنوعاته هاجسه الكبير، ومما يحسب له، أنه أول من رسم الجدارية فيالعراق، ففي عام 1945 حين كان معلماً في مدرسة راوة رسم على حائط الصف الخامس جدارية تمثل منظراً طبيعياً، والغريب في الأمر’ أنه استخدم أصباغ الأقمشة وكانت على شكل (باودر) جلبها معه من بغداد. كما أنه أول من أدخل تراجم الفنانين في العراق مع صورهم.. وفي العام 1962 كان أول من أسس متحف الفن الحديث بعد معاناة كثيرة ليفتتحه حينها الزعيم عبد الكريم قاسم. ومن ثمَّ فإن الراوي أول من استحدث صفحة ‘فن’ في الصحافة العراقية وكان يحررها في جريدة الزمان وكتب فيها عن السينما والفن التشكيلي.
    اشتهر الراوي برسم القباب والنواعير والبيوت الغارقة في السحر، إلا أنه لم يرغب برسم المناظر الطبيعية ولا اللوحات الانطباعية، مكتشفاً أن القباب البيضاء، التي صنعها البناؤون الشعبيون، تنطوي على روحانية وجمال أخاذ، لازم روحه على مدى عقود، ويرى في حوار معه أن المتصوف محي الدين بن عربي اختصر دلالة القباب الفلسفية عندما قال فيها: ‘ما القُبة إلاّ وصفُ اللامتناهي’.
    يتحدث الكاتب رشيد الخيون عن سيرة الراوي قائلاً إن محنة نوري الرَّاوي أنه لم يغادر العِراق، ولم يعمل في السِّياسة، فحاول البقاء مهادناً وساكتاً، ومَن يسكتُ يسلم آنذاك، والرَّجل لم يُقدم نفسه مناضلاً ضد العهد السَّابق، مثلما كَذِبَ الآخرون. على أية حال نوري الرَّاوي في الزَّمن السَّابق والحالي لا يقوى على مغادرة العِراق، والعيش في المهاجر، وإذا أخذ وسام الاستحقاق في العهد السَّابق، فليس لنا إلغاء ذلك العهد برمته، فكان فيه ثقافة وعلوم وشوارع نظيفة وكوادر علمية، وكنا في خطابنا المعارض كي نهدمه لم نذكر أي ميزة، لكن الآن انتهى ذلك العهد فعلينا أن نتحدث بمنطق آخر، نذكر السلبي مهما عظم والإيجابي مهما صغر.
    ويشير الخيون إلى أن للرَّاوي مُتحفاً كاملاً مِن أعماله، ومما حواه أرشيفه، وهناك مَن غدر به مِن تُجار الفن، أما في الوضع الحالي فأخذ هذا يدنيه وذاك يُقصيه، وهو كما كان في السابق لا يقوى على الرحيل، وهو يحمل على كاهله تسعة وثمانين عاماً عاشها بين راوة وبغداد، ويريد الاطمئنان على ما لديه مِن أعمال جديرة بالحفاظ عليها. مِن المخجل أن يؤخذ على الرَّاوي أنه ظل موظفاً في العهد السَّابق، أو فناناً بارزاً، وأنه لم يسجن أو يستشهد أو يرسم لوحة للمعارضة، ونحن نسأل وهل قُرب مَن قارع النِّظام السَّابق، مِن الفنانين والأدباء، لثلاثين عاماً؟
    إن محنة الإرث الفني العراقي، ومنه محنة نوري الرَّاوي واحدة، تحكي أن انقلاباً كبيراً يجرب ببغداد، لعزل هذه المدينة عن تاريخها، ومنها فنها التَّشكيلي وإثرها الحضاري. انقلاب لتمزيق ذاكرة هذه المدينة والتَّأسيس للوهم، فبيت الحكمة ما عاد بيتاً للحكمة، والجامعات سجلت قاعاتها بأسماء لا صلة لها بتاريخ العلم العراقي، المشكلة أن مثل نوري الرَّاوي يُعامل بعنعنات التَّاريخ وجزء كبير منه أن الرَّجل ليس النَّمط المرغوب فيه، فليبق بعيداً مع ما لديه مِن إرث فني، لأن هذا الإرث إرث صنمي بالنِّسبة لهم.
    أما فنياً، فقد مثّلت المدينة عند الراوي عنصراً مكانياً يحتمل التدوين والترميز والإشارة لأبعاد نفسية وفكرية وإنسانية وأخيراً جمالية, بحسب ما يرى الناقد سلمان الواسطي، لذلك ظلت مدينته البكر (راوة) مصدر الإلهام المؤثر في تجربته لسنين طويلة من دون أن يعتريه الكلل أو الملل من المعاودة لرسمها وتدوين نصها وفق رؤيا تتغير مع تغير المراحل الفكرية والحسية والجمالية التي مرت بها تجربته الفنية طوال هذه السنين, ذلك أن الفنان نوري الراوي كان في كل مرة يعاود فيها لرسم مدينته راوة, لكنه في الوقت نفسه لم يكن يرسم نفس العناصر والمشاهد المكانية كما ظن البعض, الذين نظروا للوحاته من ناحية التجسيد المكاني من دون الأخذ بعين الاعتبار المغزى السايكولوجي الذي يحيط بالمبدع لحظة الشروع في عملية الخلق الفني في لحظة تدوين النص البصري.
    ابتلى نوري الرَّاوي لتشابه الاسم مع ثاني وزير للثقافة، بعد أبريل (نيسان2003)، وكُتب ضده؛ وهو غير معني بكل ما صدر عن الراوي الوزير الذي كان ضابط شرطة ثم تاجر.
    أسس الراوي المتحف الوطني للفن الحديث وكان أول مدير له (1962- 1974). له زمالة في جماعة الرُّواد (1964-1979) التي ترأسها الفنان القدير فائق حسن (ت 1992)، رئيس جمعية التَّشكيليين العراقيين، وعضو اللجنة العليا لمهرجان بغداد العالمي التَّشكيلي (1986-1994)، نال وسام الاستحقاق العالي عام 1993، ولقب رائد تشكيلي عام 1993، وغير هذا من نشاط فني كُلّل بعدة معارض ومؤلفات اقتصر على هذا المجال.
    اقام عدداً من المعارض لا يمكن حصرها، منها في لندن على قاعة المركز الثقافي العراقي في العام 1978، والثاني ببغداد على قاعة الرشيد في العام 1983، وفي العام 1984، أقام معارض في بودابست ودابرتسن ببلغاريا، ليعود مجدداً في بغداد لإقامة معرض في المتحف الوطني للفن الحديث في العام 1989، وعلى قاعة بلدانا بعمان 1993، وقاعة عين ببغداد 1993، وقاعة الأرماتا بباريس 1996، وقاعة الأورفلي بعمان 1995، وقاعة حمورابي بعمان 1997، فضلاً عن معرض مشترك مع ابنه رائد الراوي، في شارلون نورث كارولاينا اميركا في العام 1997، وغيرها الكثير من المعارض الشخصية والمشتركة.
    كما أنه اصدر أكثر من كتاب في الشعر والتشكيل والسينما والمسرح، منها ‘تأملات في الفن العراقي الحديث’ 1962، ‘المدخل إلى الفلكلور العراقي’1962، ‘جواد سليم’ 1963، ‘الفن الألماني الحديث’ 1965، ‘العراق في كرافيك’ 1966، ‘منعم فرات نحات فطري’ 1975، ‘اللون في العلم والفن والحياة’ 1986، ‘متحف الحقيقة متحف الخيال’ 1998، ‘تأملات في الفن العراقي الحديث’ 1999، وغيرها الكثير.



يعمل...
X