إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خمســـون عامـــاً علــــى النكـــبة - د. فايز رشيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    رد: خمســـون عامـــاً علــــى النكـــبة - د. فايز رشيد

    أجوبة الدكتور: لبيب قمحاوي.
    مفكر وكاتب سياسي، عضو لجنة التنسيق الوطني- الأردن.‏
    الجواب الأول:‏
    الواقع أن المشروع الوطني الفلسطيني لم يهزم، وإنما قيادة المشروع الوطني الفلسطيني هي التي هزمت مما أدى بالتالي إلى هزيمة المشروع الوطني الفلسطيني.‏
    إن مفهوم الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني جاء في أصوله الفلسطينية حماية لأهداف المشروع الوطني الفلسطيني المتمثلة بالتحرير الكامل ومنع أي نظام حكم عربي من العبث بتلك الأهداف. ولكن تطورات الأمور وتجيير الشرعية الفلسطينية من مؤسسات منظمة التحرير إلى قيادة منظمة التحرير، ومن ثم إلى رئيس منظمة التحرير قد أدى بالتالي إلى حصر أهداف المشروع الوطني الفلسطيني وشرعية تمثيل تلك الأهداف بشخص رئيس المنظمة. وهكذا، جاء القرار المنفرد لرئيس المنظمة بتقليص أهداف المشروع الوطني الفلسطيني إلى ما نحن عليه اليوم نتيجة حتمية لذلك المسار. والذي تواطأت على تكريسه العديد من الأطراف العربية والدولية.‏
    إن الجهد المطلوب فلسطينياً في هذه المرحلة، هو التأكيد على أن اتفاقات أوسلو جاءت محصلة للهزيمة الفلسطينية وليس تتويجاً للنضال الفلسطيني وتجسيداً لأهدافه. فشعار مرحلية الوصول إلى الأهداف الفلسطينية لا ينطبق على ما ورد في اتفاقات أوسلو والتي جاءت نقيضاً للمشروع الوطني الفلسطيني وليس استجابة لبعض أهدافه.‏
    الجواب الثاني:‏
    بعد مرور مائة عام على عقد مؤتمر بازل وقيام الحركة الصهيونية كحركة سياسية، فإن الناظر المتعمق بفكر الحركة الصهيونية وأهدافها لابد وأن يعترف بأن النجاح الذي حققته الحركة الصهيونية جاء نتيجة طبيعية للفشل العربي الفلسطيني وليس نجاحاً للفكر والنهج الصهيوني. وبالإضافة إلى ذلك، فإن نجاح المشروع الصهيوني جاء مرتبطاً بشكل كامل بالتغييرات التي طرأت على موازين القوى في العالم خلال هذا القرن ابتداءاً من الحرب العالمية الأولى، مروراً بالثانية، ومن ثم الحرب الباردة وما رافقها من مد للقومية العربية كخطر على المصالح الغربية في المنطقة انتهاء بسقوط المعسكر الاشتراكي. وهكذا، كان نجاح المشروع الصهيوني مرتبطاً دائماً بقدرة قادته على استغلال مكامن القوة في الموازين الدولية، مقارنة بالفشل الواضح للعرب في استغلال تلك المكامن.‏
    وعلى ضوء ما سبق، فإنه لمن الخطأ الولوج في التعميمات واستعمال التعابير العاطفية لتقييم مستقبل المشروع الصهيوني في المئوية الثانية أو في القرن الحادي والعشرين.‏
    من الواضح أن المشروع الصهيوني الأول قد حقق أهدافه في إنشاء الدولة الصهيونية القوية على أرض فلسطين. والمشروع الصهيوني الثاني سوف يكون مختلفاً في أدواته وأكثر خطورة في أهدافه.‏
    فالحقبة الثانية سوف تشهد نقلة نوعية صهيونية من المطالبة بالأرض واحتلالها عسكرياً إلى فرض نمط جديد من الاحتلال من خلال الأدوات التكنولوجية الحديثة والمفاهيم الاقتصادية الجديدة، بحيث تتحول المنطقة إلى جزء من منطقة النفوذ الإسرائيلي، من خلال ربط اقتصاد وثروات المنطقة بالاقتصاد الإسرائيلي، والعمل على تفكيك النسيج الثقافي والحضاري للدول العربية. وهكذا، فإن المشروع الصهيوني الثاني يتجاوز فلسطين كرقعة جغرافية ويتجاوز مفهوم الاحتلال العسكري التقليدي إلى مفهوم السيطرة الكاملة على المنطقة العربية وكذلك على إقليم الشرق الأوسط الجغرافي.‏
    الجواب الثالث:‏
    لقد نجحت اتفاقات السلام المبرمة حالياً بين إسرائيل وعدة أطراف عربية إلى تفكيك المشروع العربي والمشروع الفلسطيني وإلى تعزيز المشروع الصهيوني. وتعتبر تلك الاتفاقات مرحلية من وجهة النظر الصهيونية باعتبارها أدوات استعملتها إسرائيل لتدمير الأسس التي استند إليها الفلسطينيون والعرب مرتبط بمدى قدرة الفلسطينيين والعرب على الحد من تأثيرها السلبي على أسس ومقومات الصراع مع المشروع الصهيوني. ومن الضروري، في هذا السياق، الإصرار على اعتبار تلك الاتفاقات أمراً مفروضاً على الفلسطينيين والعرب بحكم النصر العسكري الإسرائيلي والهزيمة العسكرية العربية والفلسطينية، وليس تصحيحاً للتاريخ كما تريد إسرائيل والحركة الصهيونية. إن الهزائم العسكرية والسياسية التي لحقت بالعرب والفلسطينيين وتم تتويجها في اتفاقات مثل كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة لا يجب السماح لها بأن تتوج بالهزيمة العقائدية والمتمثلة بالقبول الفلسطيني والعربي بمقولة تصحيح التاريخ من خلال الاعتراف بشرعية حق إسرائيل في الوجود على أرض فلسطين.‏
    الجواب الرابع:‏
    إن الربط بين الخاص الوطني والعام القومي لن ينجح إذا ما تم تناوله بالأسلوب التقليدي.‏
    فالعمل الآن يجب أن ينصب على خلق قاعدة قوية من المصالح المشتركة تشكل أساساً صلباً للعلاقة القومية بين أطراف المشروع العربي، وبحيث يصبح الدفاع عن الخاص الوطني مرتبطاً ارتباطاً كاملاً بالدفاع عن العام القومي. إن غياب هذه القاعدة كان أساس فشل المشروع القومي في النصف الثاني من هذا القرن.‏
    لقد أثبتت التطورات الصاعقة في العقدين الأخيرين من هذا القرن أن الخاص الوطني في المشروع العربي غير قادر منفرداً على الدفاع عن المصلحة الوطنية وحمايتها، وكان هذا درساً قاسياً وثمنه فادحاً على كل العرب، قطرياً وقومياً.‏
    إن المطالبة بإنشاء جبهة وطنية شعبية عربية عريضة هو شعار براق يخلو من أي تأثير حقيقي على مجرى الأحداث خصوصاً في الحقبة المقبلة والتي ستشهد نمطاً جديداً ومعقداً من العلاقات الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية التي تتطلب نمطاً أكثر جدية وفعالية من علاقة جبهوية عريضة وفضفاضة، حيث أن أنماط النضال سوف تأخذ أشكالاً تختلف اختلافاً جذرياً عن ما عهدناه.‏
    الجواب الخامس:‏
    وهذا يدعونا إلى الحديث عن كيفية الخروج من هذا المأزق. فالعمل الحقيقي يجب أن ينصب على التأكيد على كون الديمقراطية والمؤسسية هي النمط الوحيد والأمثل الذي يجب أن يحكم العلاقة بين كافة أطراف المعادلة الوطنية والقومية. والعمل يجب أن ينصب على بناء مؤسسات المجتمع المدني وطنياً وقومياً، باعتبارها الحاضنة للعمل في المرحلة المقبلة، والوسيلة الوحيدة لترجمة أساليب النضال الجديدة والتي سوف تتميز بالاستغلال الأجدى والأمثل للأدوات التكنولوجية والاقتصادية لخلق علاقات مؤثرة، إقليمياً ودولياً، تمكننا من فرض مصالحنا على العالم، الذي سوف يبتعد تدريجياً وبسرعة عن أساليب العمل العسكري والمسلح لصالح تكتلات اقتصادية وتكنولوجية وثقافية تتجاوز في نفوذها وقوتها الحدود الجغرافية لأي دولة بعينها.‏

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

    تعليق


    • #62
      رد: خمســـون عامـــاً علــــى النكـــبة - د. فايز رشيد

      أجوبة الدكتور: لبيب قمحاوي.
      مفكر وكاتب سياسي، عضو لجنة التنسيق الوطني- الأردن.‏
      الجواب الأول:‏
      الواقع أن المشروع الوطني الفلسطيني لم يهزم، وإنما قيادة المشروع الوطني الفلسطيني هي التي هزمت مما أدى بالتالي إلى هزيمة المشروع الوطني الفلسطيني.‏
      إن مفهوم الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني جاء في أصوله الفلسطينية حماية لأهداف المشروع الوطني الفلسطيني المتمثلة بالتحرير الكامل ومنع أي نظام حكم عربي من العبث بتلك الأهداف. ولكن تطورات الأمور وتجيير الشرعية الفلسطينية من مؤسسات منظمة التحرير إلى قيادة منظمة التحرير، ومن ثم إلى رئيس منظمة التحرير قد أدى بالتالي إلى حصر أهداف المشروع الوطني الفلسطيني وشرعية تمثيل تلك الأهداف بشخص رئيس المنظمة. وهكذا، جاء القرار المنفرد لرئيس المنظمة بتقليص أهداف المشروع الوطني الفلسطيني إلى ما نحن عليه اليوم نتيجة حتمية لذلك المسار. والذي تواطأت على تكريسه العديد من الأطراف العربية والدولية.‏
      إن الجهد المطلوب فلسطينياً في هذه المرحلة، هو التأكيد على أن اتفاقات أوسلو جاءت محصلة للهزيمة الفلسطينية وليس تتويجاً للنضال الفلسطيني وتجسيداً لأهدافه. فشعار مرحلية الوصول إلى الأهداف الفلسطينية لا ينطبق على ما ورد في اتفاقات أوسلو والتي جاءت نقيضاً للمشروع الوطني الفلسطيني وليس استجابة لبعض أهدافه.‏
      الجواب الثاني:‏
      بعد مرور مائة عام على عقد مؤتمر بازل وقيام الحركة الصهيونية كحركة سياسية، فإن الناظر المتعمق بفكر الحركة الصهيونية وأهدافها لابد وأن يعترف بأن النجاح الذي حققته الحركة الصهيونية جاء نتيجة طبيعية للفشل العربي الفلسطيني وليس نجاحاً للفكر والنهج الصهيوني. وبالإضافة إلى ذلك، فإن نجاح المشروع الصهيوني جاء مرتبطاً بشكل كامل بالتغييرات التي طرأت على موازين القوى في العالم خلال هذا القرن ابتداءاً من الحرب العالمية الأولى، مروراً بالثانية، ومن ثم الحرب الباردة وما رافقها من مد للقومية العربية كخطر على المصالح الغربية في المنطقة انتهاء بسقوط المعسكر الاشتراكي. وهكذا، كان نجاح المشروع الصهيوني مرتبطاً دائماً بقدرة قادته على استغلال مكامن القوة في الموازين الدولية، مقارنة بالفشل الواضح للعرب في استغلال تلك المكامن.‏
      وعلى ضوء ما سبق، فإنه لمن الخطأ الولوج في التعميمات واستعمال التعابير العاطفية لتقييم مستقبل المشروع الصهيوني في المئوية الثانية أو في القرن الحادي والعشرين.‏
      من الواضح أن المشروع الصهيوني الأول قد حقق أهدافه في إنشاء الدولة الصهيونية القوية على أرض فلسطين. والمشروع الصهيوني الثاني سوف يكون مختلفاً في أدواته وأكثر خطورة في أهدافه.‏
      فالحقبة الثانية سوف تشهد نقلة نوعية صهيونية من المطالبة بالأرض واحتلالها عسكرياً إلى فرض نمط جديد من الاحتلال من خلال الأدوات التكنولوجية الحديثة والمفاهيم الاقتصادية الجديدة، بحيث تتحول المنطقة إلى جزء من منطقة النفوذ الإسرائيلي، من خلال ربط اقتصاد وثروات المنطقة بالاقتصاد الإسرائيلي، والعمل على تفكيك النسيج الثقافي والحضاري للدول العربية. وهكذا، فإن المشروع الصهيوني الثاني يتجاوز فلسطين كرقعة جغرافية ويتجاوز مفهوم الاحتلال العسكري التقليدي إلى مفهوم السيطرة الكاملة على المنطقة العربية وكذلك على إقليم الشرق الأوسط الجغرافي.‏
      الجواب الثالث:‏
      لقد نجحت اتفاقات السلام المبرمة حالياً بين إسرائيل وعدة أطراف عربية إلى تفكيك المشروع العربي والمشروع الفلسطيني وإلى تعزيز المشروع الصهيوني. وتعتبر تلك الاتفاقات مرحلية من وجهة النظر الصهيونية باعتبارها أدوات استعملتها إسرائيل لتدمير الأسس التي استند إليها الفلسطينيون والعرب مرتبط بمدى قدرة الفلسطينيين والعرب على الحد من تأثيرها السلبي على أسس ومقومات الصراع مع المشروع الصهيوني. ومن الضروري، في هذا السياق، الإصرار على اعتبار تلك الاتفاقات أمراً مفروضاً على الفلسطينيين والعرب بحكم النصر العسكري الإسرائيلي والهزيمة العسكرية العربية والفلسطينية، وليس تصحيحاً للتاريخ كما تريد إسرائيل والحركة الصهيونية. إن الهزائم العسكرية والسياسية التي لحقت بالعرب والفلسطينيين وتم تتويجها في اتفاقات مثل كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة لا يجب السماح لها بأن تتوج بالهزيمة العقائدية والمتمثلة بالقبول الفلسطيني والعربي بمقولة تصحيح التاريخ من خلال الاعتراف بشرعية حق إسرائيل في الوجود على أرض فلسطين.‏
      الجواب الرابع:‏
      إن الربط بين الخاص الوطني والعام القومي لن ينجح إذا ما تم تناوله بالأسلوب التقليدي.‏
      فالعمل الآن يجب أن ينصب على خلق قاعدة قوية من المصالح المشتركة تشكل أساساً صلباً للعلاقة القومية بين أطراف المشروع العربي، وبحيث يصبح الدفاع عن الخاص الوطني مرتبطاً ارتباطاً كاملاً بالدفاع عن العام القومي. إن غياب هذه القاعدة كان أساس فشل المشروع القومي في النصف الثاني من هذا القرن.‏
      لقد أثبتت التطورات الصاعقة في العقدين الأخيرين من هذا القرن أن الخاص الوطني في المشروع العربي غير قادر منفرداً على الدفاع عن المصلحة الوطنية وحمايتها، وكان هذا درساً قاسياً وثمنه فادحاً على كل العرب، قطرياً وقومياً.‏
      إن المطالبة بإنشاء جبهة وطنية شعبية عربية عريضة هو شعار براق يخلو من أي تأثير حقيقي على مجرى الأحداث خصوصاً في الحقبة المقبلة والتي ستشهد نمطاً جديداً ومعقداً من العلاقات الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية التي تتطلب نمطاً أكثر جدية وفعالية من علاقة جبهوية عريضة وفضفاضة، حيث أن أنماط النضال سوف تأخذ أشكالاً تختلف اختلافاً جذرياً عن ما عهدناه.‏
      الجواب الخامس:‏
      وهذا يدعونا إلى الحديث عن كيفية الخروج من هذا المأزق. فالعمل الحقيقي يجب أن ينصب على التأكيد على كون الديمقراطية والمؤسسية هي النمط الوحيد والأمثل الذي يجب أن يحكم العلاقة بين كافة أطراف المعادلة الوطنية والقومية. والعمل يجب أن ينصب على بناء مؤسسات المجتمع المدني وطنياً وقومياً، باعتبارها الحاضنة للعمل في المرحلة المقبلة، والوسيلة الوحيدة لترجمة أساليب النضال الجديدة والتي سوف تتميز بالاستغلال الأجدى والأمثل للأدوات التكنولوجية والاقتصادية لخلق علاقات مؤثرة، إقليمياً ودولياً، تمكننا من فرض مصالحنا على العالم، الذي سوف يبتعد تدريجياً وبسرعة عن أساليب العمل العسكري والمسلح لصالح تكتلات اقتصادية وتكنولوجية وثقافية تتجاوز في نفوذها وقوتها الحدود الجغرافية لأي دولة بعينها.‏

      إذا الشعب يوما أراد الحياة
      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

      تعليق


      • #63
        رد: خمســـون عامـــاً علــــى النكـــبة - د. فايز رشيد

        أجوبة الأستاذ: فخري قعوار
        رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، ونائب(سابق)‏
        في مجلس النواب الأردني.‏
        -1-‏
        لماذا هزمنا؟ سؤال يقتضي العودة إلى واقع فلسطين قبل قيام دولة الاغتصاب، ويقتضي العودة إلى الواقع العربي أيضاً، كي نتفهّم أسباب نكبتنا. ففي تلك المرحلة، كانت المنطقة واقعة تحت الهيمنة الاستعمارية، وكانت فلسطين بالذات، واقعة في الأسر البريطاني بالكامل، وكان من الصعب، إن لم يكن من المستحيل أن تأخذ القيادات العربية قرارات صارمة وجادة بالدفاع عن الشعب الفلسطيني وعن حقوقه، كما كان من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن يتمكن الشعب الفلسطيني من مقاومة خيوط المؤامرة العالمية، وهو واقع في قبضة المندوب(السامي)، وفي قبضة إرهاب العصابات الصهيونية... صحيح أن سلسلة من الثورات والمواجهات الجهادية قامت ضد الغزاة، إلا أن بعض التنظيمات في فلسطين وغيرها، عملت على توفير السلاح للصهاينة، من جهات ذات صلة بهذه التنظيمات، فعلى سبيل المثال، قام وفد من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي(الفلسطيني)، بزيارة إلى حكومة براغ، (عاصمة تشيكوسلوفاكيا سابقاً) من أجل إمداد الصهاينة بالسلاح.‏
        وقد أكد هذه الواقعة كراس صدر عن(الحزب الشيوعي الإسرائيلي)، يروي تفاصيل المحاكمة التي جرت في عهد بن غوريون، بسبب منع حكومته صحيفة(الاتحاد) التي يصدرها الحزب، من الدخول إلى الجيش. وذكر الكراس وقائع المرافعة التي كان مؤداها: كيف تمنع صحيفة الحزب من دخول ثكنات(جيش الدفاع!)، وهو الحزب الذي عمل جاهداً من أجل تأسيس هذا الجيش؟‏
        أي أن الواقع الفلسطيني كان مهيّأ للهزيمة، كما أن الواقع العربي المرتبط بأوثق الصلات بالمستعمرين كان مهيّأ أيضاً للهزيمة... وعلينا أن نتذكر، أن اغتصاب فلسطين جاء في أعقاب الحرب العالمية الثانية، التي علا بعدها صوت الصهيونية، بسبب ما يسمى بالهولوكوست، وشعور الأوروبيين بالذنب والتعاطف مع الحركة الصهيونية، الأمر الذي ساعد بشكل واضح، في تنفيذ وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين!‏
        -2-‏
        وتمر اليوم مائة سنة على نشوء الحركة الصهيونية، لكننا نجد أن المشروع الصهيوني لم يتغير في جوهرة شيء، وإن كان قد أصابه التغيير في الشكل وفي الملامح الخارجية... فالهدف الأساسي هو تثبيت وجود اليهود فوق تراب فلسطين، وإعطاء هذا الوجود الشرعية، والاستيلاء على مقدرات المنطقة، وتوجيهها بما يخدم مصلحة الغزاة، وإخضاع القرار السياسي العربي للمشيئة الصهيونية، والتوسع في الأرض العربية، بحيث يتحقق حلم مملكة إسرائيل... وربما كانت القوة هي الوسيلة المعتمدة في الهيمنة والاستيطان والتوسع، إلا أن المعطيات الجديدة التي طرأت، أفقدت القوة مبررات استخدامها، فالنظام العربي بات منهاراً أمام الشعور بالجبروت الصهيوني، ولم يعد يملك سوى الهرولة نحو الوئام والسلام والاعتراف بالواقع الشاذ الذي فرضه الأعداء.‏
        -3-‏
        لا أعتقد أن اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو سوف تنجح في إلغاء الصراع العربي الصهيوني، على المدى البعيد، لكنني أعترف أن هذه الاتفاقيات أحبطت الصراع بصورة مؤقتة، لإيماني بأن التعايش مع الكيان الصهيوني أمر غير ممكن، لأنه كيان شاذ وغريب، ولأنه كيان ناتئ في الجسم العربي. ناهيك بعدم توفر عناصر الانسجام الأساسية كالدين والعادات والثقافة وغيرها، وناهيك أيضاً بالاستيلاء عنوة على أرض فلسطين وتشريد أهلها، وإخضاع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وتوظيفها لخدمة أمن العدو وإطفاء جذوة النضال لدى الشعب... وعندما أقول إن التعايش مع الكيان الصهيوني أمر غير ممكن، فإنني لا أقع فريسة للوهم الإعلامي المرافق للاتفاقيات المذكورة، أتطلع إلى الحقائق المغروسة في الأرض والمزروعة في النفوس، وهي كلها حقائق تدل على أن هذا الإحباط المرحلي الناجم عن اختلالات في الموازين الذاتية العربية، واختلالات في الموازين الموضوعية الدولية، لن يفلح في إضفاء شيء من التناسق والتناغم مع العدو، بل سيبدو كل ذلك، أنه مجرد(استراحة محارب)، وسوف تثبت الأيام أن الصراع العربي الصهيوني قائم، وأنه صراع وجود وليس صراع حدود كما تحب الاتفاقيات أن تتعامل معه!‏
        -4-‏
        قبل التفكير بإنشاء جبهة وطنية شعبية عربية عريضة لمقاومة المشروع الصهيوني سياسياً واقتصادياً وثقافياً، علينا أن ننظر إلى المعادلة الدولية وإلى المعادلة العربية الرسمية. أي أن الأنظمة العربية التابعة للقطب الأميركي الأوحد في العالم، لن تسمح بتوفير المناخات المطلوبة لمواجهة العدو، لأن الولايات المتحدة الأميركية ما تزال تنظر إلى الكيان الصهيوني كحليف استراتيجي، وكوكيل أعمال الإمبريالية في المنطقة، أو بعبارة أكثر بساطة، فإن الولايات المتحدة ترى في(إسرائيل) شرطياً مخلصاً لها، ويستطيع بهراواته أن يخضع الأنظمة لحسابها، ولهذا، فإننا نلاحظ الوقوف الأميركي الدائم إلى جانب الكيان الصهيوني، في كل المحافل، وفي كل المناسبات، بالإضافة إلى الدعم المادي الملموس، والدعم المعنوي التطوعي، الذي تبادر إليه الإدارة الأميركية والكونغرس الأميركي(قرار القدس عاصمة إسرائيل الأبدية.. مثلاً) ..... وبناء على هذا، وبناء على غياب الديمقراطية في الوطن العربي، فإن إنشاء الجبهة المذكورة، تقف أمامه عوائق عملاقة، لا يجوز إغفالها، كما لا يجوز الاستسلام لسطوتها... لكنني-في الوقت نفسه- أدعو إلى قيام مشروع مقاومة للغزاة الصهاينة، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، مثلما أدعو إلى ممارسة شعب فلسطين والأمة العربية بأسرها، لحقهم الطبيعي في مقاومة وجود العدو فوق أرض فلسطين، بكل الوسائل الرادعة.‏
        -5-‏
        أما ونحن نمر هذا العام بذكرى مرور خمسين عاماً على حلول الكارثة، فإن علينا أن نتفكر ونتدبر في كيفية الخروج من المأزق، على ضوء المستجدات السياسية الراهنة. ولا أظن أن ذلك ممكن، دون أن نبادر إلى حشد الطاقات الشعبية، وإذكاء روح الكفاح فيها، والتمهيد للرد على القوة بالقوة، ومجابهة الغزو بالمقاومة التي تعيد الحقوق كاملة لأهلها، ولا تقوى المفاوضات على إعادتها.‏
        وتتصادف هذا العام أيضاً ذكرى مرور خمسين عاماً على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي ينص على حق الشعوب في مقاومة الاحتلال. لكن المأزق الحقيقي هو العوائق التي تقف في وجه النضال والمقاومة، وليس شرعية الكفاح نفسه!‏

        إذا الشعب يوما أراد الحياة
        فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
        و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
        و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

        تعليق


        • #64
          رد: خمســـون عامـــاً علــــى النكـــبة - د. فايز رشيد

          أجوبة الأستاذ: فخري قعوار
          رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، ونائب(سابق)‏
          في مجلس النواب الأردني.‏
          -1-‏
          لماذا هزمنا؟ سؤال يقتضي العودة إلى واقع فلسطين قبل قيام دولة الاغتصاب، ويقتضي العودة إلى الواقع العربي أيضاً، كي نتفهّم أسباب نكبتنا. ففي تلك المرحلة، كانت المنطقة واقعة تحت الهيمنة الاستعمارية، وكانت فلسطين بالذات، واقعة في الأسر البريطاني بالكامل، وكان من الصعب، إن لم يكن من المستحيل أن تأخذ القيادات العربية قرارات صارمة وجادة بالدفاع عن الشعب الفلسطيني وعن حقوقه، كما كان من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن يتمكن الشعب الفلسطيني من مقاومة خيوط المؤامرة العالمية، وهو واقع في قبضة المندوب(السامي)، وفي قبضة إرهاب العصابات الصهيونية... صحيح أن سلسلة من الثورات والمواجهات الجهادية قامت ضد الغزاة، إلا أن بعض التنظيمات في فلسطين وغيرها، عملت على توفير السلاح للصهاينة، من جهات ذات صلة بهذه التنظيمات، فعلى سبيل المثال، قام وفد من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي(الفلسطيني)، بزيارة إلى حكومة براغ، (عاصمة تشيكوسلوفاكيا سابقاً) من أجل إمداد الصهاينة بالسلاح.‏
          وقد أكد هذه الواقعة كراس صدر عن(الحزب الشيوعي الإسرائيلي)، يروي تفاصيل المحاكمة التي جرت في عهد بن غوريون، بسبب منع حكومته صحيفة(الاتحاد) التي يصدرها الحزب، من الدخول إلى الجيش. وذكر الكراس وقائع المرافعة التي كان مؤداها: كيف تمنع صحيفة الحزب من دخول ثكنات(جيش الدفاع!)، وهو الحزب الذي عمل جاهداً من أجل تأسيس هذا الجيش؟‏
          أي أن الواقع الفلسطيني كان مهيّأ للهزيمة، كما أن الواقع العربي المرتبط بأوثق الصلات بالمستعمرين كان مهيّأ أيضاً للهزيمة... وعلينا أن نتذكر، أن اغتصاب فلسطين جاء في أعقاب الحرب العالمية الثانية، التي علا بعدها صوت الصهيونية، بسبب ما يسمى بالهولوكوست، وشعور الأوروبيين بالذنب والتعاطف مع الحركة الصهيونية، الأمر الذي ساعد بشكل واضح، في تنفيذ وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين!‏
          -2-‏
          وتمر اليوم مائة سنة على نشوء الحركة الصهيونية، لكننا نجد أن المشروع الصهيوني لم يتغير في جوهرة شيء، وإن كان قد أصابه التغيير في الشكل وفي الملامح الخارجية... فالهدف الأساسي هو تثبيت وجود اليهود فوق تراب فلسطين، وإعطاء هذا الوجود الشرعية، والاستيلاء على مقدرات المنطقة، وتوجيهها بما يخدم مصلحة الغزاة، وإخضاع القرار السياسي العربي للمشيئة الصهيونية، والتوسع في الأرض العربية، بحيث يتحقق حلم مملكة إسرائيل... وربما كانت القوة هي الوسيلة المعتمدة في الهيمنة والاستيطان والتوسع، إلا أن المعطيات الجديدة التي طرأت، أفقدت القوة مبررات استخدامها، فالنظام العربي بات منهاراً أمام الشعور بالجبروت الصهيوني، ولم يعد يملك سوى الهرولة نحو الوئام والسلام والاعتراف بالواقع الشاذ الذي فرضه الأعداء.‏
          -3-‏
          لا أعتقد أن اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو سوف تنجح في إلغاء الصراع العربي الصهيوني، على المدى البعيد، لكنني أعترف أن هذه الاتفاقيات أحبطت الصراع بصورة مؤقتة، لإيماني بأن التعايش مع الكيان الصهيوني أمر غير ممكن، لأنه كيان شاذ وغريب، ولأنه كيان ناتئ في الجسم العربي. ناهيك بعدم توفر عناصر الانسجام الأساسية كالدين والعادات والثقافة وغيرها، وناهيك أيضاً بالاستيلاء عنوة على أرض فلسطين وتشريد أهلها، وإخضاع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وتوظيفها لخدمة أمن العدو وإطفاء جذوة النضال لدى الشعب... وعندما أقول إن التعايش مع الكيان الصهيوني أمر غير ممكن، فإنني لا أقع فريسة للوهم الإعلامي المرافق للاتفاقيات المذكورة، أتطلع إلى الحقائق المغروسة في الأرض والمزروعة في النفوس، وهي كلها حقائق تدل على أن هذا الإحباط المرحلي الناجم عن اختلالات في الموازين الذاتية العربية، واختلالات في الموازين الموضوعية الدولية، لن يفلح في إضفاء شيء من التناسق والتناغم مع العدو، بل سيبدو كل ذلك، أنه مجرد(استراحة محارب)، وسوف تثبت الأيام أن الصراع العربي الصهيوني قائم، وأنه صراع وجود وليس صراع حدود كما تحب الاتفاقيات أن تتعامل معه!‏
          -4-‏
          قبل التفكير بإنشاء جبهة وطنية شعبية عربية عريضة لمقاومة المشروع الصهيوني سياسياً واقتصادياً وثقافياً، علينا أن ننظر إلى المعادلة الدولية وإلى المعادلة العربية الرسمية. أي أن الأنظمة العربية التابعة للقطب الأميركي الأوحد في العالم، لن تسمح بتوفير المناخات المطلوبة لمواجهة العدو، لأن الولايات المتحدة الأميركية ما تزال تنظر إلى الكيان الصهيوني كحليف استراتيجي، وكوكيل أعمال الإمبريالية في المنطقة، أو بعبارة أكثر بساطة، فإن الولايات المتحدة ترى في(إسرائيل) شرطياً مخلصاً لها، ويستطيع بهراواته أن يخضع الأنظمة لحسابها، ولهذا، فإننا نلاحظ الوقوف الأميركي الدائم إلى جانب الكيان الصهيوني، في كل المحافل، وفي كل المناسبات، بالإضافة إلى الدعم المادي الملموس، والدعم المعنوي التطوعي، الذي تبادر إليه الإدارة الأميركية والكونغرس الأميركي(قرار القدس عاصمة إسرائيل الأبدية.. مثلاً) ..... وبناء على هذا، وبناء على غياب الديمقراطية في الوطن العربي، فإن إنشاء الجبهة المذكورة، تقف أمامه عوائق عملاقة، لا يجوز إغفالها، كما لا يجوز الاستسلام لسطوتها... لكنني-في الوقت نفسه- أدعو إلى قيام مشروع مقاومة للغزاة الصهاينة، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، مثلما أدعو إلى ممارسة شعب فلسطين والأمة العربية بأسرها، لحقهم الطبيعي في مقاومة وجود العدو فوق أرض فلسطين، بكل الوسائل الرادعة.‏
          -5-‏
          أما ونحن نمر هذا العام بذكرى مرور خمسين عاماً على حلول الكارثة، فإن علينا أن نتفكر ونتدبر في كيفية الخروج من المأزق، على ضوء المستجدات السياسية الراهنة. ولا أظن أن ذلك ممكن، دون أن نبادر إلى حشد الطاقات الشعبية، وإذكاء روح الكفاح فيها، والتمهيد للرد على القوة بالقوة، ومجابهة الغزو بالمقاومة التي تعيد الحقوق كاملة لأهلها، ولا تقوى المفاوضات على إعادتها.‏
          وتتصادف هذا العام أيضاً ذكرى مرور خمسين عاماً على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي ينص على حق الشعوب في مقاومة الاحتلال. لكن المأزق الحقيقي هو العوائق التي تقف في وجه النضال والمقاومة، وليس شرعية الكفاح نفسه!‏

          إذا الشعب يوما أراد الحياة
          فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
          و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
          و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

          تعليق


          • #65
            رد: خمســـون عامـــاً علــــى النكـــبة - د. فايز رشيد

            أجوبة الفريق الركن:
            مشهور حديثة الجازي‏
            قائد القوات الأردنية في معركة الكرامة.‏
            (1) سبب بداية الهزيمة بنظري أن الأمة العربية ممثلة بقياداتها وبعدد مفكريها فشلت فشلاً كبيراً بمجابهة المشروع الصهيوني والمدعم من الدول الغربية وفي مقدمتها بريطانيا لاحتلال فلسطين وإقامة دولتهم المزعومة. وسبب الفشل إن الأمة العربية لم تواجه أعداءها موحدة فتصدت للمشروع الصهيوني بدول عربية متفرقة لا بقرار واحد مقابل المشروع الصهيوني الواحد الموحد. وعندما تقرر خوض الحرب ضد العصابات الصهيونية دخلت بأربعة جيوش وهي الأردن- وسورية- ومصر والعراق مقابل قوة صهيونية مدربة تدريباً جيداً ولها خبرة واسعة ومسلحة تسليحاً جيداً من الدول الغربية وتعتبر من القوات التي خاضت الحرب مع الحلفاء بالحرب العالمية الثانية. وأؤكد أن تعداد جيوش الدول الأربع لا يتعدى 6 آلاف جندي عربي مسلح مقابل 120 ألف يهودي مدرب ومسلح. والجيوش العربية مع أنه سمي قائد واحد للجيوش المرحوم الملك عبد الله لكن الحقيقة هذه الدول دخلت الحرب بقياداتها العسكرية والسياسية متفرقة مقابل قوة كبيرة بقيادات مثل عصابات الهاغانا وغيرها ولكنها بالحقيقة قيادة واحدة وهدف واحد. وبالرغم من هذه المفارقات وسوء تقدير قوات العدو وعدم توحيد القيادات فقد حققت هذه الجيوش انتصارات كثيرة. ورغم أن الجيش الأردني كان بقيادة ضباط إنجليز وبقيادة كلوب باشا والذي ينفذ السياسة البريطانية فقد استطاع هذا الجيش الصغير بحجمه وقلة معداته الاحتفاظ بحوالي نصف فلسطين وكامل القدس العربية.‏
            (2) المشروع الصهيوني:‏
            مع كل أسف إن قرارات صهيون تم تنفيذها بحذافيرها حيث تم إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين، بينما نحن نفتقر للخطة وللمصداقية. والآن فإن أطماع الصهيونية ومدعمة من أمريكا لا حدود لها فهي تخطط لاحتلال كافة الأراضي العربية والوصول لمنابع البترول بالخليج والعراق وتحلم كثيراً بالاستيلاء على إيران الإسلامية فالأطماع والجشع ليس له حدود.‏
            (3) تأثير الاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل:‏
            تحقق لإسرائيل أطماع الحركة الصهيونية بأرخص ثمن، فلم يتحقق شعار الأرض مقابل السلام كما حلم بعض قادة العرب. والآن تطالب دولة إسرائيل بالأرض العربية كاملة غير منقوصة من مساحات وبترول، واستطاعت الدولة العبرية أن تسهل مهمة سماسرتها وجواسيسها في معظم الأراضي العربية الذي كان حلماً لإسرائيل. وكذلك استطاعت بالدخول في الاقتصاد وللدول العربية بالطرق الخبيثة التي يتقنها دهالسة الصهيونية العلمية الماكرة.‏
            (4) أعتقد أن المخرج الوحيد أمام الدول العربية هو الوحدة العربية التي هي مطلب جماهيري من محيطها إلى خليجها وبداية(إحياء السوق العربية المشتركة) وهي المقدمة للوحدة العربية لأن الاقتصاد روح وحياة الأمم، وأكبر دليل السوق الأوروبية التي وحدت عدة دول أوروبية لا تربطها اللغة ولا العرق ولكنها المصلحة الاقتصادية التي وحدت الهدف.‏
            ومع كل هذه الإحباطات فإن أملي كبير بهذه الأمة العريقة الذي قال عنها سبحانه وتعالى في كتابه العزيز"كنتم خير أمة أخرجت للناس". والله الموفق.

            إذا الشعب يوما أراد الحياة
            فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
            و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
            و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

            تعليق


            • #66
              رد: خمســـون عامـــاً علــــى النكـــبة - د. فايز رشيد

              أجوبة الفريق الركن:
              مشهور حديثة الجازي‏
              قائد القوات الأردنية في معركة الكرامة.‏
              (1) سبب بداية الهزيمة بنظري أن الأمة العربية ممثلة بقياداتها وبعدد مفكريها فشلت فشلاً كبيراً بمجابهة المشروع الصهيوني والمدعم من الدول الغربية وفي مقدمتها بريطانيا لاحتلال فلسطين وإقامة دولتهم المزعومة. وسبب الفشل إن الأمة العربية لم تواجه أعداءها موحدة فتصدت للمشروع الصهيوني بدول عربية متفرقة لا بقرار واحد مقابل المشروع الصهيوني الواحد الموحد. وعندما تقرر خوض الحرب ضد العصابات الصهيونية دخلت بأربعة جيوش وهي الأردن- وسورية- ومصر والعراق مقابل قوة صهيونية مدربة تدريباً جيداً ولها خبرة واسعة ومسلحة تسليحاً جيداً من الدول الغربية وتعتبر من القوات التي خاضت الحرب مع الحلفاء بالحرب العالمية الثانية. وأؤكد أن تعداد جيوش الدول الأربع لا يتعدى 6 آلاف جندي عربي مسلح مقابل 120 ألف يهودي مدرب ومسلح. والجيوش العربية مع أنه سمي قائد واحد للجيوش المرحوم الملك عبد الله لكن الحقيقة هذه الدول دخلت الحرب بقياداتها العسكرية والسياسية متفرقة مقابل قوة كبيرة بقيادات مثل عصابات الهاغانا وغيرها ولكنها بالحقيقة قيادة واحدة وهدف واحد. وبالرغم من هذه المفارقات وسوء تقدير قوات العدو وعدم توحيد القيادات فقد حققت هذه الجيوش انتصارات كثيرة. ورغم أن الجيش الأردني كان بقيادة ضباط إنجليز وبقيادة كلوب باشا والذي ينفذ السياسة البريطانية فقد استطاع هذا الجيش الصغير بحجمه وقلة معداته الاحتفاظ بحوالي نصف فلسطين وكامل القدس العربية.‏
              (2) المشروع الصهيوني:‏
              مع كل أسف إن قرارات صهيون تم تنفيذها بحذافيرها حيث تم إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين، بينما نحن نفتقر للخطة وللمصداقية. والآن فإن أطماع الصهيونية ومدعمة من أمريكا لا حدود لها فهي تخطط لاحتلال كافة الأراضي العربية والوصول لمنابع البترول بالخليج والعراق وتحلم كثيراً بالاستيلاء على إيران الإسلامية فالأطماع والجشع ليس له حدود.‏
              (3) تأثير الاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل:‏
              تحقق لإسرائيل أطماع الحركة الصهيونية بأرخص ثمن، فلم يتحقق شعار الأرض مقابل السلام كما حلم بعض قادة العرب. والآن تطالب دولة إسرائيل بالأرض العربية كاملة غير منقوصة من مساحات وبترول، واستطاعت الدولة العبرية أن تسهل مهمة سماسرتها وجواسيسها في معظم الأراضي العربية الذي كان حلماً لإسرائيل. وكذلك استطاعت بالدخول في الاقتصاد وللدول العربية بالطرق الخبيثة التي يتقنها دهالسة الصهيونية العلمية الماكرة.‏
              (4) أعتقد أن المخرج الوحيد أمام الدول العربية هو الوحدة العربية التي هي مطلب جماهيري من محيطها إلى خليجها وبداية(إحياء السوق العربية المشتركة) وهي المقدمة للوحدة العربية لأن الاقتصاد روح وحياة الأمم، وأكبر دليل السوق الأوروبية التي وحدت عدة دول أوروبية لا تربطها اللغة ولا العرق ولكنها المصلحة الاقتصادية التي وحدت الهدف.‏
              ومع كل هذه الإحباطات فإن أملي كبير بهذه الأمة العريقة الذي قال عنها سبحانه وتعالى في كتابه العزيز"كنتم خير أمة أخرجت للناس". والله الموفق.

              إذا الشعب يوما أراد الحياة
              فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
              و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
              و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

              تعليق

              يعمل...
              X