تويت
مهرجان الفيلم العربي في زمن الثورات الدامية
المخرج السينمائي والتلفزيوني فيصل الزعبي لـ'العرب': 'السينما نبض الحياة والواقع، كان جمهور الملكية الأردنية من طبقة مختلفة عني وعن السينما».
العرب وداد جرجس سلوم
«عيد ميلاد ليلى»: جديد محمد بكري
عمّان- الأردن- انطلقت فعاليات مهرجان الفيلم العربي في العاصمة الأردنية عمان في دورته الثالثة، والذي تقيمه الهيئة الملكية الأردنية للأفلام يوم السبت 27 يوليو/ تموز الجاري.
كان الافتتاح الرسمي الذي تم خلاله تكريم المخرج فيصل الزعبي وعرض الفيلم الروائي القصير «إسماعيل» 28 دقيقة، إخراج نورا الشريف وتمثيل خالد الغويري، والفيلم مستوحى من يوم في حياة الفنان الفلسطيني الراحل إسماعيل شموط، الذي بالرغم من حياته البائسة وظروفه الصعبة في المخيمات يتمسك بحلمه بالسفر إلى روما ليتعلم الرسم.
عُرض فيلم «على مد البصر» 78 دقيقة، وهو التجربة الإخراجية الأولى من فئة الأفلام الروائية الطويلة للمخرج أصيل منصور، والفيلم يجري ضمن سياقين دراميين الأول مواجهة بين شابة وسارق سيارتها، والثاني استعراض حياة كل من الشخصيتين، أعقب العرضين اللذين يحملان التوقيع الأردني، ندوة نقاش بحضور عدد من العاملين (المخرج أصيل منصور والممثل خالد الغويري)، وتناول النقاش بالإضافة إلى موضوعي الفيلمين ورسالة كل منهما واقع السينما العربية وطموحات وأحلام السينما الأردنية بشكل خاص.
فيلم ونقاش
تجدر الإشارة إلى أن المهرجان يستضيف أفلاماً من عدة دول عربية، يرافق عرض كل من الأفلام استضافة أحد كوادر الفيلم الأساسيين (المخرج والبطل) لعقد ندوة نقاش في نهاية كل عرض، باستثناء الفيلم السوري الذي هو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، والأفلام بحسب تاريخ العرض:
المغرب: «يا خيل الله» 115 دقيقة دراما، إخراج نبيل عيوش وبحضور الممثل عبدالإله راشيد.
لبنان: «تكسي البلد» 92 دقيقة دراما كوميدية، بحضور المخرج دانييل جوزيف.
مصر: «الشتا اللي فات» 94 دقيقة دراما، إخراج إبراهيم البطوط وبحضور الممثل صلاح الحنفي.
فلسطين: «عيد ميلاد ليلى» 71 دقيقة دراما، بحضور المخرج محمد بكري.
الجزائر: «قداش اتحبني» 98 دقيقة دراما، بحضور المخرجة فاطمة زهرة زمزوم.
سوريا: «صديقي الأخير» 119 دقيقة دراما، إخراج جود سعيد.
جمهور آخر
على هامش الافتتاح التقت جريدة «العرب اللندنية» بالمكرّم فيصل الزعبي وهو مخرج سينمائي وتلفزيوني ومؤلف ومخرج مسرحي أردني حاصل على العديد من الجوائز، تقديراً لمسيرته المهنية الطويلة، من أعماله إخراج مسلسل «أبو الطيب المتنبي» الذي كتب له السيناريو المبدع الراحل ممدوح عدوان ومسلسل «سر النّوار» من تأليفه وإخراجه. وحول خصوصية هذا التكريم أفادنا الأستاذ فيصل الزعبي بأن التكريم جاء بعد شفائه من مرض ألمّ به منذ مدة لا بأس بها وأضاف: «كنت شاكراً للهيئة على التكريم وحزيناً بنفس الوقت، لأن جمهور الملكية الأردنية كان أشبه بالجاليات، حضورٌ من عالم لا أعرفه ولا يعرفني، ففي حين أن السينما نبض الحياة والواقع، كان الجمهور من طبقة مختلفة عني وعن السينما، من الطبقة البورجوازية عديمة الإنتاج المادي والفكري ثقافتها سطحية، ولا تملك أهدافاً محددة».
والزعبي مخرج معروف المساندة للثورات العربية، وبينها الثورة السورية، فكان لا بد لنا من السؤال عن رأيه بما يجري من حراك سياسي في الوطن العربي بشكل عام، وفي سوريا بشكل خاص، فأجاب: «المجتمع العربي لم يعرف ثورة منذ ثورة القرامطة، والثورات العربية تأخرت قرنا كاملا، إلاّ أن الشعب السوري يدفع الآن ثمن الخنوع العربي على مدى عشرات السنين، والثورة السورية هي ثورة المجتمع العربي بأكمله، لكن الشعب السوري وحده يقدم التضحية لأجلها ويدفع أغلى الأثمان».