إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لـــ ميشيل فورتان كتاب سورية أرض الحضارات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لـــ ميشيل فورتان كتاب سورية أرض الحضارات

    كتاب سورية أرض الحضارات لميشيل فورتان: الحضارة الأقدم في التاريخ






    سورية أرض الحضارات وكما وصفها البارون فون أوبنهايم فردوس علماء الآثار أسهمت في مختلف ميادين الحضارة الانسانية على مر التاريخ وكنوزها الأثرية الأشد ابهارا أروع مثال للاطلاع على الحضارات الأقدم في التاريخ ومنها لقى أثرية تعود إلى أكثر من مليون عام حيث تم اكتشاف اكثر من عشرين موقعا أثريا فى مناطق جبل عبد العزيز والعثور على بقايا لانسان استقر في هذه المناطق منذ مليون ومئتى الف سنة قبل الميلاد واكتشاف أقدم موقع خارج افريقيا للسكن البشرى.
    وكتاب سورية أرض الحضارات الذي كتبه الموءرخ الدكتور ميشيل فورتان المستشار العلمي في جامعة لافال في كيبيك الكندية وأنجز ترجمته مركز الباسل للبحث والتدريب الأثري في المديرية العامة للآثار والمتاحف في وزارة الثقافة يؤرخ ويرصد معرض الآثار السورية الذي أقيم خلال الفترة من 3 تشرين الثاني 1999 وحتى الثاني من حزيران العام 2002 وجال في متحفي آثار بازل وساملونغ لودفيغ في بال سويسرا ومتحف الحضارة في كيبيك كندا ومتحف اقليم ألبرتا ادمنتون كندا والمتحف والبلانتاريوم المصري لأخوية الصليب الوردي في سان جوزي في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية والمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك ومتحف دنفر للتاريخ الطبيعي في دنفر كولورادو في الولايات المتحدة الأمريكية.
    ويسلط الكتاب الضوء على أهم الحقب الزمنية التي مرت بها الحضارة البشرية على الأرض السورية حيث أسهمت مقالات السوريين والغربيين التي زينت معرض القطع الأثرية بصياغة مفردات تاريخ سورية القديم الحضاري والمتواصل بحلة جديدة.
    ويبين الكتاب أن المنطقة شهدت في الألف العاشر قبل الميلاد الثورة الزراعية الأولى في التاريخ وانتقل الانسان فيها من التجوال والسعي الى الاستقرار وزراعة النباتات واستئناس الحيوانات لينشىء لأول مرة القرى الزراعية الأولى كما نشات فيها المدن الأولى بمعابدها وقصورها وأسوارها الكبيرة ومهدت لظهور الكتابة.
    وفي الألف الثاني قبل الميلاد ظهر الأموريون في ممالك متعددة مثل ماري ويمحاض وقطنا وكحت وليس بغريب أن تكون هذه الأرض المقدسة محتضنة للديانات السماوية الثلاث حيث انشئت فيها أولى المعابد والكنائس والمساجد وكانت منطلقا لنشر رسائل المحبة والتآخي والزهد الى كل أصقاع العالم وتأكيدا على التواصل الحضاري لأرض الحضارات يستمر العصر الكلاسيكي لنحو ألف عام انشئت فيه أوابد شامخة تشهد على روعة وبراعة بانيها فمن أفاميا الى تدمر وبصرى ودورا أوروبوس والسويداء والمدن المنسية وغيرها الكثير ولتشهد في القرن السابع الميلادي بزوغ فجر عصر جديد بحضارة وثقافة اسلامية سمحة شجعت على العلم والتطور وآثاره مازالت شاهدة مثل الرقة ودمشق وحلب وحماة وحمص.
    ويشير الكتاب إلى أنه تم العثور على لقى أثرية عليها آثار مادة القار وتعود الى تسعين الف سنة بينما لا يعرف العالم حتى الآن اكتشافا لهذه المادة الا فى الصين والتي تعود إلى أربعين ألف سنة فقط وهذه المادة تستخدم للصق المواد الحجرية بعد خلطها بالرمل والاعشاب لتعطي استخداما أفضل.
    ومن أهم اللقى الأثرية الأخرى اكتشاف انسان نياتدرال الذى كان يقوم بالصيد منذ تسعين ألف سنة خلافا لما كان يعتقد بانه كان ينتظر الحيوانات المفترسة كى تنقض عن فريستها ثم يأخذ ما يتبقى من هذه الفريسة.
    وعند دراسة تل العبر تلك القرية الزراعية فى الفرات الأوسط التي تعود إلى الألف العاشر قبل الميلاد اثبتت الدراسات انتقال الانسان السورى إلى حياة الاستقرار في العصر الحجرى الحديث وبالتالى فان سورية هى مهد مرحلة الزراعة والتدجين فى كل العالم.
    وإن أهم ما اكتشف في موقع المشرفة فى سورية الوسطى هو تقليد عبادة الأجداد في الألف الثالث قبل الميلاد وبناء متطور في القرن الأول قبل الميلاد ومنشات من عصر الحديد الثاني واختام ذات طابع اشورى واختام ملكية آرامية في الألف الثاني قبل الميلاد.
    وأسهمت سورية في مختلف ميادين الحضارة مما جعلها الوطن الثقافي الآخر لكل مثقف في أنحاء العالم ففيها ظهرت أول أبجدية في العالم في أوغاريت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
    وقسم الكتاب الى عدة أقسام منها أصل الحضارة ويضم عدة أبحاث حول الحضارة والبيئة وعلاقتهما الوثيقة وأوائل الحضارات الكبرى وسورية مركز الحضارة وسورية بلد واضح التباين وتنظيم المجتمع ويضم أبحاث ظهور القرى والمدن والدول وانضمام سورية للامبراطوريات الكبرى وتنظيم الاقتصاد كما يضم أبحاث اكتشاف الزراعة وتوسيعها واستخدام المواد والفائض الزراعي وتطور التجارة وادارة الانتاج والتبادلات التجارية وتنظيم الفكر إضافة إلى أبحاث آلهة ذات سمات بشرية وأمكنة العبادة وممارستها والديانات الموحدة الكبرى اليهودية والمسيحية والاسلام والممارسات الشعائرية الشخصية والطقوس التي تحيط بالميت وانتقال التراث العلمي الى الغرب كما يضم أبحاث الحفاظ على الموروث الاغريقي الروماني ووسائل انتشار العلوم العربية وكيف انتقلت المعارف العلمية الى الغرب وعززت هذه الأبحاث بالصور.
    ويحاول الكتاب أن يشرح عبر المكتشفات الأثرية التي عرضت المراحل الكبرى من تاريخ سورية إذ يقدم مكتشفات عن استيطان الإنسان الأول في سورية منذ ما يزيد عن مليون ومئتي ألف عام مرورا بمرحلة ظهور القرى منذ نحو اثني عشر ألف عام وحتى ظهور التبعيات للشيوخ في الالف السادس قبل الميلاد تلاها ظهور مدن ايبلا وماري واوغاريت في الألف الثالث قبل الميلاد وحتى اجتياح الأموريين في الألف الثاني قبل الميلاد ومعركة قادش 1286 قبل الميلاد واجتياح شعوب البحر في 1200 قبل الميلاد وحتى مرحلة ظهور الممالك مثل الآراميين والحثيين في الألف الأول قبل الميلاد والآشوريين في 745 قبل الميلاد ومرحلة ظهور الامبراطوريات البابلية الجديدة في 612 قبل الميلاد والفارسية 538قبل الميلاد والحضارة الهلينستية في 333قبل الميلاد وموت الاسكندر الكبير 323ق.م والرومانية في 64 ق.م وعهد زنوبيا في تدمر 267-272 ق.م والبيزنطية في بداية العهد الهجري في العام 622 للميلاد والدولة العربية الاسلامية في 636 ميلادي والأمويين 661 والعباسيين 750 والأيوبيين 1171 والمماليك 1250 ونهاية الحروب الصليبية 1291 للميلاد.
    وقدم الكتاب عبر نصوص لباحثين سوريين واجانب أحدث المكتشفات المتعلقة بالاستيطان في سورية حيث ظهرت أول مؤشرات الوجود البشري في سورية مع اكتشاف أدوات صوانية منحوتة سواء على ساحل البحر المتوسط في وادي النهر الكبير او في وادي العاصي وفي موقع الندوية عين عسكر في منطقة الكوم شمالي تدمر التي توضح الدور الذي لعبه الشرق الأدنى في انتشار الجنس البشري نحو القارتين الآسيوية والأوروبية.
    وتحت عنوان من المنزل الدائري إلى المنزل المستطيل الشكل قدم الباحثون عرضا لمكتشفات موقع جرف الأحمر اعتبارا من الاستيطان الأول للموقع في الألف التاسع قبل الميلاد مؤكدين أن الأبنية كانت نتاج عمل جماعي وبما يدل على وجود الحد الادنى من التركيز على مخطط معين لتنفيذ الأعمال المطلوبة.
    كما قدم الباحثون ايبلا نموذجا للمدينة الدولة حيث كانت صورة عما كانت عليه المدينة الدولة في سورية خلال الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد.
    وكيف كشف القصر الملكي في ايبلا عن كنز رائع من سبعة عشر ألف رقيم مسماري يتسم بكتابات حسابية واقتصادية وادارية وقضائية ودبلوماسية وشعائرية ونحوية وأدبية تتأكد من خلال ذلك الأرشيف الملكي النموذجي لمدينة دولة كبرى من ذلك العصر العلاقات التي كانت لايبلا مع مصر من خلال آنية من المرمر ومن الديوريت التي أرسلت كهدايا من فرعون مصر اضافة الى علاقاتها مع المدن الكبرى في ذلك الوقت مثل ماري/تل حريري/ وتوتول /تل البيعة ونوار/تل براك /مؤكدين على الأهمية الاستثنائية لايبلا التي تأتي من التوثيق الأثري والكتابي على حد سواء وانها لاتزال تحتفظ حتى اليوم بالكثير من الأسرار التي ستغير بالتأكيد مجرى معرفتنا بالتاريخ.
    وأبدى الباحثون اعجابهم بمدينة تل براك /نوار القديمة /باعتبارها احدى مدن الامبراطورية الحورية التي كانت في اوج ازدهارها في القرن الخامس عشر قبل الميلاد وامتدت من البحر المتوسط الى جبال زاغروس وإلى الخزف الذي وجد في المدينة المزين بزخارف مطلية باللون الأبيض على قاعدة حمراء أو قاتمة حيث تشهد الأحياء السكنية في تل براك وللمرة الأولى على تطور هذا الأسلوب المميز منذ ظهور الخزف المطلي في منطقة الخابور الذي يميز منتصف عصر البرونز والذي ظل يستخدم حتى القرن الخامس عشر الميلادي كما قدموا لمحة عما كشفته التنقيبات الأثرية الجديدة في قلعة حلب والتي اظهرت دلائل أثرية حول بداية الألف الثاني قبل الميلاد وهي الفترة التي كانت فيها حلب المركز السياسي لمملكة يمحاض بعد تدمير ماري في عام 1761 قبل الميلاد تقريبا كما أن بعض المكتشفات فيها تظهر الموروث الحثي بشكل واضح وكذلك الموروث الآشوري والتكامل الثقافي بين الحثيين والآراميين الذي كان من سمات بداية الألف الأول قبل الميلاد تقريبا في شمال سورية.
    اضافة الى تسليط الضوء على الوجود الآشوري في الشمال الشرقي لسورية وخاصة مع اكتشاف 550 نصا مسماريا في مدينة دور كتليمو/تل الشيخ حمد/ في القسم الأدنى من الخابور وجمالية المساكن في تلك المدينة التي كانت تشتمل على باحات داخلية واسعة ذات أرضيات مغطاة بتبليط وجدران مجصصة ومغطاة برسوم جدارية ملونة كما كان فلاحو المناطق المجاورة للمدينة يستفيدون من شبكة أقنية ري كانت تسهل زراعة الاراضي البعيدة عن النهر ومن جهة أخرى كان لدى سكان المدينة شبكة تصريف للتخلص من مياه الصرف.
    وأبرزوا أنه في النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد نشأت حضارة مدنية قوية كانت الأولى من نوعها على نهر الفرات في مدينة ماري والتي كان موقعها مثاليا للسيطرة على حركة القوارب في النهر وقد عملت المدينة على مشروع ضخم لتطوير الوادي فتم انشاء شبكة ري على الضفة اليمنى تغطي عشرات الكيلو مترات واستخدم الماء لزراعة القمح كما شجعت سلطات المدينة التجارة بين بلاد مابين النهرين وشمال سورية ببناء قناة بطول 120 كيلومترا لتسهيل طفو القوارب في الاتجاه المعاكس لمجرى النهر كما أن الخشب والنحاس اتخذا طريقهما من تركيا إلى بلاد ما بين النهرين عبر هذا الطريق مع بداية الألف الثالث قبل الميلاد.
    وأوضحوا أن المستودع الملكي الذي اكتشف في أوركيش القديمة /تل موزان/ والأختام الملكية التي عثر عليها فيه والتي تعود إلى نحو عام 2200 قبل الميلاد تدل على استخدام اللغة الحورية في الألقاب الملكية في ذلك الوقت المبكر وعلى وجود حوري في المنطقة يعود الى زمن أبكر بكثير مما كان يعتقد كما عثر على آثار استيطان مستمر وعمارة فخمة تعود للنصف الأول من الألف الثالثة قبل الميلاد.
    وبذلك يمكن الافتراض أن اوركيش كانت مدينة حورية كبرى ظهرت قبل نحو 1500عام من الفترة التي كان يعتقد أن الحوريين ظهروا خلالها على مسرح الأحداث وان الكشف عن تمثيلات بشرية ملونة على أرضية أحد المباني في تل حالولة ويرجع الى نحو سبعة آلاف عام قبل الميلاد يستحق اهتماما خاصا من حيث أنه أقدم التمثيلات البشرية الملونة في الشرق الأدنى وهذا التمثيل سيساعد لكي نفهم بشكل أفضل العالم الرمزي للمزارعين المربين للدواجن الأوائل كما يوضح الدور الذي كانت تلعبه المرأة في المجتمعات الزراعية الأولى في المشرق.
    كما أوضحوا أن الهياكل الرومانية في جنوب سورية والتي تعود الى الفترة مابين القرن الأول قبل الميلاد والى القرن الثالث الميلادي ليست متميزة بضخامتها وزخرفتها فقط بل بموقعها الجغرافي المرتفع وبقربها من محور الاتصالات ومن هذه الهياكل هناك هيكل يقع في المشنف جنوبي سورية ويشتمل على ثلاث قاعات متتالية ترتكز على دكة عالية يمكن الوصول اليها عبر درج كبير ويوجد عمودان بين دعامات جدران الواجهة البارزة وهي مغطاة على كامل عرضها بأقواس عالية كانت تحمل سقفا يفترض أنه كان مسطحا على شكل سطح وأنه على عكس الهياكل ذات التأثير اليوناني الروماني فان هيكل المشنف لم يكن يستخدم كمأوى للوثن ولكن قسمه الخلفي المسمى قدس الأقداس كان يستخدم لهذه الغاية ويجعلنا اعداد قاعات داخل المبنى نفترض أنه لم تكن تمارس في هياكل سورية شعائر من نمط يوناني أو روماني بل عبادات محلية.
    ويؤكد الباحثون أن المخطوطات العربية هي كنوز حقيقية من الكتابة وأن اولى حروف الأبجدية العربية ظهرت في القرن الرابع الميلادي في حين أن أقدم النصوص الرسمية باللغة العربية كانت قد نقشت على حجر في القرن السادس الميلادي .
    أما اولى المخطوطات باللغة العربية فهي نصوص القرآن الكريم حيث أصبحت اللغة العربية لغة العلم والمعرفة خلال العصر الوسيط الغربي بين القرنين الخامس والخامس عشر.
    وقد استخدمت خطوط مختلفة في المخطوطات العربية وحقيقة أن القرآن الكريم هو الكلمة الموحاة من الله جعلت من الخط فنا ذا قيمة لدى المسلمين وبالتالي أصبحت المخطوطات كنوزا حقيقية للكتابة وكانت المخطوطات العلمية العربية مصورة غالبا وبسبب تزايد عدد المخطوطات والحاجة الى العثور على المعلومة بسرعة فقد ظهرت فكرة فهرستها.
    واعتبر الباحثون أن مجموعات الحلي في المتحف الوطني بدمشق تبين أهمية الزينة النسائية في المجتمع السوري عبر التاريخ ويعتقد بعض الكتاب أن سر صهر المعادن وشغل الجواهر والحلي جاء من الشرق ويعتبر قدموس الفينيقي /الأسطوري/ أحد المخترعين للذهب ولطرق صناعة الحلي ويرجع الفضل للفينيقيين أيضا بفن صناعة العقود الزجاجية.
    ويخلصون الى أن فن شغل الحلي هو فن سوري تقليدي وبعض الكنيات الحديثة لعائلات سورية مشتقة من هذا الفن مثل عائلتي صائغ وجواهري والجدير بالذكر يتضمن الكتاب أيضا مجموعة من كتالوكات الصور لأهم الآثار والمكتشفات الأثرية في سورية.



    سانا
يعمل...
X