إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المغربية زهور كرام بكتابها النقدي“الرواية العربية وزمن التكوّن من منظور سياقي”

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المغربية زهور كرام بكتابها النقدي“الرواية العربية وزمن التكوّن من منظور سياقي”


    من “حكاية العشاق في الحب الاشتياق” في الجزائر إلى “شاهندة” في الإمارات

    تأسيسيات الرواية العربية

    محمد نجيم

    صدر مؤخرا للناقدة والكاتبة المغربية زهور كرام، كتابها النقدي الجديد: “الرواية العربية وزمن التكوّن من منظور سياقي”، وذلك عن الدار العربية للعلوم ناشرون (لبنان)، ومنشورات الاختلاف (الجزائر)، ودار الأمان (المغرب). والكتاب يلقي نظرة جديدة لتكوّن الجنس الروائي في جسم الثقافة العربية، يتجاوز النظرة النمطية السائدة والمقاربات المألوفة. والكاتب يقدم برأي الناشر “خطوة رائدة، تأسيسية للجنس الروائي في الثقافة العربية حيث أن أهم مظهر تحمله نصوص هذا الكتاب، هو التقديم النقدي الذي كان يؤسس لمفهوم الجنس الروائي، انطلاقا من ممارسته الإبداعية (انتاج الرواية)، وليس من التفكير/ التنظير له”. من هنا جاءت أفكار الكتاب تبدأ مما تم التوصل إليه من نصوص. من منطلق أن الجنس الروائي في الثقافة العربية، ساهمت في تأسيسه وتأصيله في التربة العربية، مختلف التجارب السياقية المحلية، والتي منحته هويته الثقافية العربية، ولهذا ترى الكاتبة “وجوب النظر في مختلف التجارب، بالاهتمام النقدي نفسه، من اجل رؤية جديدة للرواية العربية”.

    وتشكل أفكار هذا الكتاب امتدادا لكتاب الدكتورة زهور كرام “خطاب ربات الخدور مقاربة في القول النسائي العربي والمغربي”، والذي وإن اعتمد في بناء أفكاره على عملية الحفر في الذاكرة النصية النسائية، من أجل قراءة القول النسائي من بعده الخطابي، الذي نعني به طريقة تفكير المرأة العربية من خلال طريقة بناء قولها الفكري والأدبي، فإن الأمر كان يخص بناء النص الأدبي في مرحلة تاريخية معينة، وكانت نظرية التشكل النصي الأدبي، هي العين التي بها أقرأ النص الأدبي النسائي. وهي رؤية تحكم طريقة اشتغالي على ما يسمى بـ “أدبية الأدب”. إذ، لا يمكن تحقيق قدر من الوعي بلحظة إبداعية راهنة من غياب الوعي بذاكرتها. إن عملية الحفر في نصوص ذاكرة الأدب هي التي تمنح للنصوص الحاضرة والمستقبلية حياة أصيلة.

    لا يستهدف البحث في حياة جنس الرواية بالتحديد توثيق”النص الأول”، ومحاولة ضبط الرواية الاولى، كما تذهب إلى ذلك، الكثير من التنظيرات الروائية العربية، والتي ما تزال تعتقد بفكرة “الرواية العربية الأولى”. لأن ذلك، حسب الدكتورة زهور كرام “من شأنه أن يقصي نصوصا أخرى، لم يتمكن النقد من الوصول إليها. كما أن فكرة النص “الأول” فكرة ملتبسة بعض الشيء، خاصة إذا ما أدخلنا إلى التفكير، مفهوم النص الذي هو عبارة عن تشكيلات نصية وتعبيرية، وتؤكد مبدأ التناص، في معنى تداخل التجارب التعبيرية، والأشكال النصية التي تتفاعل مع بعضها من أجل ولادة تجربة جنس أدبي جديد بالإضافة، إلى أن الاعتقاد بفكرة النص الروائي العربي “الأول”، يجعل بعض الطروحات النقدية العربية، تعزز فكرة المركزية، وتبني عليها طروحات اخرى، قد لا تمت بصلة إلى المعرفة التي تستوجب روح التفاعل والحوار والنقاش المفتوح على المحتمل، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلوم الإنسانية وبنظرية الأدب. والدليل على ذلك، هو هذا الصراع/ الاصطدام بين مجموعة من النقاد العرب حول منبع الرواية العربية الأولى، وبين التأكيد على مصريتها (رواية “زينب”)، وبين شاميتها (لبنانية أو سورية المنبع). إن توجهنا النقدي لا يحفز النقاش حول فكرة “أول رواية عربية”، نظرا للاعتبارات السابقة الذكر، ولكن الأمر يتعلق بالانتباه إلى العناصر التالية، التي تحدد حالة تكون الرواية العربية:

    ـ الانتباه إلى مختلف أشكال التعبير السردية القريبة ـ البعيدة من المنطق الروائي، والتي أنتجها المبدع العربي في مرحلة تاريخية، لم يكن الوعي النقدي بالجنس الروائي قد تحقق وانجز وعيه التنظيري.

    ـ محاولة إضاءة حياة الجنس الروائي في الثقافة العربية، باعتماد مختلف التجارب الروائية العربية .

    ـ تفكيك الرواية العربية إلى تجاربها السياقية المحلية، فرصة للنظر في واقع التشكل الأسلوبي والفني والمعرفي للرواية العربية.

    إنه واقع يجعلنا نعيد ترتيب منطق انشغالنا/ اشتغالنا بالرواية العربية من فكرة “الوحدة المنسجمة” إلى فكرة “التعدد المتنوع”.

    تغني فكرة “التعدد المتنوع” النقاش حول الرواية العربية، كما تجعلنا نتجاوز بعض الأفكار التي تعيق التواصل النقدي الموضوعي مع كل التجارب العربية، وذلك عندما نظل نعتمد على المقياس.

    إن كل تجربة روائية عربية، هي وليدة سياقها المحلي، في تفاعل بنيوي مع تجارب عربية وأجنبية مختلفة.

    إن ما يدعونا إلى الدخول في مثل هذه الرهانات، هو الرغبة العلمية التي كلما طورت إجراءاتها المنهجية، كلما انفتحت على احتمالات أكثر ملامسة للمعرفة الموضوعية.

    ولعل مثل هذا التفكير، يحررنا أيضا من طروحات نقدية، بتنا نستهلها كلما تعلق الأمر بزمن تأسيس الجنس الروائي، ومحاولة ربطه بشكل مباشر بتجربة الرواية الأوربية، مع استحضار نفس أسئلة السياق الإنتاجي، واستبعاد ـ في أغلب الأحيان ـ دور الأشكال السردية التراثية العربية في بلورة تجربة الجنس الروائي العربي. ولعلها فكرة عطلت النظر ـ بجدية نقدية ـ في حياة الجنس الروائي العربي.

    مسعى لإنجاز ذاكرة الجنس الروائي في الثقافة العربية

    وتقول الدكتورة زهور كرام: كان طموحي كبيرا، وأنا أشتغل على فكرة الحفر في النصوص السردية الأولى التي ساهمت في إنجاز ذاكرة الجنس الروائي في الثقافة العربية. وكنت أحلم بالتمكن من الوصول إلى معظم النصوص الأولى في كل البلدان العربية، غير أن مسعاي لم يتحقق، بحكم ضعف توثيق هذه النصوص، وشبه انعدامها. فهي حاضرة ـ في معظمها ـ باعتبارها عناوين، غير أن تحققها نصوصا غير موجودة. وقد كدت أتخلى عن فكرة البحث في النصوص السردية الأولى، عندما لم أتمكن من الوصول إليها، غير أن عدم الوصول إليها، اعتبرته في حد ذاته فكرة، لا بد من الاهتمام بها، والاشتغال عليها من خلال الدعوى إلى:

    ضرورة إعادة طبع مختلف النصوص السردية التي تعود على القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين في كل الدول العربية، حتى تصبح مادة قابلة للقراءة المتجددة. ولعل بقراءتها، يحقق النقد العربي تطورا في تعامله مع الذاكرة الروائية العربية، وهي فكرة بدأت مع بعض التجارب العربية من خلال تحقيق وإعادة طبع “روايات” تعود إلى القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

    وقد اشتغلت الدكتورة زهور كرام على نصوص روائية مؤسسة هي: “حكاية العشاق في الحب والإشتياق” لمؤلفه محمد ابن ابراهيم الجزائر (1845)، و”بديعة وفؤاد” لعفيفة كرام (سوريا 1906)، و”جلال خالد “ لمؤلفه محمود احمد السيد (العراق 1928)، و”التوأمان” لمؤلفه عبد القدوس الأنصاري (السعودية 1930)، و”الزاوية” لمؤلفه التهامي الوزاني (المغرب 1942)، و”شاهندة” لمؤلفها راشد عبدالله (الإمارات 1971). وتقول الدكتورة زهور كرام إنها تعرفت “على هذا النص “شاهندة” من خلال علاقتي بأدب الإمارات التي قرأت له/ عنه كثيرا، فاكتشفت هيمنة الشعر والقصة على مشهده الإبداعي، وحين بحثت عن سؤال الرواية الإماراتية، التقيت رواية “شاهندة” باعتبارها أول رواية إماراتية، وعلى الرغم من صدورها في السبعينيات من القرن العشرين، مع ذلك فإنها تتضمن ملامح التأسيس الروائي في الإمارات (السياق المحلي)”.

يعمل...
X