إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لغتنا العربية الفصحى...والغزو

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لغتنا العربية الفصحى...والغزو


    لغتنا العربية الفصحى...والغزو


    الحديث عن لغتنا العربية الفصحى في عصرنا الحالي.. وما تواجهها من تحديات بات أمراً ملحاً وضرورياً لنا.. حيث كثرت الأخطاء النحوية على لسان المسئولين عن النطق السليم لهذه اللغة من المعلمين والمدرسين والمذيعين والخطباء... وغيرهم.. كما ازدادت واتسعت الأخطاء اللغوية في الصحف والكتب والدوريات... وعلى شاشات التلفزة.. وأخذ مرض العامية ينتشر ويستشري في المجتمع كتابة ونطقاً.. من هنا وجب علينا جميعاً نحن أبناء الأمة العربية وأحلامهم..وأفراحهم..وآلامهم وقد عبّر شاعرنا العربي عن ذلك بقوله :

    لغة إذا وقعت على أسماعنا كانت لنا برداً على الأكباد
    ستظل رابطة تؤلف بيننا فهي الرجاء.... لناطق بالضاد


    إنّ تمكين لغتنا..وتحصينها ليس بالأمر السهل..وإنّما يكون بالعمل الجاد والموضوعي والمثابر أفراداً وهيئات... وحكومات أراءً..ونطقاً وكتابةً ، واللغة الفصحى لغة قوية ..متينة.. جزلة، ومهما حاول دعاة العامية التأثير فيها فإنهم لن يستطيعوا أبداً .. ولغتنا الفصحى هي اللغة النموذجية المشتركة بين القبائل العربية قبل الإسلام وعندما اكتمل نضجهاً وأصبحت وافية بكل مطالب الحياة نزل بها القرآن الكريم، فأوردها عزّاً وخلوداً ما دامت الحياة... وأصبحت لغة عالمية تلازم الإسلام... الدين السماوي أينما حلّ..وحيثما وجد, واللغة الفصحى هي اللغة السليمة من الخطأ في كلماتها...وضبط حروفها وهي اللغة التي تمثل المكانة الأعلى من سلم الفصاحة..ودرجات البلاغة وما زلنا نعيش معها حتى يومنا هذا وسنظل.. لقد ورثنا لغتنا الفصحى، وتناقلناها عن أجدادنا.. وننطق بها اليوم كما نطق بها أهلها العرب الأصليون .. ولها مقاييس تعرف بها وتدل على وجودها ، أهمها المحافظة على ظاهرة الإعراب الكامل..وثبات أصواتها..وقدرتها على التوليد...والاشتقاق....والنقل.. وغنى مفراداتها..ترادفاً..

    واشتقاقاً...وتضاداً..وكثرة جموعها .. ومصادرها وموسيقاها الجميلة..ووضوحها.. وإبانتها.. ومع كل أسف نرى الهجمات الغربية على لغتنا ومحاولة اختراقها .. وغزو أبنائنا ثقافياً وأعداؤها كثر..وهم يحدون أنه في القضاء عليها قضاءً على الإسلام وطمس الفكر العربي وهم يسعون إلى قلب اللغة الفصحى إلى لغة عامية دون قواعد وبذلك يبتعد أهلها عنها ويسهل تفريقهم..والبعد عن اللغة هو البعد عن الهوية وتفتيت وحدة العرب وقطع الصلة بتراثهم وماضيهم الخالد خلود السماء..ومن ليس له ماضٍ قديم..لا حاضر له..ولا جديد..إنّ هناك تحديات كثيرة تواجه لغتنا الفصحى منها الدعوة إلى العامية لغة للتخاطب ووسيلة للتفاهم الكتابي والشفوي في جميع النواحي العلمية والأدبية والفنية... والدعوة إلى إلغاء الإعراب والاستعاضة عنه بتسكين أواخر الكلمات وقفاً (حسب ما نراه من شعر شعراء الحداثة والتغريب) ووصلاً حجتهم بذلك أنّ العربية لغة معقّدة وغير قادرة على مواكبة التقدم العلمي ومتطلبات الحضارة الحديثة والمطالبة بالخلط بين الفصحى والعامية...وتغيير في قواعد الإملاء.

    أمام هذه التحديات العالمية والغربية تقف اللغة العربية قوية ثابتة كسنديانة عنيدة متجذّرة في وطن العرب هازئة برياح التغيير والعولمة..تتحدى كل من يحاول النيل من خصوصيتها وجذورها..وواجب علينا جميعاً أبناء الأمة العربية إيلاء اللغة الفصحى الأهمية الكبرى وتوجيه أبنائنا للتكلم بها في البيت والمدرسة والشارع وأماكن العمل..والإقلال من العامية في مجالات الأعلام والإذاعة والتلفاز والمسرح، وأن نتصدى بكل حزم لأية محاولة تحاول النيل من لغتنا وإضعافها ومحاربتها في الميادين المختلفة.. ومن يحافظ على لغته الفصحى يصن قيمه وحضارته ..وهويته ويا لروعة ذلك..
يعمل...
X