إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحلة مع الصبابة والوجد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحلة مع الصبابة والوجد

    رحلة مع الصبابة والوجد


    بعد قرأة العمل الادبي الممتع (رسالة فى الصبابة والوجد) للأديب المبدع جمال الغيطانى كتبت :

    يكتب الغيطانى رسالته فى الصبابة والوجد ليخبرك بفحوى رسالته من عنوانها الذى يبعث فى النفس حيرة فمن اى زمن جاء بها وفى اى مكان استلهم مشاعره , ولن تطول دهتشك وحيرتك عندما تشرع فى مطالعة ما كتب .
    مصنفة على انها رواية فى اول صفحة بها وفى عديد من منتديات الادب , لكنى وجدتها غير رواية بالمعنى المتعارف عليه فى دروب الادب والفنون , واستطيع ان اوصفها وانا حر كل الحرية فى ان اصف وارى , انها لوحة وجدانية شاعرية اختلط فيها المكان والوجدان , فأصاب الغيطانى بهما ما أصابه فأنتج لنا عمل أدبي كل ما أستطيع ان أقول عنه انه غير عادى .
    تجاوز الغطيانى فى رسالته المكان وعاش فى تواريخ البنيان المذكور فى روايته , فلم يسافر بنا فى رحلة من قاهرة المعز الى اقصى الشرق حيث بخارى وسمرقند فقط , انما مال بنا وغاص فى ذاكرة وتاريخ شعوب قصية عنا ,
    وكانت وسيلة سفرنا فى الازمنة والامكنة هى كما وصف فى عنوان رسالته هما الصبابة والوجد , مزيج غريب من المشاعر الانسانية فاض بها الغيطانى علينا ليعلمنا انه ليس روائى يقص الحدث ويرويه ثم يسكت انما ارانا لون فريد من الوان الادب , لا استطيع ان اصف ما ذقته واستصغته فى روايته ربما هو لحن عذب عتيق حملت الريح اطيافه من جداول قرطبة , ربما كان مزيج من شعرا صوفى يفتح للعين مجالات للرؤي كانت معدومة من ذى قبل , ربما اختلط هذا كله مع حداثة الكاتب وموروثه الثقافى والحياتى الثري بالحس والمعرفة .
    لم أجد الحس منقول الينا عبر روايته من حوارات بين ابطالها , وربما ان مجموع ما قام من حوارات فى الرواية ككل لن يتجاوز بضعة وريقات فيما كتب , انما كان المضمون رسالة كما آثر ان يسميها , فهى رسالة يكتبها الغيطانى إلى أعز الاصحاب واقرب الخلان إليه وهو قارئه كما وصف .
    وكان لهذا أثرا ايضا فيما كتب على احساس من يشرع فى قرأة ما كتب الأستاذ , ليشعر ان الغيطانى استأثره وباح اليه بسره ووجده , لا لكى يبحث عن حل او ينتظر منك مشورة او رأى , انما افاض لك بما اخفاه لأن حمل مشاعره كان ثقيل على عاتقيه فاراد ان يزيح من همه قليلا .
    اعطى الغيطانى بما كتبه لنا فى رسالته مثل جديد فى العشق والهيام بالمحبوب لكى يناطح شعر قيس ويستأذنه بلطف مرة وفى ثورة مرة , ان يستأثر هو بكل ما ملك من ادوات ولغة وحس فنى ان يصف مشاعر الجوى والسهد ولوعة المشتاق وفرحة العاشق بالدنو والااقتراب من معشوقه .
    هذا العاشق الذى الجمته موانع شتى من البوح طوال صفحات وسطور , لم يتخلل الكثير منها حوار ولكن جلها كان وصف يغور بك فى الوان لم تراها عينك قبلا ورائح لم تشمها يوما , وتأتى المفجأة عندما تشعر وهو مجرد شعور صاحبنى , انه ربما رأيت تلك الالون وتمرغت مقلتيك فى اغوارها و ربما صاحبة تلك الروائح نفسك ذات مرة ,
    لكنك لم تفطن إلى ما فطن اليه المبدع , ولم ترى ما رأه , فالعوارض قد تتشابه لكن الانتباه اليها يختلف .
    وهذا ما برع فيه الكتاب ليؤكد لنا ان ليس للغة حدود , وانها لم تتواجد للتواصل بين البشر بالحس المادى فقط ,
    انما ثبت لنا انها حس وجدانى عميق المعانى لا تفتح ابوابها إلا لمن عشقها وابتغاها .
    *لم يكن كلامى هذا نقد للرواية او تلخيص انما هو ما جال بخاطرى عند الإطلاع وجزء مما ملك عليّ مشاعرى عند اقتفاء ما كتب . فأن اردت ان تعرف عنها فلا تبحث عن نقد او تلخيص انما كل ما عليك فعله هو القرأة , فكيف تتلخص المشاعر او ننقد الحس الوجدانى .
    اه يا دهر هات ما شئت و انظر عزمات الرجال كيف تكون
    ما تعسفت فى بلاءك الا هان بالصبر منه ما لا يهون






    sigpic
يعمل...
X