إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حوار مع الشاعر الرائع بلند الحيدري - Abdelfattah Ameen ..بصنعاء اليمن..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار مع الشاعر الرائع بلند الحيدري - Abdelfattah Ameen ..بصنعاء اليمن..

    القصيدة البرقية
    إلتقيت في صنعاء اليمن - الذي كان سعيدا - العام 83 الشاعر العراقي الكبير بلند الحيدري .. على هامش مؤتمر لجنة التخطيط الشامل للثقافة العربية وأجريت - بحكم عملي إذاك - عدة لقاءات صحفية مع ضيوف المؤتمر .. منهم الأديب السوداني الكبير الطيب صالح والدكتور أحمد كمال أبو المجد والدكتور عبدالملك عودة والشاعر اليمني محمد الشرفي ... إلا أن الحوار مع الشاعر الرائع بلند الحيدري ترك في وجداني أثرا كبيرا .. اولا لأن اللقاء جاء تلقائيا ساده جو رائع من الود و السلاسة والمرح و العفوية ... وبرغم مكانته وقيمته الكبيرة كشاعر من كبار شعراء العرب وكونه رئيس تحرير مجلة فنون التي كانت تصدر في لندن في هذا الوقيت ... إلا أنه كان رجلا متواضعا للغاية خفيف الظل لم تفارق وجهه الابتسامة .. تشعرك أنك تعرفه منذ زمن بعيد
    ... تحدثنا كثيرا وقتها عن قضايا الشعر المعاصر ودوره الهام في بناء الجسور الثقافية والتواصل الإنساني وتشكيل ثقافة معاصرة ... وأن الشعر العربي أحد أهم دعائم الحضارة العربية من العصر الجاهلي وحتى الآن .. وأن الشعر العربي نقل لنا صورة رائعة عن أزمنة ورجال ومواقف وتاريخ ومشاعر وعواطف في ابداعات شعرية تطورت حقبة بعد حقبة لكل واحدة منها سمتها ، وجمالها وروعتها ورجالها .. وكيف أن الشعر العربي بقوته وجماله استوعب المتغيرات والتطور في لغة العصر ...
    قال يومها الآن نكتب القصيدة ( البرقية ) .. عميقة المعاني سهلة الألفاظ .. قليلة الأبيات .. لم يعد هناك وقت لدى المتلقي ليسمع معلقة أو القصائد الطويلة ... حتى الغناء تأثر بهذا أنظر.. كانت أم كلثوم تقف على المسرح لتغني أغنية واحدة أكثر من ساعة بينما نسمع عدة أغاني خلال ساعة ... القصيدة البرقية هي التعبير المباشر عن سرعة إيقاع العصر ...أيضا في مجال الصحافة نقرأ لأحمد رجب نصف كلمة و في الإذاعة نسمع الرائع فؤاد المهندس في كلمتين وبس .. التكنولوجيا أيضا دخلت على الخط فالأجهزة العملاقة تضاءلت وصغر حجمها وزادت كفاءتها وإمكاناتها ..
    ثم أسمعنا – لأنه كان انضم إلى جلستنا تلك الشاعر محمد الشرفي – في حديقة فندق تاج سبأ في العاصمة اليمنية صنعاء .. بينما كانت جلسات المؤتمر تعقد في فندق شيراتون صنعاء - .. قصيدته الرائعة .. بيروت ... وأذكر منها
    في تلك الليلة .. كانت بيروت
    إمرأة عرى ..
    تتمرى في عين ذئب
    إختنقت كل شوارعها
    بالعتمة والنقمة والرعب ...
    كانت بيروت
    موتا أكبر من تابوت ...
    فبيروت قد أكلت ثديها ....
    وبيروت ... مات بنوها
    على صدرها
    وفي مقطع آخر منها يقول
    وقولي اشهدوا أهل بيتي إشهدوا
    أني جئت لأعلن موتي
    وأعلن أن الذي جاءنئ باسمكم خانني
    استباح صبايا
    وروى ظماه من نزف دمي ...
    ولم يبق لي
    إلا هذا المتاع المشاع
    لكل كلاب الطريق
    وكل ذئاب الطريق ..
    وقولي اشهدوا أهل بيتي إشهدوا
    ثم التفت إلي قائلا .. شاهدت أعمالك الفنية ...وأتمنى أن تكون هذه القصيدة إلهاما لعمل فني .. لوحة ... تمثال .. ، وحقيقة بينما هو كان يقرأها على مسامعنا كانت تتحول الكلمات والمعاني في ذهني إلى أشكال ورموز ...
    وانتهى المؤتمر وسافر الرجل إلى لندن حيث إقامته ... وعمله .. ونشر اللقاء على صفحات مجلة معين إحدى مطبوعات مؤسسة سبأ العامة للصحافة والأنباء ... ووجدتني أتناول القصيدة مرة أخرى من خلال الفرش والألوان وكانت هذه اللوحة ( بيروت ) ... في نفس العام كتب عنها في أحد أعداد روزاليوسف المرحوم الأستاذ محمد طه الجمل .
    سامحوني .. الذكريات أحيانا تفتح نوافذها على الحاضر فينبعث عطرها .

    — مع ‏راغب اسكندر‏ و‏‏52‏ آخرين‏.






    Abdelfattah Ameen


    ·





يعمل...
X