إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جمال زهر الدين ..إشكالية القصيدة الصوفية..ونظرة إلى البناء الفني في شعره

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جمال زهر الدين ..إشكالية القصيدة الصوفية..ونظرة إلى البناء الفني في شعره

    إشكالية القصيدة الصوفية عند "جمال زهر الدين"
    نظرة إلى البناء الفني في شعره

    معين حمد العماطوري

    «يتميز البناء الفني في العمل الإبداعي لدى الشاعر والأديب "جمال فارس زهر الدين" بأنه يتخذ طريقاً صوفياً فيه من الارتقاء والصفاء الكثير، فهو المعلم المتعلق بمفردات اللغة منذ عقود، درس الأدب واللغة، وتغنى بالقصيدة الصوفية، حتى بات زاهداً يعيش في فضاء عرفاني بأحاديثه وألفاظه وأشعاره وسلوكه.

    «عجباً لجفن العاشق السهران/ يبكي ومن يهواه في الأجفان

    قلبي على قلب الغرام به لظىً/ لا يرتوي حتى من الطوفان

    عبر الثنائيات، هام بواحد/ أحدٍ، غدا حباً بلا شطآن

    ما حفقة الخفاق دون محبةٍ/ إلا صفير الريح في كثبان».

    الحديث كان للأديب والشاعر "جودي العربيد" عضو اتحاد الكتاب العرب لمدونة وطن eSyria بتاريخ 1/9/2012 وتابع بالقول: «يغلب على معمار قصيدة الشاعر "جمال زهر الدين" التماسك والبعد عن التطويل بالتعليل والشروح، ومباشرة موضوعه دون مقدمات، بعيداً عن تقليد الشعراء السابقين من المتصوفة، الذين يبدؤون قصيدتهم أحياناً بالغزل أو الذكر، أو الحكمة، أو غير ذلك، كقصيدة "ابن الفارض" التائية، مقارنة مع قصيدة "أشواق" فتبدأ القصيدة مباشرة بعصف العاطفة، إذ يعمد الشاعر "جمال زهر الدين" في قصائد ديوانه "حكايا حب" إلى استخدام الضمائر تلك التي توحي بمدلولها، ويلجأ إلى التساؤل ويجعله أداة من أدوات الإيحاء، ثم يسعى ليترجم جل أفكاره عاطفةً في صور متتالية، وتبرز الفكرة مجسدة في القصيدة حتى نهايتها، ليأتي البيت الأخير ملخصاً إلى حد كبير مضمون القصيدة، على عادة القصيدة الكلاسيكية، نمواً في الخط البياني لها، والمهم أن ذات الشاعر واضحة، منذ البيت الأول حتى الأخير، كذلك الشعر الصوفي فهو ذوب وصبو دائماً إلى الامتزاج بالرضا، والسعي إلى الاقتراب
    الشاعر جودي العربيد بشكل أو بآخر من المقام الأسمى، فإذا كان ذلك هو المبتغى، فكيف جاءت الألفاظ، وكيف تكونت التراكيب إلى جانب البناء؟».

    قد تكون نظرة الناقد للشعر تختلف عن الشاعر، ذلك لأن الرؤية تختلف باختلاف الممارسة والطريقة، فقد أوضح الناقد "محمد طربيه" عضو اتحاد الكتاب العرب الصوفية في شعر "جمال زهر الدين" بأنه يرتكز على مفاهيم التصوف بقوله: «يجسد قول "لا موجود إلا الله" اعتماداً على مبدأ وحدة الوجود في ثقافة الشاعر وتوجهه الفكري والأدبي، وضمن هذا السياق والجو تتضح مفاهيم التصوف من وحدة الوجود والعشق الإلهي والاتحاد بالمطلق والمحبة الشاملة والزهد في الدنيا، من هنا تأتي خصوصية الشاعر "جمال زهر الدين" في ديوانه "حكايا حب" أي من كونها تبدأ وتنتهي بهذه المفاهيم، كأنما هي تقاسيم متنوعة على وتر واحد، وتبرز صعوبتان أولاهما إدخال الأفكار والمبادئ في نسيج شعري فني دون الخروج عن رواء الفن ونداة الإبداع ولاسيما أن تلك الأفكار والمبادئ ليست متداولة بشكل عام ولا يتعامل بها إلا الخاصة، والثانية تتمثل في محذور التكرار سواء في المعاني أو المضامين أم في طرق الأداء الفنية، والمجازات من تشابيه وكنايات واستشعارات، وشاعرنا تجاوز الصعوبة الأولى، ودلالة على نجاح شاعرنا في التجاوز قصيدته "رحيل"، كما أنه يستثمر الكثير من الوقائع التاريخية والشخصيات الشاعر جمال زهر الدين يوقع ديوانهالتراثية ويوظف مواقفها في خدمة فكرة أو مبدأ من الأفكار والمبادئ الصوفية ولاسيما فكرة الحب الإلهي والإنساني بالمعنى الصوفي كما في قصيدة "وردة إلى أبي العلاء المعري"، أما الصعوبة الثانية فتتضح ليس بالتكرار فقط.. الأفكار والمعاني فقط وإنما بالصور وطرق الأداء الفنية بدءاً من المفردات وانتهاء بالكنايات مثل مفردات "الورد، والنور، والدمع، والجمال».

    وعن الخط الشعري الذي ينحو به الشاعر أوضح الناقد "محمد طربيه" بالقول: «إن الدعوة للمحبة الإنسانية الشاملة على الطريقة الصوفية التي تتضح بها مجموعة الشاعر "جمال زهر الدين" هي بلا شك دعوة مثالية ورومانسية في أساسها بمعنى أن القلائل هم الذين يقدرون على ممارستها في واقع الحياة، وإذا كانت تمثل خلافاً فردياً للكثيرين ممن يؤمنون بها ويمارسونها فهي ليست الوسيلة المناسبة والناجعة كما يتصور العالم من ظلم وأحقاد على صعيد الأفراد كما على صعيد الدول والمجتمعات، ولهذا نحن مع تجربة شاعر من نوع خاص تستحق الوقوف عندها وتنتزع الإعجاب منا بالجمال والبناء والمعنى».

    الشاعر "جمال زهر الدين" بين رأيه في نقد الناقدين بومضة عن تجربته قائلاً: «إن ديواني الأول "حكايا حب" هو عبارة عن أفكار وتراكم لحياة وقراءات ودراسات صوفية منهجية، بعد تعلقي في أجنحة اللغة التي أعشق، ولهذا قدمت عملي وأهدي أشعاري إلى العيون التي
    ديوانه حكايا حب تبكي على الحبيب بدموع من نار، ولابد لي من الإشارة إلى الناقدين أنهما قدما رؤية موضوعية جميلة تبتعد عن الحيادية والمواربة ذلك لأن الأدب لا يحتمل المجاملة بل الإمعان بالبحث في السطور وبين الأحرف والمعاني والمفردات».

    يذكر أن الشاعر "جمال زهر الدين" هو من مواليد 1939 في قرية "الصورة الكبيرة" محافظة السويداء، نال الشهادة العالية في اللغة العربية من القاهرة عام 1963 ودبلوم التربية في دمشق عام 1964، له دواوين في طريقها للطبع.


يعمل...
X