إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بقلم القاص والروائي نبيه إسكندر الحسن -قراءة بقصة ( وجه القمر ) للأديب زكريا تامر ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم القاص والروائي نبيه إسكندر الحسن -قراءة بقصة ( وجه القمر ) للأديب زكريا تامر ..

    لروائي والقاص نبيه الحسن

    نادي الروائي نبيه الحس الثقافي الأدبي في حمص
    قراءة في قصة ( وجه القمر ) للأديب زكريا تامر ..
    نوفمبر 29, 2010 - فن وثقافة
    الرابط: فن وثقافة
    بقلم القاص والروائي السوري نبيه إسكندر الحسن .
    إن الأديب الراحل ” ذكريا تامر ” قامة سامقة في عالم الأدب ووجه من وجوه المبدعة في القص وقد أخلص لهذا الفن .
    الرابط: فن وثقافة
    بقلم القاص والروائي السوري نبيه إسكندر الحسن .
    إن الأديب الراحل ” ذكريا تامر ” قامة سامقة في عالم الأدب ووجه من وجوه المبدعة في القص وقد أخلص لهذا الفن .
    يقول الناقد الراحل ” أحمد المعلم ” : ( إن الواقع والظاهرة الفنية في القصة القصيرة الصادرة عن دار الذاكرة ” نلاحظ أن القصة القصيرة وهي تعالج المكان الذاتي فإنها تشير إلى موقف الشخصية من الحياة وإن إدراكها لهذه الحياة من منظور الحياة وهذا يجعل القصة القصيرة قصة موقف وليست قصة حدث ) .
    إذن فمن الحكمة أن يدرك المتلقي وأن لا يغيب عن ذهنه أن الأديب الراحل ” ذكريا تامر ” علم من أعلام القصة القصيرة .
    تجلى ذلك في قصة ” وجه القمر ” حيث جعلتنا القصة نغوص في أعماقها لننبش المحار الذي جعلنا نملك البوصلة ونحن نفكك دلالاتها ومفرداتها ونغوص في جزئياتها ، مما جعلنا ندرك ماهية بنائها الذي يقوم على دمج المعقول باللامعقول ، وقد استطاع بأن يمدها بعبقريته وفنه وإبداعه .
    وهنا لا بد من القول إنا جل ما يعنينا في هذه القراءة هي شخصية ” سميحة ” . بطلة القصة ، فهذا البناء يدفعنا إلى العودة لحياة ” سميحة ” في الماضي لعلنا نستطيع أن نقف على جانب من جزئيات حياة ” سميحة ” ربما التعمق في هذه الجزئيات قد يا يوضح لنا ما هي الأسباب التي جعلتها مريضة بالسادية . وحين نصل إلى ذلك يكون باستطاعتنا معالجة المشكلة معالجة ناجعة وواقعية قوامها المنطق والتحليل .
    ( كانت فأس الحطاب تهوي برتابة على جذع شجرة الليمون المنتصبة في باحة البيت بينما كانت سميحة جالسة قرب النافذة المطلة على الزقاق ،حيث تتصاعد بين الفينة والفينة صرخات شاب معتوه ، وتمتزج بأصوات الفأس ،وكانت رائحة شجرة الليمون تتسلل إلى الغرفة وتتغلغل في الهواء ،وكأنها شحاذة عمياء تطرق الأبواب متوسلة بانكسار ) .
    إذن كان من الطبيعي أن يدرك القارئ بأن صرخات المعتوه تدل على لحظات التأنيب ، كما أنها صرخات الموت دون أي منازع ، حيث تبعثها شجرة الليمون تحت وقع الفأس .مما يجعلنا نحس بأن إغراق ” سميحة ” في مثل هذه الظروف القاسية من عنف وتعسف ،واستلاب ، جعلها هذا الطور من حياتها أن تصاب في السادية ،.لذا نرى ما حصل من انعكاس في طبيعتها ومزاجها فأدى إلى التشوه .نستنتج من خلال هذا المحور ما تضمنه النص من جدل يكلم الواقع المستلب بمقدار كبير من الإثارة والعنف . أراد ” تامر ” بعناية أسلوبه الشفيف يدفعنا للبحث والغوص في كنه نصه كيلا يفوتنا بأن الظروف قد وضعت ” سميحة ” في مكان غير طبيعي ، كما أن الظروف دفعت بها إلى غير مكانها وولدت في داخلها ضغوطات جلها سلبية فأودت بها لواقع جديد من التشوه . واستطاع ” تامر ” المبدع دون مواربة بأن يكون المؤسس لريادة القصة القصيرة .
    ولعمري به يريد بأن يقول للقارئ : ” إلزاما عليك بأن لا تنسى أن سميحة هي مستلبة ومشوهة من داخلها .
    ( وعادت صرخات المعتوه تتعالى وكأنها بكاء شجرة الليمون التي ستهلك بعد قليل ، ونما في حلم سميحة خوف مبهم ، وخيّل إليها أنها تملك سماء مفعمة بنجوم ذات أنوار شاحبة ليست إلا أحلامها الميتة ، فقد كانت سميحة في تلك اللحظة مجرد امرأة في مقتبل العمر ، طلقها زوجها منذ أشهر ) .
    كان السبب بذلك يشير إلى أن سميحة قد اغتصبت وهي لم تبلغ الحلم ،لذا لم تكن كباقي النساء اللواتي يتزوجن بعد سن الرشد ، إذن ندرك أن سميحة وقعت بين فكي السادية والمازوخية . لهذه الأسباب نراها لم تستمرئ المضاجعة السوية ، بل أنها ترتاح حين يمارس عليها العنف في أثناء المضاجعة ، سبب هذه الأريحية يعود لأنها مستلبة .
    يقول نيتشة : ” ليس ثمة فنان يستطيع أن يتحمل الواقع المستلب ” .
    لكن في ضوء معرفتي بأدب نيتشة فأنني أعارض مدرسته ، لكن لا بد من كلمة حق لقد راقني قوله بخصوص الاستلاب ، حيث أن الاستلاب والواقع يرهق الفنان ، إذن يعيش الفنان حلة من القلق ، هذا كله جعلنا نحس وندرك بأن الفنان لا يستطيع تحمل الاستلاب .
    ( ستكون ذات يوم وحيدة في البيت ، وستغري المعتوه بالدخول وستتعرى من ثيابها دون خجل ، وستعطي نهدها لفم المعتوه ، وسيضحك منه ثملة حين يحاول قضم حلمته ، وستطلب منه بصوت لاهث أن يعض لحمها أو أن يغرس أسنانه فيه حتى ينبثق الدم ويلطخ شفتيه ، عندئذ ستلعق بلسانها شفتيه بكثير من الضراوة والحنان ) .
    فمن الروعة أن نرصد فلسفة القاص المبدع ” ذكريا تامر ” في هذا الطور ، حيث دفع بالحدث شاقوليا إلى أقصاه ، برشاقة المبدع ، وبلغة شاعرية استطاع أن يؤديه بحرص شديد ، وعمل على دفع شخوصه إلى الذروة ، مما جعلنا أدراك بأن الأديب قد ارتقى ببطلة القصة سميحة إلى حالة جديدة ، ليجعل المتلقي يفكر بأسلوب جديد .وذلك بعد أن تم طلاقها ، فغدت لم تر من المعتوه سوى حالة الاغتصاب ، فمن هنا نرى بأنها باتت مشدودة إلى مخوقف سلبي من الحياة ، وكان من العسير عليها رؤية شبح المعتوه مائلا أمامها . هذا الأمر جعلها مصابة بالمازوخية .
    ( وانطلقت إلى الرجل فوجدته قد تخلى عن فتوته وأمسى كهلاً ، فعرفته حالا ،ولقد كان عمرها لا يتجاوز الثانية عشرة حين كانت عائدة إلى البيت ، وكانت آنئذ عتمة المساء وبدأت بالانسياب في الطرقات وعندما وصلت قرب المنزل المهجور ، اعترض طريقها رجل كهل ، وأمسك يدها بقوة وقال لها بصوت مبحوح : ” سأقتلك إذا صرخت ” . ) .
    فبأي درجة من الخوف ينبغي أن تتلقى هذا التهديد ؟.فما كان عليها إلا أن تطلق لخيالها العنان وهي لا تستطيع أن تطلق الصرخات .فانطفأت جذوة حياتها ، ومنذ ذلك الحين لم يتبين لها إلا جانبها المعتم ،وإن كانت تريد أن تسمح لنفسها رؤية الكهل مشوبا بالكدر .ولم يبق شك من التحول الذي بدا على الكهل . ومن ثم ابتسمت على مضض ،ومن هنا كانت الانفعالات تجتاح كيانها . وقد ساقتها الذاكرة إلى لحظة الاغتصاب .وأخذت تلقي بنظرات قاسية إلى الكهل وبدت مغرقة بالتشاؤم وهي مشوهة عاجزة لاعتبارات يكاشفنا بشكل واضح أن ضربات الفأس على شجرة الليمون لازمة ، ومازالت تطرق تلافيف دماغ سميحة ،حتى تم إسقاط الشجرة الهرمة . إنه خاطر يجيش بالصدر في ضوء ما تقدم ، إنه إلزاما وبدون تكلف أن ماضي ” سميحة ” قد سقط من مخيلتها وسقط فكرها . وربما سقط فكرها المشوه . إذا كان هذا المفهوم يعني أن ثمة إشارات ودلالات تنقلب على أمر هام فمن الاحاطة والتقصي داخل الإنسان ،يبد هو في الحقيقة انعكاس للعامل الاجتماعي حيث أن مفهوم السياسة يعني فن الممكن ،ويكفي أن تكون الكتابة هي فن الاقناع بفن الممكن الأوسع و الأشمل .
    وقد عمد ” جيل ولز ” إلى القول ” : إن الكتابة أمتياز نخبوي فالكاتب ضمير المجتمع ” .
    ليس في هذا بدعا أن نقف على دلالات النص ومفرداته فقد بات من نافلة القول …أن لايغيب عن ذهننا أن تكون القصة عملية منطقية برهانية مفارقة لحيوية الأشياء و‘مضاء الكلام في الوقت الذي أصبحت القصة تقدم محتوى واقعي وأصبحت لا تحتاج برهانا جديدا ،إذ إن فن الكتابة بناء نسق مفهومي .ومحمولة الأكثر اتصالا مع الثقافة فالكلمات هي الكلمات ولكن يأخذذ الناقد تلك المفردات ويعلها تحمل جذر المعرفة وهيكلة التمازج بين الفن والمفهوم حين يبرز على صعيد المعقول لمعطيات النص ،وهذا يجعلنا ندرك ما قدمه الكاتب .إذن الخوف ليسمجهول ،وليس تأنيب الضمير بل أنه الخوف الاجتماعي المأزوم .إذن ثمة مرض قائم .
    يقول الناقد السوري الراحل ” علي الصيرفي ” : ” في كتابه النقد وتقنياته الصادر عن دار التوحيدي حمص ( إن التعامل مع القص عملية تتألف جزئياتها مع الوحدة الكلية للمفهوم المعرفي الذي يبني عملية التفكيك ،والتركيب لهذا النص وغالبا ما يتم ذلك من خلال تحليل الأفكار وتحريرها من مفهومها اللغوي للدخول بها إلى عالم الفكر ).
    بقلم القاص والروائي السوري نبيه إسكندر الحسن

  • #2
    رد: بقلم القاص والروائي نبيه إسكندر الحسن -قراءة بقصة ( وجه القمر ) للأديب زكريا تامر

    مرحبا
    السلام عليكم
    هذا جيد جدا.
    شكرا جزيلا.

    permethrin shampoo

    تعليق

    يعمل...
    X