إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البطانة والقائد السياسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البطانة والقائد السياسي

    البطانة والقائد السياسي


    يردد الناس كثيرا هذا القول الصحيح

    (إن القيادة تكليفا وليست تشريفا)

    وهو أمر معقول ومتفق عليه ويؤدي بالنتيجة الى أن الحاكم او رئيس الدولة او القائد هو موظف كغيره من الموظفين يتلقى أتعابا او راتبا شهريا عن وظيفته الرئاسية أو القيادية وهي بذلك تشكل نوعا من التكليف الذي جاء بإجماع الشعب إذا كان الامر قد جرى وفقا للتشاور والانتخاب والطرق الديمقراطية في اختيار الرؤساء او الحكام او القادة في هذا المجال او ذاك.

    لذا فإن القائد السياسي عندما يُصبح قائدا او حاكما تنفيذيا للدولة هذا لا يعني أنه السلطة اصبحت ملكا شخصيا له، بل هي كما يحدث في الدول المتطورة نوع من الوظائف الحكومية التي تناط بهذه الشخصية او تلك لادارة شؤون الدولة والشعب لمدة متفق عليها مسبقا وفقا لدستور هذه الدولة او تلك، وبطبيعة الحال يحتاج القائد الى مجموعة من الموظفين او القادة الفرعيين او المستشارين لكي يستطيع اداء عمله القيادي على أفضل وجه.

    لكن المشكلة التي سرعان ما تطفو على السطح هي محاولة قادة الدول (غير المتطورة) لتجيير كل شيء من أجل ترسيخ السلطة الفردية للقائد ولعل اهم الوسائل المساعدة على تحقيق تركيز السلطة بقبضة الحاكم الفرد هم القادة أو البطانة أو المستشارون الذين يعاونون الحاكم في هذا الشأن او ذاك، بل لعل أغلب هؤلاء يؤثر على شخصية القائد نفسه فيحوله من موظف حكومي الى متسلط يتحكم بمصائر ورقاب الناس.

    لهذا السبب لابد أن يتنبه القائد السياسي الى هؤلاء ويحترز من نواياهم وافعالهم التي غالبا ما تنتهي به الى تكريس السلطة الفردية وبالتالي الخشية من الآخرين وتحوّل القائد السياسي من موظف حكومي الى دكتاتور، وقد تعامل قادتنا العظام في التأريخ الاسلامي المشرق بحكمة عالية مع مثل هؤلاء المساعدين او القادة الفرعيين.

    فهل يفعلها قادة اليوم وتتملكهم الحكمة في ذلك والقدوة ؟؟؟؟
يعمل...
X