إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حياة الموسيقار الراحل كمـال الطويل (( ملحن الثورة ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حياة الموسيقار الراحل كمـال الطويل (( ملحن الثورة ))

    حياة الموسيقار الراحل كمـال الطويل
    ملحن الثورة
    أسرار جديدة في حياة الموسيقار الراحل كمـال الطويل يرويها ابنه زياد
    سعاد حسني قابلته في إشــارة مرور بالمصادفة فـكتب لها ألحان معظم أغنياتها
    تحقيق‏:‏ عبير المرسي
    اشتهر الموسيقار الراحل كمال الطويل بأنه ملحن الثورة‏,‏ وقد بدأت علاقته بالأغنية الوطنية منذ تولي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الحكم في مصر وقدم عشرات الاغنيات التي تعبر عن الضمير الوطني‏,‏ وهو ايضا ملحن السلام الجمهوري‏,‏ وصاحب الفضل في اكتشاف المطرب عبد الحليم حافظ وتقديمه للجمهور‏.‏
    وبالرغم من اهتمامه المبكر بالرسم إلا أن الموسيقي والالحان صارت حبه الأول‏,‏ لكنه مع ذلك كان يري نفسه هاويا لا محترفا‏.‏
    وقد التقت الشباب مع ابنه الملحن زياد الطويل حيث تحدث عن الايام الأخيرة في حياة الموسيقار الراحل ومراحل حياته والمعارك الفنية التي خاضها‏.‏
    وعن الأيام الاخيرة في حياة كمال الطويل يقول زياد الطويل‏:‏ بدأت معاناة والدي مع المرض منذ‏5‏ سنوات عندما اصيب بسرطان البروستاتا وسافر وقتها الي فرنسا للعلاج بالاشعاع وتحسنت حالته تماما ثم عاوده المرض من جديد في الصيف الماضي وعلم بذلك عندما كنا نقضي الاجازة الصيفية بالساحل الشمالي حيث ظهرت عليه بعض الامراض وعاني من بعض الآلام فقطعنا رحلتنا وعدنا للقاهرة وتبين من التحاليل ضرورة علاجه فسافر للمرة الثانية الي فرنسا وحدث تحسن في صحته ثم تدهورت منذ شهرين فظل ملازما للفراش حتي وافته المنية وعندما اتحدث عن حياة والدي فإنني أجدها مليئة بالاحداث‏.‏
    فقد نال حب الناس في كل مكان‏,‏ ولم يدخل مكانا الا وترك اثرا فيه‏.‏ فكان خفيف الظل متميزا بتلميحاته الذكية وكان يتحدث دائما من القلب وكان حنونا ولم نشعر يوما بأنه بعيد عنا وكان يفضل ان يكون بيننا وربطته بنا صداقة كبيرة وكان صديقا لي ولشقيقي الأكبر خالد‏.‏
    وبالنسبة لي فلم أتأثر فقط بوالدي بل بكل جيل العمالقة فقد تعلمت منهم جميعا ولكن حظي كان أوفر بتربيتي في بيت كمال الطويل وقد رأيته كفنان وليس فقط كملحن وهو جالس علي البيانو ولاحظته في تعاملاته مع الناس وتصرفاته في حياته وكيف كان يناقش الأمور ببساطة ولم يكن الفن في رأيه مهنة بأن يعزف الفنان مثلا علي آلة أو يخرج نغمة بل لابد ان يكون واعيا والا يكون منفصلا عن بلده او مجتمعه ولم يكن والدي منفصلا عن الناس وكان معروفا بأنه فنان حقيقي وله شخصية متميزة وأحاول أن اسير علي نفس منهجه ولم يكن كمال الطويل كسولا كما اشيع عنه بل كان مقلا في اعماله لأن لديه وجهة نظر فيما يعرض عليه من اعمال خاصة في الفترة الأخيرة لأن اغلب من كان يتعامل معهم من جيل العمالقة قد رحل عن دنيانا ولذلك كان يفضل الاختفاء والابتعاد‏.‏
    وبالنسبة لاغنيات المطربين الشبان فكان يقول عنها‏:‏ إنها مثل وجوه اليابانيين فهي متشابهة‏..‏ أما جيل العمالقة فلقد كان لكل منهم طابع وشخصية تختلف من الآخرين فأم كلثوم تختلف عن وردة وعن فايزة أحمد ولا توجد شخصية تشبه الأخري ولم يكن كمال الطويل يعتمد علي الفن كمصدر وحيد للرزق وكان لديه عمل آخر بجانب الفن ولذلك كان يصنع الألحان التي يقتنع بها وكان يجمعه انتاج مشترك مع وزارة الثقافة بالكويت وفي مصر كان يخوض تجربة الانتاج والدراما وكان دائما يقول أنا في الفن هاو برغم رصيده الهائل من الأعمال العظيمة ولكن كان يعتبر نفسه هاويا وأذكر أنني خلال وجودي معه في بروفات الألحان الخاصة بأغنياته أنه كان يعزف اللحن علي عوده ثم يحاول ان يوصل الكلمة جيدا في لحن مناسب‏.‏
    لقاؤه بعبد الحليم حافظ‏:‏
    وللقاء والدي بالفنان عبد الحليم حافظ قصة‏..‏ حيث كانا زميلين في معهد فؤاد الأول للموسيقي العربية وكان والدي يدرس بقسم الأصوات بينما يدرس عبد الحليم بقسم الآلات وكان عازفا لآلة الأبوا‏..‏ وقد ربطتهما علاقة قديمة ومن بين ما رواه لي والدي أنه كان يضع لحنا لأغنية لعبد الغني السيد في فيلم للمنتجة آسيا وكان عبد الغني السيد مطربا مشهورا ولم يكن والدي قد قدم من قبل سوي دعاء لفايدة كامل وأغنية أهل اسكندرية لمحمد قنديل‏,‏ وطلب من عبد الغني السيد أن يعيد الغناء فأعاده مرتين ثم رفض في المرة الثالثة فلجأ أبي إلي عبد الحليم حافظ بعد أن أخبر منتجة الفيلم بأنه يوجد عازف بفرقته يمتلك صوتا جميلا‏,‏ وكانت هذه أول مرة يغني فيها عبد الحليم حافظ أمام المكيروفون وبالفعل قدم اللحن ثم بدأت انطلاقة الاثنين معا وكانت هناك واقعة رددها أشقاء العندليب بأن والدي هو الذي اقترح علي عبد الحليم أن يسمي باسم حافظ إبراهيم عرفانا له بالجميل ولأنه كان أول من وقف بجواره في بداية مشواره ووافق علي الفور ثم رحب الراحل حافظ إبراهيم بالفكرة وأسعدته‏.‏
    وكان والدي يقوم بوضع أكثر من طريقة للحن وكان له تجربة في أغنية بتلموني ليه حيث لحنها بطريقتين واختار العندليب أفضل الطريقتين ليغني بها‏,‏ ولم يشارك والدي والشاعر صلاح جاهين والعندليب الأسمر في ترويج الصورة الزائفة للواقع بين الجماهير مثلما أشيع عنهم بل أتذكر انه وجه اليه سؤال يقول‏:‏ هل أنت نادم علي إنك قدمت أغاني لاتعبر عن الواقع في فترة النكسة وكان معروفا بشجاعته وجرأته فقال‏:‏ لم أندم لأننا كنا نحاول ترسيخ أقدام الثورة المصرية بقيادة الزعيم عبد الناصر وأي شخص لديه الحس الوطني في ذلك الوقت كان يتفق معي ولكن كانت المفاجأة بأن بعض رجال الثورة صدرت منهم مواقف أساءت للقضية وتلك الأخطاء لم تكن ذنوبا لنا‏.‏
    وهناك موقف أتذكره من حكايات والدي انه في فترة من حياته استقل بحياته تماما وعاش بالأسكندرية بمفرده معتمدا علي نفسه تماما حيث بدأ حياته من نقطة الصفر وبدأ يتلقي دروسا في معهد جمجوم للموسيقي وتعرف وقتها بأنور منسي ودعاه لحضور بروفة للموسيقار محمد عبد الوهاب وأثناء البروفة وكانت بالقاهرة رأي الفنان عبد الوهاب والدي وكان وجها جديدا وغريبا علي أعضاء الفرقة فلم يطلب منه أن يخرج ويترك البروفة لكنه أوقف البروفة وشعر والدي بحرج شديد‏,‏ وقال لو أنني أصبحت ملحنا مشهورا فلن أفعل مثل هذا التصرف ولن أتسبب في إحراج أحد وتدور الأيام وإذا بالموقف يتكرر حيث كان يؤدي بروفة مع السيدة أم كلثوم
    ويدخل الفنان عبد الوهاب ليحضر البروفة وإذا بالسيدة أم كلثوم وهي توقف البروفة حتي يخرج الفنان عبد الوهاب‏!‏
    وكان والدي يهتم بالكلمة أولا وبأن يفهمها وينقل إحساسه بها للشخص الذي سيغنيها‏,‏ وربما انتقل هذا الإحساس إليه من جدي محمود زكي الطويل الذي كان يهوي الشعر ويكتب الأغاني الدينية وكان والدي متأثرا أيضا بجده حيث عاش معه فترة بطنطا منذ أن كان طفلا وكان يحضر معه سرادقا للابتهالات الدينية يقام في المناسبات المختلفة وهكذا نمت موجة التلحين دون الرسم الذي ظل هوايته وقد عمل به لفترة ولكن الموسيقي شغلت حياته فيما بعد‏.‏
    موسيقي السلام الجمهوري‏:‏
    وأريد أن أقول إن والدي وهو في سن‏36‏ سنة تقريبا ألف موسيقي السلام الجمهوري لمصر بعد الثورة واختار أغنية والله زمان ياسلاحي التي غنتها كوكب الشرق لتكون اول سلام جمهوري بعد الثورة وتم تصنيف والدي باعتباره واحدا من الاساتذة الكبار في عالم الموسيقي ونال والدي عدة جوائز حيث حصل علي جائزة العلوم والفنون في الستينيات وجائزة من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عن السلام الجمهوري ثم جائزة مهرجان الاسكندرية السينمائي وأحسن موسيقي تصويرية عن فيلم المصير من جنوب أفريقيا وجائزة الجمعية المصرية لفن السينما وجائزة الدولة التقديرية وجائزة التكريم من المهرجان الأول لاغنية البحر الأبيض المتوسط بالإسكندرية الذي أقيم أخيرا وكانت آخر جائزة تسلمها‏.‏
    السندريلا‏..‏ وألحان الطويل‏:‏
    وكانت السندريلا سعاد حسني هي أكثر من غني من ألحان والدي وكانت غنوة بمبي وياواد ياتقيل والدنيا ربيع وأغاني مسلسل هو وهي ومجموعة كبيرة من الاغنيات التي لحنها من أبرز أغنياته لها‏.‏
    ويمكن أن أقول إن كل الأغنيات التي غنتها السندريلا كانت لوالدي عدا غنوتي خللي بالك من زوزو وصغيرة ع الحب‏.‏ فكانتا لسيد مكاوي ومحمد الموجي‏..‏ الغريب هنا أن سعاد حسني التقت مع والدي بالمصادفة وفي إشارة مرور حيث كانت تسكن بجوارنا في الزمالك وطلبت من والدي أن يلحن لها ووعدها بذلك وفي ذات اليوم تلقي مكالمة هاتفية من الشاعر صلاح جاهين الذي طلب منه ان يقوم بتلحين جميع أغنيات فيلم خلي بالك من زوزو وكانت هذه بداية التعاون بينهما‏.‏
    ولم يكن أبي ينصحنا نصائح مباشرة وكنا نتعلم منه دون أن يقوم بتوجيهنا وكان أبا لماحا وفاهما لنا ومحبا لأسرتنا ولم يكن يهمه سوي راحتنا ومستقبلنا وكل تفاصيل حياتنا‏.‏ وربما لاحظ مبكرا موهبتي حيث كان عمري‏6‏ سنوات وأخبرته مدرسة الموسيقي بأن لدي موهبة في العزف علي البيانو فظل يعلمني ويحاول تنمية موهبتي حتي كبرت وأراد يلحقني بمعهد الكونسرفتوار لكن والدتي رفضت وأصرت علي أن أكمل دراستي في كلية أخري والتحقت وشقيقي خالد بكلية التجارة وعمل هو ببورصة الأوراق المالية أما أنا فقد أنهيت دراستي وعدت للموسيقي والتحقت بدورات تدريبية في الموسيقي ثم سافرت لأمريكا لكي أتخصص في دراسات أخري موسيقية وأحاول أن أحتذي به واتبع نفس منهجه في الحياة‏.‏


    تمر بالصيف القادم الذكري الثامنة على رحيل الموسيقار كمال الطويل الذي يعد من أبرز الملحنين في القرن العشرين، ورغم رحيله إلا أنه ترك كنزا من الألحان والموسيقي لا ينضب.

    ويعد كمال الطويل ملحن من طراز فريد حيث استطاع أن يمزج في أعماله بين روح الموسيقى الكلاسيكية الغربية الفاخرة والموسيقى الغربية العصرية مع الاحتفاظ بالطابع الشرقى، فضلا عن تميزها بالبساطة والشعبية لذلك نستطيع أن نطلق عليه أحد أعلام الموسيقى العربية.


    ظهرت بوادر موهبته الموسيقية خلال فترة دراسته بالمدرسة؛ فرشحه أستاذ الموسيقى لقيادة الفرقة خلال حفلة نهاية العام الدراسي، وعمل بعد تخرجه من مدرسة الفنون التطبيقية عام 1942 في وزارة الشئون الاجتماعية إلا أنه انضم إلى الصفوف الليلية في المعهد العالي للموسيقى العربية.


    وفي تلك الفترة انتقل بين أكثر من وظيفة بينها ديوان الموظفين، ثم مفتشاً للهاتف وموظفاً بمراقبة الموسيقى والغناء في الإذاعة، وذلك قبل أن ينتقل إلى وزارة التعليم كمفتش للموسيقى، وفي عام 1965 تفرغ الطويل للتلحين



    تعرف الجمهور على كمال الطويل من خلال صوت عبد الحليم حافظ حيث قدم معه 56 أغنية ما بين العاطفية وشكلا معا ثنائيا فنياً قدما خلاله عدداً من أجمل الأغاني منها " فى يوم فى شهر فى سنة" ، "بتلوموني ليه"، "أسمر يا اسمراني"، "جبار"، "نعم يا حبيبي نعم"، "جواب"، "بلاش عتاب".



    وفي فترة الستينيات استعان كمال الطويل بكل من صلاح جاهين وعبد الحليم وقدم عدداً من الأغاني الوطنية التي حققت نجاحا كبيرا ومازال الجمهور يرددها حتى الآن ومنها، و"الله زمان يا سلاحي" "حكاية شعب"، "صورة"، "يا أهلا بالمعارك".


    وبالرغم من الأعمال المميزة التي قدمها في تلك الفترة إلا أنه فاجأ الجميع في اوائل السبعينيات بتقديم أغاني خفيفة وبسيطة قدمتها الفنانة سعاد حسني وحققت نجاحا لم يقل عن نجاحاته السابقة، منها "يا واد يا تقيل"، " بمبي"، و"الدنيا ربيع".

    وبعد انتصارات أكتوبر في 73 عاد لتقديم الأغاني الوطنية من خلال أغنيتين "خللى السلاح صاحى"، و"صباح الخير يا سينا" اللتان قدمهما عبد الحليم أيضا.

    ولم يقتصر تعاون كمال الطويل على العندليب فقط بل تعاون مع مجموعة من كبار المطربين والمطربات تأتي في مقدمتهم أم كلثوم وقدم له أغنية "لغيرك ما مددت يدا" عام 1955




    وقدم لـ شادية "قل ادعو الله" و"عجباني واحشته" و"رحلة العمر" وللمطربة وردة "بكرة يا حبيبي"، و"اصلك تتحب"، ولحن لنجاة العديد من الأغنيات منها "استناني"، و"عيش معايا"، و"باين عليه حبه"، و"طول عمري"،

    ولمحمد رشدي "يا قمر اسكندراني"، و"بين شطين وميه" لمحمد قنديل، و"إلهي" لفايدة كامل.

    وقام بتلحين أغنية "علي صوتك بالغنا" التي غناها محمد منير وكتب كلماتها عبد الرحمن الابنوي،

    كما قام الطويل بتقديم الموسيقي التصويرية لعدد من الأفلام منها فيلم "عودة الابن الضال" ليوسف شاهين، وشفيقة ومتولي" للمخرج علي بدرخان، و "كوكب الشرق" للمخرج محمد فاضل ، و"المصير" ليوسف شاهين، وأخيرا "العاصفة" لخالد يوسف.


    تجدر الإشارة إلي أن كمال الطويل حصل على العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام الجمهورية للآداب والفنون من الدرجة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر، وجائزة الموسيقى التصويرية عن الفيلم التسجيلي "مشوار نجيب محفوظ"، وجائزة عن موسيقى الفيلم الوثائقي "نغم عربي"، كما تلقي جائزة الدولة التقديرية قبل وفاته بأيام حيث توفى فى 9 يوليو 2003 بعد رحلة حافلة دامت 81 عاما.
يعمل...
X