إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محمود بن محمد طليمات - ممثل و من الرعيل الأول - فريد ظفور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمود بن محمد طليمات - ممثل و من الرعيل الأول - فريد ظفور

    محمود بن محمد طليمات
    تاريخ و محل الولادة : حمص : 2 \ 4 \ 1923


    إعداد : فريد ظفور

    لمحة موجزة عن البدايات الفنية :
    أحببت التمثيل و أنا في الثالثة عشر من العمر أيام كنت طالباً في المدرسة الخيرية الإسلامية و الفضل يعود للأستاذ محي الدين الدرويش رحمه الله و ابن عمي نور طليمات تغمده الله برحمته فالأول كان يشجعنا على حسن الإلقاء و يحبب إلينا فن التمثيل حين يدربنا على المسرحيات التي يكتبها و يدربنا عليها في نهاية كل عام دراسي كمسرحية خالد بن الوليد الشعرية و المسرحية ( ابن الأكرمين ) النثرية فالأولى قدمت عام 1937 و الثانية قدمت عام 1938 أما الثاني ابن عمي نور رحمه الله فكان يكلفني حمل بعض اللوازم للمسرحيات من ألبسة نسائية و غيرها إلى قاعة العرض مما يتيح لي حضور تلك المسرحيات و كان يشترك في تمثيلها إضافة إلى ابن عمي نور المرحومان مظهر طليمات و عبد الرحمن الملوحي و الأستاذ مراد السباعي و محمد نوري طليمات و غيرهم ، فأعود إلى المنزل و أبدأ بتقليد بعض الممثلين في أدائهم 0 و في عام 1941 كنت أشاهد الكثير من التمثيليات الصغيرة التي تقدمها الفرق الكشفية في مخيماتها الصيفية و من تلك الفرق الفرقة المضرية التي كنت أحد أعضائها 0
    في عام 1942 انتسبت إلى نادي دوحة الميماس و هناك وجدت المرتع الذي كنت أحلم به لإشباع رغبتي و بعد أيام من انتسابي إلى النادي أسعدني الحظ بالتقاء بالزميل العزيز و الأخ الكريم الأستاذ ماهر عيون السود لنبدأ معاً مشوارنا الفني الذي ترك بصمات لا تمحوها الأيام 0
    تابعت نشاطي في النادي و أنا فرح مغتبط لأن أهلي لم يحولوا دون ممارسة نشاطي الفني بل لمست منهم التشجيع لأن التمثيل قام على أيدي نخبة ممتازة من أبناء حمص الوطنيين أمثال ابن عمي سليمان المعصراني و أخيه عبد الهادي و فؤاد رسلان و هاني السباعي و رشيد الملوحي و أنيس الملوحي و أديب الموصلي و غيرهم ممن خدموا القضية الوطنية بما قدموه من أعمال مسرحية هادفة 0
    أهم الأعمال التي أنجزها هي :
    1ً – مسرحية ( جزاء الشهامة ) قدمتها الفرقة المسرحية الأموية على مسرح سينما الأوبرا 1948 كلفني مدير المدرسة الأستاذ نجيب سامي رحمه الله بإخراجها و كانت أول مسرحية أقوم بإخراجها و ألعب دور البطولة فيها 0
    2ً – مسرحية ( وامعتصماه ) قدمها نادي دار الألحان على مسرح النادي عام 1955 0
    3ً- مسرحية ( الجزائر ) قدمها نادي دار الألحان على مسرح ثانوية عبد الحميد الزهراوي عام 1957 و قد استوحيتها من مسرحية ( بريان بيان فو ) للأستاذ صلاح دهني قمت بإخراجها و أديت دور البطولة فيها أيضاً 0
    أما المسرحيات التي اشتركت بتمثيلها و أديت فيها أدواراً أعتز بها فهي كثيرة المثال لا الحصر 0
    ·مسرحية ( عبد الرحمن النصر ) قدمها نادي دوحة الميماس على مسرح الميتم الإسلامي و في حلب عام 1943 ثم قدمها على مسرح سينما الشرق بحمص عام 1953لعبت في المرة الأولى دور الأمير عبد الله بن النصر و في المرة الثانية لعبت دور أمية بن اسحق ابن عم الناصر و التمثيلية تأليف عباس علام 0
    ·( في سبيل التاج ) تعريب المنفلوطي قدمها نادي دوحة الميماس على مسرحه عام 1953 أديت فيها دور قسطنطين .
    ·كما مثلت دور الأحمدي في مسرحية ( شيطان في بيت ) ، ودور ( سامي بيك ) في مسرحية ( وجوه واقفة ) و المسرحيتان من تأليف مراد السباعي قدمتا على مسرح المركز الثقافي في مدينة حمص و في اللاذقية وعلى شاشة التلفزيون الأولى عام 1962 والثانية عام 1964 .
    في منتصف الأربعينيات سمعنا عن تأسيس شركة سورية لبنانية للسينما مركزها في حلب ، وقد أعلنت أنها بحاجة إلى ممثلين كي تتعاقد معهم لتنفيذ أعمالها ، وأهابت بكل من لديه الموهبة الفنية في التمثيل والموسيقا أن يتقدم بطلب الانتساب و أسرع كثير من الشباب وقدموا طلبات الانتساب إلى مركز الشركة في حلب ، فأرسلت لهم الشركة نصوصاً من مسرحية هنانو ليتمرنوا عليها وحددت لهم اليوم الذي ستصل فيه إلى حمص من أجل إجراء الفحوصات اللازمة لانتقاء من يصلح للتعاقد معهم أما المكان المخصص لاستقبال أصحاب الطلبات فهو مقر نادي دوحة الميماس ( أي نادينا ) و ذلك بعد موافقة إدارة النادي طبعاً على ذلك و في اليوم المحدد وصل أعضاء الجنة و معهم مخرج تركي و اسمه ((محمود مور الله )) و كانت إدارة النادي قد أعدت من أجلهم غرفة التمثيل ، مجلس أعضاء اللجنة حول طاولة أنيقة و إلى جانبهم كل من السيد مظهر طليمات و السيد ناظم عبارة باعتبار الأول رئيس النادي و الثاني أحد أعضاء الهيئة الإدارية و لن أنسى تلك ( اللمبة ) الكبيرة التي وضعوها في سقف الغرفة و قوتها خمسمائة شمعة كما أذكر فهذا المصباح أي اللمبة له ذكرى خاصة عندي و سأبين ذلك بعد قليل .
    و ما إن استقر المقام لأعضاء تلك اللجنة حتى أذنت ببدء فحص المنتسبين الذين كانت ساحة النادي تغص بهم فكانوا يتقدمون الواحد بعد الآخر ليسمعوا أعضاء اللجنة ما حفظوه من تلك النصوص و لا أبالغ إذا قلت أن الجميع اللذين تقدموا الفحص باستثناء زميلنا في النادي السيد عبد الجواد جمعة و شاب آخر ينتسب لنادي آخر ، لا أغالي إذا قلت إن أولئك المتقدمين كانوا يقرؤون النص قراءة من يقرأ صحيفة أو كتاب أي دون إظهار أو شعور أو تجاوب مع النص لذلك كان أعضاء الجنة و كنت أراقب الانطباعات على وجوههم و كأنهم في خيبة أمل كنت أراقب ذلك و أنا واقف أمام النافذة المطلة على غرفة الفحص ، و أخيراً و بعد أن استمعوا إلى جميع المتقدمين للفحص رأيت المخرج يهمس في أن رئيس الجنة الذي يلتفت بدوره إلى رئيس النادي المرحوم السيد مظهر طليمات و يقول له :
    هل تسمحون لنا يا أبا نزار بالتعرف إلى بعض أعضاء ناديكم و مقدرتهم في التمثيل فينهض السيد مظهر مبتسماً و هو يقول بكل سرور و يقبل نحوي و نحو الأستاذ ماهر و يقول لنا :
    (( شو رأيكن ، الجماعة رايدين تمثلوا أمامهم مشهداً تمثيلياً صغيراً )) فقلت له سأمثل مشهداً من المسرحية التي نتمرن عليها و هي في سبيل التاج سأمثل دور برنكومير مع ولده و زوجته , أما الأستاذ ماهر فرغب أن يمثل لهم دوراً من المسرحية الشعبية ((أبو كرمو )) لعبد الحميد الطرابلسي التي قدموها على مسرح النادي قبل مدة قصيرة و كان الأستاذ ماهر ناجحاً و موفق جداً بأداء دور أبو كرمو أما أنا فمثلت دور برنكومير مع ولده قسطنطين و زوجته بازليد , استقبل ولده فرحاً مبتهجاً لأنه نجح في معركة الحرية لكن الزوجة بازليد تؤنب قسطنطين لأنه طلب من أبيه أن يسمح له بأسيرة غجرية هي مالتزا لأنه أحبها , فيثور قسطنطين في وجه خالته مما أغضب والده كثيراً فتنقلب لهجته إلى التعنيف و التأنيب ثم يطرده ليلتفت إلى زوجته و يلاطفها بتلك اللهجة الناعمة الرقيقة التي تحمل الحب و الحنان فكان برونكومير ينتقل من لهجة المحبة لولده إلى لهجة العنف و الغضب و التأنيب ثم يبدأ بملاطفة زوجته بلهجة الحنان و الحب , و ما أن أديت ذلك المشهد وكدت أنهي الجملة الأخيرة حتى صفق لي أعضاء اللجنة و قال لي رئيسها :عوفيت يا سيد عوفيت أحسنت أحسنت و الحقيقة كنت موفقاً جداً باختيار هذا المشهد الذي نقلني من حالة لحالة و من موقف لموقف و من لهجة إلى لهجة .
    ما زلت أذكر نظرات الإعجاب التي ارتسمت على وجوه الجميع حتى أنني من شدة فرحي و أنا أعيد الكرسي الذي استخدمه أثناء التمثيل إلى جانب الطاولة فقد رفعته دون أن أشعر إلى أعلى مما يجب فكسرت تلك اللمبة الكبيرة التي ذكرتها قبل قليل و كما أبديت أسفي لما حدث و قد ارتسمت علامات الانزعاج و التلبك في حديثي و حركتي خاطبني أحد أعضاء اللجنة بقوله : (( لا يهم لا يهم يا سيد فداك )) و ما أن خرجت من الفرقة حتى أسرع إليّ رئيس النادي المرحوم مظهر طليمات و الفرحة تغمر وجهه و مسكني من ذراعي ّ و هزني بكلتا يديه و هو يقول : عظيم عظيم يا محمود عظيم يا أبا محمد الله يعطيك العافية , و قد فوجئت بالسيد ناظم عبارة رحمه الله الذي مضى وقت طويل قبل ذلك اليوم و مدة طويلة جداً لا يحدث أحدنا الآخر لأسباب لا موجب لذكرها في هذا المجال , أجل فوجئت بالسيد ناظم يقترب مني و يهز يديه مصافحاً و مهنئاً بكلتا يديه و هو يقول بهنيك يا سيد محمود بهنيك من كل قلبي الله يعطيك العافية بيضت وجهنا , و قد بقي بعد ذلك اليوم مدة طويلة و في كل مناسبة يقول لي الحقيقة كنت موفقاً جداً أمام الجنة أنت الوحيد الذي عجبتهم .
    و بعد أيام أخبرني المرحوم سميح البنك أنه سمع من مصدر ثقة أن الجنة قررت أن تأخذ من حمص سميح البنك من أجل الموسيقى و محمود طليمات من أجل التمثيل ثم سمعت بعد مدة أنه في الشركة حدث خلافات بين لأعضائها فتوقفت عن متابعة نشاطها أما بالنسبة للجوائز و الامتيازات فلسوء حظي توقفت عن متابعة نشاطها أما بالنسبة للجوائز والامتيازات ، فلسوء الحظ توقفت عن متابعة نشاطي الفني قبل أيام التي أقامت فيها وزارة الثقافة الإرشاد القومي المهرجانات المسرحية التي كانت توزع فيها الجوائز لفضل نص ,أحسن مخرج وأحسن ممثل .
    وأما بالنسبة للآراء النقدية وما كتبته الصحف عني ، فأقول بصراحة بأنني أجرمت بحق نفسي كثيراً لأنني لم أحتفظ بنسخ عن تلك الصحف التي كانت تمتدح أعمالي وكانت كثيرة ومشرفة لي ، كنت أقول : إنما لا أعمل من أجل جمع الصحف التي تضم آراء المعجبين والناقدين ، وإنما أعمل لإشباع موهبتي وإرضاء ميولي .....
    لقد كتب الأستاذ عبد الودود التيزيني على صفحات مجلته الينبوع كثيراً ، وقدم ريبورتاجاً فنياً رائعاً شغل الصفحة الثالثة وقسماً من الصفحة الرابعة مبدياً إعجابه ونبؤاته بمستقبل جيد جداً ، كما كتب كل من الأساتذة محمد الأزهري على صفحات العروبة وأحمد نورس السواح على صفحات جريدته الفجر . وبكل صراحة أقول : إن خير ما كتب عني هو ما سجل الأستاذ محي الدين الدرويش على صفحات دمشق المساء تحت عنوان ( الفنان الموهوب ) وذلك بعد أن حضر تمريناً ( بروفه ) لمسرحية ( العودة إلى فلسطين ) ولاحظ كيف أعطي ملاحظاتي للمشتركين في تلك المسرحية وكيف أدرب كلاً منهم على كيفية أداء دوره فمثلاً كنت أشير إلى المرأة الفلسطينية المريضة كيف تتظاهر بالمرض والإعياء ثم امثل لابنها الشاب الممتلئ وطنيةً وحماسة كيف يؤدي دوره وكذلك كنت أمثل للأسيرين الأجنبيين كيف يبديان الخوف والفزع أمام السلطان صلاح الدين ، وأخيرا كيف أقوم بأداء دور صلاح الدين وهو يلهج بشكر الله الذي حقق النصر على يديه وكيف كان موقفه من الأسيرين وكيف يظهر شفقته ورحمته للمرأة الصليبية التي أتت تتوسل إليه أن يردوا إليها ابنها .
    لقد أظهر رحمه الله إعجابه الشديد لما شاهده مني وأنا أتنقل من تمثيل دور إلى دور آخر ، ومما بقي في ذاكرتي من مقاله الذي أشرت إليه : (( إنني أتنبأ لهذا الفنان أن يحمل الراية ويصبح بطل الساحة )) كما أن ولديه أحمد وعون قد كتبا عني الشيء الكثير على صفحات مجلة الخمائل ، والآن أعود فأقول إنني نادم أشد الندم لأنني لم أحتفظ بنسخ من الصحف التي كتبت عني وقرظت أعمالي ، وبصورة خاصة ما كتب الدرويش الأب رحمه الله . أما الذي بين يديّ الآن هو ما كتبه الأستاذ مراد السباعي في كتابه ( شيء من حياتي ) على الصفحتين 162 و 163 وهو ما يلي : (( واستطاعت فرقة مسرح حمص أن تعيد إلى الجمهور ثقته بالمسرح بما قدمت له من أعمال فنية كانت على درجة عالية من الجودة والإتقان ، وكان الممثلان الموهوبان الأستاذان ماهر عيون السود ومحمود طليمات يؤديان أدوار البطولة في أغلب المسرحيات التي قدمتها الفرقة ، على مسرح المركز الثقافي بحمص وفي مدينة اللاذقية وعلى شاشة التلفزيون العربي السوري ))

    وما كتبه الأستاذ هيثم الخواجه في كتابه ( حركة المسرح في حمص ) في الصفحتين 53 و 54 : (( لقد كان محمود طليمات يخرج مكن تحت جلد الدور الذي يمثله خروجاً تاماً – على حد تعبير إدوارد كريج – فهو يتحاشى كل صنوف الإسراف أو المبالغة وهو مشهور بأن كل ما يؤديه من أدوار يتسم بسمات الرزانة و الجلال ، مجوّد في أكثر أدواره وأخص بالذكر أدواره في المسرحيات التالية : شيطان في بيت ، وامعتصماه ، عبد الرحمن الناصر ، في سبيل التاج ))

    وأقول بكل صراحة واعتزاز إن الأستاذ هيثم كان صادقاً وصريحاً فيما كتبه ، ولم يكن هذا رأيه بي وحده بل رأي كل فنان قدير شاهد أعمالي ، وهنا يجدر بي أن أشير إلى مواقف مخرجي التلفزيون العربي السوري وهم : المرحوم عادل خياطة الذي أخرج مسرحية ( شيطان في بيت ) ، والمرحوم سليم قطايا الذي أخرج مسرحيتي ( مشكلة الراتب ، سجين الدار ) والمخرج غسان جبري الذي أخرج مسرحية ( ضابط عثماني ) والمخرج لطفي لطفي الذي أخرج مسرحية ( وجوه وأقنعة ) ، لقد كان كل واحد من هؤلاء السادة المخرجين عند إجراء التمارين ( البروفات ) قبل التصوير فكل واحد منهم يبدي الملاحظات و التعليمات لكل ممثل من أعضاء الفرقة باستثناء الأستاذ ماهر و العبد لله فأقولها بكل فخر واعتزاز لم يبدي أي واحد منهم ملاحظة واحدة ، والأستاذ مراد السباعي وبقية أعضاء الفرقة الذين اشتركوا معي بتلك المسرحيات شاهدون على ذلك حتى أن المخرج غسان جبري قال لي وأمام جميع أفراد الفرقة : ( أنت يا أستاذ طليمات وزميلك الأستاذ ماهر عيون السود مجرمان ) فقلت له لماذا لا سمح الله ؟! فأجاب لأن لديكم هذه الإمكانيات وقابعان في المركز الثقافي لا تقدمان النشاط اللازم . وما دمت في ذكر المعجبين و التحدث عن آرائهم يطيب لي أن أشير إلى ما حدث لي مع بعض الأساتذة المصرين . ففي عام 1960 أيام الوحدة مع مصر أقام المركز الثقافي مهرجاناً إحياءً لذكرى شهداء السادس من أيار وقدمنا في ذلك المهرجان تمثيلية لهذه المناسبة كانت من تأليف الأسناذ رضا صافي رحمه الله و من إخراجي و مثلت فيها دور عبد الحميد الزهراوي و اتفق أن التقيت بعد أيام بالأستاذ الشيخ توفيق السبع و هو من خريجي الأزهر الشريف تم التعارف بيني و بينه في منتصف الخمسينات و كان معه بعض الأساتذة المصريين الذين يعملون في ثانويات حمص فعرفني بهم ثم سألهم أظنكم حضرتم المسرحية قدمتها في المركز الثقافي بمناسبة شهداء أيار فقالوا نعم و لكن لاحظنا أن الذي أدى دور عبد الحميد الزهراوي كان رائعاً جداً كان فوق فوق بينما باقي ممثلي المسرحية كانوا تحت , فقال لهم ما رأيكم لو عرفتم بذلك الممثل قالوا يا ريت فقال لهم إنه أمامكم و أشار بيده نحوي فقالوا مندهشين حقاً ؟! و لكن الذي مثل الدور رجل عجوز بينما الأستاذ مازال في مقتبل العمر فأجبتهم إنها عملية الماكياج يا أساتذتي الكرام فشدوا على يدي و قالوا نهنئك من كل قلوبنا لقد كنت مبدعاً ولله و لكن لماذا لا تذهب إلى مصر يا أستاذ فأجبتهم سيكون ذلك عن قريب إن شاء الله لقد نقلتني وزارة المالية من ملاك المالية كما نقلت زميلي الأستاذ ماهر عيون السود من ملاك العدلية كي ترسلنا للإقليم الجنوبي للتدرب في المعهد العالي للتمثيل فأعربوا عن تمنياتهم الطيبة و انصرف كل منا إلى غايته.
    ذكرت في مطلع حديثي أن الحظ أسعدني بالالتقاء بالزميل العزيز و الأخ الكريم الأستاذ ماهر عيون السود أن بدأ مشوارنا الفني الذي ترك بصمات لن تمحوها الأيام كان نشاطنا في أوائل الأربعينات و حتى نهاية الستينات عملنا معاً غي نادي دوحة الميماس ثم في نادي دار الألحان و أخيراً في فرقة مسرح حمص تحت إشراف الأستاذ مراد السباعي رحمه الله اما في دوحة الميماس فكان يستغرق تقديم المسرحية مدة طويلة على أننا كنا نمارس التمارين على المسرحية تلو المسرحية أما ما يُقدم فكان قليلاً لا يرضي رغبتنا وأما بالنسبة لنادي دار الألحان فكان نشاطنا أوسع و ما نقدمه من المسرحيات أكثر عدد و ذلك يعود لصالة العرض و المسرح اللذين أنفق من أجلها السيد عبد الحميد الطرابلسي المال اللازم فقد أقرض النادي مبلغاً مكّن النادي من توسيع نشاطه و تأمين الأعضاء المؤازرين فكان لا يمضي شهر و نصف الشهر و على أبعد حد شهران حتى يقدم النادي حفلته الدورية والجدير بالذكر أن الأستاذ ماهر كان بحكم وظيفته خارج المدينة ، كان في السلمية ثم نقل إلى تلكلخ فكنت معه نحرص على دوام نشاطنا ، كنا نعد التمثيلية فأرسل له نسخة عنها ، وأقوم أنا بأداء دوره مع باقي أعضاء الفرقة ، وكان يأتي كل يوم خميس ظهراً وبدلاً من أن يذهب إلى بيته ليجتمع بزوجته وولديه كان يأتي فوراً إلى النادي لأداء التمارين اللازمة كما يأتي يوم الجمعة ويستغرق معظم اليوم في أداء التمارين وبقينا سنوات على هذه الحال إلى أن توقف نشاطنا بسبب ترك مقر النادي لتستأجره جمعية البر و الخدمات الاجتماعية . وأخيراً استلم إدارة المركز الثقافي الأستاذ عبد المعين الملوحي فاتفق مع محافظ حمص الذي كان رئيساً للبلدية في تلك الأيام على التفريغ الأستاذ مراد السباعي من عمله في البلدية ليرأس فرقة مسرح حمص ، فتقوم هذه الفرقة بنشاط جيد جداً ، علماً أن بارقة الأمل لاحت لنا أيام الوحدة فقد عمدت وزارة الثقافة على نقلي من ملاك العدلية ، وكانت النية متجهة على إرسالنا إلى مصر انتسب إلى المعهد العالي للتمثيل ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه فكانت هناك المعوقات الكثيرة منها إن اعتمادات المركز لا تساعد على تعيين موظفين يؤخذ قسماً من أعمالنا كما أن مدير النون الأستاذ نجاة قصاب حسن تعمد سامحه الله ليحارب هذا المشروع لخلافات شخصية كانت بينه وبين الأستاذ عبد المعين الملوحي مدير المركز الثقافي ، كانوا يعدوننا بأن قرارات إرسالنا إلى مصر أعدت وسيبلغوننا إياها وفعلاً أعد قرار إرسال الأستاذ ماهر ولكن لم يبلغونا إياه إلا في عهد الانفصال وما لنا إلا القول :

    لا تلم كفي إذا السيف نبا صح مني العزم والدهر أبى

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    محمود بن محمد طليمات - ممثل و من الرعيل الأول - فريد ظفور
يعمل...
X