إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكاتب والشاعر (( مروان الخاطر )) من مقاعد التحكيم إلى مسارح التكريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكاتب والشاعر (( مروان الخاطر )) من مقاعد التحكيم إلى مسارح التكريم

    الكاتب والشاعر (( مروان الخاطر ))
    من مقاعد التحكيم إلى مسارح التكريم
    مروان الخاطر
    حوار: حمدان كوسى
    بدأ حياته رجلا وشاعرا .. لم تعرف الطفولة دربها اليه ، ولمّا يعرف المراهقة ..
    حاصره الجواهري والسياب من الشرق والمتنبي مع ابي فراس الحمداني في الشمال .. فراحت مخيلته تصول في ميادين الفروسية ...
    غريب والاهل يحيطون به .. غريب في بلدته وبين اترابه .. " ظامئاً جئتَ وتبقى دون ماء "
    لفحته الصحراء بسمرتها .. واثقلته بماضيها وحاضرها .. لكنه ما تنكر لها يوما ..
    مروان الخاطر .. استمر صادقا بلا تكلف ، وهذه السمة لازمته في شعره ونثره .. بل وفي حياته كلها .. فكان بحق .. لحنا عربيا حزينا غناه الفرات ...

    حملت أسئلتي إلى الاستاذ مروان الخاطر في بيته المليء بالمعرفة .. وأول ما سألته عن طفولته التي طوتها الايام طيا ، فبدأ الحياة رجلا ..




    كانت البداية في مدينة البوكمال حيث الولادة عام 1943 وإنهاء المرحلة الابتدائية والإعدادية فيها، إلى جانب العمل في العطل ، لمساعدة الأسرة، ما عزز الشعور بالمسؤولية في وقت مبكر واختصار الدراسة بدار المعلمين التي تلتزم الدولة بتعيين خريجيها فورا.
    في البوكمال عشت المرحلتين: الابتدائية والإعدادية منطويا على نفسي إلى حد كبير، ومكتفيا بعدد قليل من الأصدقاء، وفي دار المعلمين في الحسكة خرجت من حالة الانطواء إلى العمل في الشأن العام الذي عزز الشعور المبكر بالرجولة والمسؤولية، وانفتحت شهيتي على المطالعة وشراء الكتب وكتابة الشعر، ومن ثم طباعة الديوان الأول ( الناي الجريح) في شباط 1962 .

    = عملت مدرسا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، يوم كانت الامة تعيش الانكسارات والانتصارات .. كيف انعكست تلك الأحوال على المربي والشاعر مروان الخاطر ؟
    لا شك أن هزيمة عام 1967 ، وبعدها حرب تشرين عام 1973 ، وبعض التغيرات التي طرأت على عدد من الأنظمة العربية تركت تأثيراتها السلبية والإيجابية على المربي وعلى الشاعر، وقد تجلى ذلك بعدد كبير من القصائد التي كنت أنشرها في الصحف والمجلات الثقافية السورية والعربية ، وقد جمعت هذه القصائد وأصدرتها في أربع مجموعات شعرية: حمدان .. وقد صدرت عن دار مجلة الثقافة 1967 - أصوات في سمع الزمن المقهور .. وقد صدرت عن دار الأجيال عام 1970 - نشيد الغربة .. وقد صدرت عن اتحاد الكتاب العرب عام 1975 - أخاف عليك فابتعدي .. وقد صدرت عن اتحاد الكتاب العرب .
    = حملتك خطاك من الشام الى اليمن .. أية أحلام حملتك إلى هناك ؟؟ وماذا تبقى من ذلك الزمن ..؟؟


    لم تكن لدي أحلام كبيرة آنذاك لأحققها خارج الحدود، فالانكسارات لم تترك فسحة لأصغر حلم، اللهم إلا حلم النوم في منزل تملكه أنت ولا يملكك فيه صاحبه، وهذا، أي تأمين المسكن هو الدافع الأساس وراء السفر..
    أما ما تبقى من ذلك الزمن الجميل ؟ فإنني أجيبك بالقول: إنني عشت أجمل أيامي في اليمن، سواء في الريف أو في العاصمة صنعاء، تعرفت إلى عدد كبير من الأدباء الذين أعتز بصداقتهم، ويعتزون بصداقتي إلى اليوم، وعملت إلى جانب التعليم في الصحافة وفي الإذاعة محررا ومذيعا في ( صوت فلسطين صوت الثورة الفلسطينية ) البرنامج اليومي الذي كان يذاع من صنعاء.
    = بعد عودتك من اليمن ، كنت على موعد مع إذاعة دمشق حيث عملت قارئا للنصوص ثم تسلمت دائرة البرامج الثقافية في إذاعة دمشق، أتمنى أن نتوقف عند ( رحلة على الورق ) و ( ثمار المطابع ) وعند مفاصل تلك المرحلة ..
    بعد عودتي من اليمن عملت سنة في التعليم في البوكمال، ثم تسلمت بيتي من جمعية اتحاد الكتاب العرب السكنية، فنقلت وظيفتي إلى دمشق وعملت في التعليم أيضا إلى أن تسنى لي الانتقال إلى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في أواخر عام 1987 حيث عملت قارئا للنصوص في دائرة التمثيليات بإذاعة دمشق ، ثم كلفت بتسييرها فترة من الزمن، بعدها تسلمت رئاسة دائرة البرامج الثقافية ..
    وأما عن رحلة على الورق فهو برنامج أعده وأختار مواده من الصحف الثقافية العربية التي لا تصل إلى أيدي المستمعين، وأما ثمار المطابع فهو البرنامج الوحيد في وقته الذي ينقل إلى المستمعين أخبار الإصدارات الحديثة من الكتب إلى جانب التعريف بها ..
    وهناك برنامج ثالث أزعم أنه أهم من هذين البرنامجين وهو مجلة التراث .. البرنامج التمثيلي الذي قدمت من خلاله للمستمعين قصص العرب وشعرهم وتاريخهم وفنون أدبهم والذي استمر قرابة العشر سنوات .

    = عام 1994 أصدرت اعمالك الشعرية ..!! هل أقفل مروان الخاطر على ما تبقى في مخيلته من القصائد ..؟؟ باعتبار ان الاعمال الكاملة - عادة - تصدر بعد رحيل الشاعر أو الكاتب .. أطال الله في عمرك .

    في عام 1994 أصدرت الأعمال الشعرية ومن ضمنها مجموعة شعرية لم تنشر من قبل هي: أغاني الفرات ، ويومها كتبت على الغلاف: الأعمال الشعرية، ولم أكتب الأعمال الشعرية الكاملة .
    ولكن في الأحوال كلها قلّت كتابتي للشعر لأنني استعضت لسبب أو لآخر عن الشعر وكتابته، بكتابة الدراما الإذاعية والتلفزيونية، وآمل أن أستطيع قريبا طباعة الأعمال الشعرية الكاملة.

    = لو عدنا قليلا الى الوراء .. في الثمانينيات كنت تكتب في الصحف السورية - وقد عدت ُ الى الارشيف ووجدت ماهو مفيد وممتع - لماذا لم تستمر بالكتابة ..؟؟
    كنت أكتب في الصحافة السورية والعربية، وفي تلك الفترة كنت أكتب مقالا أسبوعيا يوم الأحد في جريدة الثورة في الصفحة الأخيرة، ثم توقفت عن النشر لأسباب تخصني وأخرى تخص الآخرين .

    = كتبت الدراما ( دواس الليل ، النار والفرقة .. ) كما راقبت الكثير من النصوص الدرامية .. هل يرقى الفكر الدرامي إلى مايجب، وما المطلوب منه في الزمن القادم ..؟؟
    الدراما وخاصة التلفزيونية لا تعول كثيرا على الفكر، أو على خدمة الفكرة وإنما هدفها تسلية المشاهد وتشويقه، وإن حملت شيئا من الفكر فإنه بحدود المقبول من رقابات الدول سابقا، ورقابات المحطات الفضائية لاحقا.. وبحكم تجربتي المتواضعة لا أعرف شركة إنتاج تسعى وتهدف إلى تغيير فكر المشاهدين والأخذ بيدهم ..
    أما عن المطلوب من الدراما في الزمن القادم فهو المزيد من القص والحكي والسرد المشوق لملء وقت المشاهد كي لا يفكر ، وهذا يتوافق مع شهوة شركات الإنتاج للربح المضمون .
    وهذا هدف للدراما غير معلن وإن كان متوافقا عليه من غالبية شركات الإنتاج والمسؤولين عنها .

    = يتواجد مروان الخاطر - غالبا - في لجان التحكيم التي تختار أسماء لتكريمها .. هل خرجت من مقاعد التحكيم إلى مسارح التكريم .. ؟ متى وأين .. ؟؟
    شاركت عضوا في لجان تحكيم مهرجان الإذاعة والتلفزيون في دورات عديدة مندوبا عن إذاعة دمشق، وفي مهرجان اتحاد الإذاعات العربية في تونس، وفي مهرجانات أخرى عديدة.. وقد كرمت من قبل جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب بعد طبع أعمالي الشعرية في دير الزور بتاريخ 13/10/1994 ومنحني اتحاد الكتاب شهادة تقدير ودرع الاتحاد تقديرا لإنتاجي الإبداعي والفكري في دمشق 30/1/2003 .
    وبمناسبة العيد الثاني عشر للصحفيين وإحالتي على التقاعد كرمني اتحاد الصحفيين في دمشق بتاريخ 27/7/2003 ومنحني شهادة تقدير.
    وقد كرمتني الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بمناسبة عيد الإذاعة الثالث والستين ومنحتني شهادة تقدير للجهد والعطاء المتميز في مجال العمل الإذاعي .

    = سؤالي الأخير أستاذ مروان الخاطر: هل حققت ما كنت تصبو إليه.. ؟ وماذا تقول للإعلاميين السوريين .. ؟؟
    لا أبدا، وما زال أمامي الكثير ..
    ولست بموقع الناصح، رغم تجربتي التي عشتها، والعائق الذي وقف دون تحقيق ما أصبو إليه مازال يحد من طموحاتي وطموحاتهم، وعلينا جميعا أن ننتزع أوسع هامش للحرية إلى جانب تطوير أدواتنا المهنية للارتقاء بالإعلام، والانتقال به من مواقع الصدى إلى مواقع الفعل ..
يعمل...
X