إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نينار إسبر تستجوب والدها أدونيس..! - وجهاً لوجه ...- لميس علي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نينار إسبر تستجوب والدها أدونيس..! - وجهاً لوجه ...- لميس علي

    وجهاً لوجه.. نينار إسبر تستجوب والدها أدونيس..!


    لميس علي
    وفق منطق يؤمن بالمجاهرة ويسير على سكة العلانية ولا شيء سواها تفتح نينار إسبر صفحة الحوار مع والدها أدونيس وجهاً لوجه. على العلن تستظل بظله حواراً فكرياً ثقافياً تنهل من معينه المعرفي.‏
    هل أرادت أن تستهدي برأيه أن تجعل منه بوصلتها نحو الكثير مما تستفسر عنه وهي التي أقرت منذ البداية أنها بحاجة إلى معرفته، فساقت أسئلتها التي قاربت المئة رشقتها بين يديه أسئلة لم تكن سوى بذرة أشعلت لهيب الحديث بين الطرفين بين وجهتي نظر تختلفان حول الكثير، وقليلاً ما اتفقتا أو التقتا عند النقطة ذاتها.‏
    نينار تستجوب.. تستنطق.. تستدرج.. والدها إلى دائرة أفكارها ومنطق حياتها تجتذب صورة الأب فيه حيناً محاولة الغوص أكثر صوبها لمعرفتها أعمق وأفضل وأحياناً تبتعد عنها تقريباً لصورة الإنسان والمفكر.‏
    الفارق بين الاثنين يوضح منطقين يتنافران ليعودا فيلتقيان لأنهما نهاية ليسا سوى صورة عن رؤى الحياة المتبدلة والمتحولة.‏
    لربما انتهى أدونيس حيناً تعليقاً على بعض من أفكار نينار للقول (أعتقد ذلك).‏
    هو يهادن يبدو أكثر منطقية عقلانية اتزاناً كخبير مجرب، وهي تقتحم تستفز، تفاجئ تعلن عدم الرغبة بأي مهادنة.‏
    كما في نقطة أثارتها حول الحب ومدى ارتباطه بقول الصدق والحقيقة ترى أن الكذب في بعض الأوقات يأتي وسيلة حماية للحب (إن قول الحقيقة للآخر أحياناً أشبه بمن يبيع روحه لأن الحقيقة أو نقاء المشاعر شيء لا وجود له) ينفي أدونيس (أعتقد من يكذب في رأسه يكذب أيضاً في جسده).‏
    أنا ما أنا..‏
    لعبة الكشف عن أقصى ما يجول في الذهن أجادتها نينار متسلحة برغبة عارمة في استجرار والدها وفق أدائها الحواري المستفز إلى أشياء لم يسأله أحد عنها، فلماذا إذاً التستر وراء اسم مستعار تقول كنتيجة توصلت إليها (حتى لو لم يكن ذاك مخططاً فإن اتخاذ اسم مستعار ليس بريئاً من القصد كما لو كنت تبحث عن ذريعة تتذرع بها كما لو كنت تقصد الاختباء خلف شخصية ميثولوجية وثنية حتى تجعل من نفسك بنحو ما أفقاً لا يطال).‏
    أكثر من صورة تركبها نينار لوالدها وكما لو أنها تستفيد من تقنياتها وأدواتها الفنية التشكيلية باستخلاص لوحة بانورامية تلخص رؤية عامة لذات الشخص.‏
    (لطالما خالجني شعور بأنني إذا كنت لم أرغب في رؤية ما أمكنني تعلمه منك فإنما لكي أترك لك مكاناً فسيحاً في حياتي فأنا بحاجة إلى أن أكون محتاجة إليك، وحين أنتظر ردة فعل من جانبك فإن هذا يمنحني الوهم بأنك هنا إلى جانبي أستظل بظلك، غير أنني إذا بدأت في جني واستثمار ما تعلمته منك فسأكون قد سلّمت بالانفصال والبعد عنك وبأنني قد غدوت راشدة).‏
    تستفسر منه نفسه بوصفه أباً عن علاقتها به لا ينكر أنه قصر معها ومع أختها أرواد ليلقي بأعباء تربيتهما على والدتهما يعترف أنهما لم تكونا سوى خطأ، هو لم يرغب يوماً بالإنجاب.‏
    ثم تلتفت إلى صورة أخرى تساهم بتشكيل الكل الكائن أمامها تسأله: (ولاؤك المطلق... إدمانك ما طبيعته؟).‏
    دون تردد يجيب: (إنه الكتابة أكرر لك إذا لم أكتب فأنا أشعر بأنني غير موجود بالكتابة أكتشف من أكون، أتعود اكتشاف ذاتي والإفصاح عنها تتيح لي الكتابة أيضاً معرفة الآخر ومعرفة العالم بالتأكيد).‏
    تمعن نينار في السؤال عن كيفية تحليل الشاعر ذاته لصورته التي لا يجمع حولها الناس يوضح (إذا كنت محبوباً من الناس قاطبة فإنني سأرتاب بنفسي فهذا النوع من الإجماع لا يعني سوى أنني سطحي وأن عملي لا يثير أي مشكلة أو أي سجال، ولكن حينما أثير عاصفة من الجدال فإن ذلك يخلق معسكر الأشخاص الذين يحبونني ويشاطرونني أفكاري ومعسكر أولئك الذين يبغضونني وحينذاك أضع قدمي على الطريق الصحيح).‏
    أيضاً تحدث الاثنان حول أمور وقضايا تبتعد عن دائرة ذاتية الشاعر الأب لتستفهم الابنة عن أشياء غير مفهومة بالنسبة لها تحدث في بلدان الشرق.‏
    وطبيعي أن يجنح الحوار ولو قليلاً صوب الدين، السياسة، الزواج، أوضاع المرأة في البلاد العربية وغيرها مما تحاول نينار تكوين صورة واضحة عنه.‏
    الكتاب: أحاديث مع والدي أدونيس. - المؤلف: نينار إسبر. - المترجم: حسن عودة. - الناشر: دار الساقي 2010م.‏

  • #2
    رد: نينار إسبر تستجوب والدها أدونيس..! - وجهاً لوجه ...- لميس علي

    حوار رائع و أسلوب جميل جدا في الطرح من قبل الابنة التي يبدو أها تعرف تماما ما تريد الوصول اليه...

    و أظنها ناجحة؟؟؟؟

    شكرا لك يا سيدي عالموضوع الجميل...

    تعليق

    يعمل...
    X