إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

*( في الثّقافة وثقافة الأطفال )* ـ 7 ـ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • *( في الثّقافة وثقافة الأطفال )* ـ 7 ـ

    = سادساً* = الثـّقافة والإدراك عند الطـّفل :
    إنّ الاتـّصال الثـّقافيّ بالأطفال عمليـّة مـُعقـّدة ولها عناصرها الاجتماعيـّة والنـّفسيـّة ، كما ولها مراحل تبدأ بالإحساس وتنتهي برفض أو بتبنـّي المضمون الثـّقافيّ { هنا نجد للطـّريقة والأسلوب وللمضمون الثـّقافيّ أهميـّة كبرى وتأثير واضح } وهذه المراحل مرتبطة بعمليـّات عقليـّة معرفيـّة { كالإدراك والتّخيّل والتّفكير ...إلخـ } كما وتتطلـّب استجابة الحواسّ { السـّمع والبصر والشـّمّ ...} فيعمل الإدراك على اختيار وتنظيم وتحوير الأحاسيس وتمكـّنه الذّاكرة من استعادة الخبرات ، ويـُمهـّد التـّخيـّل لتكوين توقـّعات مـُقبلة ، ويـُساعده التـّفكير على حلّ المسائل والمـُشكلات . ولكلّ طفل عالمه الإدراكيّ الخاصّ به ، لأنّ الإدراك نشاط نفسيّ شخصيّ يتعلـّق بالحالة النـّفسيـّة وبالثـّقافة وبموضوع الإدراك ، والطـّفل منذ ولادته يتفاعل رويداً رويداً مع المؤثـّرات الحسـّيـّة بصورة آليـّة ليتوافق تأويلها مع نموّه النـّفسيّ والجسميّ والاجتماعيّ والعقليّ تبعاً للموقف ولموضع الإحساس ، وبمشاركة الحاجات النـّفسيـّة والخصائص الفرديّة ، تلعب الثـّقافة دورها في تشكيل المـُدركات وفي تحديد طبيعة الإدراك ، فالأحاسيس تستجيب للبنيان الذّهنيّ { كالأفكار والميول والقيم ...} وتحوّلها إلى مـُدركات ، وتتقارب هذه المـُدركات بين أطفال البيئة الثـّقافيـّة الواحدة حيث تعمل الثـّقافة على تحديد الأسس وتنظيم المـُدركات من خلال المفاهيم وأنماط السـّلوك التي تؤكـّد عليها . وينتج الفهم عن الإدراك ليـُصبح أساساً له ومدخلاً لتثقيف الطـّفل فيـُميـّز بين المـُدركات ويـُنظـّمها ويستطيع الاختيار منها ، على هذا يتطلـّب الفهمُ خبرات سبق للطـّفل وأن أحسّ بها ، لذا على وسائل الاتـّصال الثـّقافيّ بالطـّفل أن توفـّر خبرات بديلة عن الواقعيـّة من خلال الكلمات والصـّور والرّسوم والأصوات والحركات وكلّ ما يـُجسـّد المعاني والمواقف ، ويـُساعد في ذلك معرفة الخصائص المميـّزة للإدراك { الحذف والإضافة والانتقاء والتـّرتيب والخطأ والتـّرابطيـّة } * إذ لا يستجيب الطـّفل لجميع المـُؤثـّرات أو قد لا يـُدرك تفاصيل موقف أو فكرة أو حدث بشكل تامّ فيكون الحذف بالتـّركيز على بعض الوقائع دون غيرها ، وقد يـُضيف ما لم يكن وارداً بالأصل ، كأن يـُكملَ صورة ناقصة أو يسدّ بعضَ الجوانب وقد تعجز أحاسيسه عن استقبال كلّ المـُثيرات في آن معاً فيتعمد انتقاء ما شدّ انتباهه وجذبه ليركـّز اهتمامه عليه ويكون التـّرتيب بتكوين كيان من المـُدركات المتشابهة أو المتقاربة والرّبط فيما بينها ، ويؤدّي الخطأ في الإحساس إلى الخداع الحسـّيّ ، لأنّ الإحساس الذي هو عمليـّة عقليـّة نزوعيـّة ( مرتبطة بالنـّزعة الشـّخصيـّة للطـّفل ) يسبق الإدراك الذي هو عمليـّة عقليـّة معرفيـّة ، وتتدخـّل العوامل الذّاتيـّة في عمليـّة الإدراك ، فالعوامل الموضوعيـّة تؤدّي إلى تنظيم إدراكيّ أمـّا العوامل الذّاتيـّة فمـُتغيـّرة تبعاً للظـّروف النـّفسيـّة المتعلـّقة بالحاجات والدّوافع والمزاج والظـّروف البيئيـّة * ويـُمكـّن الاتـّصال المباشر مع الأطفال من الوقوف على ردود أفعالهم ، وأشير هنا إلى أنـّه كلـّما نبـَّهت المثيرات عدداً أكبر من الحواسّ في وقت واحد كان إدراك الطـّفل أوسع وأكبر { كرؤية آلة موسيقيـّة ، سماعها ، لمسها والعزف عليها } على هذا تكون أكثر الوسائل انتشاراً ومتابعة وتأثيراً هو التـّلفزيون لأنـّه أفضل الوسائل غير المباشرة ، فهو يعتمد على الصـّورة والصـّوت معاً * كما ونجد أنّ الصـّحف والقصص والكتب المصوّرة والملوّنة أفضل من غير المصوّرة أو المقروءة فقط *
    وعموماً يجب على أيـّة وسيلة اتـّصاليـّة مباشرة أو غير مباشرة ، أن تجتذب انتباه الأطفال وتستثير اهتماماتهم بالألوان والأضواء والحركات السـّريعة والصـّور الغريبة وما إلى ذلك من أساليب التـّشويق ، وأن تعمل على ربط الموضوع بحاجات الأطفال ودوافعهم لشدّة علاقتها بالإدراك وبذلك يكون موضوع الاتـّصال أو الرّسالة الاتـّصاليّة كياناً مـُتكاملاً يوجـّه الإدراك إلى بؤرة الموضوع مع إحاطته بالحاشية ، وأن يـُركـَّز الانتباه على تنمية قدرات الطـّفل للإدراك مع شدّة مراعاتنا سلامة الإدراك كمهارة أساسيـّة هامـّة في فكّ الرّموز التي يتطلـّبها فهم الطـّفل لمعنى الموضوع ، لأنّ الإدراك الصـّحيح هو الطـّريق الأوحد ليفهم الأطفال ثقافة مجتمعهم فتتكوّن ثقافتهم *
يعمل...
X