إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

د. كاظم شمهود ..وكذلك من أقطاب الفن العراقي المعاصر / 3 -

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • د. كاظم شمهود ..وكذلك من أقطاب الفن العراقي المعاصر / 3 -

    من أقطاب الفن العراقي المعاصر / 3

    د. كاظم شمهود






    -فائق حسن-

    المتتبع لحياة فائق حسن الفنية يجد هناك مراحل من التقلبات في الاسلوب والقناعات والمواقف الفكرية يسودها القلق والخوف من المحيط الفني العراقي الجديد الذي هبط فيه فنانون شباب جدد في مرحلة الستينات جاءوا من الخارج واصبحوا اساتذة يدرسون في المعهد والاكاديمية الى جانب فائق حسن هؤلاء يمتلكون رؤية جديدة في توجهاتهم التقنوية و الايديولوجية و معظمهم من اليساريين الذين درسوا في البلدان الاشتراكية... ( ..... ) وفي احد المقابلات مع فائق قال: (لقد مررت بتجارب كثيرة ومارست اساليب متعددة لكن لم اجعل هذا هدفي الوحيد فقد حاولت ومازلت احاول ان اجعل اعمالي الفنية قريبة لذاتي و ان تكون ذاتي مرآة صحيحة تعكس المجتمع والانسانية)... (انني لحد الآن لم اعثر على ضالتي)

    البدايات

    بدا فائق يرسم بطريقة الاسلوب الواقعي مقلدا عبد القادر الرسام ولم يكن ذلك سوى تسجيل لمشاهد من الطبيعة ومجردة من اي فهوم عميق للفن.. ثم اخذت رسومه بعد ذلك تنحو نحو الانطباعية و صعدت فيها نبرة رهافة الخط و حساسية اللون . بعدما التقى مع الفنانين الانطباعيين البولونيين عام 1941 في بغداد.. وفي هذه المرحلة يقول اسماعيل الشيخلي: (كنت طالبا في الصف الثالث من معهد الفنون الجميلة, وكان فائق حسن مدرسنا، وقد دخل علينا ذات يوم - وعلى اثر لقاءاته المتكررة بالفنانين البولونيين - وطلب منا بصورة مفاجئة ان نمزق كل ما رسمناه خلال السنوات الماضية و جله معلق على جدران المرسم . وقال: ان هذه صور سطحية والفن ليس هكذا . وبدا يبث فينا الافكار الفنية الحديثة التي تعلمها من الفنانين البولونيين .. ) وبعد مرحلة الانطباعية بدات مرحلة اخرى في حياة فائق وهي الاتجاه نحو التجريد في فترة الستينات.. حيث انقلبت موازين عمله وبدا يفكر بكيفية ادخال و معالجة المضمون في عالم التجريد. متجها نحو الاختزال التسطيح والاقلال من ايقاعات عناصر اللوحة واستخدام الالوان الحارة الساطعة , تتقاطعها الخطوط الطلقة. وقد رسم عدد من اللوحات وجعلها ميدانا للتجريب ليغني ويثري تجاربه السابقة التي بدائها مع جواد سليم. فجائت مواضيعه مستوحات من البسط الشعبية بالوانها الحارة الزاهية والمنازل القديمة ذات الشناشيل البغدادية. محورة الى سطوح و خطوط متقاطعة تنحو الى التكعيب.. ولكنه سرعان ما عاد الى الاسلوب الانطباعي وهام في مناظر الخيل والبدو والصحراء يبحث( ربما ) عن هويته المفقودة او نصفه الآخر .... وتذكرنا هذه الحالة بقول علي الوردي: ان العراقي نصفه حضري والنصف الآخر بدوي ... وظهورهما يتفاوت حسب الظروف..
    كما تذكرنا بقصة طريفة اخرى: عندما دخل العرب بلاد الشام ايام الفتوحات وجدوا حضارة قائمة شامخة بقصورها ومؤسساتها العلمية والثقافية والعمرانية ومدنيتها فدخلوها وهم بدو ... وهنا احتجت ميسون زوجة معاوية مفضلة العودة الى الصحراء ...
    ( لبيت تخفق الارواح فيه - احب الي من قصر منيف
    ولبس عباءة وتقر عيني - احب الي من لبس الشفوف )

    اساتذة اللون

    عندما نتكلم عن اساتذة اللون يبرز امامنا عظمة تيرنر وعواصف الوانه , وسيزان وتأملاته في الطبيعة وغنائية الوانه, ومونيه وثورته الانطباعية العلمية في الضوء واللون..
    ويذكر النقاد الوان تيرنر العظيم الذي لم يسجل التاريخ عبقرية في الالوان كما سجلها في اعماله .. فهذه الامواج الهائلة تشعرك بالغرق اذا وقفت امامها و بالخوف من عواصفها . فكان له حس مرهف استثنائي غير مسبوق.. وربما كان الوضع النفسي وشعوره بالنقص كونه قصير القامة عاش مع البحارة و العاهرات وغير متزوج ربما هذه الظروف كانت قد خلقت منه شخصية متمردة على كل تقاليد الفن القديم فهو ابو الانطباعية وهو ابو التعبيرية كما يقول هربرت ريد.
    اما فائق فهو استاذ اللون بدون منازع وهو الخيمة الذهبية التي خرج من تحتها كل الفنانين العراقيين بدون استثناء حتى جماعة الرواد التي اسسها عام 1950 . ويذكر اسماعيل الشيخلي بان الرواد (وكان احد اعضاءها ) عندما كانوا يخرجون الى الطبيعة للرسم كان فائق يحمل معه علما مكتوب عليه - (S-P ) - وتعني الجماعي البدائية . ثم استبدل الاسم بعد ذلك بجماعة الرواد . وارتبطت الرومانسية في الوان فائق و غنائيتها متمثلة بنزعته نحو تصوير الحصان العربي و نبله ومواضيع البدو وجمال الوانها المضيئة الحارة و ذلك الغبار الذي ينتزع الافق و يغيبه .. والتي اصبحت من سمات اعماله.. فهو استاذ يمثل روح حساسية الالوان وجمالها. وضربات فرشاته تذكرنا باساتذة المدرسة الانطباعية رينوار وبونار وسيزان وغيرهم, و لم يترك نصيبا لغيره من الفنانين العرب في غنائية الوانه وبهجتها..

    كما يذكرنا خروج فائق الى البادية والطبيعة بجماعة - مصوري الباربيزون 1830 - الباريسية الذين سأموا الحياة الباريسية و خرجوا يرسمون الطبيعة في ضواحي باريس وكان منهم سيزان ورينوار ومونيه...
    وكان رسم المناظر الخلاوية قد ظهرت في عصر النهضة و قد بدأت اول الامر تشكل كخلفيات للشخوص برز فيها دافنشي وروبنز . وكانوا يهدفون منها للايحاء بحساسية ( الشعر ) ومن ثمة خلق جو رومانسي .. ثم جاء كونستابل ليعيد القيمة الشعرية في رسم المناظر الخلاوية.. وكان سيزان يؤكد على القيمة الكبيرة لحساسية الفنان في رسم الطبيعة - : الفنان لا يعتمد على رؤيته البصرية فقط و انما على احاسيسه ... كان جواد سليم من جماعة الرواد وكان معجبا بفائق حتى انه طلب من فائق ان يعمل نحتا ليديه (لساحرتين والمبدعتين) تقديرا وحبا له وفعلا تم ذلك (ويعتقد انها لازات محفوظة ضمن تراث جواد سليم ).. وذكر احد الرواد انه عندما اتجه جواد سليم الى تشكيل جماعة بغداد للفن الحديث وجعلها في اتجاه الحداثة والتراث.. هنا شكل ذلك نوع من التنافس ( الايجابي ) بين القطبين فائق وجواد . واخذ فائق ينظر الى جواد- بغبطة - او حذر وقلق, واحس انه لا بد له من عمل شئ يعيد التوازن بين الاثنين.. فاتجة الى رسم الطبيعة والى المناظر الخلاوية ومواضيع البدو والبيداء والنخيل .. وشكل من ذلك تيارا تأثر به كثير من الفنانين العراقيين الشباب ..ولكن فائق كان يكمن لجواد كل الاحترام والتقدير ..

    التناغم اللوني عند فائق

    (واللون يقصد من اجل الراحة للقلب الانساني وبهجته. / راسكين ) عندما ننظر الى احد اعمال فائق الانطباعية والوانها الساحرة نتوقف في تأمل متسمرين, يحيطنا شعور كأن انفسنا منزجة هناك داخل اللوحة.. ( الارواح جنود مجندة منها ما أئتلف ومنها ما اختلف ) . هذا اللون من التعاطف او التجاذب الروحي بين المشاهد و العمل الفني, اولا يشير الى عمق المشاعر الوجدانية والاحاسيس لدى الفنان وقدرته على مخاطبة المشاهد . ثانيا يجسد في حقيقته ارقى معاني التذوق الفطري لدى المشاهد ويعكس شعورا بالارتياح والبهجة... وقد استخدم فائق الاسلوب التناغمي .. حيث الانسجام في العلاقات اللونية والضوء والظل او النسب لكل لون والبناء الشكلي للرسم كله , مما يعطيها خاصية الجذب والسحر. وبالتاي فهي الجمال كله . فكانت الوانه تفجر بواطن الاشياء و تدفع بها الى الخارج الملموس ...
    وكان فائق دائم التصوير. يرسم في درس الصف ويصلح لطلابة- يرسم في مرسمة , يرسم في الحقل عندما يكون مع طلابة في رحلة خارج الاكاديمية.. وهكذا اصبح هو اللوحة وهو اللون بحد ذاته .. وكما يقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش عندما يتحدث عن رسام الكاريكاتير ناجي العلي ( ان ناجي هو القضية الفلسطينية بحد ذاتها ).. وهو اتجاه سلكه فناني القرن التاسع عشر امثال الفنان الانكليزي كونستابل حيث قضى معظم حياته في رسم الطبيعة .. الميزة الاخرى لاعمال فائق هي ان بعض الرسوم ذات الخطوط والالوان الطلقة وحركة الفرشاة الحرة بامتدادتها النسبية تخلق الايهام بالشكل او اننا نرى قوة احساس توهم بوجود الشكل وهي قوة عالية الحس والمشاعر ويسميه البعض - الاحساس الشعري - كما كان عند الحركة الرومانسية التي رفع لوائها ديلاكروا في الفن وفكتور هيجو في الادب ...

    الاتجاه الفكري عند فائق

    ولكن ماذا يريد فائق ان يكتشف في الطبيعة؟؟... بينما العالم العربي غاطسا في وحل التخلف والاستعمار وان الفنانين العراقيين امثال جواد سليم ومحمود صبري وشاكر حسن وغيرهم منشغلين في عبور النمطية التقليدية الى التفاعل الكلي مع هموم المجتمع وخلق رؤية جديدة واضحة للفن ووظيفته في الحياة وربطه مع حركتة العالمية ومؤكدين على اهميته في الحضارة البشرية.. فهؤلاء قد فهموا بصدق وبوعي انساني اهمية التاريخ و التراث والحداثة ونظروا لذلك واقاموا المحضرات والفوا الكتب واحدثوا ضجة في حركة الفن العراقي المعاصر.
    لماذا لم ينسجم فائق مع التحولات الفكرية والحداثة كما هو ظاهر عند جواد وشاكر.. ؟؟؟؟؟
    انا اعتقد ان فائق كرس كل وقته للتصوير و التدريس فقط - وبس - وهو قليل القراءة و الثقافة والاطلاع مقارنة مع شاكر حسن وكاظم حيدر وجواد سليم.. وينقل لنا احد الرواد (ان فائق حسن روى له بانه عندما كان طالبا في باريس 1936-1939 كان يزور متحف الكسمبورغ والذي اصبح الآن اسمه - متحف الفن الحديث - وقد تعرف على اعمال فنان اعجب به ولكنه لم يهتم بمعرفة اسمه ولم يعرف ان هذا الفنان هو سيزان الا عام 1945 وعن طريق الفنان البولوني - ماتوشاك - الذي اراه نماذج من رسوم سيزان ..)
    كما يذكر ان من اسباب خروج فائق من جماعة الرواد يعود الى ان بعض الاعضاء قد اخذ يطرح في اعماله افكارا قومية ووطنية وغيرها -( كان ذلك قبل عام 1958) - وهو ما لايريده فائق. بمعنى انه كان لايريد دخول الجماعة في عالم السياسة.. ( .. ومازلت احاول ان اجعل اعمالي قريبة لذاتي.. )..
    هذه هي طبيعة فائق و قناعاته الشخصية والفكرية.. نحترمها ما دمنا نؤمن بحرية الراي والفكر .... وانا اعتقد ان فائق غير ملتزم بأي اديولوجية معينة ثابتة او دين (وان رسم للبعثيين او لليساريين او غيرهم) وانما كان اتجاهه وطني . اما التعاطف مع هذا او ذاك فهذا شئ آخر.. وربما كانت وصيته بحرق رفاته بعد الممات ينحو نحو البوذية . حيث ان اصحاب هذا المذهب من معتقداتهم حرق الاجساد بعد الموت...
    وفي 24/ 6/2001 نشرت الصحف العراقية عن اختفاء رفات الفنان فائق حسن - المتكونه من الرماد- والتي كانت موضوعة في صندوق في مركز الفنون.. ولحد اليوم لم نسمع عنها اي شئ .. وكانت جثة فائق قد احرقت في باريس . وهذا يعني انه توفى في باريس .ثم وضع الرماد في صندوق معدني ارتفاعه 30 سنتيمترا واعيد للعراق ووضع في مكان مهمل من مركز الفنون ..
    ظاهرة حرق الجثمان لم تكن من ثقافة وتقاليد اهل العراق منذ فجر الحضارة السومرية . وانما هي تقاليد وعادات تعود الى ثقافة الشرق الاقصى كبعض الاديان الهندية والصينية.. واتذكر ان الشخصية الثانية بعد ماو تسي تونك لما توفي عملوا على حرقه ثم ذر رماد رفاته على كل الاراضي الصينية بواسطة الطائرة.. هذا العمل في نظر ثقافة بعض الشعوب نوع من الشذوذ الاخلاقي...

    جدارية فائق

    وتسمى ايضا جدارية الثورة - يذكر ان عبد الكريم قاسم امر بعمل ثلاثة صروح حضارية تجسد ثورة 14 تموز وهي نصب الحرية لجواد ونصب الجندي المجهول وجدارية فائق حسن .. نفذت الجدرية بالاسلوب التكعيبي وشيدت بمادة الموزائيك .. وهي ترمز عن شروق ومرحلة جديدة من تاريخ العراق حيث تصور الشعب بكل اطيافة خرج للتلاحم و الوحدة و الآخاء في هرمونية فريدة تبعث في الجميع المسرة .. تقع الجدارية في ساحة الطيران .. وبعد اربع سنوات من عمل هذه الجدارية وفي زمن الحرس القومي صعدت مجموعة مسلحة على الجدارية وحاولت مسح حمامة السلام وعندما وجدوا انهم لم يستطيعوا عمدوا الى جلب اصباغ - بوية - تلطيخها باللون الاسود.. وفي نفس الوقت اطلقوا النار على نصب الحرية وبقت آثار الرصاص ماثلة على الجدار والتماثيل لحد اليوم ... اما الجندي المجهول فقد ازيح ومسح من الوجود ...

    فائق وطلابه

    كان يدرسنا مادة الالوان في الاكاديمية عام 1975 و كنا نهيئ كل شئ قبل ان يأتي فائق للصف من الموديل الى اخذ موااقعنا في الصف على شكيل نصف دائرة الى غير ذلك .. فعندما يدخل فائق يسود الصف هدوء عام مطبق بحيث لا تسمع فيه الا الهمس .. ثم ينظر الى الجميع ويجلس في مكانه المعد له ويخرج صحيفة ويطالع ... وبعد مرور وقت من العمل -هو حاسبه- ينهض ويقوم باستعراض رسوم الطلبة . فاذا وجدا احد الاعمال يستحق الدفع الى الامام . اخذ الفرشة من الطالب وبداء بعمل بعض التصليحات واللمسات الفائقية المعروفة الجميلة مع تعليقاته .. وكنا في هذا الوقت نترك اعمالنا ونتجمع حوله لنرى كيف يخلط فائق الالوان وكيف تتحرك فرشاته الانطباعية الساحرة ..
    كان فائق كثير الصمت جدي المنحى قليل الكلام مطأطأ رأسه الى الاسفل غارقا في افكاره .. فعندما تنظر اليه كأن هموم العالم يحملها كلها على رأسه . وقلما تراه يتكلم او يمزح.. وربما الظروف الخارجية المحيطة به في ذلك الوقت حبست انفاسه... و خلقت منه هذه الشخصية الغامضة الغريبة . لان فائق في طبيعته الداخلية مرح . وقد حكى لنا ذات مرة انه لما كان في بعثته الى باريس كان يصرف المنحة على المرح واللهو والشرب بصحبة اصدقاءه الفرنسيين... وفي احد رحلاتنا مع فائق الى شمال بغداد للرسم كنا داخل الباص ننشد الاغاني الشعبية وكان فائق جالسا في الخلف وفجاءة تعالت الضحكات من الجميع .. فعندما سألت عن الخبر قالوا ان فائق انسجم مع الجميع وهز كتفيه.. متزوج من فرنسية وعنده ولدا منها والذي عاش كل حياته التعليمية والثقافية على النمط الفرنسي وفي ارض فرنسا. وكانت زوجته مديرة اعماله و يقال انها شديدة.. بالمقابل لو نظرنا الى لورنا الانكليزية زوجة جواد سليم نجد هناك لون آخر من الشخصية تختلف تماما عن غيرها فهي اولا فنانة متأثر باسلوب جواد ورسم الفلاحات والصبا والمنازل البغدادية .. وثانيا اجتماعية و زوجة مخلصة . وبعد و فاة جواد حاولت ان تبقى في العراق فتزوجت -على ما اعتقد- اسماعيل الشيخلي - ولكنها لم توفق فاقفلت راجعة الى بلدها الام .. وبقى فائق في اعماله مرتبطا بالارض والطبيعة وناسها واصالتها رغم عيشه فترة حركة التأثيرات والتجارب التي عاشها الفن العراقي .. وكان غزير العمل لايركد ولايمل من التصوير وكأنه خلق لذلك .. وكما يقول بيكاسو (العمل الوحيد للمصور هو ان يمارس التصوير)..

    السيرة الذاتية

    ولد فائق حسن في بغداد عام 1914 وكان اول المبعوثين الى خارج العراق لدراسة الفن في -البوزار- في باريس وتخرج عام 1938 . وبعد عودته اسس فرع الرسم في معهد الفنون الجميلة في بغداد ومنذ ذلك الحين الى حد وفاته لم تجد فنانا عراقيا الا و تتلمذ على يديه او تأثر باسلوبه .. اقام اول معرض له عام 1938 .. كما شارك في معارض جماعة اصدقاء الفن عامي 1943 و 1946 .. وفي عام 1950 اسس جماعة الرواد وشارك في معارضها السنوية حتى عام 1967 ثم خرج منها لينفرد في عمله الخاص .. اقام عدة معارض شخصية وشارك مع معارض جماعية داخل و خارج العراق منها الولايات المتحدة وبيروت وغيرها... وفي مطلع السبعينات اقامت له الدولة اسبوعا ثقافيا - سمي اسبوع فائق الثقافي - , اقيمت فيه عدد من المحاضرات من قبل فنانين معروفين وعرض فيه ايضا عدد من الافلام الوثائقية عن حياة فائق و كذلك معرض كبير يمثل مراحل حياته الفنية...

    مقترح

    وما هو المطلوب اليوم منا لتخليد هذا الاستاذ الكبير ومؤسس الفن العراقي المعاصر؟؟؟
    1- اعتقد انه يجب على الدولة العراقية ان تعمل جادة على انشاء مؤسسة ثقافية باسم فائق حسن على غرار المؤسسات الثقافية العالمية كؤسسة بيكاسو وميرو وتيرنر ومحمود مختار في مصر وغيرها... فيها
    2- متحف يضم اعمال وتراث فائق صالات للعرض و المحاضرات واعطاء الدروس الفنية.
    3- مكتبة فنية وثقافية تحتوي على جميع الاجهزة الحديثة.
    4- كافتيرية راقية ومسرح ان امكن وغير ذلك
    .... والمشروع يقدم الى البرلمان للموافقة علية ضمن اطار المحافظة على التراث و تنشيط حركة الفن و الثقافة في العراق... ( .... ؟؟ ).
    والنقطة الثانية وهي المهمة ان تكون شؤون الادارة بيد طلبة فائق حسن و جواد سليم من الفنانين الذين برزوا وناضلوا واحترقوا في سبيل مسيرة الحركة الفنية والادبية العراقية المعاصرة..

    اما المقترح الثالث فهو موجه الى منظمات العمل المدني والمخرجين العراقين ومحبي الفن والادب وهو عمل فلم روائي ( لا وثائقي ) عن حياة فائق حسن كماهو معمول عن حياة فان كوخ وبيكاسو وغيرهم..

    خاص "أدب فن"
يعمل...
X