إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحشرة العرض المسرحي الفلسطيني (عبثية الضياع والألم )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحشرة العرض المسرحي الفلسطيني (عبثية الضياع والألم )



    مشهد من العرض المسرحي الفلسطيني الحشرة
    عبثية الضياع والألم في العرض المسرحي الحشرة


    عمان -ينتمي العرض المسرحي "الحشرة" الذي قدمته فرقة الحارة القادمة من الاراضي الفلسطينية الى المسرح الوجودي العبثي في توظيفه للفضاء المسرحي وتواصله بتماس مباشر مع الجمهور بحيث جعلته جزءا رئيسا من ذلك الفضاء لنقل مشهدية معبرة عن التيه وألم وهموم الشعب الفلسطيني.
    العرض الذي قدم على خشبة مسرح محمود ابو غريب في المركز الثقافي الملكي ضمن فعاليات مهرجان ليالي المسرح الحر يعاين القيود التي يعيشها الانسان الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة ما بين العزلة التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي، ومحرمات مرتبطة بمفاهيم اجتماعية تجاوزها الزمن والظرف، عبر عنه ثلاثة ممثلون مميزون "شابان وفتاة" جسدوا معاناة فئة الشباب الفلسطيني حيث يجدون انفسهم وارواحهم وقلوبهم وعقولهم في حشرة او كانهم محشورين داخل "قارورة زجاج"، وتصير حياتهم خليطا من الجنون والسكون ويغرقون في التيه ما يلبثوا ان يكتشفوا ان تلك القارورة او الحشرة التي هم فيها ليست الا وهما او شكل من اشكال التعبير عن الخوف والشعور بالضيق حيث عبرت عنها في بعض مشاهده عبارة "دائما تتعامل مع الحياة بخوف" و"حامل جدراني الاربعة وماشي فيها".
    الرؤية الاخراجية التي قدمتها المخرجة المتميزة رائدة غزالة جاءت متكاملة ومدهشة، لا سيما في مسألة "توريط" الجمهور في العرض من حيث توظيفه عنصرا اضافيا في فضائه المسرحي ملاصقا للدائرة التي ادى فيها الممثلون ادوارهم موجود ومحشور معهم هم يروننا فيما نحن نتجاهل رؤيتهم، ومحمولة بالمؤثرات الصوتية ومن خلال النص غير المنطوق كالاداء التمثيلي والحركي خصوصا الكتابة على القوارير الزجاجية المحيطة بالدائرة ومحمل من مضامين مثل غياب الخصوصية والشفافية والتلاشي في آن، والمنطوق الذي عبر عن مكنونات سيكودرامية في بعض المشاهد، وبصورة اوسع حجم الاحباط الذي يعاني منه هؤلاء الشباب وفقدان الامل بالمستقبل.
    العرض الفلسطيني "الحشرة" الذي يعبر كذلك عن هموم وواقع المثقف الفلسطيني المحاصر في وطنه نتيجة الاحتلال وتابوهات اجتماعية بالية، تميز بتكامل الانساق السينوغرافية وعمق الطرح رغم بساطة عناصر الديكور المستخدمة والتي جاءت معبرة عن إمكانية تقديم مسرح يتماشى مع ظروف اقتصادية تقشفية ويحمل رؤى وطروحات ذات ابعاد إنسانية عميقة وهذا يحسب لمخرجة العرض.
    ونجحت المخرجة غزالة من خلال اللوحات التي قدمتها كنماذج للشباب الفلسطيني وعبر استخدامات الاداء الحركي الصامت والراقص والموسيقى وتوزيع الاضاءة واختلاف درجاتها، ورغم قتامة المسألة المطروحة، من ايصال عدد من الافكار الايجابية ومنها طرح ضرورة التفاعل وتبادل الاراء والحوار، رغم ضيق الدائرة التي تحيط بنا ومدلولات وجودها حيث نقطة البداية والنهاية واحدة.
    ويختتم العرض الذي كان النص المنطوق ولغة الجسد حاضرين فيه بقوة، بعبارات رددها الممثلون "سوف يأتي الوقت الذي نصبح فيه اصحاب قرار" فيما يتساءل احدهم مستغربا "ونحن محشورون في قنينة؟" "بترا"
    أنا بنت الهاشمي أخت الرجال
    الكاتبة والشاعرة
    الدكتورة نور ضياء الهاشمي السامرائي
يعمل...
X