إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جماعة أو مجتمع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جماعة أو مجتمع

    جماعة أو مجتمع
    إذا كنا نرغب في مستقبل زاهر مشرق ذهبي،فعلينا أن نعرف كيف يعيش الناس في مستقبل كهذا، والناس يعيشون في تجمعات يطلق عليها مجتمعات
    و لكني سأطلق عليها اسما آخر ألا وهو جماعات، والتي تعني أن يعيش الناس مع بعضهم البعض في صلة ووصل، في حب ومودة،في سلم وسلام...
    أن يحيا الناس معا في مكان واحد شيئا نفعله كلنا، فهناك آلاف من الناس المتواجدين في كل المدن والعمارات وناطحات السحاب، دون أن يكون بينهم أي نوع من المعرفة والاتصال، وربما لا يعرف الجيران بعضهم البعض ،فأي مدنية هذه وأي تجمع هذا، ولهذا سأستبدل المجتمع بالجماعة...
    إذا أردنا تغيير شكل المجتمع، فعلينا أن نبدأ بتغيير قواعده التي بني عليها، ولما كانت العائلات هي حجر الأساس في بناء هذا المجتمع المتصدع، والتي يقوم عليها الأمم والأعراق وبالتالي التعصب والطائفية والتنظيمات والأحزاب المتنافرة المتعارضة، فلابد أن يتغير مفهوم العائلة لدينا حتى نصل إلى عالم واحد موحد...
    قال تعالى:(يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تعقلون)
    وقال:(كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين و أنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)
    و قال: (من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)إذن الفرد هو كوني...
    في الغرب وربما في الشرق أيضا ينتهي كل ثالث زواج بالطلاق،بما يتبعه من خلافات ونزاعات قانونية حول الممتلكات والأطفال،قال تعالى: ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)والعجيب أن معظم جرائم القتل تحدث بين أفراد العائلة الواحدة!!
    وتقوم العائلات على مبدأ الاستعباد أو التملّك، فالزوج يمتلك الزوجة والاثنين معا يستعبدون الأطفال!!
    عندما تستعبد أنسانا فانك تسلبه كرامته،حريته بل إنسانيته، تنزع أجنحته وتقيده و تضعه في قفص، ربما تكون القيود والقفص من ذهب ولكن شتان الفرق بينهما وبين أجنحة الحرية التي تمكنه من التحليق عاليا في سماء ملؤها الصفاء والجمال...
    تحاول أن تعزلك العائلة عن الكون المحيط بك،كما تعزلك أمتك عن الأمم الأخرى، إذن فهو نفس مبدأ التعصب والاختلاف والتشتت...
    إذن في الجماعة المثالية لن يكون هناك عائلة وبالتالي لن يكون هناك زواج بالمفهوم الحالي...
    أولا وقبل كل شيء يجب أن يحترم الحب كما كان،فالحب يجب أن يكون القانون الوحيد بين الناس، وإذا قرر اثنان الزواج فالابتهاج والحرية ستكون الرابطة بينهما، وليس الاستعباد والمال والسيطرة، وهنا يجب أن نعرف أن كل شيء قابل للتغير حتى الحب، فالجماد فقط هو الذي لا يتغير...
    و بما أنهما يعيشان في جماعة، فالكل متحابون ومتوادون، فاذا رغبا في الانفصال فسيجد كل منهما من يحبه وهكذا لن تكون هناك خلافات ونزاعات،فالكل يحب الكل، والكل يحب الواحد الأحد...
    ألم ترى أن الزواج في الوقت الحالي، يستمر بقتل الحب، ويبني قصوره على أطلال وقبور الحب، فهو يجلب الألم العذاب والمعاناة وأصبح مشبعا بالماديات والاستعباد، أي بتدمير شامل لكل المعاني الإنسانية والروحية...
    ستتكون الجماعات المثالية من مجموعة من الأرواح الحرة الطليقة...
    الأطفال بدورهم سيتحررون من هذه القيود، وسينتمون للجماعة، فالآباء يتسببون بأفظع الأشياء لأبنائهم دون قصد!!وذلك بأن يفرضوا عليهم القوانين التي تقيد حريتهم، وبتعليمهم المنافسة التي تؤدي إلى نمو الحقد والحسد في قلوبهم، وتصبح الحياة سلسلة من الصراعات المتتالية التي تفقد الإنسان قدرته على الحب والاستمتاع بالحياة، وفوق كل ذلك يحاولون تحقيق أحلامهم القديمة من خلال أبنائهم، أي يهبون أبناءهم ميراثا من الطموحات المحطمة والرغبات الضائعة، وهكذا تنتقل الأمراض عبر الأجيال...
    علينا حماية الأبناء من هذا الماضي :
    وهذا لن يكون إلا بانتمائهم للجماعة، التي ستوفر لهم كل ما يحتاجون إليه من حب وعلم وعمل، و ربما يقضوا الإجازات مع آبائهم،و لن يفرض عليهم أي شيء و ستكون لهم الحرية الكاملة في اختيار ما يريدون من الدين وحتى الهواية...
    عندما يعيش الأطفال في جماعة، ستكون أمامهم نماذج كثيرة من الأعمام و العمات، و بالتالي لن يقلدوا الوالدين في كل شيء ، بل ستكون أمامهم فرصة أكبر من الاختيار والحرية..
    سيكون الأب والأم هما العم الكبير والخالة الكبيرة على ما أتصور، وسيتمتعون بقدر أكبر من السعادة المنبعثة من الحرية، كما سيصبحون أكثر استقلالا و اعتمادا على النفس،و سيتوصلون إلى إدراك حقيقة أنفسهم وحقيقة الكون حولهم بأسرع مما يمكن أن نتصور...
    سيخلق انتمائهم إلى الجماعة صفاء ذهنيا و روحيا،ذكاء خلاق وقوة من نوع خاص...
    أما في الجتمع الذي نعيش به،نجد الإنسان مقيد بأفكار واعتقاد وتقاليد من حوله، فهم يفرضون عليك ما يجب وما لا يجب ولا يتركون أمامك فرصة للتفكر والتأمل والاختيار، و بالتالي تفقد الحياة رونقها وحيويتها، أما الجماعة الحقيقية ستعطي لكل فرد فيها الكرامة التي يستحقها وستسمح له بالمساهمة في إعطاء هذه الحياة معنا جميلا ، بالكيفية التي يريدها سواء كان شعرا أو رسما،أو زراعة المحاصيل الجيدة أو رصف الطرق وبناء المنازل المتناغمة مع البيئة من حوله...
    كل فرد يجب أن يعطى الحرية ليكون نفسه.
    سيترك أعضاء الجماعة الإيمان والاعتقادات وسيبدؤون بالبحث والاستكشاف وهكذا سيتمتعون بذكاء لامعا كالماس وحادا كالسيف،فقد تحرروا من قيود المجتمع وأصبحت حياتهم مليئة بالاكتشافات الرائعة على الصعيدين الخارجي والداخلي، أو الجسدي والروحي والعقلي...
    سيتمتع كل شخص بخصائص بوذا الروحية وخصائص زوربا المادية أي سيكون زوربا البوذي!!
    نعم سيكون زوربا أو كولومبوس باستمتاعه وابتهاجه واستكشافه للحياة وسيكون بوذا في حبه وشغفه وعشقه للبحث في أسرار النفس الداخلية، و هكذا سيصبح إنسانا جديدا ماركا منقذا ومرشدا للبشرية...
    وبهذا نستطيع أن نعيش في جنة الفردوس هنا على هذه الأرض...
    أحبكم جميعا...
يعمل...
X