تويت
تعود لعصر البرونز..الحمامات الرومانية في بصرى
بناء هندسي متميز واكتشافات جديدة في موسم 2010
درعا - سانا
تشغل الحمامات الرومانية في مدينة بصرى الأثرية موقعا متميزا وسط المدينة القديمة يعكس أهميتها في حياة السكان الاجتماعية في العهد الروماني حيث عدت مكانا لعقد الصفقات التجارية وتبادل المعلومات إضافة لدورها الترفيهي .
وقالت المهندسة وفاء العودة رئيسة دائرة آثار بصرى إن توسع القسم الأول من الحمامات بشكل سريع في القرن الثالث الميلادي يدل على فعالية البناء وتزايد عدد السكان موضحة أن الحجرات جهزت بالأحواض المناسبة وكسيت الجدران بالألواح الرخامية وزينت بالرسوم الجدارية وفرشت الأرضية بالألواح الرخامية أو بالفسيفساء كما تم بناء ساحات مكشوفة مزينة بأروقة معمدة .
وتشير المعطيات الأثرية التي تم الكشف عنها ولا سيما الأدوات والكسر الفخارية إلى أن الحمامات شهدت في القرن الرابع و مطلع القرن الخامس مرحلة إصلاحات وتنظيم دقيق و متسع و إشادة أبنية جديدة وبناء فسحة خارجية في القرن السادس لتتغير صورة التنظيم والتوظيف للحمامات في القرنين الثاني عشر و الثالث عشر للميلاد من خلال بناء مجموعة من الحوانيت التجارية فوق الشوارع المحيطة بالحمامات مع مد شبكة من الطرقات تخترق الأبنية القديمة و تمديدات جديدة من قساطل المياه المصنوعة من الفخار المشوي .
وأضافت العودة أن الحمامات كانت تحتوي على أربع صالات بنيت جميعها من الحجارة البازلتية المنحوتة بشكل جيد وبمقاييس كبيرة على شكل مداميك منتظمة متساوية الارتفاع مع وجود أخاديد في الجدران تحتوي على أنابيب المياه الساخنة و الهواء الحار فتحت فيها نوافذ مغلقة خارجيا بمصاريع خشبية مزدوجة و من الداخل بواسطة زجاج ملون كما وجدت أحواض زجاجية مفتوحة وضعت داخل الجص بين ركائز من القرميد في حين بنيت القباب من الأسفل مرتكزة على الجدران .
وقال باسم حسن رئيس البعثة الوطنية العاملة في الحمامات الرومانية إن البعثة عثرت في هذا الموقع على سراجين فخاريين وعدد من الكسر الفخارية المختلفة الأشكال والأحجام تعود إلى الفترة البيزنطية لافتا إلى أن البعثة نظفت الغرفة المجاورة للدرج الغربي من جهة الشمال و عملت على إفراغ الغرفة من الردميات لتعثر على غرفة أبعادها 360 سم و 480 سم تتوسطها قنطرة مبنية من الحجر النحيت ارتفاعها 210 سم .
و لوحظ في الجزء الداخلي من الغرفة جدار بأسفله فتحات تدل على إضافته بفترة زمنية لاحقة وباب حجري صغير عند المدخل من الخارج و 3 سرج فخارية تعود للفترات البيزنطية والأموية والمملوكية وعثر في الممر الخارجي على عمود بازلتي ارتفاعه 155 سم و قطره 80 سم كتب عليه باللغة اليونانية اسم لقائد روماني يذكر لأول مرة و ينقصه حرفان اورليوس فورتناتوس وفق الترجمة التي قام بها الفريق الفرنسي العامل ضمن بصرى وتاج نبطي ارتفاعه 43 سم و قطره 37 سم مفقود منه ثلاثة رؤوس .
عثر في الجزء الغربي من الساحة الشمالية للحمامات على الأساس الخاص بالجدار الخارجي لسور الحمامات وكان عبارة عن حجارة مستطيلة الشكل
وأضاف حسن أنه عثر في الجزء الغربي من الساحة الشمالية للحمامات على الأساس الخاص بالجدار الخارجي لسور الحمامات وكان عبارة عن حجارة مستطيلة الشكل مختلفة الأحجام كما تم الكشف في الجزء الخارجي من جهة الشمال عن قناة تصريف المياه المالحة للحمامات الرومانية بنهايتها كمية كبيرة من الكسر الفخارية البيزنطية ويشكل السور سقفا للقناة بطول 5ر8 أمتار و يتجه من الغرب إلى الشرق ثم تتجه القناة باتجاه الجنوب .
وأضاف أنه يجاور القناة من جهة الشرق بقايا لغرفة تصل أبعادها الداخلية إلى 330 و 370 سم توجد فيها من الشرق أربعة حجارة تشكل جزءا من قنطرة و في الجهة الجنوبية منها تم العثور على قاعدة حجرية غير منتظمة أبعادها 34 و 40 سم يعلوها عمود صغير الحجم قطره 30 سم و ارتفاعه 52 سم مبينا أنه إلى جوار الغرفة السابقة من جهة الشرق تم الكشف عن ممر يصل إلى بداية الغرفة من جهة الشرق مبلط بحجارة طولية يتراوح طولها ما بين 1 إلى 5ر1 متر .
وكان في بصرى ثلاثة حمامات كبيرة عامة تقدم خدمة التدليك للزبائن عبر خصائيين كما كان من الممكن تعديل الحرارة بواسطة ترس معلق تجاه فوهة الموقف بسلسلة يستطيع الشخص أن يجذبها أو يرسلها فينزل ويصعد الترس أمام الفوهة و هكذا ينطلق الهواء الساخن والبخار ويمد البلاط بالحرارة أما الماء فكان يندفع من خلال قساطل من الفخار تدخل في أقنية معدة في الجدران.
وتعود الحمامات الرومانية حسب المعطيات الأثرية إلى فترات عصر البرونز و من ثم عصر الحديد واندمجت مع التنظيم العمراني للمدينة النبطية لتصبح موضع الاستعمال كبناء للحمامات في منتصف القرن الثاني حيث تطورت وازداد طولها شرقا و غربا بشكل تدريجي ومرحلي حتى النصف الأول من القرن الثامن بعد الميلاد .
تقرير: قاسم المقداد
بناء هندسي متميز واكتشافات جديدة في موسم 2010
درعا - سانا
تشغل الحمامات الرومانية في مدينة بصرى الأثرية موقعا متميزا وسط المدينة القديمة يعكس أهميتها في حياة السكان الاجتماعية في العهد الروماني حيث عدت مكانا لعقد الصفقات التجارية وتبادل المعلومات إضافة لدورها الترفيهي .
وقالت المهندسة وفاء العودة رئيسة دائرة آثار بصرى إن توسع القسم الأول من الحمامات بشكل سريع في القرن الثالث الميلادي يدل على فعالية البناء وتزايد عدد السكان موضحة أن الحجرات جهزت بالأحواض المناسبة وكسيت الجدران بالألواح الرخامية وزينت بالرسوم الجدارية وفرشت الأرضية بالألواح الرخامية أو بالفسيفساء كما تم بناء ساحات مكشوفة مزينة بأروقة معمدة .
وتشير المعطيات الأثرية التي تم الكشف عنها ولا سيما الأدوات والكسر الفخارية إلى أن الحمامات شهدت في القرن الرابع و مطلع القرن الخامس مرحلة إصلاحات وتنظيم دقيق و متسع و إشادة أبنية جديدة وبناء فسحة خارجية في القرن السادس لتتغير صورة التنظيم والتوظيف للحمامات في القرنين الثاني عشر و الثالث عشر للميلاد من خلال بناء مجموعة من الحوانيت التجارية فوق الشوارع المحيطة بالحمامات مع مد شبكة من الطرقات تخترق الأبنية القديمة و تمديدات جديدة من قساطل المياه المصنوعة من الفخار المشوي .
وأضافت العودة أن الحمامات كانت تحتوي على أربع صالات بنيت جميعها من الحجارة البازلتية المنحوتة بشكل جيد وبمقاييس كبيرة على شكل مداميك منتظمة متساوية الارتفاع مع وجود أخاديد في الجدران تحتوي على أنابيب المياه الساخنة و الهواء الحار فتحت فيها نوافذ مغلقة خارجيا بمصاريع خشبية مزدوجة و من الداخل بواسطة زجاج ملون كما وجدت أحواض زجاجية مفتوحة وضعت داخل الجص بين ركائز من القرميد في حين بنيت القباب من الأسفل مرتكزة على الجدران .
وقال باسم حسن رئيس البعثة الوطنية العاملة في الحمامات الرومانية إن البعثة عثرت في هذا الموقع على سراجين فخاريين وعدد من الكسر الفخارية المختلفة الأشكال والأحجام تعود إلى الفترة البيزنطية لافتا إلى أن البعثة نظفت الغرفة المجاورة للدرج الغربي من جهة الشمال و عملت على إفراغ الغرفة من الردميات لتعثر على غرفة أبعادها 360 سم و 480 سم تتوسطها قنطرة مبنية من الحجر النحيت ارتفاعها 210 سم .
و لوحظ في الجزء الداخلي من الغرفة جدار بأسفله فتحات تدل على إضافته بفترة زمنية لاحقة وباب حجري صغير عند المدخل من الخارج و 3 سرج فخارية تعود للفترات البيزنطية والأموية والمملوكية وعثر في الممر الخارجي على عمود بازلتي ارتفاعه 155 سم و قطره 80 سم كتب عليه باللغة اليونانية اسم لقائد روماني يذكر لأول مرة و ينقصه حرفان اورليوس فورتناتوس وفق الترجمة التي قام بها الفريق الفرنسي العامل ضمن بصرى وتاج نبطي ارتفاعه 43 سم و قطره 37 سم مفقود منه ثلاثة رؤوس .
عثر في الجزء الغربي من الساحة الشمالية للحمامات على الأساس الخاص بالجدار الخارجي لسور الحمامات وكان عبارة عن حجارة مستطيلة الشكل
وأضاف حسن أنه عثر في الجزء الغربي من الساحة الشمالية للحمامات على الأساس الخاص بالجدار الخارجي لسور الحمامات وكان عبارة عن حجارة مستطيلة الشكل مختلفة الأحجام كما تم الكشف في الجزء الخارجي من جهة الشمال عن قناة تصريف المياه المالحة للحمامات الرومانية بنهايتها كمية كبيرة من الكسر الفخارية البيزنطية ويشكل السور سقفا للقناة بطول 5ر8 أمتار و يتجه من الغرب إلى الشرق ثم تتجه القناة باتجاه الجنوب .
وأضاف أنه يجاور القناة من جهة الشرق بقايا لغرفة تصل أبعادها الداخلية إلى 330 و 370 سم توجد فيها من الشرق أربعة حجارة تشكل جزءا من قنطرة و في الجهة الجنوبية منها تم العثور على قاعدة حجرية غير منتظمة أبعادها 34 و 40 سم يعلوها عمود صغير الحجم قطره 30 سم و ارتفاعه 52 سم مبينا أنه إلى جوار الغرفة السابقة من جهة الشرق تم الكشف عن ممر يصل إلى بداية الغرفة من جهة الشرق مبلط بحجارة طولية يتراوح طولها ما بين 1 إلى 5ر1 متر .
وكان في بصرى ثلاثة حمامات كبيرة عامة تقدم خدمة التدليك للزبائن عبر خصائيين كما كان من الممكن تعديل الحرارة بواسطة ترس معلق تجاه فوهة الموقف بسلسلة يستطيع الشخص أن يجذبها أو يرسلها فينزل ويصعد الترس أمام الفوهة و هكذا ينطلق الهواء الساخن والبخار ويمد البلاط بالحرارة أما الماء فكان يندفع من خلال قساطل من الفخار تدخل في أقنية معدة في الجدران.
وتعود الحمامات الرومانية حسب المعطيات الأثرية إلى فترات عصر البرونز و من ثم عصر الحديد واندمجت مع التنظيم العمراني للمدينة النبطية لتصبح موضع الاستعمال كبناء للحمامات في منتصف القرن الثاني حيث تطورت وازداد طولها شرقا و غربا بشكل تدريجي ومرحلي حتى النصف الأول من القرن الثامن بعد الميلاد .
تقرير: قاسم المقداد
تعليق