إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بجاليري“إدوارد تايلور ناهيم فاين آرت”للفنان سام فرانسيس نحو التلاشي بأعمال «فن أبوظبي» و «الربيع العربي»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بجاليري“إدوارد تايلور ناهيم فاين آرت”للفنان سام فرانسيس نحو التلاشي بأعمال «فن أبوظبي» و «الربيع العربي»



    مختبر إبداعي تتحاور تحت خيمته فنون العالم و «الربيع العربي» حظي بعملين
    أعمال «فن أبوظبي».. إفصاحات الضوء
    شـهـيـرة أحـمـد


    نحو التلاشي
    في جاليري “إدوارد تايلور ناهيم فاين آرت” عرضت لوحة للفنان سام فرانسيس بعنوان “نحو التلاشي – الثالثة، 57- 1958 “، وهي تبدو اللوحة في تقنيتها اللونية تجسيداً فعلياً لفكرتها حيث تتكون من كتل لونية تبدو للمشاهد وكأنها تتدحرج نحو التلاشي والاختفاء، وإن كان الفنان أضفى عليها بعض التوازن عندما دمج على يمينها عناصر مستوحاة من أحد أشهر اعماله السابقة وهو سلسلة لوحات “الكرات الزرقاء” بينما يحتل البياض مساحة كبيرة من اللوحة التي رسمها فرانسيس مستخدماً أسلوباً فنياً يجعلها تظهر بشكل يشبه الرخام.
    عرضت هذه اللوحة في العديد من المعارض الاستعادية الهامة التي اقيمت خلال الستينيات والسبعينيات ثم لاحقا في التسعينيات في المانيا وفرنسا. ولإنجازها بهذه المقاسات الضخمة عمد سام فرانسيس الى استخدام باقة معبرة ومتناغمة من الاشكال والألوان – ما زالت تحتفظ بنضارتها حتى الآن – رغم أنه انجزها في 1957.
    وفي جو من الاستفزاز بالمعنى الإيجابي عرض “آرت سوا جاليري” عدة أعمال تميزت كلها بأسئلتها الاستفزازية التي تثير الوعي وتدفع بالمشاهد إلى مناطق معتمة في الوعي البشري تكلست بفعل العادة أو المألوفية، وإذ تحاول أعمال الفنانين المشاركين، خاصة محمد عبيدي الذي قدم عمل فيديو ناقش من خلاله مشروع اللباس الرسمي وتحولاته الشكلية التي تحمل في رحمها تحولات مضمونية، فهي تسعى في الوقت نفسه إلى إقلاق الأفكار الساكنة وخضّها بقوة بحثاً عن زبدتها او الثمين فيها. كذلك فعل العمل الفني “الكرسي والدائرة” الذي قدمه “لام آرت جاليري” للفنان السعودي مهدي الجريبي الذي ناقش عبر عمله فكرة العلاقة بين الأشياء في المحيط نفسه. فالعمل عبارة عن كرسي مهترئ خرجت أمعاءه الداخلية أو برزت عوراته ولم يعد صالحاً للجلوس موضوع في دائرة، وإذ يقدم لنا الفنان الكرسي متجاوزاً حضوره الدلالي المألوف يطرح سؤاله عن فصاحة الكائنات التي تجاورنا، والتي قد تختلط أحياناً في وعينا. وهو أيضاً ما فعلته حاءات الفنان أحمد البحراني الثلاث التي جاءت في عمله “حب وحرب وحلم”.
    من قلب العنف والموت يخرج الأمل.. هكذا يخبرنا عمل البحراني. ثلاث حاءات تختصر المشهد وترفع منسوب الغبطة وهي تعلن الجمال نقيضاً للقبح، والحب نقيضاً للحرب، والحلم نقيضاً لكل ما يغتال الأحلام والأماني. هي دعوة لكي تنتصر الحياة على الموت، والتسامح على التعصب. العمل عبارة عن سيارة محترقة تعرضت للقصف لكن تخرج منها بالونات طائرة في إحالة الى الفرح والأمل الذي ترمز إليه بالونات الطفولة. يجعلنا عمل أحمد البحراني نتوقف برهة لمراجعة مساراتنا، ويجبرنا على التفكير في هذا الجنون الذي اخترناه للعيش كبشر.
    وفي جاليري “ليسون” اللندني الذي يشارك للمرة الأولى عرض عمل جداري ضخم للفنان الباكستاني راشد رانا بدا أشبه بلوح وجودي كتبت عليه أسماء بشر وأماكن ومنتجات. وبدا عمل “الكف” للفنان فريد بلكاهية قريب من المعنى نفسه لكن من خلال إدراك علاقتنا مع الكف التي تبدو مثل بصمة شخصية تعلن شكل حضورنا في الحياة أو تنبهنا الى ضرورة التوقف لحظة عن اللهاث للبحث عن الغوامض الكبرى التي تحيط بنا من كل صوب.
    وفي “جاليري سلوى زيدان” رسائل كثيرة حملتها مجموعة من الأعمال التي تحفز الذهن على السؤال وتطرح على الحياة أسئلة غير محايدة. من بينها عمل مميز للفنان الإماراتي حسين شريف بعنوان الإضراب (ازدحام) بدا فيه الناس المصنوعين من الأسلاك أقرب إلى سرب من النمل المنظم الذاهب إلى غاية محددة. على الأرض استلقى العمل الغني بمدلولاته التي يضيء عليها نص للفنان يقول فيه:
    سياق هذا العمل يتمثل في الفضاء الأفقي حيث تنتشر وتتوسع كنبتة الجذمور. هذه الأشكال تحاكي حشداً من الناس وهم في حركة نشيطة إلى المستقبل. سياق هذا العمل التركيبي المعاصر يحمل في مضمونه الخطاب الفكري والجمالي للإدراك الجمعي الذي يحاكي التناقضات اليومية التي نعيشها في الزمن الحاضر والتي تكمن في الصمت والإفشاء في الوقت ذاته.
    وثمة عمل للفنانة سلوى زيدان بعنوان “كن الضوء” يمثل وجهاً بشرياً غير واضح الملامح وقد كتب مكان العينين بمصابيح ضوئية صغيرة عبارة “كن الضوء”. يرتكز العمل على المفارقة الدلالية التي يخلقها تناقض الأبيض والأسود، حيث استخدمت الفنانة اللون الأسود لكامل الوجه في إشارة الى الظلمة التي تحيط بنا والتي تكاد تكون شاملة، فيما جاء توظيف المصابيح الضوئية الصغيرة التي تشع في مكان العينين أقرب إلى شيفرة دلالية تأخذ المتلقي الى الأمل. كأن الفنانة تريد القول إن الظلمة الحالكة مرهونة برؤيتنا لها وطريقتنا في قبولها أو رفضها. إن هذا العمل يعيد الى الذاكرة تلك المقولة الشهيرة “أشعل شمعة أفضل ألف مرة من أن تلعن الظلام”، وقد نجح العمل في تحقيق الانطباع الذي رمت إليه الفنانة عندما جعلت الضوء يحتل بؤرة العمل، وتمكنت من قيادة بصر المتلقي وبصيرته إلى حيث أرادت.
    تتعدد الأعمال في سياحتها الفنية والفكرية والتجريبية، تتقاطع وتتفارق، وتقيم فيما بينها المقارنات والمقايسات، وتجري حوارها الخاص.. ويبقى المعرض أفقاً قابلاً للقول، والتجريب، والبحث عن قول آخر في دورة مقبلة.
يعمل...
X