تويت
مؤتمر المنتجات الزراعية التصديرية..
لتنمية القطاع الزراعي ومساعدة المنتجات الغذائية السورية على اختراق الأسواق العالمية
دمشق-سانا
بدأت أمس فعاليات مؤتمر المنتجات الزراعية التصديرية الذي تقيمه هيئة تنمية وترويج الصادرات بالتعاون مع جمعية المصدرين السوريين -سابيا ومجموعة الجودة للدراسات تحت عنوان (أسس علمية واستراتيجية تصديرية) وذلك في فندق الشام.
وأشار عبد الخالق العاني معاون وزيرة الاقتصاد والتجارة إلى ان تطوير معايير الجودة المطلوبة في المنتجات المصدرة يستدعي وضع استراتيجيات وخطط واضحة تحدد الامكانات المتاحة والمزايا التنافسية المتوفرة وتبحث عن الفرص المناسبة والتي تدفع لتطوير الانتاج الزراعي وفق متطلبات الاسواق العالمية من الحقل إلى المستهلك وتحدد الاولويات في المواصفات والمقاييس بكل مراحل الانتاج لافتا إلى اهمية المؤتمر في التشجيع على إيجاد المزيد من شركات تجهيز وتوضيب المنتجات الزراعية التصديرية وايجاد اسواق عالمية لتصريفها ومساعدة المزارعين على تطوير أدواتهم ومعلوماتهم .
وأوضح العاني ان دور الزراعة في النمو الاقتصادي والحد من الفقر يتغير مع حدوث تغيير في نظام التنمية الاقتصادية في الدولة ففي المراحل الأولى من التنمية يمكن أن يسهم القطاع الزراعي بنسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي وبنسبة أكبر من العمالة الناجمة عن زيادة الإنتاجية الزراعية في هذه المرحلة مشيرا إلى ان نسبة مساهمة القطاع الزراعي بالناتج المحلي الاجمالي في سورية تغيرت من نحو 21 بالمئة بالاسعار الثابتة لعام 2006 إلى نحو 13 بالمئة في عام 2008 فيما زادت في الفترة ذاتها نسبة التجارة الزراعية إلى الناتج المحلي الزراعي بمقدار 5ر0 بالمئة .
وأشار العاني إلى ان الحكومة قامت بإعداد البنية التشريعية والمؤسساتية اللازمة لتنمية القطاع الزراعي ومساعدة المنتجات الغذائية السورية على اختراق الأسواق العالمية مبينا ان هيئة تنمية وترويج الصادرات بدأت منذ مطلع تموز الماضي بتنفيذ خطة تنمية الصادرات السورية التي تشمل معظم المنتجات الزراعية والغذائية ونشر الوعي لدى المنتجين والمصدرين لزيادة القدرة التنافسية للمنتجات المعدة للتصدير والترويج لها في الاسواق العالمية إضافة إلى ما يقوم به صندوق دعم الإنتاج الزراعي الذي يعمل على اعداد صيغة جديدة لمصفوفة دعم المنتجات الزراعية لتشمل كل الصناعات الغذائية وتقديم الدعم المادي للمنتجين السوريين وبعض المنتجات الزراعية.
بدوره بين المهندس محمد كشتو رئيس مكتب اتحاد الغرف الزراعية أهمية المؤتمر الذي يشكل خطوة أساسية في تطوير عمل تصدير المنتجات والتمييز بين المنتج الزراعي المعد للاستهلاك المحلي والمنتج الزراعي التصديري مشيرا إلى ان التصدير في الزراعة يأخذ سمة الخصوصية ولا سيما اذا كانت منتجة مئة بالمئة داخل سورية .
ولفت كشتو إلى الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية في القطاع الزراعي من جمعيات واتحادات في وضع برامج وآليات عمل مناسبة لتطوير وزيادة الصادرات من المنتجات الزراعية وإعداد المنتجات المطلوبة والمقبولة في الاسواق الخارجية مشيرا إلى بعض التجارب الناجحة في تصدير المنتجات الحيوانية .
من جانبه قال المهندس عمر الشالط رئيس جمعية المصدرين السوريين للمنتجات الزراعية سابيا ان الإنتاج الجيد بكفاءة عالية و كلفة منخفضة و جودة متميزة تعطي المزارع القيمة الحقيقية لمجهوده والقيمة المضافة لمنتجاتنا لنصل إلى الأسواق الخارجية وان نجاح عملية التصدير تكتمل بضبط الحلقات الكاملة للتسويق من الإنتاج و التوضيب و التعبئة والنقل والترويج .
وأوضح أن جمعية المصدرين السوريين جمعية أهلية غير ربحية تهدف إلى خلق ثقافة الإنتاج من أجل التسويق عن طريق العمل مع المزارع بعد معرفة احتياجات الأسواق و كيفية تطوير المنتجات وطرق حفظها و نقلها لتكون سلعة دولية سهلة التداول و تتطابق مع شروط الاستهلاك و الشراء مع الأسواق العالمية مشيرا إلى اهمية ايجاد شبكة من النقل البري و البحري و الجوي بأسعاره المشجعة بغية الوصول بالمنتجات السورية إلى كل اسواق العالم .
بدوره أشار معروف القدسي مدير مكتب الفيحاء الزراعي راعي التصدير إلى ان عمل الجمعية طوعي غير ربحي وتوعوي كاول جمعية اهلية متخصصة في سورية في التصدير و التسويق بمفهومه العلمي بهدف تعريف المزارع بالانتاج ذي الجودة العالية والكلفة الأقل و المردود الأعلى في وحدة المساحة والانتقال به إلى الطرق الحديثة في الحفاظ على الموارد الطبيعية و البيئية وترسيخ مفهوم الجودة كقيمة مضافة يجنيها المزارع مباشرة .
ولفت القدسي إلى ان الجمعية احدثت مركزا للتدريب على الجودة ومنحت بالتعاون مع شركات اخرى شهادات الجودة و المراقبة والمتابعة لتحسين جودة الإنتاج وتنظيم وحدات الفرز و التوضيب و استخدام افضل وسائل التعبئة و النقل بمعايير الجودة العالمية .
من جهته أوضح ماجد شرف مدير مجموعة الجودة للدراسات أن المؤتمر يركز على أوليات الحياة وهو الغذاء مصدر البقاء مشيرين إلى ان التجارة الزراعية في سورية تكتسب أهمية كبيرة نظراً لكونها احد العوامل المحركة للاقتصاد السوري بالإضافة إلى دورها في تأمين القطع الأجنبي وان الصناعات الغذائية فيها من أهم الصناعات وتحتل مركزاً هاماً من حيث مساهمتها في المؤشرات الاقتصادية الكلية اذ يوجد العديد من الفرص الاستثمارية بهذا المجال على كل الصعد.
مناقشة أهمية عمل الجمعيات الأهلية في تطوير الزراعة من أجل التصدير
وناقش المؤتمر أهمية عمل الجمعيات الأهلية فى تطوير الزراعة من أجل التصدير.
كما ركز المشاركون على استراتيجيات الزراعة التصديرية من أجل التسويق الداخلي والخارجي وتنمية الصادرات في الخطة الخمسية الحادية عشرة بالإضافة للمعايير المطلوبة لما قبل وبعد الحصاد في الإنتاج الزراعي.
وأوضح مدير هيئة وتنمية وترويج الصادرات حسام اليوسف أهمية تطوير البنية التشريعية للتجارة الخارجية مع تزايد الحاجات الإنسانية وعدم قدرة أي دولة على إنتاج كل ما تحتاجه من السلع والخدمات بشكل منفرد مشيرا إلى أن سورية قامت بتحرير التجارة وبشكل تدريجي مع الدول العربية وعدد من الدول الأجنبية والاتحاد الأوربي ولكن انفتاح السوق المحلية أمام السلع الأجنبية وتحويل التجار الوطنيين إلى مستوردين يؤدي إلى إجهاض العديد من الصناعات الوطنية.
وأشار اليوسف إلى عملية التحرير التجاري والاتفاقيات التجارية التي وقعتها سورية والتي تغطي الاتفاقيات أكثر من 90 بالمئة من حجم التبادل التجاري الخارجي لسورية لافتا إلى أن حوالي 40 بالمئة من العمالة السورية تعمل في نشاطات لها علاقة بالتصدير.
وأضاف أن الحكومة تعمل على عدة مستويات لتحفيز الصادرات من خلال تحسين الجودة ورفع كفاءة الإنتاج المحلي عن طريق الدراسات وتأمين الخبراء وتوفير المعلومات وتدريب المصدرين والأعمال التي تساهم بالترويج للمنتجات السورية مثل تغطية جزء من كلفة المشاركة بالمعارض الخارجية أو من كلفة حملات الدعاية والإعلان وتخفيض كلفة التصدير عن طريق تحمل جزء من تكاليف التصدير.
وبالنسبة إلى أهمية عمل الجمعيات الأهلية في تطوير الزراعة من أجل التصدير لفت المهندس عمر الشالط رئيس مجلس إدارة جمعية المصدرين السوريين للمنتجات الزراعية إلى ضرورة تفعيل دور القطاع الخاص لما فيه مصلحة الاقتصاد الوطني مستعرضا شروط إنشاء مؤسسات وجمعيات هدفها غير ربحي مشيرا إلى شمولية الأهداف التي تبدأ من الإنتاج حتى الوصول إلى الأسواق المحلية والخارجية وتنوع المواد والأسواق والتعريف بالمنتجات السورية لتصبح علامة مميزة ودلالة على رغبة المستهلك أينما وجد وذلك بوسائل علمية متطورة من خلال زيادة ثقافة المنتج وبالتعاون مع المصدر والسوق الخارجي والبحث العلمي والتعاون مع الجامعات والمعاهد وتدريب الكوادر سواء للعاملين في الشركات الأعضاء أو المنتجين أنفسهم وإطلاعهم على خبرة الآخرين في الإنتاج والتسويق.
ولفت الشالط إلى أهمية تعزيز التواصل بين الهيئات المختصة في سورية كهيئة تنمية وترويج الصادرات واتحاد المصدرين السوريين وبين الشركات المصدرة والمنتجين لتطوير الصادرات بما يناسب الحاجة للتصدير في سورية والعمل على حلول المشكلات التي تواجه التصدير والمعرفة العميقة للحاجات وتوسيع رقعة العمل وعدم الاعتماد على أسواق تقليدية قد تتغير معطياتها.
من جهته أوضح الدكتور محمد عادل غندور من جمعية هيا المصرية أن المعايير المطلوبة لمعاملات ما قبل و بعد الحصاد فى الانتاج الزراعى النباتى للتصدير والتصنيع و للسوق المحلى تتطلب معرفة نوعية المحاصيل لغرض التصدير والوصول إلى الاسواق العالمية مشيرا إلى أن الإجراءات ما قبل الحصاد تعني الترتيبات العملية اللازمة لإنجاح الزراعة بغرض إنتاج منتج زراعي صالح للتصدير طازجا او مصنعا وذلك لتحقيق أعلى إنتاج بأفضل مواصفات تصديرية وباقل التكاليف بالموعد المحدد.
ولفت الغندور إلى أن انتاج محصول ذي مواصفات تصديرية عالية يتم بواسطة المزارع او المنتج من بداية اختيار المحصول واختيار الصنف الذى سيقوم بزراعته وطرق الانتاج المتعددة الذى سيتبعها.
ومن جانبها أكدت الدكتورة الفت الشيتي عضو المجلس التصديري للحاصلات البستانية في مصر أهمية التكتلات الزراعية وضرورة العمل على خفض التكلفة للانتاج الزراعي مشيرة إلى ضرورة دراسة الأسواق الخارجية واحتياجاتها وإقامة دورات للمزارعين والوصول إلى أبعد قرية لإيجاد ثقافة تصديرية لدى العاملين في الزراعة.
ويناقش المؤتمر أهمية عمل الجمعيات الأهلية في تطوير الزراعة من أجل التصدير وإستراتيجية مجلس التصدير المصري لزيادة صادرات البساتنة و استراتيجيات الزراعة التصديرية من أجل التسويق الداخلي والخارجي و تنمية الصادرات في الخطة الخمسية الحادية عشرة بالإضافة للمعايير المطلوبة لما قبل وبعد الحصاد في الإنتاج الزراعي ويتضمن اليوم الثاني زيارات ميدانية لشركات تعمل في الساحل السوري للاطلاع على ما تقوم به من عمليات تجهيز وتوضيب وتصدير للخضار والفواكه وزيت الزيتون إلى بعض الاسواق الاوروبية .
ويشارك في المؤتمر ممثلو المنظمات والاتحادات والغرف الزراعية والتجارية والصناعية والجمعيات الأهلية لتحسين الجودة والروابط المحلية والعربية والدولية والوزارات المعنية وشركات التوضيب و التجهيزات والأدوات والآليات الزراعية إضافة إلى شركات المنتجات الزراعية والبذور و شركات الري الحديثة والمصارف و التأمين و الشحن البري الجوي البحري .