إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المغترب الرحالة ( عدنان عزام) 1300 يوم حول العالم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المغترب الرحالة ( عدنان عزام) 1300 يوم حول العالم




    الرحالة "عزام" ألف وثلاثمئة يوم حول العالم

    لمى يوسف

    «كان لدي توق جارف وفضول لمعرفة العالم "العربي".. التقيت "الأوروبي" في منطقة "الخليج"، ليبدأ الصراع معه لأنه غير مهتم بمعرفة "العربي" وحضارته.. ودعم فكرتي حينها كتاب "الاستشراق" "لادوارد سعيد" وهي أن "الغرب" يفهمني بشكل خاطئ وعلي تصحيح صورتي لديه.. فتبلور لدي مشروع الهجوم المعاكس 1980 وقابلتهم بقافلة ثقافية وحوار ثقافي..

    بحثت عن وسيلة السفر متأملاً صحراء "أبو ظبي" حيث كنت.. فخيل لي أن قافلتي ستسير على حصان "عربي" من "دمشق".. فعدت أدراجي إلى "دمشق" لأعد للرحلة التي ستبدأ بعد أشهر.. لتنهال علي الأسئلة المرهقة التي كانت غامضة لي ربما لصغر سني حينها.. كيف السير إلى "أوروبا" على حصان؟ أي طريق سأعبر؟».

    هذا ما قاله المغترب الرحالة "عدنان عزام" لدى لقائنا معه أثناء عودته الأولى لبلده سورية بعد عشرين عاماً من الاغتراب في "فرنسا"..

    ويضيف: «كان الأهم أن أستطلع الطريق قبل الانطلاق.. وأمضيت أسبوعاً فقط في "باريس" للكشف على المسار الأسلم فعند قوس "النصر" تأكدت أن الأمر ممكناً من "باريس" بوابة أورليون، وقفت عند بوابة "الشمس" وبوابة "الجنوب مرسيليا" للانتقال إلى جنوب فرنسا، حاملا معي ورقة كتبت عليها "دمشق- سورية" باللغتين العربية والفرنسية بهدف الانتقال بالسيارات المارة "أوتوستوب" "التوقف الطوعي".. كان التعاون واضحاً من قبل المارة والقاطنين سواء أكانوا عرباً أم أوروبيين، بعضهم بسبب الفضول لغرابة الفكرة، والآخرون إيماناً بالهدف الذي أنشده.. بلغاريا كانت الأسوأ خلال الاستكشاف لعدم حصولي على ما يلزمني في مساري.. لأتابع إلى تركيا ثم سورية من الشمال، وأسارع إلى الجنوب حيث مدينتي "السويداء"..».

    في حديثه عن مسار الرحلة يقول المغترب "عزام": « بدأت الرحلة في 6 تشرين الأول 1982 آثرت الانطلاق فيه لأهمية رمزية التاريخ، وأثناء الطلقة الأولى التي اعتدنا على سماعها في كل عام بنفس الساعة عند الواحدة ظهراً، انطلقت قافلتي من "المشهد" منتصف القرية بحضور والدي والمحافظ آنذاك، وأهل القرية..»

    متابعاً: «التجربة غنية وهي مدرستي الأولى بعد القراءة الرحالة مع عائلته في زيارة اللاذقيةوالكتابة من حيث الحصول على المعرفة، حاولت حسب الإمكانيات المتاحة أن أقدم شعبي وبلدي وحضارتي بأبهى صورة، وأكثر ايجابية رغم الصعوبات استطعت إيصال الفكرة وتغيير الصورة النمطية التي ترسمها قيادات الغرب عن بلدي، ليس كما كنت أرغب وأتوقع، ولكن لا بأس بها.. وصلت تركيا من باب الهوى، دخلت "الريحانية"، "اسكندرون"، "انطاكيا" و"أضنة طرسوس"، غادرت سورية إلى بلاد الأناضول باتجاه "أنقرة".. وكنت أسعى للاتصال مع والي المدينة أو المحافظ ومختار كل القرى التي أدخلها، والأهم الصحافة لنشر هدف رحلتي لكون الإعلام صلة الوصل الأوسع بيني وبين الناس.. ردود الأفعال مختلفة كان منها المؤيد والمعارض لكن 90% ايجابي و10% غير مقتنع..الإقبال وتقبل الفكرة الأوسع كان في اليونان فقد استقبلت بشكل كبير ودعيت للمشاركة بأكبر مهرجان سنوي وحظيت بلقاءات صحفية وتلفزيونية كثيرة ويعود هذا الاهتمام لأن الذهنية في "اليونان" مختلفة عن الذهنية في أووربا، وربما اختيار الحصان كان له دور أيضاً لربط الماضي بالحاضر لدى اليونانيين.. لتستمر الرحلة في ايطاليا.. وكان وصولي إلى فرنسا، وهي الأصعب لعلاقتها الأكثر جدلية مع سورية لكونها تجمع بين المتناقضات، وأول ما وصلت عند "قوس النصر" بدأت أسترجع ذكرياتي الأليمة وحكايا والدتي عن الاستعمار "الفرنسي" الذي شرد أهلها وذكريات أعوان الاستعمار الثقافية حيث كانوا يقدمون جرعات غير واقعية لاستقطاب الإعجاب بفرنسا من خلال أفلام وكتب كثيرة.. تعاملت مع ذكرياتي بواقعية ومكثت في تلك الأرض خمسة أشهر لكونها بلد الرحالة وفيها إحدى أكبر مدرسة "استشراقية" في "أوروبا"، التي صنعت كبار أدباء الرحلة في فرنسا مثل "شاتوبريان، دونرفال، رامبو.. وغيرهم الكثير".. التقيت رحالة كثر من مشاركته في كرنفال باليونانجمعية "رحالة فرسان المسافات الطويلة".. ودعيت إلى استقبال رسمي ومؤتمر صحفي فيها.. وحصلت على معلومات جمة من اللقاءات التي رافقت قافلتي ما عمق ثقافة رحلتي.. والتقيت رحالة وصلوا إلى سورية وسمعت منهم عبارات الإطراء عنها، ولكن لم أر في ذلك الوقت مواقف مؤثرة على الساحة الثقافية الفرنسية- السورية خلال 1983 وقد اختلفت عنها اليوم.. التقيت في فرنسا رئيس تحرير مجلة عربية "الحياة العربية" "أ.أحمد حافظ" فاحتضنني وعلمني الكتابة الصحفية، وطلب كتابة تفاصيل رحلتي بمقالات ضمن حلقات عشر ما أمن مورداً مالياً لمتابعة الرحلة مع المورد الذي أمنته من الدروس التي ألقيتها في بعض المدارس ضمن مسار رحلتي بمساعدة العديد ممن التقيتهم..».

    مضيفاً: «تابعت القافلة سيرها إلى اسبانيا وبعدها أمريكا التي استمرت مدتها 14 شهراً وكسرت يدي ضمن هذه المدة.. ثم عدت إلى اسبانيا ومكثت فيها ثلاثة أشهر وتابعت إلى المغرب العربي والجزائر وتونس، لأركب البحر مدة شهر مع حصاني حتى وصلت السعودية والتي قضيت بها خمسة أشهر لأصل إلى الأردن ثم سورية نقطة البداية في تموز 1986 وبذلك استمرت رحلتي 4 سنوات.. وبعد أن أنهيت رحلتي بفترة غادرت إلى فرنسا لاستكمل مشروع الحوار الثقافي مع الغرب، وبقيت إلى اليوم وكونت جمعية "مسيرة القيم" لأكمل مشروعي من خلال المحاضرات والندوات وكل ما له علاقة بالحضارات العربية والتراث العربي إضافة إلى جانب اجتماعي يهتم بالمغتربين العرب الذين أصبحوا فرنسيين من أصل عربي والتركيز على هويتهم العربية والدفاع عن حقوقهم ضد أشكال التفرقة الذين يتعرضوا لها..».

    ليشير في نهاية حديثه: «في تلك الفترة نشرت كتابا بالفرنسية عن تقليد وسام الاستحقاق من درجة فارسالرحلة بعنوان "فارس الأمل" ثم أعدت نشره بعد تعديله تحت عنوان "بين الشرق والغرب" كما قمت بإخراج وإنتاج فيلمين عن أحوال المهاجرين في فرنسا.. واليوم أعود إلى سورية بهدف إصدار كتاب عن الرحلة باللغة العربية في وزارة الثقافة السورية، والتجهيز لتصوير فيلم وثائقي عن هذه الرحلة لصالح قناة "الجزيرة الوثائقية"..».

    تجدر الإشارة إلى أن السفير "برنار باجوليه" قد قلد باسم رئيس الجمهورية الفرنسية المغترب "عدنان عزام" وسام الاستحقاق من درجة فارس بمجلس "الشيوخ الفرنسي" في 16/2/2009 بحضور سفيرة الجمهورية العربية السورية "لمياء شكور" والعديد من الشخصيات العربية والفرنسية.
يعمل...
X