إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سوزان خليل رحيق توضحه نثرات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سوزان خليل رحيق توضحه نثرات


    سوزان خليل رحيق توضحه نثرات

    دمشق ـ علاء الجمّال

    نثرات قصيرة مقتضبة، مُكتملة المعاني، تضعنا في جوها الرمزي الحِكَمي الشاعرة السورية "سوزان خليل" لنكون عند قراءتها على ملامسة تامة لعالمها الشفاف الذي تطلُ به بين وقت وآخر بنصوصها الصغيرة الأشبه بمقولات الفلاسفة الحكماء، ظاهرها البساطة، وباطنها فلسفة عميقة حساسة، توضح لنا صوراً حكائيّة تشكل بجملتها شكلاً من أشكال الحياة بنقيضيها الفرح الحزن، مُقتبسة من مراحل الـتأخر، النضج، التحضر، الإنسان، التاريخ، الحب...
    تقول الشاعرة في إحدى نثراتها: «بينما العرب يقرأونتاريخ نكساتهم...كنت أنا أمـام حضرة جمـالك،أكتشفحضـارة أحدث مملكات النحل»
    تراها هنا تشرح مأساة العرب بتبسيط قصير واضح ملخصها الانشغال بذكر النكسات والتأزم... بينما العالم يقف صاغراً بين عصور الحضارة والتطور والنماء، فكان تشبيها للحضارة العالمية بحضارة مملكات النحل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    بتعبير آخر لها تقول: «كتاب التاريخيعجُّ بالموتى، وكاتبهُ مات، وحده الكتابمازال يعيش» مشيرة كتوضيح إلى أن التاريخ حمل بصمات العظماء والتعساء على اختلافهم منذ قدم العصور، وما زال يحمل بصمات جديدة.. لقد أضحى التاريخ بمخزونه كتاباً لا يموت، مؤلفه أنفسهم هؤلاء الذين صنعوه ورحلوا ويتجددون.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    وفي نثرة أخرى تقول: «لمحتُ أذنيهتلاحق تَحركات شفاهي، تريثتُ قليلا على مفرق عبارة كي يقطع،تراجعتْ شفتيالسفلى خطوة، هرّت كلمة تلتها أخرى،تفقدتُ نفسي قبل مغادرتها،نفضتهاوإذا به يجريلاهثا خلفالمعنى في قلبالشارع».
    وهنا تأخذك "خليل" ببساطة مُفرداتها إلى جو التأثير الباطني المُعبّر، تستقي المفردة من ينبوع العطف، الوعي، النضج.. فتنسال حروفها على خدود الزمن، مُتحركة كقطرة مطر فجيري، ما أن ترها عين عاشق حتى تهرع إلى تلمسها اشتياقاً وانبهاراً بسحر ما رأت..
    وما ذلك ما إلا دلالة لعطش الباحث عن جمال الوعي الباطني، ونضج العاطفة والاشتياق إلى مشاعر الفرح الصحيحة، التي تترك النفس في غمرة الامتلاء، والتقبض لاكتشاف الآتي من الغموض.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هي أقصوصات الماضي سيما الأليمة منها، التي تشير إليها في عبارات أخرى موضحة انعكاسها على الذات، وما تحدثه بمجرّد ذكرها من تغيير وتبدل غير إيجابي.. مشبهة الماضي بالحطب الذي سرعان ما يشتعل يتجمهر ثم ينتهي إلى دخان ثمّ رماد.. بينما (الآن) قوة مُتجددة.. شبهتها بالموج الزمني الذي تكشفه العين المتأملة الوضاءة بالطموح، القوة، الألق، فتجدها كل الوقت ما بين بحث وعلم.
    تقول: «ليُرَقّص أحدكم الموج على سواحل عيني، أود أن أسمع خشخشة الأساور في دمي، إليّ كل ما يمكنحرقه، نسيانه، سريعاً، قبل أن يقلب الحطب مزاجه،ويُقلع عن التدخين»
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    «المعنى الطويل أنت،
    مسافة متروكةتسرح على مزاجها
    بدء الكلمة أنت،
    انتصاف ليلها وظهيرتها أنت،
    كم كم أنت ؟
    ما زلت أنتظرك في آخر الكلام
    وسأكتفي
    ربما ربما...
    أنفق كل تفاصيلكطمعاً بمعان جديدة»


    لاحظ في نثرتها هذه عاطفتها، هذيانها، أشواقها، مشاعرها، اختلاجاتها.. إنها لحظات الانتظار.. انتظار التوأم الروحي الذي يكون بشخصها مثيلاً.. التوأم الذي هو هي، إنها ثنائية الذكورة والأنوثة.. الرجل المرأة.. غدان لقلب واحد هو العشق.. تراه في صورة مُتخيلة يُنسج من عبير مُفرداتها كائناً مثالياً ليس بشبيه له، شغفه اثنين: هي وعطاء الكلمة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أما هنا فلاحظ تجسّد النقيض لحالتها السابقة «يتذكرني أول الحصاد، نسيت أن أخبره ..أني ما عدت قمحاً لكني أحتفظ بطبائعه» فهي تشير إلى المرأة الجمال العذرية الكمال السحر.. بهجرها يغيب عنها كل هذا الوميض وتغلب صفات التراجع... فلم يبقى من تلك الخصوصية الولود سوى ذكرى عابرة والذكرى لا تتحول إلى واقع بمجرّد تذكرها صدفة، فقد أفرغت السنبلة قمحها، ولكنها تبقى تحتفظ في نواتها على طبيعة الأرض.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
    ومع نثرتها الأخيرة «لأن الملحيحفظ القلوب من التلف،كن واثقاًلن يمسسكسوء» تشبه الملح بقوة إيمانك الداخلي بنفسك بقواك بزمنك بحاضرك بأهدافك، فلا تيأس، بل حاول واستمر في المُحاولة، فإنك في الوقت المُناسب ستجد مُحاولاتك وقد أضحت درباً جديداً لك يحميك لأنك اكتسبت الخبرة، والخبرة مفتاح الوصول.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ○ ــــــــــــــــــــــــــــــــ ○ ــــــــــــــــــــــــــــــ ○ ـــــــــــــــــــــــــــــــ




يعمل...
X