إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لكل يوم عمله - إعداد المحامي :بسام المعراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لكل يوم عمله - إعداد المحامي :بسام المعراوي

    لكل يوم عمله
    إعداد المحامي :بسام المعراوي

    إن أردت النجاح في إنجازك لأعمالك ما عليك إلا أن تعمل وفق القاعدة المهمة التي تؤكدها كلمة للإمام علي عليه السلام يقول فيها :
    (( اعمل لكل يوم بما فيه ترشد )) .( ميزان الحكمة /ج6،ص540) .
    إن هذه الكلمة الموجزة هي قاعدة هامة مفيدة لأداء عموم الأعمال . فكثيراً ما تتزاحم الأعمال على الإنسان من كل حد و صوب، و ليس له وسيلة لإنجازها إلا تخطيط الوقت و العمل . و بالتخطيط يتمكن المرء من إنجاز الأعمال الكثيرة من دون أن تتزاحم عليه .
    و من أنواع الزحام الناتجة عن عدم التخطيط أو سوئه، الازدحام الفكري أو الدهني . و هو أن يزدحم الذهن بالأعمال فلا يدري الإنسان بأي عمل يبدأ، فيكون ذهنه هدفاً لخطوط متشابكة من التفكير في الأعمال الأخرى أو تذكرها حين القيام بالعمل الواحد .
    و من الأمور الهامة في التخطيط، أن يحسب المرء للوقت و اليوم حسابه، فالحياة ما هي إلا مجموعة أيام،هذه الأيام لابد أن تستغل يوماً يوماً حتى تكون خير شاهد لنا و ليس علينا، فقد قال الإمام الصادق عليه السلام :
    (( ما من يوم يأتي على أبن آدم إلا قال ذلك اليوم يابن آدم أنا يوم جديد و أنا عليك شهيد، فقل في خيراً و أعمل في خيراً أشهد لك يوم القيامة فانك لن تراني بعدها أبداً )).
    ( بحار الأنوار / ج7،ص235) .
    و لا يحسبن الإنسان أن أيامه رخيصة، فيؤجل أعماله، و عليه أن يعلم أن الأيام قطعة من عمره، و أن (( الساعات تخترم الأعمار تدني من البوار )) كما قال الإمام علي عليه السلام ( غرر الحكم) .
    و بما أن الأعمار تنقضي بمجرد مرور الساعات و الأيام فلا بد أن يعد المرء لكل يوم حسابه الخاص به .
    بادر الفرصة قبل أن تكون غصة
    قال الإمام علي عليه السلام :
    (( بادر الفرصة قبل أن تكون غصة )) . ( ميزان الحكمة /ج7،ص443) .
    إن أي عمل حضاري منجز، سواء كان اجتماعيا أو سياسيا أو اقتصاديا، أو في أي حقل من حقول الحياة الأخرى، إنما أنجز من خلال مبادرة الفرصة و انتهازها .
    و لو تأمل المرء حياة الناجحين، و حياة الفاشلين في الحياة، لوجد أن حياة الناجحين عبارة عن مجموعة من الفرصة المستغلة و المنتهزة ، أما حياة الفاشلين فهي عبارة عن مجموعة من الفرص الضائعة و الأوقات غير مستثمرة .
    و على صعيد الشعوب، كم من شعوب واتتها فرص التحرر و الاستقلال في أوقات عصيبة من حياتها فلم تنتهزها، فظلت تعيش تحت نير التسلط و التعبئة .
    و لو تأمل المرء تاريخ البشرية، لوجد أن هناك كثيرا من الناس و الأقوام و الأمم، ضاعت عليها فرص كثيرة، و ذلك بسبب عدم مبادرتها إلى اغتمامها . فاغتنام فرص الخير من أبرز و أهم عوامل نجاح الإنسان، لذا يقول الإمام علي عليه السلام :
    (( الفرصة تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخير )) . ( ميزان الحكمة /ج7،ص442) .
    و الحقيقة يجب أن ينتبه إليها هي أن المرء لا يضمن رجوع الفرصة مرة أخرى، فهي تذهب و قد لا تعود.
    يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
    (( كن في الدنيا و كأنك غريب، أو كأنك عابر سبيل، و عد نفسك في أصحاب القبور )) . ( بحار الأنوار/ج73،ص99) .
    و في هذا الحديث يحث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإنسان على أن يعتبر نفسه كالغريب في الدنيا، أو كواحد من الموتى، و ذلك لكي يستثمر أوقاته و يستغل فرص الخير و يبادر إليها .
    و يقول صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً :
    (( من فتح له باب من الخير فلينتهزه فأنه لا يدري متى يغلق عنه )) . ( ميزان الحكمة /ج7،ص444) .
    فحينما ينغلق على الإنسان باب الخير، لا يدري متى بفتح له لكي يستغله مرة أخرى، إذا لم يغتنمه، فلا جدوى من الندم آنئد .
    روي أن جبرائيل عليه السلام قال لنوح عليه السلام :
    (( يا أطول الأنبياء عمراً، كيف وجدت الدنيا ؟
    قال : كدار لها بابان، دخلت من إحداهما و خرجت من الآخر )) . تنبيه الخواطر ص(106) .
    فالحياة هي ممر بين بابين، و على الإنسان اغتنام هذه الفترة الزمنية التي بين البابين .
    يقول الإمام علي عليه السلام :
    (( أيها الناس الآن ! الآن من قبل الندم، و من قبل أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله، إن كنت لمن الخاسرين، أو يقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين، أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فاكون من المحسنين )) . ( بحار الأنوار /ج77،ص375) .
    فالعمر يمضي، و لا تعود لك دقيقة أو لمحة بصر منه، فماذا ينتظر الإنسان ؟
    و لم لا يبادر إلى فعل الخيرات ؟
    و لم لا يعتبر بالماضين ؟
    فقد قال الإمام علي عليه السلام :
    (( إن الدهر يجري بالباقين كجريه بالماضين، ما يعود ما قد ولى، و لا يبقى سرمداً ما فيه، آخر فعاله كأوله، متسابقة أموره متظاهرة أعلامه )) . ( غرر الحكم ) .
    إن على الإنسان أن ينظر إلى الماضين، و أن يأخذ منهم الدرس و العبرة في كيفية قضائهم لحياتهم، و في كيفية نجاحهم أو فشلهم .
    أو ليست الدنيا سوى الأيام و الأشهر التي تمضي و تتصرم ؟
    يقول الإمام علي عليه السلام :
    (( الدنيا كيوم مضى و شهر انقضى )) . ( غرر الحكم ) .
    و يقول الإمام الباقر عليه السلام :
    (( بادر بانتهاز البغية عند إمكان الفرصة، و لا إمكان الفرصة، و لا إمكان كالأيام الخالية مع صحة الأبدان )) . ( بحار الأنوار /ج78،ص164) .
    إن الفرصة لا يمكن اغتنامها إلا إذا كانت ممكنة، و من أهم وجوه الإمكان، صحة الأبدان، إذ المرض قد يعيق الإنسان من اغتنام الفرص التي تقوم صحة الحسم بدور أساسي فيها . من جهة أخرى لو أن شخصا أصيب بمرض عضال، و راجع الطبيب و فحدد له حدفاً متوقعاً بعد ستة أشهر – مثلاً – مع العلم أن الأعمار بيد الله عز و جل، فأن هذا الشخص قد يتحول إلى أكبر منتهز للفرص .
    و بناء عليه فأن على الإنسان أن يفتش – في حياته – عن فرص الخير، و مقومات النجاح، و أن يعرف كيف ينتهز الفرص في الوقت المناسب .
    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
    (( و الله ما يساوي ما مضى من دنياكم هذه بأهداب بردى هذا و لما بقي منها من الماء بالماء، و كل إلى بقاء وشيك و زوال قريب، فبادروا العمل و أنتم في مهل الأنفاس و جدة الأحلاس (1) قبل أن تأخذوا بالكظم (2) فلا ينفع الندم )) . ( ميزان الحكمة/ج7،ص443) .فحينما تبلغ الروح التراقي، لا يفيد الندم، فلا يهدمن المرء عمره .
    و يبدد أوقاته، و يضيعها هدراً .
    الأحلاس جمع حلس: ما يوضع على ظهر الدابة تحت السرج .
    الكظم – محركة-: مخرج النفس .
يعمل...
X