إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(70) ألف شجرة زيتون بري بعضها عمره 300 عام في مصياف مهددة بالانقراض

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (70) ألف شجرة زيتون بري بعضها عمره 300 عام في مصياف مهددة بالانقراض

    يصل عمر البعض منها إلى 300 عام.. (70) ألف شجرة زيتون بري في مصياف مهددة بالانقراض
    والأوروبيون يدرسون أصولها الوراثية لنقلها إلى أوروبا

    حماة-سانا
    تتميز البيئة الطبيعية في مصياف بتنوعها الكبير حيث تنتشر في هضابها أنواع مختلفة من النباتات والأشجار التي وصل عمر بعضها إلى أكثر من 300 عام كأشجار الزيتون البري "المتوحش" الفريدة من نوعها والتي تجسد إلى جانب أنواع أخرى من الأشجار كالسنديان والبلوط والصنوبر جمال الطبيعة وتشكل مشهدا يعكس التنوع الحيوي والطبيعي في المنطقة ويتناغم مع الظروف البيئية التي ساهمت في بقاء أنواع كثيرة من الاشجار المعمرة والحفاظ عليها.
    وتتصف أشجار الزيتون البري المتوحش بقدرات طبيعية كحصانتها العالية ضد الأمراض والآفات وفوائد أوراقها الطبيعية والغذائية كما انها تعد مصدر رزق لأهالي المنطقة حيث يتقاطر عليها المختصون والاطباء الذين يعتمدون على طب الاعشاب لاستخدام منتجاتها في مستحضرات دوائية وتجميلية طبيعية.
    ويقول المهندس مازن طيفور رئيس دائرة المكاتب المتخصصة في مديرية زراعة حماة إن سلسلة الجبال الغربية تعتبر موطناً أصلياً ومهداً لشجرة الزيتون البري المتوحشة وتتفاوت أعمار بعضها بين 300 و500 عام ويتركز وجودها في الوديان الوعرة الشديدة الانحدار ذات التضاريس الإنكسارية القاسية فهي تعيش بجانب الأشجار الحراجية الأخرى.
    وأضاف طيفور أن هذه الأشجار الوحشية برية بالمطلق ليس لها أسماء تصنف بها ولم يتبق منها اليوم سوى ما يقارب 70 ألف شجرة متركزة في موقع عين الجرادة مع بعض التواجد القليل في حراج سيغاتا وبلين وتل أعفر لافتا إلى انها مهددة بالانقراض نتيجة تناقص أعدادها وعدم رعايتها أو استثمارها بشكل يضمن تكاثرها في حراج المنطقة التي تتعرض للتدهور.
    وبين طيفور أنه من خلال الاختبارات التي أجرتها المكاتب المتخصصة على هذه الأشجار تبين أنها ذات مقاومة عالية جداً لمختلف أنواع الأمراض التي تصيب أشجار الزيتون في المنطقة كأمراض عين الطاووس أو البسيلا وهذا لأنها ذات أصول وراثية رفيعة ولأنها تنمو بشكل طبيعي دون تدخل بشري ، حيث انها تمتاز بإنتاج سنوي لا ينقطع في ظل معاومة الأصناف المهجنة في بساتين المنطقة فضلاً عن ثمار كبيرة ذات شكل بري.
    وقد أثبتت الاختبارات أن الزيوت المستخلصة منها ذات نوعية فريدة وذات قدرات تخزينية قد تصل إلى عقود دون أن تتغير مواصفاتها كما أنها تمتاز بانخفاض نسبة الأسيد والبيروكسيد و غناها بالزيوت الطيارة والأحماض الأمينية المشبعة التي تفيد في تنمية الكولسترول الحميد وتحد من الضار بالجسم والأهم أنها تنتج زيت زيتون عضويا بيولوجيا غير معامل بالأسمدة الكيماوية والأدوية أو المبيدات السامة وهو ما يرغبه المستوردون في دول العالم.
    ويقدر سعر مبيع العبوة الواحدة من هذا النوع بحوالي 200 دولار كما أشار بعض الخبراء الأسبان واليونانين عند زيارتهم لهذه المواقع بهدف وضع دراسات للأصول الوراثية لهذه الأشجار لانتخاب أصناف منها لتنقل وتزرع في أوروبا.
    وقال طيفور إنه في الوقت الذي تقوم به وزارة الزراعة بالبحث في أوروبا عن أصول أشجار زيتون قادرة على مقاومة بعض الأمراض التي يعاني منها الزيتون المهجن في سورية نحن نمتلك مفاتيح حل هذه المشكلة عبر انتخاب هذه الأشجار البرية ونقلها إلى مشاتلنا عن طريق القرم والجذور وهذه الطريقة كانت تتبع منذ آلاف السنين.
    وأشار طيفور إلى أن دائرة المكاتب المتخصصة بحماة أعدت دراسة حول استثمار وحماية هذه الأشجار من التدهور والانقراض والاستفادة منها كمركز للأصول الوراثية النباتية لشجرة الزيتون وانتخاب الأشجار المتأقلمة والمتمتعة بإنتاج مرتفع لاستثمارها من قبل مزارعي الزيتون في سورية ولكن بمجرد تقديمها إلى وزارة الزراعة أحيلت إلى مزارع الدولة لمتابعتها ولم يتم البت بمصيرها حتى اليوم.
    وأضاف أنه من الضروري تنظيم وتأهيل وفتح طرقات في المواقع التي تتركز فيها هذه الأشجار لترقيمها وتخديمها وحمايتها ومعرفة مخزونها من المكونات الوراثية التي ساهمت في الحفاظ عليها كأشجار منتمية للطبيعة متحملة كافة الظروف المناخية القاسية التي مرت بها المنطقة ونطالب بوجود خطة تنظيم استثمار هذه الأشجار وأخذ عقل و تجذيرها لمتابعة اجراء الأبحاث ومعرفة أنواعها وتسميتها.
    ومن جانب آخر قال المهندس محمد الخطيب معاون رئيس شعبة الحراج بحماة ان أشجار الزيتون البري المتوحش تصنف كأشجار حراجية لكونها تنمو في مناطق حراجية رغم أن لها إنتاجية كبيرة مبيناً بأنه منذ سنوات قامت دائرة الحراج بحملة للحفاظ عليها من التدهور عبر نشر خفراء حراج لحمايتها من الرعي الجائر ولمتابعة أعمالها من تقليم و تفريد وتسوية بهدف تنشيط نمو هذه الأشجار البرية.
    وأضاف الخطيب أنه يتم حالياً التحضير لتنفيذ عدد من الندوات واللقاءات مع السكان المجاورين للمواقع التي تنتشر بها شجرة الزيتون البري للتعريف بأهميتها وكيفية الحفاظ عليها من عمليات التحطيب و التكسير أثناء جني ثمارها ولاسيما أن هذه الأشجار تشكل مورداً اقتصادياً مهماً للأهالي.
    ويؤكد جمال المحمد البالغ من العمر 65 سنة من أهالي قرية بلين أن أشجار الزيتون الوحشي كما يسميها أهالي المنطقة كانت تشكل غابة منذ 50 سنة تقريباً إلا أنها اليوم تناقصت بشكل كبير حتى تكاد لا تلحظ بين الأشجار الحراجية الأخرى وهذا بسبب الرعي الجائر لقطعان الماعز التي تربى في المنطقة وعمليات التحطيب كون أخشاب الزيتون الوحشي ذات قدرة كبيرة على الاشتعال، مبيناً أن الأهالي كانوا يستخدمون زيتها كشراب للمصاب بنزلات البرد أو يدهن به الجسم عند الإصابة بحساسية أو كقطرة في الأذن والأنف عند الالتهاب اضافة إلى استخدام عجينة أوراقها على الجروح والحروق وأمكنة الرضوض.
    تقرير: عيسى حمود

يعمل...
X