إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

" حُجُبٌ للوطنِ والبلاد " شعر هاني نديم / سورية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • " حُجُبٌ للوطنِ والبلاد " شعر هاني نديم / سورية

    من معتمد قصيدة النثر في الديوان السوري المفتوح
    " حُجُبٌ للوطنِ والبلاد "
    شعر هاني نديم / سورية
    بدايةً...
    عليَّ أنْ اعتذرَ للأوطانِ
    عن ذُعري
    لآخرٍ بيتٍ قطعتُ سرّته..
    ثمَّ
    ماتَ في صَدري
    للنياشينِ التي وعدتُ نفسي بِها
    و رحتُ أحيا
    بلا مجدٍ ولا فخرِ
    عليَّ
    أنْ اعتذرَ
    في كلِّ وقتٍ للنساءِ اللاتي
    قطعنَ أيديهنَّ مِن ندمٍ
    ومن بيعةِ النجماتِ
    للفجرِ..
    *****
    لو أنّني اللهُ
    لنزعتُ حُبَّ تلكَ البلادِ المفترسةِ
    منْ قلبِ هؤلاءِ الصغار
    وبدلاً عنْ
    دموعِهِم...
    أعطيتُهم راحةَ الحلقومِ..
    ليلَ نهار
    لو أنَّني الوطنُ
    منحتُ اللجوءَ لكلِّ الفقراءِ والمكسورين
    وأنهيتُ حدودي
    مكانَ ما
    ينتهي شوقُ أطفالي
    واحتفيتُ بالجار...
    لو أنَني البارودُ
    ركضتُ إلى الماء
    لو أنَّني الماءُ
    انتحرتُ على النار
    ***
    مثلُ أبٍ فقيرٍ
    مرّ بالخطأ أمامَ محلِّ الحلوى
    يتجنّبُ الوطنُ النظرَ إلى عينيَّ
    وكما يليقُ بالرجالِ..
    يصافحُني عندَ الوداعِ
    ولا يعانقُني
    مخافةَ
    أنْ نبكي
    .....
    يا أبي...
    لستَ أنتَ من استوزرتَهُم
    ولا أنتَ منْ
    وسّعَ لهم صدورَ المجالسِ
    أفهمُ..
    أفهمُ أنّكَ كبُرتَ وقلّتْ حِيلَتُكَ
    ...وأنَهُ عليّ
    أنْ أتدبّرَ أمريَ
    جيداً
    ******
    وطني
    هداياكَ "الخلّبية"
    فضحَها الولدُ.
    جوازُ سفرِكَ الذي وهبْتَني
    لا يسافرُ إلى بلد..
    الشوارعُ لا تصلُ
    والمدنُ ـ يا سيّدي ـ
    حتى المدن ليس فيها
    أحدٌ
    وكلُّ الأراجيحِ التي لهونا بها..
    حبلٌ من القهرِ
    وحبلٌ من مَسَد
    ******
    لا فتاةَ في الحيّ
    تنشرُ لي
    قمصانَها (الناشفةَ)
    وتتلقّفُ
    من النسوانِ أخباري
    لا جارَ لي
    ألمحُ في عينيهِ
    كم يخبئُني لسودِ الليالي
    ويقولُ لوحشةِ الروحِ :
    يا جاري
    لا حبيبةَ لي
    تمشي..وترتجُّ كأغنيةٍ
    مغرورةً برجولتي...
    وأشعاري
    إنما ـ بالتأكيدِ ـ لي وطنٌ
    أموتُ عِشقاً بهِ، كلَّ صباحٍ،
    لا يدفعُ ديّـتـي ..
    ولا ينتهي ثاري
    *****
    أمّاه
    مثلما تبالغينَ في
    غسيلِ الصحونِ
    وتوزيعِ الزغاريدِ،
    يبدو أنكِ..
    بالغتِ بي!
    أَحَرْفُ الباءِ..
    بطلٌ
    وحرفُ الواو
    وطنٌ؟؟
    ....
    حرفُ القافِ قهرٌ يا أمّاه..
    لم يكنْ قمراً
    وهذا الجارُ الذي أجرتُه
    خانَني وجرى
    والبئرُ لم يسقِني ماءَهُ
    لا تغضبي ـ يا أمّ ـ
    إن ألقمتُه حجرا
    *******
    مثلما أنتَ متعبٌ بنا..
    نحنُ بكَ يا وطنُ مُتعَبون
    لا تذرْنا لهواجسِ الظنِّ..
    وتعالَ
    نتبادلُ الظنونَ
    ما الذي يُشقيكَ يا أبتي
    اسألني:
    ما الذي يُشقين
    نحبُّكَ والذي سوّاكَ
    حتى وأننا
    نشجعُ فريق "الوثبة"!.
    ******
    وكنـّا
    كلّما لمحنا على شفتيكَ
    أغنيةً
    نبكي كالرعاة
    بلا..نايٍ
    ولا حنين...
    وكنا
    نصلّي للحريةِ
    كل يومٍ خمسَ مراتٍ
    وأنتَ تضمنُ
    لنا الجنةَ
    وفلسطين
    تعالَ جرّبْ
    ولو لمرةٍ
    وقفْ بطابور الصباحِ معي
    انظرْ ما أحلاكَ..
    بنجمتيكَ /غُمّازتَيكَ
    ما الذي جرى اليومَ حتّى
    ملأتَ جهنَّمَ بِحُورِ العِين؟!
    صحيحٌ..!!
    لأنكَ الجنّةُ
    دماؤنا تجري
    من تحتِكَ
    أنهار.
    ******
    وهكذا..
    حينما نزلتْ إلى النهرِ
    تغسلُ شعرَها
    الأغنياتُ
    شعثاءَ. ..عادتْ
    يحاصرُها حزنُ الأمهات!
    والوطنُ الذي
    ربّانا كلَّ شبرٍ بنذرٍ ونشيدٍ
    ـ منْ لمعةِ البارودِ فوقَ ثيابِه
    وتخايلِ الشهداءِ تحتَ ترابِه ـ
    كلّما زَرَعَنا بيلساناً
    نبتنا بنادق!
    حتى السماء التي ادّخرناها
    لحقلِنا (الذي ماتَ)
    أمطرتْ أرزاً وجنائزَ
    و"بواريد"
    يا الله.... يا سماء... يا بلاد
    شبِعنا زغاريد.
    تدقيق الأستاذة عبير سليمان
    اعتماد حسن إبراهيم سمعون
يعمل...
X