إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحلاق "زياد عبود".. ترفيه الناس رغم الإعاقة وحرمانه ( السمع والنطق ) - داليا عبد الكريم ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلاق "زياد عبود".. ترفيه الناس رغم الإعاقة وحرمانه ( السمع والنطق ) - داليا عبد الكريم ..


    "زياد عبود".. ترفيه الناس رغم الإعاقة

    داليا عبد الكريم

    على الرغم من أن الحياة حرمته نعمة السمع والنطق، ولكنه استطاع بشخصيته المميزة وروحه المفعمة دائماً بالتفاؤل والمرح، أن يُكوّن عائلة مترابطة وأن ينجح مهنياً ليصبح من أمهر حلاقي المنطقة.
    ففي الوقت الذي يشتهر فيه الحلاقون بحبهم للكلام والثرثرة، يجتهد الحلاق "زياد عبود" في استعمال الاشارات لتسلية وافهام المستمع ما يريد أن يقول.

    مدونة وطن eSyria زارت منزل السيد "زياد عبود" في قريته "اسطامو" بتاريخ 18/5/2013، والذي حدثنا بالإشارة تارة وبالكتابة تارة أخرى بالقول: «حين وجدت نفسي مختلفاً عن أقراني قررت أن أعيش بشكل طبيعي كأي شخص آخر، فقد كان يراودني العديد من الأسئلة، ولكن الإجابة واحدة دائماً وفي كافة الظروف- لاشيء- وبالفعل لم يمنعني شيء.. فالحياة التي أخذت مني السمع والنطق اعطتني حباً وعائلةً سعيدة ومنحتني الموهبة لأصبح حلاقاً ناجحاً، حلمت بالعمل والأسرة واجتهدت حتى أصبح لي اسم معروف في المنطقة، فأنا أعمل حلاق رجالي وأملك محلاً في قريتي، بالإضافة إلى أنني أبٌ لطفلتين رائعتين "ربا ورولا"».


    يتابع: «كنت أدرس في مدرسة "الصم والبكم" بقرية "الشير" القريبة من قريتي، عندما تعرفت على زوجتي "سلام" التي كانت زميلتي في المدرسة، حيث

    زياد عبود عشنا قصة حب جميلة جداً فقد كنا متشابهين جداً حتى في التميز الذي أكرمنا به رب العالمين، وكنا نحتاج للجرأة لترجمة هذا الحب للزواج، وبالفعل لم نتوقف كثيراً ورغم استغراب المجتمع فقد تزوجنا وأنجبنا ونحن نعيش حياة يكاد يحسدنا عليها من حولنا، وحين قررنا الإنجاب عارض الاهل مخافة أن ننجب أطفالاً صماً وبكماً، ولكننا أصرينا على ذلك، وبالفعل أتت طفلتي الأولى "ربا" مثلي ومثل أمها وهي تدرس في معهد للصم والبكم في "جبلة" وبعدها أتت طفلتي الثانية "رولا" وهي في الصف الأول تتكلم وتسمع ومازلت أفكر في إنجاب المزيد من الأطفال».

    وعن طريقة التواصل في المنزل كتب: «بوجود طفلتي "رولا" لم نعد نعاني كالسابق فهي حلقة الوصل فيما بيننا وبين العالم الخارجي لكونها الوحيدة في المنزل التي تسمع وتتكلم، ولكن في السابق استبدلت جرس الباب الخارجي بمصباح كهربائي يضيء إذا ما قرع الزائر الجرس، وكنا نتواصل مع الناس بالإشارة والكتابة واليوم
    مع طفلتيه صغيرتي "رولا" تقوم بهذه المهمة وبذلك نكون قد كمل بعضنا بعضاً».

    وعن عمله كحلاق قال: «أحب مهنة الحلاقة الرجالية وهي باب رزق رائع بالنسبة لعائلتي، والحمد لله رغم انتشار الكثير من صالونات الحلاقة إلا أن زبائني مواظبون لدي».

    ابنته الصغيرة "رولا" حدثتنا بالقول: «اعتبر أن عائلتي من العائلات المميزة، فعلاقتي حميمية جداً مع أختي "ربا" ونمارس العديد من النشاطات داخل المنزل كلعب الورق والكرة، بالإضافة إلى ممارسة العاب مختلفة على جهاز الكمبيوتر، فنحن من أكثر العائلات السعيدة والمترابطة ولا ينقصنا أي شيء عن بقية العائلات».

    السيدة "سلام يونس" زوجة السيد "زياد عبود" قالت: «أحببت "زياد" منذ أول لحظة رأيته في المدرسة أحببت عينيه واهتمامه بي كفتاة، فقد كنت احلم بفارس الاحلام ولكوني من ذوي الاحتياجات الخاصة كان أملي ضعيفاً بوجوده، حتى وهبني الله رؤية "زياد" والتعرف عليه.


    فهو منحني الأمل لأتابع مسيرة حياتي، حتى في أقسى لحظات حياتنا هو دائماً متفائل
    أثناء عمله ويحاول أن يزرع الابتسامة والأمل في قلبي».

    السيد "ابراهيم السعدي" وهو احد زبائن "زياد" أشار: «يعد من الحلاقين الماهرين في عملهم، فهو شخص دؤوب ونظيف جداً، إضافة إلى أنه مزوح ومرح ويبرع في إلقاء النكات والكلام والثرثرة ولكن على طريقته الخاصة».

    من الجدير بالذكر أن السيد "زياد عبود" من مواليد /1983/ قرية "اسطامو" في ريف "اللاذقية".
يعمل...
X