تويت
حوار الثقافات بين الفنان : فرحان بلبل والكتور :رضوان القضماني
همام كدر
«يخطئ من يظن أن المشهد الثقافي في "حمص" يختلف عن المشهد الثقافي في بقية المدن السورية أو المدن العربية، ويخطئ من يظن أنه لا توجد اختلافات بين "حمص" وبين غيرها من المدن السورية والعربية».
بهذه الكلمات افتتح المسرحي "فرحان بلبل" محاضرته المشتركة مع الدكتور "رضوان قضماني" المدرس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة البعث والتي كانت بعنوان (الإعلام والمشهد الثقافي في "حمص").
وتابع الأستاذ "فرحان" حديثه عن "حمص" قائلاً: «تتشارك "حمص" في الهيئات والمؤسسات الثقافية الرسمية وشبه الرسمية مع بقية المدن السورية في تقديم النشاط الثقافي ومنها المراكز الثقافية واتحاد كتاب العرب واتحاد شبيبة الثورة والأندية الفنية ورابطة الخرجين الجامعيين ونقابة الفنون الجميلة وهي شبيهة ببقية المدن السورية».
وفيما يميز "حمص" ثقافيا قال: «مدينة "حمص" مدينة نهمة للقراءة ومتلهفة لأي نشاط ثقافي سواء كان على شكل محاضرات متنوعة أم مهرجانات و"حمص" هي أول مدينة تقيم مهرجانا مسرحيا خارج إطار وزارة الثقافة ولا يزال مستمرا حتى الآن و"حمص" هي المدينة التي تفردت بمهرجانين شعريين في رابطة الخريجين وفي اتحاد كتاب العرب».
ثم استعرض "بلبل" في محاضرته التي جرت في (24/7/2008) في جامعة الوادي ضمن الملتقى الإعلامي لمهرجان القلعة والوادي استعرض الأسماء الشعرية اللامعة في "حمص" من "محي الدرويش" و"رفيق فاخوري" و"مصطفي خضر" و"علاء الدين عبد المولى" مرورا بـ"وصفي فرنفلي" و"عبد الباسط الصوفي". وبخصوص الموسيقا قال: «إن "حمص" تفردت بمهرجانها الموسيقي وقدمت العديد من الملحنين والباحثين الموسيقيين وحافظ المهرجان على النكهة السورية في الغناء والتأليف الموسيقي وكانت أيام الإبداع الموسيقي في "حمص" تحاول إبراز الشخصية السورية في الموسيقا وتدفع الأجيال الشابة إلى نمط في التفكير والسلوك يخدم الشعور الإنسان والوطني».
الدكتور رضوان قضماني :
أما الدكتور "رضوان قضماني" فتطرق في المحاضرة ذاتها إلى الإعلام قائلاً: «إن الإعلام في عين الثقافة التي ترصد فعالياتها وعقلها الذي يوجهها ويحاول النهوض بها»، وذكر أن الإعلام في "حمص" كما في بقية المحافظات السورية مقصر جدا في إبراز الأدباء والمثقفين. وأضاف الدكتور"قضماني" : «إن عين الإعلام اليوم أصابها الرمد وعقله الكلل والتعب بسبب اللهاث خلف عصر المعلوماتية». وقال أن مشكلة هذا الإعلام في "حمص" وفي بقية المدن السورية أنه يصنع أدباء فضائيين لا وجود لهم ولا أحد يفهم ما يكتبون. كما استعرض د."قضماني" المشهد الثقافي في "حمص" رافضا تسميته بالمشهد بل "بانوراما" لأن المشهد على حد قوله هو لحظة ثابتة وفي الثقافة لا يوجد لحظة ثابتة بل شريط متحرك يعرض كل شيء.
وقال: «إن "حمص" الثقافية لم تكن تقتصر على الندوات والمهرجانات بل هناك المقاهي الثقافية التي لم تكن لشرب الأركيلة والمكتبات الخاصة والعامة بالإضافة لمكانة مدينة "حمص" المسرحية والشعرية». فوصف "حمص" بـ "المدينة الشاعرة" وأخيرا قال: «اليوم نعيش تراجعا في هذه الثقافة حيث لم تعد "حمص" مدينة عاصمة الثقافة كما كانت في القرن الماضي».
في نهاية المحاضرة موقع eHoms التقى الدكتور " قضماني" وسأله عن سبب تراجع الثقافة في "حمص" فأجاب: «لاشك أننا نعاني من أزمة ثقافية بسبب الحالة الاستهلاكية التي خلقت مواطنا يستهلك ولا ينتج وأنا الآن عاجز عن إقناع أولادي وزوجتي المحسوبين على المثقفين عاجز عن إقناعهم أن بعض المسلسلات اليوم فارغة وتافهة».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
تعليق