إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عن رياح الروح والجسد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عن رياح الروح والجسد


    عن رياح الروح والجسد
    "قراءة في نصوص للشاعرة فاطمة نعيمي"
    بقلم/غريب عسقلاني

    تصحو المرأة فاطمة نعيمي, وعلى حين غرة من حب على وشوشة الروح التي تماهت مع شؤون الجسد, من خلال بوح فجرة الفراق والفقد, ولكنها تصعد على ذهول الخسارة مسلحة بالساكن فيها وتعلن
    ضجت خلاياي من الفراق

    فهي مزحومة به مثل نبع عين يفجرها الانحباس, لا تغادرها تفاصيل وجهه .. مذبوح حاضرها, تتدفأ على مرايا أيام مضت تعيدها حنينا يرتع في خباياها حتى ذروة الفجيعة..

    ويعيدني الشوق إلى الدرك الأسفل من الحنين..
    ألتهم كل حرف مر بشفتيك..
    يا إلهي! فهل من دركٍ أسفل للحنين/ الشوق إلى معشوق سكن ولم يغادر؟ لكن المرأة الوفية لنبضها تعيش الحالة, تتلفع بالحضور بين بدبه, وتختال به على الليل وعلى عذارى النجوم اللواتي سلتهن نار الغواية..
    يتوارى الليل المتغطرس دوما بسواد الليل حانقا, عليَّ وعليك..
    ويحاول تأليب الدنيا عليَّ وعليك..

    الليل لا يعرف البياض, يؤلب عليهما عذارى النجوم الراغبات, فيتهافتن بكل ما أُتين من ألق وبريق, يرهفن السمع لأميرة عشق أرضية, فلا يستطعن صمودا أمام عطرها, الذي يجتاح العالم حبا وشوقا وشبقا من نوع واثق وفريد.

    وجاءت ياسمينة لتتفقد تأثير ذلك عليك..

    فرأتكَ ما زلت في سباتك الأزلي على صدري..

    هي العاشقة الأزلية المملوءة به, المكتفية بعطر ياسمينه, قد رفع الله عنها الكتاب, تدرك سر حقد سواد الليل, وتدرك غيرة القمر وحوريات السماء, لعله قدرها أن تنثر عطرها على الكون, وتعتذر من كل من أخذتهم الغواية إلى سوء العاقبة /النهاية..
    لأن الله يرفع عن الناس الكتاب.
    فهل هناك من يرفض رفع الكتاب؟

    ولأنها عاشقة وفية, تعيش اليقظة حلما, وتدخل الحلم بأقصى درجات البهاء والحضور.. تدخل غفوة خاصة..
    غفوة تُؤتي أُكلها مع اليقظة..
    بزمن غير متناه بين راحتيك..

    الزمن أصبح أزلا مساحته لا متناهية, تأخذ الروح والجسد من خدر إلى خدر إلى أقصى درجات الخدر, إلى أن ينبلج فجر روحها وامتلاء جسدها بجوع الشيع ولا شبع منه.. هكذا حالتها بين الغفوة والصحو..
    في هذا الفجر المثقل بسكر الحب.
    أمواجك صحَّابة بمدها وجزرها..
    تتركني معلقة بين رفق وقسوة
    بين شهد وملح
    بين أنين وفرح

    تصبح كائناً أثيرياً, تسكن مساحات بين متناقضات ما تعارف عليه البشر, تعيش ذهول الغياب, تستكشف لذة النبض في كل خلية من خلايا جسدها, وتسطر بين تلافيف جسدها وروحها فواصلا لم يدركها غيرها.. تدخل هالة كشف عن المخبوء فيها..تتحول ألى قارورة عطر مغناج باذخ, وتنطلق مهرة عفية بشبق الرغبة, فتدرك ملكوتا آخر..
    فهل تفيق من غيبوبة من ملأ رياضها بالياسمين..؟
    تأسرني بذاك الوميض
    تلك الدغدغة
    تلك الشهقة المعلقة بين الموت والحياة..
    فلا تملك غير الإعلان وبكامل الرغبة والبهاء والفوز أنه يأخذها من جوع إلى جوع جديد, فلا يدركها الشبع من هيمنته التي يشتهيها..
    حسبي تلك الرمقة حتى أعلن استسلامي
    حسبي الدعوة الصامتة حتى أحظى بماء الحياة..
    لكنها, وعلى حين غرة, تصحو فجراً, تتلظى على نار الفراق, تحاول عبثاً مشاكسة الوقت, والوقت غول لا يني ينهشها, فلا تجد مناصا من الرجوع إلى وفتٍ ما زال يسكنها.. تتدفأ على ما كان.. حتى إذا ما توسطت الشمس كبد السماء, تمنت الاحتراق..
    عله يخفف من لظى تسكعك في شرايني
    وعربدة اللهفة ومراودة القلب الموجوع
    تقتات على وقع خطواته التي تتسكع فيها جيئة وذهابا, حتى يجيء العصر ويجيء معه بروائحه التي تمتزج بروائحها وتتمازج مع عبقها, فيرتحلان إلى جغرافيا أخرى..
    وتطاردني في دهاليز لا يعلم بها سواك..
    ومن غيره القادر على سبر أغوارها, والوصول إلى منابت العشق في زواياها وبين مساماتها..؟
    لكنه الفراق/ قدر.
    يداهم أميرة عاشقة, تمتطي راحلة الشوق, تأخذها إليه عند شرفات السحر قبل أن تغفو,.. ليس لها غير..
    ... التهجد بالعشق
    والتسبيح باللهفة
    وتلاوة طقوس الوله إلى أن أغفو قليلاً
    وبعد
    هل سطرت فاطمة نعيمي ترانيم بوح جديد وجريء من خلال اندياحات روح جسدها المتحفز الراغب والمتوثب أيضا..؟

    _منقول _
    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!
يعمل...
X