قصة ( صفير الريح ) - بقلم : نبيه إسكندر الحسن
صفير الريح
كنت أشعر بسرور كبير وأنا أقف إلى النافذة , أشيّع بنظري جوقات العصافير تشبه تلاميذ مدرستنا عندما يخرجون من صفوفهم إلى وسط الباحة يشكّلون جماعات هنا وهناك كعصافير مغردة بين أفنان شجرتنا . استيقظت في هذا صباح على غير عادتي , صفير الرّيح يجوب أرجاء البيت , يصفق النوافذ بشدّة لم أعرفها مسبقاً ,أسرعت إلى النّافذة أستطلع الأمر, لم أر إلاّ الغبار , شعرت بالكآبة حملقت في الغبار, قبض الخوف على قلبي ,لم أكن أدري ما الّذي حصل ، تأتّى لسمعي صوت والدتي قائلة:
- يا ويلي ...قلعها الريح.
ارتعشت من الخوف فلم أدر ما عنت , اندفعت إلى فسحة الدّار , وقع بصري على شجرتنا طريحة الأرض , أحسست أنّ الزمن توقّف , تحولت الزقزقات إلى عواصف تتضارب في أرجاء دارنا , لا أدري كيف سيكون حالنا دون عصافير الصّباح , صرخت:
- الّلعنة ...إنّها ريح هوجاء.
بكيت كثيراً, بحثت عن والدي كما هي عادتي في أيّام الشدائد, كنت أدرك كم سيكون كئيبا حيال هذا النّبأ,جلست في مكاني كئيبة حزينة حتى غالبني النوم ، راودني الحلم ،ثمة شقّ رجل الغبار كان في هيئة جميلة يشبه والدي , فجأة تغيّر المكان وبدا الكون صافيا, فرحت كثيراً حين رأيت وجه يطلّ من ذروة الشّجرة تطوّقه جوقات من العصافير, استيقظت مرتبكة على زقزقات جاءت من النافذة , , أسرعت إليها لأتأكّد من سلامة الشّجرة , كانت حبال الشمس تدغدغ وجه والدتي وهي ترشّ الماء على جذعها بيد وبالأخرى تلقي الحبوب للعصافير صفّقت فرحاً وقلت:
- شكراً للرب.
صفير الريح
كنت أشعر بسرور كبير وأنا أقف إلى النافذة , أشيّع بنظري جوقات العصافير تشبه تلاميذ مدرستنا عندما يخرجون من صفوفهم إلى وسط الباحة يشكّلون جماعات هنا وهناك كعصافير مغردة بين أفنان شجرتنا . استيقظت في هذا صباح على غير عادتي , صفير الرّيح يجوب أرجاء البيت , يصفق النوافذ بشدّة لم أعرفها مسبقاً ,أسرعت إلى النّافذة أستطلع الأمر, لم أر إلاّ الغبار , شعرت بالكآبة حملقت في الغبار, قبض الخوف على قلبي ,لم أكن أدري ما الّذي حصل ، تأتّى لسمعي صوت والدتي قائلة:
- يا ويلي ...قلعها الريح.
ارتعشت من الخوف فلم أدر ما عنت , اندفعت إلى فسحة الدّار , وقع بصري على شجرتنا طريحة الأرض , أحسست أنّ الزمن توقّف , تحولت الزقزقات إلى عواصف تتضارب في أرجاء دارنا , لا أدري كيف سيكون حالنا دون عصافير الصّباح , صرخت:
- الّلعنة ...إنّها ريح هوجاء.
بكيت كثيراً, بحثت عن والدي كما هي عادتي في أيّام الشدائد, كنت أدرك كم سيكون كئيبا حيال هذا النّبأ,جلست في مكاني كئيبة حزينة حتى غالبني النوم ، راودني الحلم ،ثمة شقّ رجل الغبار كان في هيئة جميلة يشبه والدي , فجأة تغيّر المكان وبدا الكون صافيا, فرحت كثيراً حين رأيت وجه يطلّ من ذروة الشّجرة تطوّقه جوقات من العصافير, استيقظت مرتبكة على زقزقات جاءت من النافذة , , أسرعت إليها لأتأكّد من سلامة الشّجرة , كانت حبال الشمس تدغدغ وجه والدتي وهي ترشّ الماء على جذعها بيد وبالأخرى تلقي الحبوب للعصافير صفّقت فرحاً وقلت:
- شكراً للرب.