إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكاتبة وفاء الخطيب ...الحوار هو الطريق الأقصر للوصول - رهان حبيب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكاتبة وفاء الخطيب ...الحوار هو الطريق الأقصر للوصول - رهان حبيب



    "وفاء الخطيب".. الحوار هو الأقصر للوصول

    رهان حبيب

    حملت ولع الأديب للكلمة، وعشق الباحث ما بين سطور الكتاب، لتقدم دراسات عرّفت عنها كاتبة وباحثة قبل ظهور إصداراتها الأدبية التي حظيت باهتمام القراء.
    مدونة وطن eSyria وبتاريخ 22/7/2013 التقت الكاتبة "وفاء الخطيب" لتلقي الضوء على تجربة أدبية تختلف من حيث الظهور وأوائل الأعمال عن غيرها من التجارب، وكان لنا مع من تابع أعمال هذه الكاتبة ومنهم الكاتب والمخرج المسرحي "رفعت الهادي" الذي تحدث عن مخزون ثر وفكر مطلع عبرت عنه هذه الكاتبة فقال: «في وسط هذا القحط تبزغ وردة ناضجة يفوح عبيرها فكراً ومعرفةً وثقافةً، ما يلفت النظر في السيدة "وفاء الخطيب" سعة اطلاعها وثقافتها فهي تعلم الكثير عن الدراسات الأسطورية في كافة اتجاهات العالم من اليونان والحضارات الشرقية في بلاد الرافدين، والحضارات الصينية والهندية واليابانية ومصر الفرعونية، وهي دقيقة في توظيف ما هو أسطوري عبر سياق قصصها لتمنحنا عمقاً انتروبولوجياً وسوسيولوجية تدرك بعد علم الإناسة لتقدم لنا شخصيات نابضة حية من لحم ودم، عبر تجارب فريدة تفتح في أذهاننا وعياً جديداً نعيشه في حاضر أيامنا وتمنحنا رؤية مستقبلية من خلال التجارب وعمق التجربة الإنسانية عموماً، ولا تنسى أبداً جماليات الحياة بكل فنونها في التشكيل والموسيقا فهي متذوقة موسيقية تسمعنا أجمل الأغاني والمؤلفات الموسيقية في قصصها وهي دارسة لكبار المثقفين ومحاورة جميلة تضيء إبداعاً في إبداع من حولها، سعيدة هي المدينة التي تشهد ولادة كاتبة مثلها، فهذا نصر لنا».

    من حوار مع الكاتبة "وفاء الخطيب" نقدم بعض الفقرات التي ذيلتها بأشعار تلاقت مع فكرة الحوار ومنها:

    * هل تحدثيننا عن تجربتك الأدبية؟

    ** وحده الإبداع يخلد الإنسانية، يسرق لها اللهب مثل "برومثيوس" كي ينشر النور والأمل، تجري الحياة في شعابنا، تظل تكتبنا حتى نقدم لها شيئاً يليق بها، أو تكفُّ عن الجريان. بهذا الأمل زارني طيف القراءة والكتابة، وحملتني سفن الأدب إلى جزرها المسحورة، حيث تقدم الإرث الإبداعي الخالد عبر مخيال درامي متجدد، مستهدية بانزياحات الملاحم والأساطير في عملية ارتقاء حثيثة للصيرورة الإنسانية عبر الزمن.

    كتبت القصة القصيرة والشعر والمقالة وقدمت لبعض الكتب وأجريت بعض التحقيقات والحوارات، ونشرت في العديد من الدوريات العربية، وهذا ما أثرى تجربتي، ونوّعها وطوّعها لأكثر من لون.

    لغيمةٍ أرجوانية

    نُقطّرُ الأبخرة.

    ونشطبُ بعضَ الكلمات.

    لأمسيةٍ تُؤرِّقُنا كلَّ صباح

    نملأُ الراحَ بجديدِ ما عبَّأتْهُ أثداءُ السماء.

    * اخترت القراءة زاداً والكتابة درباً اتسع بالتعب والجد، كيف عبرتِ من روتين العمل اليومي إلى الأدب؟

    ** يجحف العمل بحق القراءة، لكنها لا تجحف دائماً بحقه، بل إن تراكمها يمنح القارئ عيناً سحرية، تلتقط مفارقات الحياة بجدها وهزلها، وتدوّر مآلات الأعمال الخالدة ليصار إلى إسقاطها ومحورتها لإبداع جديد يغتني به نول الحياة المهيبة. يشعر البعض بأن طيف "جلجامش" يتجلى في خلود "الإلياذة" و"الأوديسة" وأن دراما مشروع "نفرتيتي" و"أخناتون" الكاتب والمخرج المسرحي رفعت الهاديما زالت تتكرر بحثاً عن مدينتهما "تل العمارنة" في أرض مجهولة جديدة، تقترب من أفق كل عصر. وستظل كتائب "حور محب" تموقع ظواهر الطفرات في أطرها التاريخية البيئية.

    ودعيني أستحضر حيرة "كيلوباترة" أمام منتجتَيْ الحياة الآلهة "عشتار" والآلهة "إنانا" كلما كانت تستحضر مجد روما أمام مجد مصر.

    * نلت جائزة مهرجان "المزرعة" منذ عدة سنوات حدثينا عن العمل الذي كان أولى إطلالاتك على الساحة الأدبية في المحافظة.

    ** نلتُ المرتبة الأولى في جائزة "المزرعة" دورة "حنا مينه" 2008 عن القصة القصيرة "وشم الذاكرة" التي تضمنتها مجموعتي القصصية "قبعة الإخفاء"، وتتحدث القصة عن ردة فعل إحدى الفتيات على فقدانها إحدى صديقاتها "ليلى" التي كانت ضحية تقاليد مجتمعية جائرة، وقد اغتنت القصة بمونولوج أدبي عبّر بصدق ودون رقابة عن معاناة المرأة في مجتمعاتنا ومن خلفها المجتمع، وإذ تثقب الراوية جدار الماضي، كي ترى "ليلى" بصورة أوضح، تكون قد فتحت ثقوباً كثيرة في حجب الحاضر السميكة التي تفصلنا عن الواقع. وتكون قد اقتبست من ظلم صديقتها شعلة للحرية:

    منذ وداع،

    أواسي صبحي العجوزَ

    بانتظار مساءٍ بليد.

    أي حلمٍ كونيّ عادَ بعينيكِ

    دمعاً صوفيّاً

    يغسلُ جسري العنيد؟

    * أسلوبك الأدبي يصلح لأن يمسرح، إذ طغى على مجموعتك الحوار المتذوق والمفكر وأعمال أخرى لاقت قبول القراء حدثينا عن ذلك؟

    ** الحوار يساعد على الدخول في موضوع النقاش دون حاجة إلى مقدمات تهيئ الأجواء. هذا من جهة، ومن جهة أخرى اطلعت على كثير من المسرحيات قراءة ومشاهدة، وأنا قارئة جيدة لما يجري حولنا من حبكات مسرحية مضحكة ومبكية في آن، هناك لحظات يمرر بها الإنسان وجوده في خرم إبرة، دون أن يلتفت إلى ثيابه الرثة.

    ولأن حجر الفلسفة موجود في مخيلة فنان عظيم كما قيل، فقد أجريت ما بين عامي 2006 و2009 عدة حوارات مع مفكرين وفنانين سوريين مثل الدكتور "طيب تيزيني" والدكتور "محمد شحرور" والشاعر "أدونيس" و"جهاد مفلح" مدير فرقة "إنانا" السورية و"فاديا خطاب" نقيب الفنانين من حفل توقيع كتابها قبعة الاخفاءالسوريين، وقد صدر بعض هذه الحوارات في كتاب حمل عنوان "خطوة نحو أدونيس" تقديم الدكتور "طيب تيزيني" إصدار دار "رسلان"- "دمشق" وبعضها قيد الصدور أو الإعداد.

    وبهدف تغيير بعض التراتبيات القائمة لا بد للحوار أن يرتقي بالسؤال ويصوّبه ويشحنه برؤى إضافية، وأن يسلط الضوء على بعض المسارات المغمورة والفجوات المظللة، وقد كانت المحاورة وستبقى الطريق الأسلم والأقصر للتواصل بين الناس بعيداً عن أي عنف أو إكراه أو تضليل. وإن مجموعة الآراء التي يقتبسها المحاور من بعض المفكرين الفاعلين في المشهد الفكري الفني السائد، ترفد المكتبة العربية بخلاصة مسيرة هؤلاء المبدعين، وتوجد النقاط المشتركة وتلك المتخالفة فيما بينهم. وهذا لا بد إثراء وفائدة للجميع.

    * رؤية صادقة للمستقبل تتحدث عنها كاتبة حملت وجع الوطن. حدثينا عن هذه الرؤية، وأي عمل جديد سيكون ثمرة هذه الرؤية؟

    ** يقال حيث يجد الإنسان نفسه يكون الوطن. إلا أن الوطن بمفهومه التقليدي يظل هاجس كل إنسان مهما احتدمت العلاقة معه، وقد علمنا التاريخ أن راية الوطن هي الأثبت. وفي منطقتنا العربية التي اغتنى العالم بميراثها الفكري الضخم مهماز الحضارة الغربية، يكون للوطن أفق الشعر وطعم الدمع ولون الجرح وفرح الخلود، لذلك كان المستحيل وحده هو الخصم الجدير بوطننا.

    أنا على وشك الانتهاء من إعداد مجموعة شعرية، تنافست وتجادلت فيها ثنائيات الحياة والموت الكشف والحجاب. الجسد والروح. السماء والأرض. الأنوثة والذكورة.

    أتمنى أن نستيقظ جميعاً على وطن يليق بشعوبنا الخلاقة وبتاريخها العظيم الذي أثبت في دوراته الحضارية المتعاقبة، أن عظمته لم تأت إلا من الاعتراف بإمكانية وضرورة تباين الرؤى والاستفادة منها، أعتقد أن أدباً مرموقاً سوف يتمخض عنه وعي شبابنا الكامن في أعماق التفاعلات المتلاحقة، من هنا يجب رصد غيوم الفكر والاستفادة من جميع تشكيلاتها.

    هل القدس بعيدة؟

    سألت دمشق فوق جمرها.

    بكت بغداد.

    وتلوى نهر الأردن كي يسمع نصيحة ابن عربي

    من قلب قاسيون...

    الجدير بالذكر أن الكاتبة "وفاء الخطيب" من مواليد 1959 خريجة كلية الحقوق جامعة "دمشق" أصدرت مؤخراً مجموعتها القصصية الأولى التي حملت عنوان "قبعة الاخفاء" و"خطوة نحو أدونيس" إلى جانب رصيد من الحوارات مع كتاب ومفكرين نشرت في عدة دوريات محلية وخليجية.
يعمل...
X