إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكاتب نور الدين الهاشمي: مرايا قدم الكثير والكاتب مرآة مجتمعه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكاتب نور الدين الهاشمي: مرايا قدم الكثير والكاتب مرآة مجتمعه

    الكاتب نور الدين الهاشمي: مرايا قدم الكثير والكاتب مرآة مجتمعه
    حوار: عمر سليمان

    سنشعر ونحن نبحث عن نور الدين الهاشمي في شوارع حمص ببعض العناء، الكاتب الهادئ الذي لا يغادر منزله إلا قليلاً بسبب استغراقه في الكتابة ينظر هادئاً بعينه الثاقبة إلى الأماكن والأشخاص ويختلط بهم في مقهى الروضة الحمصي منتبهاً إلى كل شاردة وواردة، نور الدين الهاشمي الذي ولد في حمص يتحدث لأبيض وأسود عن إنتاجه الغزير والمتنوع في كتابة القصة القصيرة ومسرح الأطفال والسيناريو، وعن تجربته مع مسلسل (مرايا) وسبب غيابها، وهموم الدراما السورية:
    -كانت بدايةُ مشوارك مع الشعر، ثم انتقلت إلى القصة القصيرة والسيناريو، ما السبب؟.
    القصة القصيرة تحتاج إلى عمل عقلي لا يحتاجه الشعر، كما أن الشعر حالة خاصة لم أجد نفسي فيها بعد تجاوز مرحلة البدايات، في الشعر أنت مقيد بوزن وقافية أما القصة القصيرة فعالمها أوسع وكذلك السيناريو.
    -بين المرئي والمكتوب، ماذا عن مخيلة المتلقي؟ هل ترى أن الفن المكتوب يوسع من هذه المخيلة أكثر من مشاهدة الفن المرئي؟.
    الفرق أن المكتوب لا يعطينا الشخصية بكاملها كما لا يعطينا تفاصيل المكان والأشياء بدقة، بل يرسم لنا شيئاً من كل ذلك لتكمله بواسطة المخيلة، أما المرئي فيدخل في المخيلة عن طريق أبعاد الصورة على الرغم من أنها تنقل المشهَد كما هو لذلك يقال: لا بد من أن تكون الكاميرا برأس شاعر.
    -كتبت القصة والمسرح والسيناريو، إلى أي فن من هذه تميل أكثر؟.
    الإنسان يتبدل من زمنٍ إلى آخر، ففي المرحلة الأولى كنتُ أجد نفسي في القصة القصيرة، ثم في أدب الطفل لا سيما المسرح، وعندما دخلتُ في عالمِ السيناريو وجدتُ أنه أكثر قدرة على الوصولِ إلى المشاهد، إنه عالمٌ واسع، لذلك ملتُ إليه مع أنني ما زلت أكتب القصة حتى الآن، هناك تشابه كبير بين القصة والسيناريو.
    -دعنا ننتقل إلى بداية رحلتك مع السيناريو، هل كانت من خلال مسلسل (مرايا)؟
    كانت البداية بمسلسل عنوانه (رحلة الحظ)، وتبعه مسلسل (وادي الكسلان)، ومن بعدها (سفينة الأحلام)، وكلها مسلسلات للأطفال كتبتها في التسعينات، ثم بدأت مع مرايا 2000، واستمررت بعدها بكتابة المسلسلات، وقد كان آخر ما عُرض منها مسلسل (الينابيع الزرقاء) الذي أنتجه التلفزيون السوري، وهو للأطفال أيضاً.
    -بمناسبة حديثك عن إنتاج التلفزيون، مارأيك في حال الدراما السورية التي شهدت قفزة هائلة من حيث الانتشار في السنوات الأخيرة، هذه الدراما تتجه إلى الإنتاج الخاص بشكل كبير مما شكل حالة غياب للراعي الرسمي لها، هل هذا أمرٌ صحيٌ بالنسبة إلى مستقبلها؟ أم سيودي إلى التشتت وتحويلها إلى سلعة؟
    مشكلة الدراما لدينا أنها اتجهت إلى مصطلح (الطلب) بالنسبة إلى الكاتب والمخرج والشركة المنتجة، بمعنى أن كل طرف من هؤلاء يريد تفصيل العمل حسب مقاسه دون مراعاة لأهمية العمل وهدفه، فعلى سبيل المثال تطلبُ إحدى الشركات الخاصة مسلسلاً عن البيئة الشامية، مع أن الجهة الطالبة لا تهمها حقيقة تاريخ هذه البيئة وأن تظهرها بشكلها الحقيقي، بل لها أهداف أخرى.

    وبغض النظر... لكن البيئة الشامية لم تكن كما تُصورها لنا المسلسلات المتراكمة عنها، في بداية القرن العشرين كان هناك كتاب ومثقفون ومتعلمون، كما أن المرأة لم تكن كما تظهر الآن في المسلسلات، لكن هذه الجهة تريد تشويه هذه البيئة حتى لا تكون دمشق صاحبة الريادة بكل تفاصيلها الحضارية في تلك الفترة، مع أنها كذلك، وهذا ما يقوله التاريخ، أما هذه الجهة فتطلب أن يُكتب سيناريو مسلسل يناسب مصالحها فقط، وهكذا يستجيب الكاتب لما تريد فتصل الرسالة الخاطئة إلى المشاهد، لذلك يجب أن يتم إنتاج الدراما السورية برأس مال نظيف يترك للكاتب حريةً وصدقاً في تناول المواضيع، وهذا موجود ولو على مستوى ضيق، خذ مثلاً (زمن العار)، وعلى كل حال فإن كاتب السيناريو يجب أن يكون صاحب عين ثاقبة لا سيما حين يكتب عملاً تاريخياً.
    -ماذا عن غياب البيئة الحمصية القديمة عن الدراما؟ ولماذا لم تكتب عملاً يمثلها؟
    للأسف لم أكتب بعد عملاً عن البيئة الحمصية، لكنني أتمنى ذلك في المستقبل، وهي غائبة فعلاً عن الدراما بسبب غياب الجهة التي يجب أن تهتم بها.
    -بالرجوع إلى مسلسل مرايا، يُقال إن ظهور (بقعة ضوء) قد نحَّى مرايا واحتل الصدارة من حيث الانتشار، هل هذا صحيح؟ وهل كان (بقعة ضوء) منافساً لكم؟.
    أول مخرج لبقعة ضوء كان الليث حجو، وهو ابن مرايا، كما أن نوع الكتابة في هذا المسلسل متأثر بمرايا، لكن العملين مختلفان، مرايا منذ الثمانينات حتى الآن قدمت أكثر من ألف لوحة، لذلك أصبحَت تواجهنا صعوبة تقديم الجديد، نحن نرمي أية لوحة عندما نجد فيها ولو تشابهاً بسيطاً مع لوحاتٍ سبق أن قدمها المسلسل، عندي أكثر من 60 لوحة مرمية، أضف إلى ذلك أن بقعة ضوء اعتمد البطولة الجماعية، أما مرايا فهو مشروع الفنان ياسر العظمة، لكن للأسف تراجع بقعة ضوء كثيراً في السنوات السابقة لأن اللوحات تُكتب لممثلين بعينهم، لذلك لا تشكل بقعة ضوء منافساً مع أننا نتمنى ذلك، وقد تظهر أعمال تتبنى نفس المضمار في المستقبل، مرايا قدمت الكثير، وقد يأتي من يكمل ما قدمته.
    -كيف كانت بدايتك مع ياسر العظمة؟
    عام 1999 أهديت ياسر العظمة مجموعة قصصية بعنوان (قصة انتحار معلن)، وبعد فترة اتصل بي وطلب أن يأخذ عدة قصص ويحولها إلى لوحات، كما طلب مني كتابة لوحات للمسلسل، وهكذا بدأت بكتابة مرايا بالاشتراك مع ياسر العظمة في الأعوام التالية، إلى أن غاب المسلسل منذ عام 2006.
    -ماسبب غيابها؟
    عدم وجود التمويل، حيث لم يتم الاتفاق مع منتج للعمل، لكن مرايا ستعود وسوف أكون كاتباً فيها، أما المخرج فهو مأمون البني، لكنها لن تُعرض في رمضان بل مع بداية العام المقبل.
    -هل هناك أعمال جديدة أخرى؟
    طُبعت لي مجموعة قصصية منذ شهرين بعنوان (ضحك كالبكاء)، وهناك فيلم للأطفال أخذه التلفزيون بعنوان (التفاحة الذهبية)، وعندي عمل كوميدي مخطوط بعنوان (7...شارع الهدد).
    - ككاتب كيف تشعر وأنت مندمج في النسيج الاجتماعي وتفاصيله اليومية؟.
    أنا فرد من هذا المجتمع، أعيش فيه وألتقط تفاصيله وهمومه، والمجتمع صفحات كثيرة، أما صفحة الكاتب فمرآة تعكس كل صفحات مجتمعه.

    مجلة أبيض وأسود
يعمل...
X