إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر السوري عبد الكريم الناعم - في حدود الوطنيّة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر السوري عبد الكريم الناعم - في حدود الوطنيّة ..

    عبد الكريم الناعم


    في حدود الوطنيّة





    ليس كلّ تجمّع لمجموعة من حَمَلة البطاقة الوطنيّة يعني أنّهم جميعا وطنيّون، فمؤجّرواأنفسهم للعثمانيّة الجديدة يحملون تلك البطاقة، وبعض المتطرّفين الماركسيّين الشّادّين على أيديهم يحملونها أيضا،
    الوطنيّة ذات مقاصد وأبعاد ومعان بها يوزن مَن هو وطنيّ حقّاً، ومن بديهيّات ذلك العمل على كلّ ماينفع المواطنين، على اختلاف دياناتهم، ومذاهبهم، ورؤاهم الفلسفية أو الدّينيّة، وهذا جانب مهمّ نذكره لأنّه الآن الميدان الذي تُركِض فيه أفراسها وبغالها وحميرها الصهيونيّة العالميّة، ممثّلة بتوجّه السيّد الأمريكي الصهيوني ،
    ثمّة ملامح مبادئيّة للوطنيّة هي من علاماتها الفارقة، وهي منذ مئة عام في وطننا العربي، وفي المنطقة: الموقف من فلسطين، لقد جهدت قوى الإستعباد الغربي المتصهينة، منذ أن بُديء بمشروع جعْل فلسطين وطنا لليهود، .. جهدت من أجل التغطية على تلك الفعلة الخبيثة، وحاولت التّحوير، قطْريّاَ، وقوميّا، بل وعلى مستوى الإقليم، لتغييب قضيّة فلسطين، وإشغال الناس بغيرها ولو كان الدّمار، والخراب، والمزيد من الآلام والأحزان، ولكنّ فلسطين ظلّت تسكن وجدان الوعي، والبصيرة، والتاريخ، وبقيت هويّة في تحديد الوطنيّ القوميّ الإنساني من غيره،
    الذين عملوا في خدمة المشروع الصهيوني، متوّهمين أنّ عروشهم تحميهم سوف تلفظهم مزبلة التاريخ، فابحثوا لهم عن مكان مناسب.
    *******
    في المُتدَاوَل أنّ الرجل يُمتحَن بالمرأة، والمال، والمنصب، وذلك امتحان قد ينجح فيه المعتصم بمكارم الأخلاق، ويسقط فيه فاقدُ القدرة على المُقاومة، وقد يتسفّل مَن يتسفّل ، وقد يتطهّر مَن يتطهّر، أمّا الذين خرجوا من دائرة الوطنيّة، وارتضوا أن يكونوا أدوات رخيصة بيد قوى الإستعمار والرّجعيّة فقد وقعوا في فخّ امتحان لاخروج لهم منه، ومآلهم إلى السقوط المريع، وفي تلك المساحة ليس ثمّة فرجات كثيرة، بل ثمّة معادلة واحدة: إمّا مع الوطن، أو مع أعدائه، وليس مُدهشاً أن يرفعوا شعارات الديموقراطيّة، والعدالة، وبقيّة الشعارات البرّاقة، فالكلّ يعلم أنّ اللواتي سقطنَ في سلوكهنّ هم أكثر الناس حديثاً عن الفضيلة والشرف،
    في هذا السياق أليس من الجدير التّنبّه إلى أنّ كلّ الذين خدموا أمريكا، على مرّ التاريخ الحديث لم يكونوا من الرّموز الوطنيّة، بل كانوا أتباعاً ترميهم في سلال المهملات حين تنتهي صلاحيّة خدمتهم، وفي الجعبة الكثير من الأمثلة المعروفة، ولعلّ أقربها إلينا زمنيّا أنطوان لحد وجيشه،
    لعلّ ممّا يثير السخرية المرّة جلوس هؤلاء مع بعض المسؤولين الأمريكيّين، تُرى هل هم حلفاء، ولهم حريّة الحليف وحضوره، أم أنّهم مجرّد ديكور للإخراجات السياسيّة، وبيادق تالفة؟!!
    نشر في صحيفة البعث، زاوية " على ورق الورد"في
    10/12/2014
    [email protected]


يعمل...
X