إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بدايات الاستعراب الروسي - بقلم: الدكتور محمود الحمزة - أكاديمية العلوم الروسية - موسكو

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بدايات الاستعراب الروسي - بقلم: الدكتور محمود الحمزة - أكاديمية العلوم الروسية - موسكو

    بدايات الاستعراب الروسي:من تاريخ دراسة العلوم العربية في روسيا وجمهوريات الإتحاد السوفيتي (سابقاً)


    من تاريخ دراسة العلوم العربية في روسيا وجمهوريات الإتحاد السوفيتي (سابقاً) بقلم: الدكتور محمود الحمزة

    كبير الباحثين العلميين في معهد تاريخ العلوم والتكنولوجيا (معهد فافيلوف)

    أكاديمية العلوم الروسية - موسكو

    إن الأهمية البارزة للثقافة العربية في التاريخ العالمي بعامة وفي تاريخ العلم بخاصة، أصبحت الآن أمراً معروفاً ومتفقاً عليه. فقد احتل التراث العربي، منذ زمن، مكانة مرموقة في الأدب العالمي، وأصبح جزءاً أساسياً من الثقافة الإنسانية العامة. كما أدت أبحاث العلماء في كثير من الدول والتي بدأت منذ بداية القرن العشرين إلى إلقاء الضوء على دور المؤلفين العرب في القرون الوسطى (الذين عاشوا وعملوا في مساحة واسعة ممتدة من أسبانيا وشمال افريقيا حتى الهند) في تطوير فروع كثيرة من العلم: التاريخ، الجغرافيا، الكيمياء، البيولوجيا، الطب، العلوم الرياضية والفيزيائية. وكان للعلماء الروس والسوفييت نصيباً وفيراً واسهاماً متميزاً في دراسة الثقافة والعلم العربيين وبما فيهم المستعربين والمتخصصين في بعض المجالات العلمية الدقيقة.

    ونميز في تاريخ دراسة العلم العربي في روسيا والإتحاد السوفيتي (سابقاً) جانبين: فمن جهة- التسلسل الزمني لهذه الدراسة ومن جهة أخرى إشكالية الدراسة. وفي نفس الوقت فهما مرتبطتان بشكل قوي مع بعضهما البعض.

    تتميز المرحلة الأولى من دراسة العلم العربي في روسيا بالبحوث في مجال الإستعراب في المعنى الضيق للكلمة: دراسة اللغة والأعمال الأدبية والدينية. واختتمت هذه المرحلة في أواسط القرن 19 م بنشوء مدرسة الإستعراب الروسية، والتي حظيت بتقدير عال من المستعربين في العالم بأجمعه. أما دراسة المؤلفات العلمية للعلماء العرب، فتعود إلى مرحلة متأخرة نسبياً وقد بلغت مستوى متقدماً من التطور في 50 سنة الأخيرة.

    بدايات الاستعراب الروسي:

    انطلاقاً من مبدأ الترتيب الزمني، نتوقف باختصار عند تاريخ الإستعراب الروسي ومن ثم ننتقل إلى تاريخ دراسة العلم العربي في روسيا والجمهوريات المستقلة. انتشرت

    الأخبار عن العرب والبلاد العربية في بلاد الروس في وقت مبكر- في تخوم القرن 9-10 للميلاد، وذلك مع تطور التجارة العالمية في القرون الوسطى. وتشهد على أبعاد هذه التجارة الكنوز المتعددة من العملة العربية المعدنية التي عثر عليها علماء الآثار وما زالوا يعثرون عليها بمحاذاة الطرق التجارية القروسطية. عرف العرب طريق التجارة عبر البلطيق وبحر قزوين بشكل جيد لدرجة أن الجغرافيين العرب مثل ابن حوقل أطلقوا على نهر الدون تسمية "نهر الروس". وكانت منطقة خوارزم إحدى مراكز الاتصالات النشطة بين العرب والروس على مفترق الطرق الهامة للتجارة العالمية التي تنطلق من بلاد الروس وحوض الفولغا إلى آسيا الوسطى ومنغوليا والصين. وقد قدم الجغرافي المعروف ابن فضلان من القرن 10 م معلومات قيمة عن شعوب حوض الفولغا والروس. وكان ابن فضلان أحد مبعوثي الخليفة بدعوة من البولغار في منطقة حوض الفولغا. وكان البولغار قد اعتنقوا الإسلام قبل ذلك (922 م).
    إن عملية تبلور الأفكار العلمية في روسيا الموسكوفية، جرت ليس على أساس التقاليد العلمية اليونانية والبيزنطية فحسب وإنما لعبت هنا دوراً بارزاً التقاليد العلمية العربية. وانعكس ذلك بشكل خاص في مجال تشكل الأفكار والتصورات الفلكية والتنجيمية. ويرجع المؤلف الفلكي "شستوكريل" الذي انتشر في روسيا القروسطية إلى المصادر العربية، وبشكل أدق إلى النموذج (الموديل) الهندسي- الحركي للبتروجي (ق 12 م).

    تسربت معلومات عن الطب العربي عبر أوروبا الغربية إلى روسيا الموسكوفية، ولقي انتشاراً واسعاً "كتاب العلاج للطبيب اسحاق" وهو مخطوطة للطبيب الفيلسوف إسحق بن سليمان (900 م). لكن روسيا الموسكوفية لم تؤسس بعد لتقليدها الخاص في الإستعراب العلمي ولم تبن قاعدة له من خلال تجميع المخطوطات العربية. علماً أن المصادر تتحدث عن مجموعة (من المخطوطات) كانت تشكل جزءاً من مكتبة، لم يعثر عليها حتى الآن، تعود للقيصر إيفان الرابع(الرهيب) ويبقى ذلك مجرد احتمال ممكن.
يعمل...
X