إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تعرف على الزجاج الدمشقي / إرث الفينيقيين / أو صناعة الزجاج اليدوي /

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعرف على الزجاج الدمشقي / إرث الفينيقيين / أو صناعة الزجاج اليدوي /

    تعرف على الزجاج الدمشقي / إرث الفينيقيين / أو صناعة الزجاج اليدوي / - "دمشق" مدينة الحضارة والمهن اليدوية العريقة مازالت تحتفظ ضمن أزقتها القديمة بمهنة عريقة تسمى صناعة الزجاج اليدوي - دوران جاسم ..
    صناعة الزجاج اليدوي إرث الفينيقيين
    دوران جاسم
    "دمشق" مدينة الحضارة والمهن اليدوية العريقة مازالت تحتفظ ضمن أزقتها القديمة بمهنة عريقة تسمى صناعة الزجاج اليدوي.



    ♥|| الزجاج الدمشقي ||||
    «أرق من زجاج الشام»مثل شعبي يدل دلالة واضحة على حلاوة ورقة الزجاج الدمشقي، وهو أيضاً يدل على عراقة صناعة فن الزجاج في بلاد الشام، وكان الزجاج المعروف بالدمشقي من أكثر الصناعات رواجاً وذات تجارة واسعة مع أوروبا استمرت حتى نهاية القرن الخامس عشر، ويذكر أن ابن بطوطة، أنه لما نزل دمشق في القرن الرابع عشر للميلاد وجد«شوارع مستطيلة في حوانيت الجوهريين والكتبيين وصنّاع أواني الزجاج العجيبة».
    كما يضم قوارير متعددة الحجوم وحوجلات وحاجات للزينة و أوعية عليها زخارف نباتية وكتابية وحيوانية مطلية بالمينا والذهب.
    أما الجناح الاسلامي فيضم مجموعات فريدة منها ماهو باللون الطبيعي للزجاج ومنها ما كان بلون واحد، أو لونين متموجين أو أكثر ويعود معظمها إلى الفترة الممتدة من القرن الثاني عشر إلى القرن السادس عشر للميلاد. ‏
    أما نماذج العهد البيزنطي فتضم قوارير متعددة الحجوم وعيارات للوزن مستديرة نقشت عليها كتابات وأشكال مختلفة. ‏
    فالمقتنيات التي ترجع إلى العهد الكنعاني تضم قوارير وأوعية للزينة وصحاف فاخرة تدل على دقة الصنع والذوق الرفيع الذي وصل إليه كنعانيو الساحل الذين اشتهروا بصناعة الزجاج، وبخاصة مملكة صور، والنماذج التي تعود إلى أيام الرومان تشمل أباريق وكاسات وأساور ومكاحل زجاجية بألوان بيضاء أو خمرية أو زرقاء... فضلاً عن الكؤوس والقوارير والأواني التي تأخذ هيئة أسماك وأشكال نباتية. ‏
    يضم المتحف الوطني بدمشق مجموعات فريدة من منتوجات الزجاج السوري التي تعود إلى مختلف العهود الكنعانية والرومانية والبيزنطية وسائر العصور الاسلامية. ‏
    مقتنيات المتحف الوطني بدمشق ‏
    حتى لانكاد نرى فراغاً دون رسم على ذلك الشمع، وإذا ما انتهى الرسم على الشمع يشرع بحفره بريشة خاصة، وبعد ذلك يُدهن مكان الحفر بمادة يتآكل بها الزجاج«الأسيد»عدة مرات، فإذا ما تم ذلك يُنزع عن الإناء ما تبقى من الشمع، ومن ثم تُملأ الأماكن المحفورة من الزجاج بماء الذهب، وأخيراً توضع الإنارة داخل الاناء. ‏
    ثمة عمل آخر في الصناعة الزجاجية التقليدية، تفردت به دمشق، لذلك لابد من الوقوف عنده، وهو الحفر على الزجاج، حيث يُصهر الشمع العسلي ويُطلى به الإناء المراد تنفيد الحفر عليه ثم يرسم على ذلك الشمع زخارف تحيط بالإناء، يليها كتابات بالخط الكوفي المشجر تتناوب مع وحدات زخرفية ورسوم لعروق نباتية، وتملأ الفراغات بموتيفات ومنمنمات دقيقة. ‏
    الحفر على الزجاج ‏
    كما يستخدم الذهب والفضة في زخرفة بعضها. ‏
    أما الزجاج المستخدم في صنع تلك الأواني فله ألوان متعددة تتناسب مع الأذواق المختلفة، ويستخدم في تلوينه أكاسيد معدنية منها أكاسيد النحاس للحصول على لون التركواز، وأكاسيد الحديد للحصول على اللون الأصفر، والكوبالت للون الازرق، أما اللون الاحمر فيكون بعملية البخ ثم الشّي الحراري. ‏
    ولعل أهم ما يميز فرن سوق المهن اليدوية، موقعه السياحي وإنتاجه الذي يوضع بين أيدي المهتمين، وبالتالي إمكانية معايشة لحظات الانتاج مع العمال في مشهد فريد لايمحى من الذاكرة. وتمتاز منتجات هذا الفرن بالتنوع والتعدد والتجديد، والعناية بالنوعية على حساب الكمية فلكل قطعة تنتج حقها من الاتقان والتزويق والتفنن، فالمهم هو الجودة والإبداع. ‏
    ويتركّز اليوم إنتاج هذا النوع من الزجاج التقليدي في فرنين الفرن الأول في سوق المهن اليدوية جوار التكية السليمانية، والقرن الثاني لآل الحلاّق في باب شرقي وجميع العاملين في هذين الفريقين من أهل الصنعة، ولهم باع طويل في تطوير وتطويع صناعة الزجاج التقليدية. ‏
    ويكاد يكون العاملون في فرن الزجاج التقليدي من أسرة واحدة توارثت العمل بهذه الحرفة، ومع اتساع الافران التقليدية وتنامي العمل فيها، أصبح بالإمكان الاعتماد على عمال من خارج الأسرة. ‏
    وتعد زيارة السائح أحد أفران الزجاج التقليدية بدمشق، هدفاً رئيساً للسياحة بدمشق، فيشاهد بأم عينه الصنّاع وهم يعملون في نفخ الزجاج، وتكوينه في صور حية، ويقف على تلك المهارة والذوق المرهف الذي يتمتع به أولئك الصناع، في تعاملهم مع العجينة الزجاجية، وهم يعملون بها قطفاً من الفرن ثم تنقية ودمجاً وتحمية ونفخاً وتكويناً ثم أرحجة وشقلبة حتى تأخذ الشكل المطلوب... وهم في ذلك يجسدون ما توارثوه من أصول الصنعة. ‏
    على الرغم من انتشار المعامل الآلية والنصف آلية في كثير من المناطق السورية إلا أن الإقبال على الزجاج التقليدي لايزال رائجاً، وخاصة من قبل السائحين والمثقفين والفنانين والمهتمين. ‏

    "eDamascus" التقى السيد "محمد نور الدين" أحد المهتمين بالزجاج اليدوي فيقول: «لهذه الصناعة تاريخ عريق وهام في المدينة القديمة، ولها روادها ومقتنوها المحليون والأجانب، حيث مازالت تحافظ على عراقتها المحلية المرتبطة بتاريخ المنطقة، فنرى أنواعاً كثيرة منها تحتل واجهات المحلات القديمة والحديثة».
    "محمد نزار القزاز" صاحب معمل الزجاج اليدوي في سوق المهن اليدوية بالتكية السليمانية في "دمشق"، حدثنا أولاً عن تاريخ عائلته في هذه المهنة الدمشقية، قائلاً: «تعلمت هذه المهنة "صناعة الزجاج اليدوي" عن والدي الذي بدوره تعلمها عن أجدادي، علماً أن تاريخ العائلة في هذه المهنة الجميلة يعود إلى أكثر من 450 سنة، تعلمتها منذ أن كنت صغيراً في العاشرة من عمري، وصار لي أكثر من 48 عاماً في هذه المهنة، وهي مصدر رزقي الوحيد، وأنا بدوري علمتها لأحد أولادي حفاظاً على هذه المهنة واسم العائلة، علماً أنه يحمل شهادة "هندسة إلكترون" وهو يحاول أن يوفق بين مهنته كمهندس ومهنة أجداده "صناعة الزجاج اليدوي"، علماً أن تاريخ إنشاء هذا المعمل هنا في "التكية السليمانية" يعود إلى أكثر من 45 سنة حيث أنشئ عام 1965م».
    وحول الأدوات التي يستخدمها "أبو حسن" في معمله وطريقة تصنيع هذه الزخارف الزجاجية، يقول: «أدواتنا بسيطة جداً، فليس لدينا أي آلات ولا قوالب جاهزة كما في الزجاج الصناعي، وهو الفرن الذي يتكون من آجر حراري كما يبنى من التراب الحراري، ويتحمل الآجر حرارة تصل إلى
    أبو حسن و معمله القديم1300 درجة، ومواده الأولية هي المازوت، وعن طريق الهواء والمازوت يولد الآجر حرارة عاليه، كما من أدواتنا الأنابيب التي تستخدم لسحب الزجاج السائل من الفرن والنفخ فيه لإخراج القطعة الزجاجية المراد تصنيعها حسب الطلب من الحجم والسماكة، بالإضافة إلى استخدام الملاقط الحديدية لقص الزجاج المسحوب من الفرن بعد نفخه».
    يضيف "القزاز": «نبدأ العمل أولاً بإحماء الفرن إلى درجة حرارة 1000، ثم نضيف الزجاج المكسر إليه وكلما نقص نزيد عليه الزجاج حتى يمتلئ الفرن بالزجاج السائل، ثم نسحب كمية من الزجاج السائل من الفرن عن طريق الأنبوب وننفخ فيه لتتشكل لدينا القطعة الزجاجية المراد تصنيعها، وطبعاً نراعي في هذه الأثناء كمية الزجاج المستخرج من الفرن حسب الحجم أو الوزن وسماكة القطعة الزجاجية، ثم نقوم بقصها عن طريق الملقط المخصص لهذا الغرض، وبعدها تترك القطعة الزجاجية حتى تبرد، وطبعاً كلما نقص الفرن من الزجاج نضيف إليه كمية آخرى حتى تمتلئ من جديد».
    وأشار "أبو حسن": «إن هذه المهنة شاقة جداً حيث يشيب الإنسان على بكير، لأنها تتطلب تحمل الحرارة العالية وجهداً عضلياً كبيراً، ولهذا السبب يتجنبها شباب هذا الجيل ما يهددها بالزوال، ولهذا حاولنا التعاون مع بعض الوزارات لكي نعمل برنامج تأهيل مهني لبعض الشباب وتعليمهم صناعة الزجاج اليدوي حفاظاً عليها من الزوال، وليس لدي الإمكانية لكي آتي بشباب وأعلمهم وحدي، لهذا السبب أتمنى من الحكومة مساعدتي في هذا المجال حفاظاً على
    أحد المزهريات الزجاجية التي يصنعها ابو حسنهذه المهنة الأصيلة التي أصبحت مهددة فعلاً».
    كما التقينا السيدة "ميسون كركوكلي" مديرة المعمل ومدرسة فنون يدوية، فتقول: «يعود الفضل في اختراع الزجاج وانتشاره في العالم إلى سورية التي كانت مهد هذا الاختراع، حيث يعود تاريخ اكتشافه إلى عهد الفينيقيين، حيث كان يستخدم قبل ذلك الحديد أو الذهب والفضة في صناعة الأدوات التي نصنعها اليوم من الزجاج، كما يعتبر الزجاج السوري من أفضل أنواع الزجاج في العالم وله مكانة وحضوراً لأفتاً في جميع الأسواق حتى الأوروبية والأمريكية».
    وتضيف "كركوكلي": «نصنع جميع أنواع الأدوات التي يمكن استخدامها في المنزل، من الكاسات بجميع أنواعها إضافة إلى مزهريات وثريات وغيرها من الأدوات وبأشكال وأحجام مختلفة حسب رغبة الزبون، وطبعاً أسعار الزجاج المصنوع يدوياً أغلى من الزجاج الصناعي، لأنه يتطلب وقتاً أطول وجهداً وتكلفة أكبر من الصناعي،لأن الأخير يستخدم الآلات والقوالب الجاهزة في التصنيع، حيث يثمن سعر كل قطعة مصنوعة يدوياً حسب الحجم، والوزن، والسماكة والزخارف المضافة إليها، حيث يتراوح سعر الكاسة الصغيرة بين 50 و75 ليرة سورية، وكاسة الشاي 30 ليرة، والمزهرية الكبيرة بين 150 و200 ليرة، والثريا من 500 إلى 3000 حسب حجمها وزخارفها».
    وتواصل "كركوكلي": «كما نقوم برسم الزخارف على القطع الزجاجية، ما يضيف إليها جمالية تشد النظر إليها، بعد الانتهاء من تصنيع القطعة الزجاجية وتبريدها نبدأ بالرسم عليها، فنرسم رسومات مستوحاة من الدين الإسلامي، من آيات قرآنية، حكم قديمة، أبيات
    أواني الزجاجية المزخرفةشعر، رسومات إسلامية، شعبية وبخطوط عربية مثل الخط الكوفي، ويتم الرسم بشكل عفوي وسريع من إلهام الرسام ذاته فيبدع في الرسم لينتج قطعة زجاجية في غاية الجمال، كما هناك من يحفر على الزجاج، حيث تغطس القطعة بالشمع وبعدها يبدأ الحفر عليها».
    وأشارت "كركوكلي": «نعتمد في أغلب الأحيان على الأجانب والعرب الذين يقتنون الزجاج الدمشقي المصنوع يدوياً حباً بهذا التراث الأصيل، كما نعتمد على أبناء البلد الذين يقتنونها للزينة، لما تضيف هذه القطعة الزجاجية المزخرفة من الجمال والروعة على ديكور المنزل».
يعمل...
X