إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما قيل عن شعر نزار قباني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما قيل عن شعر نزار قباني

    ما قيل عنه:
    كتب الشاعر أنسي الحاج: "في فضاء الشعر العربي، نزار قباني وهجٌ حَرَق، وبرق بَدَل أن يخطر ويختفي، التمع وانتشر وجلس يشع لأنه صار جسراً بين عالمين.
    لم أقرأه مرة إلا أحببته. في بداية حياتي كنت مبهوراً بجرأته وشهوانيته، وفي ما بعد، بشجاعته ورقته، واليوم، ودائماً، بأصالته وعفويته الخلاقة واشتعال وجدانه، دون هوادة، بكل ما يمس القلب الحق، والشعور الحق، والشاعر الحق.
    ولم أعرفه إلا مدهشاً. ساحر لا يمكن أن تمله، لأنه أسبق منك إلى الملل من نفسه. عرف سر التجدد، وأنه الإقامة في النار، وأن ضرائبه كبيرة، وهو تكبّدها ويتكبّدها، لأن الكبار أقدارهم كبيرة.
    والكتابة عنه بعض الكتابة عن الذات. وهي أيضاً تشبه الاعتراف بالحب. فأدب كأدب نزار قباني ليس مجرد عمارة من الكلمات، بل هو روح زمن وروح شعب وروح تجربة في الشعر بل معه، وربما قبله وبعده، القيامة من الموت.
    من موت حضارة ولغة وشعب، إلى حياة تعانق الحياة.
    وفي هذه المغامرة الشرسة، يسطع نزار قباني نجماً في كل شيء: في إطلالته وإيقاعه، في إشعاعه وتأثيره، في انفصاله واتحاده، في عشقه وغضبه، في صوته وضميره، في حنانه وعنفه، وفي حضوره الشفاف في القلوب.
    هذا العدواني الجميل الدائم الصبا، هو نفسه "القمر الأخضر" الذي تغنى به مرة، ولأنه لم يكتب كلمة إلا بانفعال الشعور البكر، لا أستطيع أن أقرأه إلا كأني أقرأه للمرة الأولى.
    والشاعر هو دائماًً "المرة الأولى" معه الفجر دائم، والليل غير الليل، واللغة تكتشف أنها الآن، على يديه، بدأت تولد.
    ومع نزار قباني، أشعر أني أقترب من ينبوع، وأمشي في بستان، وأن الربيع يتفجر حولي حتى في الإحباط واليأس.
    ولا أعرف، في الحقيقة، إذا كان يُكتَبُ عن نزار قباني دون الأخذ منه. وأجزم بأنه لا يُحكَى عنه بأجمل مما يحكي شعره. وأكثر من فهمه، فلندع أنفسنا نحبه.
    نزار قباني حكاية حب، وأمثولة حرية، في قربانة هي الشعر. وإذا أحببناه، فلن يكون ذلك بأكثر من رد لبعض ما تناولناه من تلك القربانة".
    ما قيل في وداعه:
    كتب ساسي جبيل من تونس: "لم ينته نزار..
    هل أنهى الموت المتنبي أو شكسبير أو أبا تمام..؟! كان نزار صوتاً متفرداً وكتلة من الكلام.. لقد ترك في كل عربي شيئاً منه.. ترك قصائد كالورد وأخرى كالغضب.. وأخرى كاللهب.. وأخرى كالأغاني.. لم ينته نزار..
    لم ينته نزار..
    من كان مثله لا يموت.. سيبقى باسقاً كنخلة في بغداد، وكمئذنة في دمشق..
    من كان مثله لا يموت.. سيبقى منارة تضيء بنورها كل بقاع الأرض.. من كان مثله لا يموت.. سيبقى أغنية نرددها في كل حين، وقيثارة نعزف على أوتارها إلى أبد الآبدين..
    لم ينته نزار..
    فلا شيء يخاف من الشعر أكثر من الموت، فالشعر يخلق أزمنة لا يستطيع الموت أن يزيلها.. هذا الزمن الشعري، ليس مثل زمن الساعات، يمتد من الأزل، إلى الأبد..
    لم ينته نزار..
    فهو حينما ينشر ديواناً جديداً يشعر بأنه زرع شجرة جديدة ستزهر وستثمر سواء كان موجوداً أم لا..
    ..
    لم ينته نزار.. فكل بيت تركه على ورقة ليس وصية بل صكاً جديداً للولادة.. كل بيت تركه الشاعر كان مؤثراً في القلوب والعقول لذلك فهو في الأعماق.. الأعماق التي لا تطالها العناكب.. كل بيت تركه نزار كان واحة أقحوان وحديقة ألوان زاهية لا تؤثر فيها السنون..
    لم ينته نزار..
    فالبلابل لا تموت.. والصخور العاتية، حتى وإن أتى عليها الطوفان فإنه لن يزيدها إلا نضارة وبهاء.. نزار الذي فقدناه كان أشخاصاً عديدين في شخص واحد أو على حد تعبير أدونيس "مفرداً بصيغة الجمع"".
    قراءة في "دمشق ونزار قباني":
    في دراسة جميلة للدكتور خالد حسين يصف هذا الكتيب، قائلاً: "يبتدئ هذا الكتيّب بتصدير يتمرأى فيه هذا الشغف المكاني، هذا العشق لـ"دمشق" وهذا الهيام بها، تصدير ممهور باسم الشاعر على النحو الآتي: "كتب الله أن تكوني دمشقاً، بك يبدا وينتهي التكوين" فالتسمية (دمشق) تأتي بأمر ميتافيزيقي، ليس للبشر يد فيها، ولهذا يمتلك المكان القدرة على إلغاء كل الأمكنة والفضاءات الأخرى، لتكون دمشق – المكان هي البداية والنهاية، المكان السرمدي الذي ينجز فيه "التكوين" شؤونه وكينونته، كما لو أن "دمشق – المكان"، وفق تصدير الشاعر، هي الصورة النهائية للتكوين مكاناً وكائناً، لأنها تكتسب سلطتها، قوتها، من الميتافيزيقا، ولهذا يبدأ بها العالم وينتهي!
    يكتب الشاعر في مقدمة هذا الكتيّب:
    (لا أستطيع أن أكتب عن دمشق، دون أن يعرّش الياسمين على أصابعي.
    ولا أستطيع أن أنطق باسمها، دون أن يكتظ فمي بعصير المشمش، والرمان، والتوت، والسفرجل.
    ولا أستطيع أن أتذكّرها، دون أن تحط على جدران ذاكرتي ألف حمامة..
    وتطير ألف حمامة).
    "تتخذ دمشق شكل القدر، قدر الشاعر، التعويذة التي تسيِّجه، السحر الذي يستبد به، فيغدو مسحوراً، لا طاقة له على تفكيك شفراته، ألغازه، كائن مسلوب تماماً من هذا المكان الساحر الذي يُسَمّى "دمشق".
    (كل حروف أبجديتي مقتلعة حجراً حجراً من بيوت دمشق.. وأسوار بساتينها، وفسيفساء جوامعها..
    قصائدي كلها معمرة على الطراز الشامي..
    كل أَلِفٍ رسمتها على الورق هي مئذنة دمشقية..
    كل ضَمّةٍ مستديرة هي قبة من قباب الشام..
    كل حاءٍ هي حمامة بيضاء في صحن الجامع الأموي..
    كل عينٍ هي عين ماء..
    كل شين هي شجرة مشمش مزهرة..
    كل سين هي سنبلة قمح..
    كل ميم هي امرأة دمشقية.. وما أكثر الميمات في دواوين شعري..
    وهكذا تستوطن دمشق كتابتي، وتشكل جغرافيتها جزءاً من جغرافية أدبي..)
    "يتراءى للمتأمل في هذه الشذرة أن دمشق أو دمشق – المكان هي نوع من المكان البؤري، المكان – البؤرة الذي يشكل محور كينونة الكائن، التي تتخذ من هذا المكان محارة لها، فيها تنبثق، وتضج بالحياة، وإليها تعود."
    "إن البعد المكاني يشتغل بعنف في شعر نزار قباني، اشتغال صار حتى أن نزار يتلمس طيف دمشق في تفاصيل المكان – الآخر عبر تداخل تناصي بين غرناطة ودمشق."
    (شوارع غرناطة في الظهيره
    حقولٌ من اللؤلؤ الأسود..
    فمن مقعدي
    أرى وطني في العيون الكبيره
    أرى مئذنات دمشقَ..
    مصورةً فوق كل ضفيره)
    "يمسك الشاعر بخاصية التماثل بين غرناطة – المدينة الأندلسية ودمشق مكاناً وبشراً، دمشق التي فرَّت بحضارتها وأشيائها وكائناتها إلى بلاد الأندلس في لحظة تاريخية، لتسكن فضاء غرناطة، فاحتضنتها الأخيرة، لتعيد إنتاجها، فالعيون دمشقية، والمآذن ترتسم على الضفائر، ولهذا يأخذ التخيل الشاعر بعيداً، حتى يشعر أنه محاط بحارات دمشق وناسها وأهلها، هذه دمشق، دمشق التي تحتاز على موقع أثير في شعره، دمشق التي لا تغيب عن الشاعر أبداً حتى من خلال شغب عصفورتين:
    (حديثكِ سجادة فارسيه..
    وعيناكِ عصفورتان دمشقيتانِ..
    تطيران بين الجدار وبين الجدار..
    وقلبي يسافر مثل الحمامة فوق مياه يديك،
    ويأخذ قيلولة تحت ظلِّ السوارْ)".
    المراجع:
    1) نزار قباني: التجربة الشعرية، والسيرة الذاتية
    تأليف: عبد العزيز شرف، محمود الهندي
    2) قصة حياة نزار قباني
    تأليف: محمد العريسي
    3) حياة الشاعر نزار قباني وأحلى قصائده
    تأليف: محمد ياسر زمزم
    4) قصتي مع الشعر
    تأليف: نزار قباني
    5) نزار قباني: شاعر لكل الأجيال
    إعداد وتحرير: محمد يوسف نجم
    6) نزار قباني: رحيل عملاق
    إعداد وتحرير: ساسي جبيل
    7) مدخل إلى الموسوعة الشاملة للشاعر نزار قباني
    تأليف: برهان بخاري
    8) الإيقاع في شعر نزار قباني
    تأليف: مؤمنات الشامي (رسالة ماجستير)
    9) قوة الأسطورة
    تأليف: جوزيف كامبل
    ترجمة: حسن صقر، ميساء صقر
    10) رفاق الروح
    تأليف: توماس مور
    ترجمة: محمد الجورا
    11) الجنس ومعناه الإنساني
    تأليف: كوستي بندلي
    12) الكيان الشعري عند نزار قباني
    تأليف: د. محي الدين صبحي، تقديم: نزار قباني
    13) الأعمال الشعرية الكاملة
    تأليف: نزار قباني
    14) نزار قباني
    تأليف: ايليا الحاوي
    15) التحدي والرفض في شعر نزار قباني
    تأليف: فلك جميل الأسد (رسالة ماجستير)
    16) الجسد
    تأليف: ميشيل برنار
    ترجمة: إبراهيم خوري
    17) شعرية المرأة وأنوثة القصيدة: قراءة في شعر نزار قباني
    تأليف: د. أحمد حيدوش
    18) مواقع إلكترونية
    جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع اكتشف سورية



    نبيل سلامة
يعمل...
X