تويت
ابتسام زين الدين..
سيدة من السويداء تحدت ظروف الحياة الصعبة
بإرادتها القوية وحولت أرضها البور إلى مشروع زراعي ناجح لإنتاج التفاح
سيدة من السويداء تحدت ظروف الحياة الصعبة
بإرادتها القوية وحولت أرضها البور إلى مشروع زراعي ناجح لإنتاج التفاح
السويداء-سانا لم يمنعها الفقر والظروف الحياتية الصعبة بعد وفاة زوجها من العمل لتوفير حياة أفضل لأسرتها فاستطاعت بعزيمتها الصلبة وإرادتها القوية أن تحول أرضها غير المستصلحة إلى مشروع زراعي ناجح لمحصول التفاح.
وتقول ابتسام زين الدين من قرية قنوات في محافظة السويداء التي تعيل أسرة مكونة من 7 أفراد إن فكرة غرس التفاح جاءت نتيجة حبها للأرض وحاجتها لقهر الفقر وتأمين معيشة أسرتها مبينة أنها بعمر العشر سنوات عملت في الزراعة مع جدها.
ولفتت زين الدين التي تقوم بالخدمات الزراعية المختلفة من تقليم التربة وتطعيم الأشجار بيدها إضافة إلى مساعدة أولادها في جني الثمار إلى أن الأرض التي استصلحتها تمتد على مساحة17 دونما وتضم375 شجرة تفاح يتراوح إنتاجها السنوي بين 6 إلى9 أطنان.
وتطمح ابتسام50عاما أن توسع مشروعها الزراعي مستقبلا لكونها تحتاج حاليا لوسيلة نقل تدعم عملها الزراعي مبدية استعدادها لقيادة الجرار الزراعي في حال توافره.
وتقول زين الدين إنها كرمت كأم متميزة ومنتجة بمناسبة عيد الأم خلال العام الحالي كما حصلت على شهادة تقدير من مشروع الحفظ والاستخدام المستدام للتنوع الحيوي الزراعي في المناطق الجافة لجهودها في استخدام السلالات المحلية والأقارب البرية للأشجار المثمرة حفاظا على التنوع الحيوي وحازت شهادة تقدير من الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية وشهادة من معرض السياحة الداخلية عام 2008لمشاركتها المتميزة فيه ضمن جناح السويداء وشهادة من مديرية الزراعة لحضورها الفعال في معرض التفاحيات عام2003.
ودعت زين الدين إلى دعم المنتج الزراعي ورفع سعر محصول التفاح بالنسبة للمزارع ومنع استغلال التاجر لجهد الفلاح وإيجاد مشروعات للأرامل والمطلقات لتأمين دخل مادي مناسب لهن.
بدورها بينت أمل ابنة ابتسام أن أمها ربتها وأخوتها بكدها وتعبها ولم تجعلهم يشعرون أبدا أنهم بحاجة أحد كما زرعت في نفوسهم حب العمل والأرض وعدم اليأس.
من جانبه قال الدكتور بيان مزهر رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية في السويداء إن ابتسام تمثل انموذجا للمرأة الريفية المكافحة مبينا أنها تقدم الخدمات بنفسها لبستانها وتراعي الأساليب الزراعية الحديثة والمكافحة المتكاملة وفق منهج علمي مع أخذها بنصائح الفنيين الزراعيين.
وأضاف أن زين الدين تمتاز بعملها في الصناعات الريفية القديمة الغذائية منها كالزبيب واليدوية كصناعة القش حيث دربت العديد من النساء داخل المحافظة وخارجها على هذه الصناعات لافتا إلى أن وفدا فرنسيا زار السويداء وبعد أن اطلع على تجربتها فوجئ بها كمديرة ريفية منتجة.
من جهتها أوضحت ماجدة غانم رئيس الرابطة الشرقية للاتحاد النسائي في السويداء أن ابتسام زين الدين فقدت زوجها بعد10 سنوات من زواجها وكان عمرها27عاما وهي تربي أولادها وأولاد زوجها من زوجه السابقة دون تعب مبينة أن الفقر كان أكبر حافز لها لتستصلح أرض زوجها التي ورثتها بورا.
وأشارت إلى أن ابتسام حرثت أرضها بالمحراث القديم بنفسها وكانت تستعين بمن يساعدها من أقاربها حيث زرعت أكثر من300شجرة تفاح واستغنت عن العون عبر إنتاجها لتفاح ذي نوعية جيدة.
بدوره لفت المهندس سهيل زين الدين إلى أن الأم المزارعة ربت أسرتها دون حاجة أحد عبر إنشائها3بساتين للتفاح ونافست المزارعين في هذا المجال إضافة إلى قيامها بأعمال الحصاد وصناعة الخبر العربي والمأكولات الشعبية وتنجيد المفروشات وغيرها من الأعمال مبينا أنها تنجز الكثير من الأعمال الزراعية كالتقليم والقطاف والرش بنفسها.
تقرير عمر الطويل