إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المتة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المتة

    منقــــول

    المتّة" مشروب عشبي يدمنه السوريون بسبب خواصه العلاجية
    قد يلاحظ المستهلك في دول الخليج وجود أكياس وعلب لمشروب عشبي يسمى "المتة" في أقسام بيع الشاي والبابونج وغيرهما في مراكز التسوق
    وخاصة تلك التي يرتادها المقيمون السوريون، ولكنه يتجاهل شرائها أو حتى قراءة ما يدون على غلاف العلبة لعدم معرفته بخواصها وفوائدها، إلا أن هذه النبتة تعد من أهم أنواع المشروبات في سوريا ولها عادات وطقوس خاصة بها.
    تقدم "المتة" في كأس صغيرة تملأ حتى النصف بهذه النبتة، وتشرب عن طريق مصاص حديدي له ثقوب في أسفله، يساعد على مرور الماء الفاتر المضاف إليها، بعضهم يفضلها مع السكر، والبعض الآخر مع البابونج أو النعناع وبعضهم يستبدل الماء الفاتر بالحليب.
    ويقتصر شرب المتة على المنازل، لصعوبة الحفاظ على درجة حرارة المياه الفاترة، وكثرة ما تتطلبه المتة من تجديد وإعادة تعبئة في الكأس، إلا أن مقهى وحيدا في دمشق تخطى هذه العقبة وبدأ بتقديمها لزبائنه.
    يقول عاصم سيدا مدير مطعم النخيل في دمشق " ظهرت المتة منذ عشرين سنة ، وهناك كثيرون يحبون تناولها، ورغم صعوبة تقديمها في المقاهي، إلا أننا استطعنا إيجاد طريقة لتقديم المياه الفاترة بين الحين والآخر للزبون، للمحافظة على نكهتها وعدم إتلافها"، مشيرا إلى أن أغلب شاربي المتة من أهل مدن السلمية والقلمون والساحل والسويداء ومنطقة الغاب، وهي معروفة بتهدئة الأعصاب وتخفيف القلق.
    وعن طريقة تقديمها قال "تقدم المتة بعدة أشكال، فهناك المتة السادة والمتة مع البابونج والنعناع والخلطات العشبية والحليب"، مشيرا إلى أن سعر "الضرب" الطلب الواحد 35 ليرة سورية أي أقل من دولار واحد)، ويشمل الضرب تقديم كأس المتة الصغيرة مع المصاص وإبريق يمكن تسخينه مرارا.
    ويقول محمد النحلاوي (أحد تجار المتة ومستلزماتها في دمشق) "للمتة كأس خاصة مصنوعة من الخشب يسمى (الجوزة) ، ويصنع من نبات القرع، حيث يجفف بعد أن ينضج ويصبح قاسيا، ثم يفرغ من داخله، ويضاف إليه السكر والفحم والماء، ويرج جيدا، وبعد تنظيفه يصبح جاهزا للاستخدام ، وكانت الجوزة قديما تصنع في الصين خصيصا لسوريا ومنها إلى لبنان".
    وأضاف النحلاوي "الطريف في الأمر أن السائحين يقبلون على شراء مستلزمات المتة بالكامل وشربها حسب تقاليدها وأصولها، خاصة بعد أن يتعرفوا على فوائدها، وبعضهم يعرفها جيدا خاصة أهل الأرجنتين، وهي بلد المنشأ لهذه النبتة وسكان بلاد أمريكا الجنوبية، وتسمى عندهم بنفس الاسم (متة) ، ويشربونها بنفس الطريقة ، باعتبارها أفضل من الشاي، خاصة وأنها تساعد على غسل الأمعاء والقضاء على الرمل وتفتيت الحصى في المرارة والكلية، إضافة إلى أن الإكثار منها لا يؤدي إلى توتر الأعصاب كما يحدث في الشاي، كما أنها تمنع ظهور الكرش وتذيبه عند من يعانون منه".
    ويقول الدكتور فارس هلال (طبيب تغذية واختصاصي بالمعالجة العشبية) "يعود تاريخ اكتشاف المتة إلى أزمنة قديمة جدا، فهي تعاصر فترة ظهور الشاي، وأصل منبتها في أمريكا الجنوبية، وتصلنا حاليا من الأرجنتين التي تعتبر أكثر الدول تصديرا لها، وقد وصلت إلى سوريا عن طريق المغتربين الذين قدموا من تلك البلاد".
    وأضاف الدكتور هلال: "عشبة المتة عبارة عن ساق رفيعة حولها أوراق، ويتم قطف الساق كاملا ما عدا الجذر وطحنه، وتختلف نكهاتها بحسب طريقة إعدادها في المعمل أو المختبر، وتعقم عن طريق صعقة الغاز كباقي الأعشاب كي لا تفقد خواصها العلاجية، ثم تغلف بإحكام لعدم تعريضها للضوء، وبعد تفريغها من الهواء تصبح جاهزة للاستخدام وللحفظ فترات طويلة، ويتم تناول المتة عن طريق النقع في مياه فاترة درجة حرارتها 80 درجة مئوية ثم تشرب"، مشيرا إلى أن إضافة الماء المغلي يفقد المتة عناصرها الدوائية.
    وعن الخواص العلاجية للمتة يقول الدكتور هلال"من خواص المتة إدرار البول، والمساعدة على التنبيه، ولكنها أقل تركيزا من باقي الأعشاب في خواصها، فهي مدرة قليلا ومنبهاتها أقل من الشاي والقهوة، لذا يمكن اعتبارها النبتة الوسط، فهي تحتوي على مجمل الخواص العلاجية، ولكن بنسب وسطية، ما يسبب فعاليتها العلاجية ، لذا تجدها مرغوبة من قبل المستهلكين، وغير مستخدمة في المختبرات في صناعة الأدوية".
    وأشار الدكتور هلال إلى أن من مميزاتها أنها مدرة للبول ومدرة أيضا للحليب لدى المرضعات، ومنبهة، وتعمل على تفتيح الذهن، وتخفف الشهية للطعام، وتساعد على تخفيف الوزن، كما أنها مفيدة بالنسبة للمدخنين، حيث تعمل على تطهير مجاري التنفس .
    وأوضح اختصاصي المعالجة العشبية أن الاستخدام المتكرر للمتة يسبب نوعا من التعود كالتعود على شرب الشاي والقهوة، وفي بعض الحالات العلاجية النادرة والمقتصرة فقط على الاستخدام الطبي يمكن وضع وريقات المتة على لوح حامٍ واستنشاق الدخان المتصاعد منها ، ويكون لذلك نفس التأثير في حالة الشرب
    دمشق: المعتصم خربيط
    عبير
    :p
يعمل...
X