إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشعر الرمزي ما بين السوداوية والإبهام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشعر الرمزي ما بين السوداوية والإبهام

    ظهرت الرمزية كمذهب أدبي في أوروبا أوائل القرن التاسع عشر كرد فعل على الرومانسية والبرناسية والواقعية، حيث أهملت الرومانسية الالتفات إلى عالم اللاشعور، ونبذت حركات التمرد والرفض، فتأقلم أدباؤها مع المجتمع الجديد وقيمه، بعد أن وصلوا إلى أوج ازدهارهم المادي والمعنوي، فأصبح هوغو عضواً في مجلس الشيوخ، وتقلد لامارتين المناصب الرفيعة، واعتكف دوفيني في برجه العاجي، وبحسب محمد عزام فإن البرناسية أو مذهب الفن للفن تكفي حاجات الروح الشاعرة، فهي وإن أرضت الإحساسات الجمالية واستهدفت نحت الصور الحسية فإنها لم ترو ظمأ الحاجات الوجدانية والعاطفية في النفس الشاعرة، كما أخفقت الواقعية أيضاً في الوصول إلى حقائق الأشياء، لأنها أدركت ظواهرها فحسب، ما جعل بعض الفلاسفة ينكر وجود الأشياء الخارجية، ورأوا أننا لا نعرف سوى صورها الذهنية المنعكسة في مداركنا.. وظهر شبان جدد استحوذ عليهم البؤس واستبدت بهم عاطفة الحقد والكراهية نحو المجتمع البرجوازي الجديد، فتحولوا من التغني بالعواطف العامة إلى تحليل مشاعر خاصة ونادرة.. وقد استندت الرمزية إلى المثالية الأفلاطونية التي تنكر حقائق الأشياء المحسوسة، ولا ترى فيها غير صور ورموز للحقائق الموجودة في عالم المثل، في الوقت الذي أخفقت فيه الحركة العلمية التي أنيطت بها آمال جسام لسبر أغوار النفس والمادة، فتبين أن المعرفة العلمية سطحية ونسبية، وأن العلم إذا كان قد أدرك ظواهر الأشياء فإنه عجز عن إدراك حقائقها، كما كانت الفلسفة المثالية الألمانية عنصراً آخر في تكوين الرمزية، فقد كان لفلسفة كانط تأثير بالغ في المذهب الرمزي، كما أثرت أفكار شوبنهور التي ترى الفن تأملاً روحياً خالصاً خارجاً عن مجال الإدارة ومصالحها الذاتية، ثم جاء فرويد ليعلن أن اللاوعي هو الذي يسيطر على البشر، وهو الذي يحدد تصرفاتهم ويوجهها، وأن له دوراً مهماً في توجيه الأدباء إلى أعماق النفس البشرية بوصفه المحرك الأخير للسلوك وهو الذي يتحكم بالأفعال..

    أكثر...
    سمير حاج حسين
يعمل...
X