إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العودة إلى الطبيعة - إعداد منال إدريس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العودة إلى الطبيعة - إعداد منال إدريس

    العودة إلى الطبيعة
    إعداد منال إدريس
    العودة إلى السعادة
    كانت السعادة دوما مطلب الإنسان، يبحث عنها و ينشدها و يعمل المستحيل للوصول إليها،و لعل هذا هو الخطأ الذي ارتكبه ، فالإنسان ينظر للسعادة كشيء يجده أو يصل إليه، و ليس شيء يصنعه بيديه فالسعادة من صنع الإنسان نفسه و من اختياره هو. لكل إنسان معنى يختاره للسعادة و طريق يسلكه ليحصل عليها، و لكني أظن إن كلنا يثق تمام الثقة بان الصحة النفسية و الجسدية هما أحدا العوامل الرئيسية لتحقيق سعادة متكاملة.
    في سعي الإنسان وراء السعادة الصحية اخذ يتخبط كالضائع يلقي التهم على كل ما حوله و يلومهم على تعاسته، فقد صرفت مبالغ طائلة على مجال الرعاية الصحية و الأدوية والعقاقير التي تقدم وعودا بالصحة والسعادة، ولكن للأسف الحالة الصحية للغالبية العظمى لم تتحسن. و اتجه العديد من الناس إلى اتهام نوعية الطعام الذي يتناولونه بأنه سبب تعاستهم، و كان هذا الاتهام جريئا، فقد اعتدنا على مفاهيم صحية و غذائية معينة درسناها و تعلمناها من صغرنا و تغييرها صعبا على كثير من الناس، فعناد الإنسان لا يسمح له بتقبل التغيير بسهوله.اعتدنا على الاعتماد على اللحم و الحليب و المنتوجات الحيوانية الأخرى ظنا منا أنها الأطعمة التي تعطينا القوية و تبني لنا عضلاتنا و أنسجتنا، حفظنا ذلك دون أن نلتفت إلى احتوائها على كميات كبيرة من الدهون والملح و السموم التي تضعفا و تجعلنا صيدا سهلا للأمراض، كما تعودنا على سهولة الطعام المصنع و المكرر، فهو سهل التحضير، رخيص الثمن، متوفر بكل مكان، لذيذ الطعم، و الأهم من كل ذلك انه يشبع معدتنا. و لم يلفت أي احد انتباهنا بأنه طعام فقير بالمغذيات الطبيعية المهمة و مشبع بالمواد السامة أو الضارة. و وجه آخر أصابع الاتهام إلى أن الأدوية التي اعتدنا عليها لا تلتفت إلى سبب المرض و لا يعالج المشكلة من جذورها فتكتفي بالقضاء على أعراض المرض التي قد تكون وجدت لخير الإنسان فاختفاء الأعراض لا يعني اختفاء المرض، فنمرض من جديد و يصبح المرض ضيفا تعودنا عليه.
    تعدنا الطبيعة بصحة أفضل وسعادة أكبر. أنها باب مفتوح لكل شخص يرغب في تغيير أسلوب حياته وتحمل مسئولية أكبر اتجاه نفسه.من خلال اعادة التوازن الى اجسادنا و احياء فطرتنا عن طريق العودة الى قوانين الطبيعة التي يجب ان تحكمنا، ما نحتاجه هو نظرة حب إلي جمال و روعة الطبيعة، هو تقدير و شكر و عرفان للخالق تبارك و تعالى، انه احترام قوانين الكون ، و فن العيش ضمن النظام الطبيعي للكون، فيأخذ الانسان دوره الصحيح بلا تعدي على حقوق الله أو حقوق الطبيعة و يصبح كفؤا للقب خليفة الله.
    هذا النظام الطبيعي للحياة ليس إلا أداة تفتح عيوننا لنرى بنظرة أوسع و اشمل هذا الكون، هذه دعوة "للتأمل" بحياتنا العصرية و كم سرقت من إنسانيتنا، العودة الى الطبيعة هي إجابة و حل للغز قد حيرنا، ما هي السعادة ؟ هل أنا سعيد؟ هل يريد الله لنا السعادة؟ و هل السعادة التي أريدها هي نفسها التي يريدها لي الله؟
    مع الأسف فقد ينشغل بعض الناس بالعبث هنا و هناك بالبحث عن مجادلات والجمل الهجومية و الرفض لمجرد الرفض، فينشغلون عما هو أهم، و يشغلوننا بالإجابة على أسئلتهم الصغيرة بدل البحث عن إجابات لأسئلتنا الكبيرة فتهدر طاقاتنا و تضيع.
    من أسباب بعض المفاهيم الخاطئة عند الناس عن نظام العودة الى الطبيعة هو انه قائم على مفاهيم شرق آسيوية قد تبدو غريبة علينا بالإضافة إلى الاعتقاد انه نظام غذائي فقير و محدود و يقيد حريتهم بأكل ما لذ و طاب، إيضاح كل هذا يمكن سهل و يسير، فالطبيعة جزء من كل اجزاء العالم،هذا هو نظام مرن يصلح لكل الشعوب، كما إن تحوير أكلاتنا العربية لتتناغم مع نظام متوازن أسهل بكثير من غيرها.
    إن ما ندعوا اليه هو إطلاق سراح الإنسان من قيود الحياة العصرية و جعله حرا يختار طريقه بنفسه عن فهم و دراسة و إيمان و اقتناع، فيحرره من عبودية السكر و يفك السلاسل الضيقة حول بطوننا و عقولنا و يخلصنا من استعمار الكيماويات لأجسادنا.
    إنني هنا لا أدافع عن اعتقاداتي الخاصة بقدر ما أدافع عن العلم، و هذه ليست دعوة الى اي شيء عدا دعوه للتجربة. فلنجرب معا هذه الحياة الحرة النظيفة المفعمة بالصحة و الراحة و السعادة.
    لقد أُمرنا بالعلم، فما هو العلم ؟ و لماذا كل هذا التركيز في الأديان على طلب العلم؟ و هل العلم هو الوصفة السرية للسعادة؟ إن القراءة و الدراسة و الدخول في كل أبواب العلم تكسب الإنسان خبرة و حكمة و نظرة دقيقة بكل الأمور، فتجعله يتعايش مع العالم من حوله باتزان و تناغم، فبالعلم يخشى الإنسان ربه و يدرك عظمه الحياة و يقدر قيمتها، بالعلم يختار الإنسان حياته و لبسه و مأكله و مشربه و طريقة كلامه و حتى أخلاقه، بالعلم نرى ما لا يراه غيرنا، نرى كم نحن صغارا.
    أنا اعمل قدر ما اعلم، فكلما زاد علمي ارتقيت بإنسانيتي إلى مقامات أعلى و نعمت بالسعادة المتكاملة الحقيقية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    العودة إلى الطبيعة - إعداد منال إدريس
يعمل...
X